سوريا واليمن.. حرب التفاوض
بقلم/ مشاري الذايدي
نشر منذ: 8 سنوات و 8 أشهر و 5 أيام
الإثنين 18 إبريل-نيسان 2016 02:57 م
هذا الأسبوع شهد لحظات توتر مدا وجزرا، في ملفات التفاوض بين أطراف الحرب في اليمن وسوريا.
هناك «موسم» دولي وإقليمي لإطلاق مسار سياسي بدل الحرب في هذه الأزمات، بل قل الحروب الداخلية الكبرى.
لا تستوي قراءة أزمتي سوريا واليمن ومؤشرات التفاؤل أو التشاؤم بينهما، لتقع أحيانا في موقع «المتشائل» كما ابتكر الراحل الأديب الفلسطيني إميل حبيبي.
يفترض أن ينجح حوار الكويت اليمني، بتجديد الحكي السياسي، بعد مرور أكثر من عام على لغة الحرب وقاموس القصف وحروف المدافع.
أدرك الحوثي أنه لا يقدر على فرض «نظامه» الزيدي الثوري، بنكهة خمينية، بعد أن رفض المجتمع الدولي ذلك، وبعد أن أبى العرب بقيادة السعودية تلك الخطة، وأجابوا عنها، عبر تفويض دولي، بـ«عاصفة الحزم».
الآن تغيرت لغة الحوثي على عتبات لقاء الكويت، فهاجم الناطق باسم الجماعة ورئيس الوفد المفاوض إلى الكويت محمد عبد السـلام في تصريحات صحفية إيران، وأثنى على السعودية.
وقال عبد الملك المخلافي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية اليمني: «إذا سلم الحوثيون سلاحهم، فسيكونون شركاء معنا في العملية السياسية في الوطن». وهو ما وافق عليه محمد عبد السلام، محددا السلاح الثقيل.
طبعا على الأرض هناك خروقات عسكرية وأمنية يقوم بها الحوثي، خاصة بتعز، وأحيانا أكثر، جماعة صالح.
قد يكون الحوثي «يناور» سياسيا، بل هو الأرجح، لكن هذا غير مهم في لغة السياسة الواقعية، المهم النتائج على الأرض، ليس ما تكنه الصدور، مع بقاء اليقظة حساسة، والضمانات حاضرة.
ربما هذه المتغيرات هي ما جعلت إسماعيل ولد الشيخ أحمد المبعوث الدولي لليمن يقول أمام مجلس الأمن، مؤخرا، إن اليمن بات اليوم أقرب للسلام من أي وقت مضى.
في الملف السوري، يقاتل المبعوث الدولي دي ميستورا، لخلق أرضية مشتركة للتفاوض بين النظام الأسدي والمعارضة، وهي أرضية موجودة أصلا في القرار الدولي 2254 الذي أصدرته المنظمة الدولية التي يمثلها دي ميستورا، ويأبى نظام الأسد التجاوب مع هذا القرار «الإنساني» في مضمونه حول غوث الأهالي وتحرير السجناء خاصة من النساء والأطفال، النظام يماطل مستخدما مدفعية بشار الجعفري اللفظية!
عقدة العقد بمفاوضات جنيف مصير بشار الأسد، ونظامه، فالمعارضة ومعها كل أنصار الشعب السوري، يصرون على أن رحيل القاتل بشار هو أقل شيء يمكن الانطلاق منه لنقاش مستقبل سوريا، بينما يصر الأسد ومعه روسيا على «تضييع» الموضوع، عبر خدعة: ترك الأمر للشعب السوري ليقرر هذا الأمر بحرية! ابتسم.
حروب الكلام أصعب أحيانا من حروب المدافع.
عن صحيفة الشرق الأوسط اللندنية