أبو عبيدة يلقي خطاب النصر ويعلن: معركة طوفان الأقصى دقت المسمار الأخير بنعش الاحتلال وغيّرت المعادلات قبائل أبين تحذر عيدروس الزبيدي : قادرون على انتزاع حقوقنا والوقوف ضد أي قوة تحاول المساس بأمن واستقرار أبين ست جهات حكومية يمنية تبدا سلسلة إجتماعات مع صندوق النقد الدولي في عمّان ورشة توعوية بمأرب حول مشاكل الكهرباء والتحديات والحلول المقترحة ودور الدعاة والخطباء والسلطه المحلية بعد اتفاق غزة.. هل يصبح اليمن الساحة الأخيرة للصراع الإقليمي؟ مسؤولون يمنيون يشاركون في دورة تدريبية في مجال مكافحة الجرائم الالكترونية بالتعاون مع الأمم المتحدة والسفارة اليمنية بالدوحة تظاهرة حاشدة للمعلمين في مدينة تعز تفاصيل توقيع ''تيليمن'' على اتفاقية مع شركة عالمية في دبي لتوفير الإنترنت عبر الأقمار الإصطناعية الحوثيون في البيضاء سجل حافل بالإنتهاكات.. تقرير يوثق أكثر من 8 آلاف واقعة انتهاك فعاليات تنصيب ترامب رئيسًا لأمريكا تبدأ يوم الإثنين
المنطقة رقعة واحدة، ترتبط حروبها ببعضها مهما بعدت المسافات، خاصة منذ اندلاع الثورات في مطلع عام 2011. القتال اندلع بشكل واسع في اليمن منذ منتصف العام الماضي بعد استيلاء الحوثيين على مدينة عمران، ثم احتلالهم العاصمة صنعاء، ثم صارت حربًا كَبِيرَة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، بعد محاصرة الرئيس الشرعي وحكومته.
الاقتتال في اليمن نتيجة للأزمة الإقليمية التي تواجهها إيران في المنطقة، وتحديدًا في سوريا والعراق، حيث تقاتل دفاعًا عن نظامين حليفين لها. فهذه حرب بدأت في الشوارع، ثم تطورت وصارت مواجهات جيوسياسية بين محورين إيراني وعربي خليجي. خوفًا على حليفها نظام الأسد في سوريا، بذلت إيران الدم والمال والسلاح، وتفعل الشيء نفسه في العراق لإنقاذ حلفائها في العراق. من جانبها، اضطرت السعودية للتدخل عسكريًا في جارتها الجنوبية، اليمن، بعد أن سعى الإيرانيون لتغيير النظام عبر حليفهم الحوثي، مع الرئيس المعزول شعبيًا علي صالح، الإيرانيون يعتقدون أن إشغال السعوديين في اليمن هدف بحد ذاته، لمنعهم من مواجهة نشاط إيران في العراق وسوريا. فاليمن بلد كبير، مساحته تبلغ نحو ثلاث مرات مساحة سوريا، وأرضه أكثر وعورة، ولا يوجد فيه نظام مركزي يمكن القضاء عليه بسهولة. وإضعاف السعودية في الجنوب سيعني إضعاف منطقة الخليج بشكل عام، بما يمهد لإيران للتصرف وفق طموحاتها في المنطقة.
وبسبب هذا الترابط الجيوسياسي الحرب في اليمن جزء من الحرب في سوريا. وفصل آخر من مشروع إيران تغيير الخريطة، والتقدم، مستغلة حالة الفوضى التي أوجدتها الثورات. وفي هذه اللحظة تسعى إيران لوضع خصمها الرئيسي، السعودية، وسط كماشة تهددها بين العراق واليمن. والعراق امتداد طبيعي وسياسي لسوريا.
للدفاع عن نفسها، ستحتاج السعودية إلى أن تدعم بشكل أكبر التنظيمات السورية المعارضة، تحديدًا الائتلاف المعارض، حتى تزيد الضغط على إيران التي تعاني كثيرًا هناك. فحرب سوريا صعب على إيران أن تكسبها، أما اليمن فإن السعودية أقدر على الانتصار فيه. غالبية الشعب السوري معادٍ ومنتفض ضد النظام، وحليفه إيران، منذ أربع سنوات، أما بالنسبة لليمن فإن غالبية اليمنيين ذوو علاقة قوية بالسعودية لعقود طويلة. والحكومة السعودية على علاقة خاصة وطويلة مع معظم مكونات اليمن، شماله وجنوبه، مع قبائله، ووجهاء المجتمع، ورجال أعماله. وسبق لإيران مرات الدخول إلى اليمن للتأثير عليه، لكنّها لم تنجح، حتى استثمرت علاقة بنتها دينيًا وسياسيًا مع الحوثيين، وهي جماعة ليست كبيرة بالمقاييس اليمنية، لكنها استغلت الفوضى بعد الثورة وتحالفت مع قوى النظام الذي سقط.
وبسبب فشل إيران في فك الحصار عن نظام الأسد في سوريا، الذي تقاتل عنه مُنْذ عامين، فهي تريد فرض حصار عَلى النظام اليمني الشرعي، بتقديم الدعم للمتمردين، والذي أتوقع أن يتضاعف خلال الفترة المقبلة، ومن خلالهم خلق جيب يهدد السعودية من جنوبها. ومع أن حلفاء إيران نجحوا في إقصاء الحكومة الشرعية من العاصمة صنعاء، ثم لاحقوها وحاصروها في عاصمتها المؤقتة في عدن، فإن التدخل السعودي عسكريًا وسعيه لبناء تكتلات موالية في أنحاء اليمن سيفشل مشروع الكماشة، لكن الفوضى التي خلقها الإيرانيون في اليمن بالفعل قد تشغل السعوديين عن مصالحهم الإقليمية والدفاع عنها. النظر إلى خريطة الصراع الإقليمي تبين طبيعة ومسار النزاع، يتطلب من دول الخليج تقديم المزيد من الدّعم للثورة السورية. الهدف محاصرة النظام السوري وإجبار إيران على القبول بحل إقليمي تحترم من خلاله الكيانات القائمة، وتكف عن نشاطها التخريبي المستمر منذ بدايات الثمانينات، والمسؤول عن لبنان المزعزع، والانقسام الفلسطيني في الأراضي المحتلة، والتنازع الطائفي في العراق، والفوضى في البحرين! هذه كلها قصة واحدة تعبر عن نشاط إيران في المنطقة، والذي سيزداد استباقا لمؤتمر كامب ديفيد الذي تعهد الرئيس الأميركي بتنظيمه لجمع الأطراف الإقليمية المتنازعة عَلى طاولة واحدة.
* نقلا عن "الشرق الأوسط"