آخر الاخبار

عاجل :إسرائيل تستعد لتوجيه ضربات وصفتها بالقاضية للمليشيات الحوثية في اليمن المليشيات الحوثية تقتحم مجمع أبو بكر الصديق التربوي بحملة مسلحة وتعتقل أحد التربويين اللواء سلطان العرادة يطالب الشركاء الإقليميين والدوليين إلى تصحيح مسار العملية السياسية في اليمن والتحرك العاجل لردع المليشيات الحوثية مليشيا الحوثي تفرض حراسة مشددة على جثث الأسرى بعد تصفيتهم جنوب اليمن والأهالي يطالبون الأمم المتحدة بالتدخل العاجل اللواء سلطان العرادة يوجه إنتقادات لاذعة للإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي لتعاملهم الناعم مع المليشيات الحوثية ويضع بين أيديهم خيارات الحسم - عاجل السلطة المحلية بأمانة العاصمة تحذر مليشيا الحوثي من تزوير ونهب الممتلكات العامة والخاصة من الأموال والأراضي والعقارات أول رئيس يدعو لرفع هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب ويعرض مساعدات عسكرية لسلطة سوريا طلاق شراكة جديدة: 30 شركة بولندية تعتزم فتح مقرات في دولة عربية وزارة الأوقاف والإرشاد تكشف عن قائمة أسعار وتكاليف الحج للموسم 1446هـ مأرب برس يكشف أساليب وطرق المليشيات الحوثية في عسكرة جامعة صنعاء وطرق تحويلها الى ثكنات ووقود للأجندة الطائفية

ماذا بعد مبادرة الاجماع الوطني
بقلم/ عارف علي العمري
نشر منذ: 10 سنوات و 3 أشهر و 11 يوماً
الجمعة 05 سبتمبر-أيلول 2014 03:07 م

منذ تولي الرئيس هادي السلطة في اليمن بشكل رسمي في 21 فبراير 2012م واجهت اليمن العديد من المشاكل المعقدة والأزمات المركبة التي عصفت بالشارع اليمني وجعلت الكثير من المتابعين يحبس أنفاسه ترقباً لانفجار وشيك في اليمن قد تمتد آثاره الكارثية إلى ماوراء الإقليم العربي , ولكن مع كل حدث يعصف باليمن كان هادي يثبت انه رجل المرحلة والقائد الماهر للسفينة التي تعرضت للخرج من كل جانب.

أحداثاً مضت لم تكن عابرة ولن تستطيع الذاكرة نسيانها , فمن احتواء الرئيس هادي لأحداث الحصبة التي حولت أجزاء كبيرة من العاصمة إلى أطلال موحشة , إلى سحب فتيل المواجهة المسلحة في أرحب ونهم وتعز , و جمع الفرقاء الذين تقاتلوا طويلاً على طاولة الحوار الوطني الذي مثل بادرة إقليمية ودولية فريدة , مروراً بالتحديات التي واجهت الرئيس هادي في أبين من خلال مواجهة عناصر القاعدة , وليس انتهاء بالمآسي المؤلمة التي ارتكبها الحوثي في دماج وتهجير أهلها بقوة السلاح في تطور خطير تم على أساس فرز مذهبي , مروراً باجتياح عمران والتي كشف تقرير حقوقي عن سقوط 722 قتيلاً وجرح 1834 من أبناءها خلال المواجهات المسلحة بين جماعة الحوثي والجيش , إضافة إلى 213 مخطوف و 24205 مهجراً نتيجة لقتل الحوثيين أبناء المحافظة على أساس عرقي وطائفي , إضافة أيضاً إلى تدمير 89 منزلاً و ثلاثة مساجد , وقتل قائد محور عمران وقائد اللواء 310 مدرع العميد حميد القشيبي , وليس انتهاءاً بالمواجهات المسلحة التي يشنها الحوثي على الجيش والقبائل السنية هناك.

هذه المرة كان التحدي اكبر من اللازم وحاصرت جماعة الحوثي صنعاء من كل الاتجاهات بهدف إسقاط صنعاء تحت لافتة إسقاط الحكومة والجرعة , وكان الرئيس هادي صاحب النفس الطويل والنضرة الثاقبة وقدمت الدولة الكثير من التنازلات ليس خوفاً او جبناً بل حقناً للدماء وتغليب لغة السلم على لغة الحرب وثقافة الحوار على لهجة القوة.

كان بإمكان هادي أن يذهب إلى خيار الحرب فهو الخيار الأخير والمر في نفس الوقت وكانت عوامل النصر ومؤشراته حاضرة بقوة من خلال دعم أممي وتأييد إقليمي واصطفاف شعبي كبير من قبل السواد الأعظم من الشعب اليمني إلا أن الرئيس هادي وقف موقف الحكماء وتصرف تصرف العظماء فالنار لاتطفي النار والحرب لاتجلب إلا الخراب وعند أن ينسد الافق تبرز الحكمة اليمانية في أسمى تجلياتها وأروع صورها.

كان الرئيس هادي شجاعاً في اتخاذ حزمة من القرارت وأبرزها تخفيض أسعار المشتقات النفطية التي دعت إليها كل القوى السياسية دون استثناء.

كما ان قرار تشكيل حكومة وحدة وطنية على أسس الكفاءة والنزاهة  والشراكة الوطنية قرار صائب في الوقت الذي لايمتلك كل يمني إلا أن يقدم الشكر لأحزاب اللقاء المشترك وشركائه والمؤتمر وحلفائه بإفساح المجال أمام مكونات الحراك والحوثي الاندماج في الحياة السياسية والابتعاد عن إرهاب الناس وقتل الأبرياء على أسس المذهبية أو المناطقية , وهذا يعكس حساً وطنياً لدى القوى السياسية التي وقعت على المبادرة الخليجية التي ستقدم تنازل مؤلم ولكنه في سبيل الوطن وتفويت الفرصة على من يريد أن يظل اليمن رهيناً لعمليات العنف والفوضى, وحفاظا على التوافق الوطني وتجنيب البلاد الانقسام وحرصا على المصلحة الوطنية العليا.

ثمة أشياء مهمة جداً تضمنتها المبادرة كإعادة النظر في السياسات الاقتصادية والمالية والنقدية وتنفيذ حزمة من الإصلاحات العميقة , وهذا ماينادي به اغلب الوطنيين الحريصين على اليمن ومصلحته الوطنية , فهناك مايقارب أربعمائة آلف وظيفة وهمية من شانها أن تخفف من معدلات الفقر ومعدلات البطالة التي تشهدها اليمن .

ماورد في المبادة إجمالاً يشجع على خلق بيئة من الاستقرار السياسي ويبعث الأمل على بدء مرحلة جديدة يعمل فيها الجميع للوطن ومن اجل الوطن بعيداً عن اهواء ومصالح شخصية ورغبات آنية من شانها ان تضر بالوطن ومصالحه العليا .

الكرة الآن في ملعب الحوثي وهو المستفيد الأكبر من المبادرة في حال بادر إلى سحب ميليشياته من عمران وأوقف زحفه على الجوف ورفع خيام أنصاره من محيط ووسط العاصمة وإفساح المجال أمام الدولة لبسط نفوذها على كافة الأراضي اليمنية وتسليم الأسلحة الثقيلة للدولة تنفيذاً لمخرجات الحوار الوطني التي تنص على أن على الدولة أن تتخذ إجراءاتها المناسبة لفرض هيبة الدولة على كل شبر من أراضي اليمن ومياهها الإقليمية وأجوائها وعدم السماح لأي جهة أن تحل محل الدولة.