مابين محسن وصالح هل يوجد خيارات اخرى ؟
بقلم/ علي ناصر قايد البخيتي
نشر منذ: 13 سنة و شهر و 6 أيام
السبت 19 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 06:01 م

وصل نظام صالح الى درجه من الإفلاس بحيث لم يعد بإستطاعة المؤيدين له الدفاع عنه الا بطرق التفافيه عبر وضع الشعب بين خيارين إما علي صالح أو علي محسن وكأنه لا توجد خيارات اخرى .

والمؤيدين للنظام نوعين :

الأول يدافع عن النظام بشكل مباشر.

والثاني يدافع عن النظام بشكل غير مباشر (أصحاب نظرية إما علي أو علي)

وهؤلاء بين بسيط تأثر بإعلام النظام وأتباعه ونقول له لا تصدق تلك النظريه ففيها مغالطات كبيره ولا تستند الى حقائق ملموسه ,

 ومستفيد من النظام ( أو صاحب مصالح مشروعه ويخاف عليها ) يمنعه وعيه بمساوئ النظام من الدفاع المباشر عنه ونقول له لا تبرر لنفسك فهناك خيار الصمت ,

أومكلف بلعب هذا الدور ونقول له إرجع الى ضميرك .

نحن نعتبر أن محسن وصالح شركاء فيما حصل لليمن طيلة 33 عاماً الماضيه وإن بدرجه متفاوته بتفاوت المناصب ولكن بدأت تظهر فروق بينهما !

محسن قرأ المتغيرات جيداً وفهم ان الوقت قد حان للتغيير , فأستغل الثوره ليمرر خروجه من المشهد عبرها ليأمن على نفسه و مصالحه , وليكسب إحترام أوسع شريحه من الشعب ومن القوى المؤهله لإستلام السلطه , ليتفادى محاكمته في المستقبل مستعيناً بوقوفه مع الثوره وهو على رأس فرقه مسلحه .

والمتابع لتصرفات الجنرال بدقه خصوصاً عدم إلحاقه أبنائه في السلك العسكري وتوجيههم نحو أنشطه اخرى يستنتج فعلاً ان محسن لا يريد أن يصبح رئيساً في المستقبل ليس عزوفاً منه في السلطه وإنما لعلمه بإستحالة ذلك محلياً ودولياً.

قد يقول البعض أنه إنظم للثورة من أجل مصلحتة ونقول لهم هذا لا يعيبه فأغلب مؤيدي الثوره لهم مصلحه معينه منها وإن إختلفت أنواع المصالح وأحجامها ومدى مشروعيتها ولو يصارح كل واحد منا نفسه قليلاً سيجد أن له مصلحة يحاول إخفائها أحياناً حتى على نفسه فلا نلبس أنفسنا ثوب القداسه .

إلا أن المشكلة مع محسن أن من حوله وخصوصاً من المؤدلجين وبدلاً من أن يتصرفوا بشكل يظهر سعيه من الآن على الأقل لخدمة المصلحة الوطنية العامة عبر المساهمه في إنجاح الثوره بالبقاء على مسافه واحده من مكونات الثورة , وأن يتصرف كقائد عسكري محترف داعم للثورة وليس لأحد أطرافها , وأن لا ينجر الى معارك جديدة تقضي على أحلامه في العيش آمناً في اليمن على أهله وماله , بدأوا في جره الى معارك جديدة ( ليس لها بعد وطني ) إمتداداً لمعاركه السابقة , ولم يحسنوا إخراج طريقة تعاطيه حتى مع الإعلام حيث تم إظهاره في خطابات مقرونةٍ بالمناسبات والأعياد العامة وبنفس الصورة الشكلية التي سئمناها من صالح , والورود أمامه , في مقارنة ندية بصالح توحي ( خطأ ) للمتابع البسيط بصحة ما تروج له وسائل إعلام النظام من تطلع محسن للرئاسة , وكان يفترض به كعسكري محترف أن يبقى في الضل , وأن يتصدر تلك المشاهد الخطابية الاستاذ / محمد سالم با سندوه الرجل المدني ورئيس المجلس الوطني لقوى الثورة الذي يفترض إظهاره هو وليس محسن في ندية مع صالح لنقدم للعالم نموذج للرئيس المدني القادم الذي قد يحظى بقبول من أغلب مكونات الشعب ولا يترك مخاوف في الداخل أو لدى بعض الدول .

وبالإنتقال الى صالح الذي لم يعي المرحلة جيداً ولم يدرك المتغيرات الجارية حوله وفي العالم بسبب ثقافته المحدودة جداً , وطمعه في توريث أبنائه الذي أعمى بصيرته الفطرية وأصابه في مقتل , فخسر بذلك أقرب وأقوى حلفائه من العسكريين والقبليين ومن التيار الديني الذي كان يبرر له بقائه مقابل ترك الساحة الدينية والثقافية له في تحالف يشبه الى حد بعيد تحالف ال سعود مع الوهابية , والذي إعتقد مغروراً أنه استطاع أن يخرج من أزمات أكبر وأهمها حرب 94 م , متناسياً أن ما أكسبه تلك المعارك هو تحالفاته المذكورة أعلاه والبعد الوطني والديني الذي أسبغه لتلك المعارك والذي لا يمكن إسباغه لمعركة التوريث .

صالح ومن معه يرددون دائماً أن ظروف اليمن غير تونس ومصر وليبيا , هذا صحيح الضروف تختلف وإختلاف الظروف لا يعني بقاء صالح وإنما قد يعني إختلاف سيناريوا نهايته فقط , فدائماً الحكام هم الزائلون – وإن إختلفة سيناريوهات الزوال – والشعوب هي الباقية .

ومشكلة صالح أن من معه يخوضون معركتهم الشخصية مستخدمين ما تبقي منه , فالجيل الثاني من اسرته يستصعب خروجه المهين من السلطة لصالح أقرانهم اللدودين الذين من المحتمل أخذهم السلطة أو جزء منها عبر التغيير المحتمل , غير مستوعبين المتغيرات على المستوى العربي والعالمي متعاملين مع الأزمه بمعزل عن الواقع والظروف الإقليميه والدوليه فحشروا أنفسهم في بوتقه واحده مع ماضي وحاضر صالح بينما لو بقوا خارج المشهد الدموي الأخير - أو بعضهم على الأقل - لكان من الممكن إستيعابهم تحت أي مسمى وبأي صيغه للحل ليحفظوا الحد الأدنى من التواجد في الساحة السياسيه والشعبيه ما يمكنهم من حماية أنفسهم وصالح والمصالح تحت غطاء حزبي سياسي كما فعل بعض أولاد الشيخ عبر تقاسم الأدوار وعبر تواجد بعضهم في المعارضة وبغطاء حزبي يسمح لهم بتوفير الحد الأدنى من الحصانة السياسية والشعبية لهم ولمصالحهم .

ومشكلة صالح أيضاً أنه يضيع تدريجياً فرصاً للحل قد لا تتاح له لاحقاً ويتذاكى على المجتمع الدولي ودول الجوار كما كان يتذاكى على خصومه طيلة فترة حكمه غير مستوعب الفروق بين الطرفين وبدأ يغرق نفسه أكثر في جرائم ترصد من قبل منظمات دوليه دون توفر الحد الأدنى من الشرعيه له كما كان متوفراً لجرائمه في حروبه السابقة , وقد ينطبق عليه المثل الشعبي ( الحاذق يخرج من السوق عطل ).

وبالعوده الى أصحاب ( نظرية إما علي أو علي ) نقول لهم خروج صالح من المشهد حتمي ودخول محسن المشهد مستحيل .

محسن يسعى للخروج المشرف من المشهد وإن بتخبط سببته بطانة من الاصوليين , وصالح يتورط أكثر وأكثر في العنف مما يوحي بمأساوية خروجه .

فلا توهمونا بأن محسن قادم لنبقي صالح , فصالح خطر حال أوصل اليمن الى حافة الهاويه ومحسن خطر متوقع قد يأتي ( كما يتوهم البعض ) وقد لا يأتي ( كما تدل الشواهد ) فأيهما نسقط أولاً الحال أم المتوقع , نتمنى إحترام عقول اليمنيين أكثر . 

لا ترهنوا أنفسكم الى أشخاص فهم مهما بقوا زائلين , ولا تبرروا لأنفسكم مواقفكم وتعيشوا في الوهم الذي أوهمتم به غيركم .

هناك خيارات أكثر ملائمة لكم وأكثر ضماناً وديمومه وأكثر راحة للضميروذلك عبر تمايز مواقفكم عن العليين ( محسن وصالح ) ودعمكم الحقيقي والصادق للتغيير عبر تبرئكم من نظام صالح وتحالفكم تحت أي صيغة مع الأطراف الاخرى التي مع الثوره وفي نفس الوقت مختلفه عن محسن وغطائه السياسي لتوفروا لأنفسكم غطاء لما بعد التغيير .