عم عبدالملك الحوثي يعترف بالوضع الحرج الذي تعيشه قيادات الصف الاول ويحذر من مصير بشار الأسد العالم مدهوشا ... الكشف عن مقبرة جماعية تحوي 100 ألف جثة على الأقل بسوريا دولة عظمى ترسل أسطولاً بحرياً جديداً إلى خليج عدن لحماية سفنها التجارية لوكمان يتربع على عرش الكرة الافريقية أول تحرك عاجل للبنك المركز السوري لكبح انهيار الليرة منظمة الصحة العالمية تعلن للعالم.. الأوضاع شمال قطاع غزة مروعة أردوغان يكشف عن الدولة الوحيدة في العالم التي هزمت داعش على الأرض عاجل إجتماع رفيع المستوى مع سفراء مجموعة بي 3+ 2 وبحضور كافة أعضاء مجلس القيادة الرئاسي قيمتها 4 ملايين دولار.. ضبط كميات كبيرة من المخدرات كانت في طريقها لمناطق الحوثيين طهران تايمز تحذر الحوثيين .. أنتم الهدف الثاني بعد بشار الأسد
كثير من الناس يردد حديث \\\" الفتنة نائمة ..\\\" ومع انه حديث ضعيف الا أن معناه صحيح، ولكي نناقش هذا الموضوع نقاشا علميا وواقعيا لابد أن ندرك معنى الفتنة ، قال الأزهري : جماع معنى الفتنة في كلام العرب : الابتلاء ، والامتحان وأصلها مأخوذ من قولك : فتنتُ الفضة والذهب كما قال تعالى \\\"يومهم على النار يفتنون \\\" وقال تعالى (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) ووردت بمعنى التنازل عن بعض الاسلام قال تعالى ( وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْك) ووردت بمعنى الكفر حين قال سبحانه (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ) وبمعنى المعاصي ( وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِي)ووردت بمعنى اشتباه الحق بالباطل فقال تعالى ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ) وودردت بمعى الاضلال قال تعالى ( ومن يرد الله فتنته ) وغيرها وقد لخص ابن الأعرابي معاني الفتنة بقوله : \\\" الفتنة الاختبار ، والفتنة : المحنة ، والفتنة : المال ، والفتنة : الأولاد ، والفتنة الكفر، والفتنة اختلاف الناس بالآراء والفتنة الإحراق بالنار\\\"
ومن هذا المنطلق نطرح سؤلا: هل الفتنة فعلا نائمة أم قائمة ؟ من قال أنها نائمة الان فهو النائم ،بل يعيش في سبات عميق ، لأننا نشاهد اليوم كل الفتن التي ذكرها الله في كتابه ،واقعة اليوم فينا ، فتن كقطع الليل المظلم ، فالتنازل عن بعض ما امر الله حاصل دون أن ينكره احد ، بل والبعض قد تنازل عن كل ما أمر الله به ،
وأعداء الامة يعيشيون مرحلة وحدة ، ونحن نعيش فتنة الاختلاف على مستوى الدول والمجتمع والقبائل والاحزاب والاسر .
ونعيش فتنة اضلال متعمد وانحراف خطير في السلوك والقيم، نعيش فتنة الشهوات والشبهات ، وتحطيم لسور الفضيلة ، وارساء لأعمدة الرذيلة .
ونعيش فتنة المال الذي كان سببا للفساد المالي والاخلاقي ،والطغيان والاستبداد، وأكل الحقوق وأموال الامة ،عن طريق الرشوة وكل أنواع الفساد المالي .
ونعيش فتنة القتل ، فالارواح التي تزهق شبه يوميا بين القبائل والمناطق واصحاب المذاهب، بل قتل يرتكز على خبث ومكر،ارسته الانظمة المستبدة عندما تدق وتر \\\"فرِّق تسد\\\" وهي سياسة فرعونية نكراء قال تعالى: { إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} وبين الفترة والأخرى تنفث هذه الأنظمة موجةً من أعمال وأفعال وإشاعات تؤدِّي إلى توتير علاقة هذه الجماعات والقبائل والاحزاب ببعضها لكي تنعم هذه الأنظمة بمزيدٍ من التمكُّن والبقاء لأطول فترةٍ ممكنة، ولكي تنفرد بكلّ جماعة على حدة ، فتتغلَّب على الجميع، وتستفيد من تفرُّق الناس وصراعاتهم.
نعيش فتنة استعباد مزدوجة، انظمة ترتهن الى الخارج وتتذلل له، وتنفذ اجندته ،وفي المقابل تستعبد شعوبها ،وتذلهم، وتتجاهل مطالبهم .
والسكوت على هذه الفتن وهذا الظلم والاستبداد والمنكرات هو عين الفتنة ،بل واستمراء الذلة بطاعة المُستخف يُعد فسوقا كما قال تعالى عن قوم فرعون \\\"فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ\\\" ولعظيم خطورة الفتن ، فقد حذر الله منها الأمة فقال تعالى {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة}والقتن اليوم قد اصابت الكبار والصغار، الحاكم والمحكوم ، بل للأسف أن هناك الكثير من تشرب هذه الفتن ،ولم يعد يشعر بها فينكرها ، فاسود قلبه ،وتصلب فكره ،كما قال صلى الله عليه وسلم \\\" تعرض الفتن كالحصير عوداً عوداً فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء ...\\\" ومن هنا فان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر تحت أي مصطلح وأي وسيلة شرعية هو درء للفتنة ، كما قال تعالى عن غاية الجهاد \\\"وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ \\\" فالأمر بالقتال هنا درء للفتنة وليس وقوع فيها ،مع أنه قتال ، وعليه فخروج الناس الى المهرجانات والمظاهرات السلمية ، المؤطرة بالشرع ،والمكفولة بالدستور ،البعيدة عن افساد المال والانفس هو درء للفتنة ، لا كما يروج البعض اليوم تحت شعار \\\"المظاهرات فتنة ،والفتنة نائمة \\\" فهذا الخطاب أو الشعار هو وسيلة لصرف الناس عن اصلاح الاوضاع ،وانكار المنكرات ، ومن ثم تستمر الفتن قائمة ،وليس كما يشاع بانها نائمة ، وهذا ما لا يجوز أن يسكت عليه الناس.