توافق دولي عربي على الوضع في سوريا جدل بشأن عودة السوريين اللاجئين في أوروبا إلى بلادهم بعد سقوط الأسد وزير الدفاع التركي يكشف عن عروض عسكرية مغرية قدمتها أنقرة للحكومة السورية الجديدة ماذا طلب الرئيس العليمي من واشنطن خلال اجتماع عقده مع مسئول كبير في مكافحة الإرهاب؟ عاجل: قرارات واسعة لمجلس القضاء الأعلى القائد أحمد الشرع يتحدث عن ترشحه لرئاسة سوريا أميركا تطلب من عُمان طرد الحوثيين من أراضيها مؤشرات على اقتراب ساعة الخلاص واسقاط الإنقلاب في اليمن.. القوات المسلحة تعلن الجاهزية وحديث عن دعم لتحرير الحديدة تعرف على ترتيب رونالدو في قائمة أفضل 100 لاعب في العالم قرار مفاجئ يفتح أبواب التحدي في كأس الخليج
" مأرب برس - خاص "
هناك مثل إنجليزي شهير يقول ( what goes around comes around ) ، أي بمعنى مختصر ( كما تعمل تلقى ) ، فإذا عامل الإنسان من حول بسوء فلن يجني الا السوء نفسه .. وكل ما نراه في واقعنا السياسي اليمني اليوم مع اشتداد الحملات الانتخابية لمرشحي الرئاسة يؤكد حقيقة هذه المقولة ، فالمؤتمر الشعبي العام ورئيسة علي عبد الله صالح سعى في كل تحالفاته السابقة منذ قيام الوحدة وحتى اليوم في تسخيرها لصالحه وتثبيت قوته حتى أنفرد بالسلطة ومارس استعلاء على كل من وقفوا معه من أحزاب وشخصيات وحتى زعماء قبائل وفي جميع المنعطفات ، واليوم عندما جاء عليه الدور ووجد خصوم الأمس أصبحوا حلفاء اليوم ويصطفون ضد سياسته ، فأنه لا يجب أن نستغرب من حملات التهم والتخوين التي يطلقها مرشح الحزب الحاكم ضد معارضيه ، الذين أصبحوا أكثر ذكاء وانتهزوا الفرصة " الانتخابات الرئاسية " ليثبتوا وبالملموس أنه كما تزرع تحصد.
فمن يسمع تصريحات مرشح المؤتمر الشعبي العام الرئيس " الحالي " حتى 20 سبتمبر الجاري إنشاء الله علي عبد الله صالح ، أثناء حملته الانتخابية في طول وعرض البلاد وهو يعدد انجازاته التي لا يصدقها الا فخامته وأعضاء حزبه الحاكم لتبرير بقاؤه في الحكم 28 عاما .. وكل ما اسمع الرئيس وهو يتحدث عن المشاريع وأعدادها ونوعيتها في مختلف المجال ، يتخيل لي أن الرئيس صالح ربما يتحدث عن تطور سويسرا وليس اليمن التي تتراجع الى الوراء متخلفة في كل مجالات الحياة بما فيها الديمقراطية والحريات العامة التي يتشدق بها النظام كمنجز فريد في المنطقة .. وأني بالفعل أشفق على من حول الرئيس الذين أصبحوا يتفرجون على هذا التخبط والتضليل وكأننا لا نعرف واقعنا وإحباط الشعب الذي عبرت عنه خروج عمران عن بكرة أبيها لاستقبال الرئيس المرشح " فيصل بن شملان " . اذا كان الرئيس علي عبد الله صالح واثقا من نظافة أيادي الحزب الذي يقوده من الفساد فلماذا هذا الانهيار وهو يخاطب الجماهير وهو يصب غضبه الجم على أحزاب اللقاء المشترك ومرشحهم ، بأنهم يريدون الانقضاض على السلطة وينهبونها ، وأن عيونهم على وزارة المالية والنفط لينهبوا ثروات الشعب ، لا بل تجاوز ذلك عندما قال : " هناك ما يسمى باللقاء المشترك مدفوع ثمنها مقدماً من جهة سأكشفها في وقت لاحق, من أين هذه الأموال التي تتدفق للتأمر على الوطن, سوف اكشفها في وقت لاحق.. من أين هذه الأموال والدولارات.. من أين أتت للتأمر على الأمن والاستقرار والوحدة".. في هذه العبارة ربما فيها تمهيد من الرئيس لانقلاب تدبره دوائر ما في حزبه تكون مبررا لإلغاء الانتخابات بعد أن كشفت الحملة الانتخابية مكانة الرئيس الحقيقية وحزبه عند الشعب اليمني .. وإلا ما هي مبررات هذا التشنج وخطابات التخوين والتكفير من فخامته لكل شركاؤه السابقين .. كيف يصف الحزب الاشتراكي اليمني بالمرتد وهو شريكه الحقيقي في الوحدة وسلمه دولة وشعب ، الحزب الذي وقع وبتسرع على الوحدة الاندماجية ، عندما جاء الرئيس الى عدن في نوفمبر 1989 حاملا مشروعين للفيدرالية او الكونفدرالية .. ثم كيف تحول حزب الإصلاح بكل أجنحته القبلية والدينية والمتشددة والمعتدلة والليبرالية والشوفينية وووو من المصطلحات التي ينعت بها اليوم الى قوى ظلامية ؟ ، وهو التجمع الذي لعب دورا رئيسيا في حرب 1994 ضد الجنوب ، بل واصدر أحد شيوخه فتوى لتجيش عناصر الجهاد التي خرجت من تحت ذراع السلطة لتنفيذ تلك الفتوى . خطاب الرئيس علي عبد الله صالح محافظة ريمه أمس 6 سبتمبر 2006 يثير القلق والمخاوف بالفعل ، من سيناريو ربما أعد سلفا وأصبح جاهزا للتنفيذ .. فمن أعدوا هذه الطبخة للانقلاب على العملية الديمقراطية بحجة وجود " مؤامرة خارجية " وأموال تتدفق من الخارج كما ورد على لسان الرئيس نفسه ، فأنهم وضعوها كأخر الحلول اذا ما رأوا أن الكفة قد مالت لصالح مرشح المشترك الأستاذ فيصل بن شملان ، وهذا ما حدث وما اثار غضب الرئيس وحزبه ، و بدأوا يشعون أن الأمور قد خرجت عن السيطرة ، وأن الوعود بالمشاريع الوهمية لم تعد تجدي ولا تفيد ، كما أن ولاء القبائل قد حسمت لصالح مرشح المشترك من خلال الدعم الذي قدمته آسرة الأحمر عندما رمى الشيخ حميد وشقيقة حسين بثقليهما وراء مرشح المشترك بن شملان ، والتزم من جانبه والدهم الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر الذي يتشافى في السعودية الصمت ليزيد الأمور تعقيدا على مطبخ الحزب الحاكم .. ولهذا بدأت تكبر نظرية " المؤامرة " في عقول مدبريها داخل الحزب الحاكم ليجدوها فرصة للانقضاض على الانتخابات وإلغاؤها وفرض حالة الطوارئ ، وبعدها يدخل اليمن منعطف ( العراق او الصومال ) الذي أشار اليه الرئيس بنفسه في خطاب ريمه . فالجماهير التي خرجت وشاهدناها في عمران وحضرموت والحديدة وشبوة تؤكد من خلال تهافتها واحتشادها في مهرجانات مرشح المشترك الذي عبر عن ما في نفوسها من غبن وظلم وقهر وتخلف وفساد يصعب السيطرة عليه في ظل نظام كهذا ، أن الرئيس القادم لليمن سيكون فيصل بن شملان ما لم يجري تنفيذ سيناريو الانقلاب على العملية الانتخابية قبل ذلك بحجة حماية الوطن من مؤامرة ، او من خلال تزوير سيكون مفضوحا . تلك الاتهامات خطيرة والسكوت عنها من جانب اللجنة العليا للانتخابات سيؤكد عدم مصداقيتها في تعاملها مع المرشحين .. فهل تستطيع هذه اللجنة أن تستدعي مرشح المؤتمر الشعبي العام للتحقيق معه في التهم التي أطلقها على أحزاب المشترك ومرشحها بتدبيرهم لمؤامرة وانقلاب على الوطن ؟ ، وهل تستطيع تلك اللجنة أن تطالب الرئيس علي عبد الله صالح بتقديم البراهين على وجود تدفق أموال خارجية وبالدولارات لتنفيذ المؤامرة المزعومة ؟ ، وهل تستطيع أن تسأله عن أسباب التلويح المستمر بكل خطاباته باستخدام المؤسسة العسكرية ، وهي التي يجب عدم الزج بها في خطاباته ؟ .. سننتظر الإجابات وأتمنى أن تطرح علنا في المؤتمر الصحافي اليومي للجنة الإعلامية التابعة للجنة العليا للانتخابات ، وسيتبين لنا مدى رحابة صدرها ، ومدى قدرتها على مطالبة الرئيس مرشح الحزب الحاكم بتفنيد اتهاماته . لقد كشفت هذه الحملة حالة الضعف التي يواجهها حزب الرئيس علي عبد الله صالح في الصمود أمام حقيقتين اثنتين ، أولا : الصورة الملطخة بجرائم الفساد التي عرف ويعرف بها القاصي والداني ولا تحتاج الى دلائل ، وفشل كل الجرع والمضادات التي استخدمت في شراء الذمم لتحسينها على الأقل إعلاميا . ثانيا : فشل محاولة تبني مرشحين اثنين هما احمد عبد الله المجيدي وياسين عبده سعيد ، اللذان يتحدثان بنبرة مؤتمريه واضح بعيدة عن الاستقلالية ، وتم الاستعانة بهم لتشتيت الجماهير عن مرشح المشترك ، ولكن الدلائل تؤكد فشلهما ، وهو الأمر الذي دفع بجهات في المؤتمر الى إعطاء أوامر بوقف ميزانية المجيدي رغم قرار مجلسي الشورى والنواب بصرفها كبقية المرشحين . لقد كشفت هذه الحملة تخبطا واضحا في خطاب الرئيس علي عبد الله صالح ، فمرة يؤكد أنه سيقضي على الفساد وانه لن يبقى مظلة يحمي الفاسدين ، ومرة أخرى ينفي وجود الفساد في الدولة ، لا وبل يتهم كل من يتحدث عن الفساد بأنه فاسد فمن نصدق ؟ ، الرئيس صالح الذي يعترف بوجود الفساد ؟ ، او الرئيس صالح الذي ينفي أن يكون هناك فسادا في عهده بل في الأحزاب التي تنافسه على السلطة ؟ .. ففي الحالتين يكشف التضارب الواضح في أن الرئيس لا يدري ما يريد لاستدرار استعطاف المواطنين لخطاباته وهذه كارثة .. وسط هذه الحالة يخرج رئيس الوزراء عبد القادر باجمال ليكحلها فعماها كما يقول المثل ، فبدلا من تخفيفه للهجة رئيسة في المؤتمر خرج ليؤكد وجود مؤامرة بالكلام فقط لا تستند على ادلة او براهين ، وربما تصريحه أمس لـ" المؤتمرنت " يزيد من الشكوك والقلق الذي يجب أن يؤخذ بالحسبان ، في أن الانقلاب على الديمقراطية جاهز وسيتم إلغاء الانتخابات تحت ذريعة وجود مؤامرة على الوطن ، وإلا ماذا يعني هذا التزامن في طرح فكرة " المؤامرة " من قبل الرئيس ورئيس الحكومة واتهامهما لأحزاب المشترك بتدبيرها . لن نستبق الأمور .. فلم يعد أمامنا الا بضعة أيام وهي كفيلة بتأكيد او نفي ما نطرحه هنا اليوم .. ولكن على الحزب الحاكم أن يعلم جيدا الان أنه محشور في الزاوية ، وأنظار العالم تتجه نحو اليمن ، وأن كل الاتهامات التي يطلقها لن تشق المشترك بل ستزيده صمودا ، وستزيد الجماهير اقتناعا بأن المؤتمر الشعبي فقد كل أوراق اللعبة واستنفذ كل الوسائل لإقناع الشعب الذي تعود على الكذب والتضليل ، ولم يعد أمامه اما تدبير الانقلاب تحت ذريعة وجود " مؤامرة " ، وفي هذه الحالة ستحدث الصوملة والعرقنة ، او الاستعداد لتقبل هزيمة مرشحهم بروح رياضية بعد أن أصبح واضحا من حجم الحضور في مهرجاني مرشح المؤتمر الذي يطلق تهما ووعودا ، ومرشح المشترك الذي يلامس هموم الناس وكشفه صراحة زيف الانجازات التي تحققت خلال 28 عاما .