عم عبدالملك الحوثي يعترف بالوضع الحرج الذي تعيشه قيادات الصف الاول ويحذر من مصير بشار الأسد العالم مدهوشا ... الكشف عن مقبرة جماعية تحوي 100 ألف جثة على الأقل بسوريا دولة عظمى ترسل أسطولاً بحرياً جديداً إلى خليج عدن لحماية سفنها التجارية لوكمان يتربع على عرش الكرة الافريقية أول تحرك عاجل للبنك المركز السوري لكبح انهيار الليرة منظمة الصحة العالمية تعلن للعالم.. الأوضاع شمال قطاع غزة مروعة أردوغان يكشف عن الدولة الوحيدة في العالم التي هزمت داعش على الأرض عاجل إجتماع رفيع المستوى مع سفراء مجموعة بي 3+ 2 وبحضور كافة أعضاء مجلس القيادة الرئاسي قيمتها 4 ملايين دولار.. ضبط كميات كبيرة من المخدرات كانت في طريقها لمناطق الحوثيين طهران تايمز تحذر الحوثيين .. أنتم الهدف الثاني بعد بشار الأسد
أهم درس يمكن أن تعلمنا إياه مأرب أن الدماء لا تتلون على الإطلاق، ولا تتحول ماء، ليس لها سوى اللون الأحمر القاني الذي يلمع في الراية الوطنية الشامخة.
هنا الارواح الطاهرة تحرس الوطن الجريح، تروي عطش الأرض بسخاء حتى لا تنكسر كرامة اليمنيين يوما ما.
التضحيات أكبر من تحويلها إلى ورقة سياسية أو مناطقية أو طائفية، انها أسمى من كل الأوهام الصغيرة، شواهد قبور الشهداء تزينها أسماءهم وتواريخ تفضلهم علينا بتضحياتهم من أجل والبقاع الطاهرة التي فيها نزفوا فيها الدم الأحمر ليحافظوا على العلم الوطني شامخا خفاقا!.
ومن نافلة القول التذكير بدور مأرب الجغرافيا والقيادة والقبائل والاحزاب والثقافة والعمق الحضاري والتاريخي للهوية اليمنية، في حراسة اليمن واحتضان الدولة ورمزيتها وتكوين نواة الجيش والمقاومة والمأوى وبناء الذات والهوية والوطن المنشود.
كثيرا ما كنا هنا نتعالى على أوجاعنا بكبرياء من أجل أن تصان هيبة اليمنيين في الداخل والخارج.
كنا -ولا زلنا وسنظل- نخفي الدموع ونكتم الأحزان من أجل آمال شعبنا الكريم، نخجل من الحديث عن الكواليس حتى لا يتسلل الوهن إلى الروح المعنوية الجمعية لشعبنا الأبي الذي يرى نفسه وحياته ومصيره في مأرب.
تأتي الأسئلة من أهلنا في المحافظات الواقعة تحت الاحتلال الايراني عن الاوضاع، فنجيبهم أننا عند حسن ظنهم، لا نكشف لهم عن النار التي تنضج مشروع وطننا الكبير، نقبض على الجمر ونبتسم لتلك الوجوه المتشبثة بمأرب، فتنام ملئ جفونها ونشعر بالفخر أن أوجاعنا تطبب نفوس كل أهلنا.
ذات ليلة كنت في زيارة لأحد الأبطال الذين خرجوا من سجون مليشيا الاحتلال الحوثية، كان في غاية الاعياء، جسده منهك بشدة، وروحه تناطح السحاب، استمعت له باجلال وخشوع وعظمة، استرسل في حديثه، وفجأة قطع حديثنا صوت يشق الأكباد، كانت إحدى الزوجات تستقبل خبر استقبال بطلها العظيم الذي خرج فاديا لتراب وطننا من الاحتلال القذر!.
لا تزال تلك اللحظات تمزق روحي كل حين، الفقد لأطهر الرجال ليس بالأمر الهين، لكن المعادلة هكذا: التضحيات الثمينة مقابل وطن كريم، ومستقبل مشرق وحياة شامخة عصية على الاستعباد والهوان.
كل يوم يخرج اطفالنا الى المدارس يقفون أمام العلم الوطني باعتزاز وعظمة وكبرياء، يرددون النشيد الوطني ملئ قلوبهم وحناجرهم، ولا يبخلون على زملاءهم وزميلاتهم اللواتي يسكبن الدموع حين تأكيد الولاء للشهيد بذكر صنيعه البطولي العظيم عند كل فرحة.
كانت مأرب تلقننا درسها كل يوم: الشهداء أكرمنا وأنبلنا وأصدقنا، والدماء عصية على التسييس والجحود والنكران، الدماء لها لون واحد ووحيد، لون العلم لون الراية الشامخة، لون اللواء!.
تعلمنا مأرب احترام التضحيات، الاحتراز من لمز وغمط الأبطال، حفظ الجميل لكل جهد ساهم في هذه الملحمة التاريخية الخالدة.
تعلمنا مأرب أننا نخوض حربا وجودية، وأن الحروب وقودها أطهر وأنبل الرجال، لأن الجبهات بكل بساطة ليست مهرجان انتخابي ولا مباراة كرة قدم.
المجد والخلود لشهدائنا الكرام ، أولئك الذين سبقوا والذين يلحقون بهم الآن وأولئك الذين لا زالوا في قائمة الانتظار.