ثاني دولة عربية تعلن رفضها تشكيل حكومة سودانية موازية بقيادة الدعم السريع
انعدام الأمن الغذائي يهدد السكان و يفتك بالأطفال في 7 محافظات يمنية
جريمة مروعة قبل أذان المغرب في أول أيام رمضان
أقصر حرب في التاريخ.. 38 دقيقة 500 قتيل وجريح
دولة عربية خالفت كل الدول العربية في إعلان بداية رمضان
لجنة اعتماد مساكن الحجاج تقوم بزيارة المساكن في المدينة المنورة .. استعدادات مبكرة لموسم الحج
الجبايات الحوثية في اليمن .. مشروع لثراء المليشيا وتمويل لتغذية الحروب
ماذا بعد المشادة الكلامية بين ترامب وزيلينسكي؟ وما موقف اوروبا من أوكرانيا؟
قطاع قبلي يتسبب في ازمة الغاز المنزلي.. الشركة اليمنية للغاز تنجح في الإفراج عن مقطورات الغاز المحتجزة
الجيش السوداني يتوغل أكثر بالعاصمة الخرطوم و مقتل 10 من مليشيات الدعم السريع
حينما أحرق الشاب التونسي (محمد البوعزيزي) جسده في إحدى نهارات ديسمبر المنصرم، لم يكن ليدرك بأن ما أقدم عليه سيكون الشرارة الأولى التي أوقدت الزمن والأفئدة في مدن وبلدات تونس وساحاتها، ولم يكن ليدرك بأن جسده المشتعل سيكون سبباً لتحول الفصل القارص البرودة إلى شتاء ساخن وحار ..حتماً ترك هذا الحدث التونسي الخطير ،ولسوف يترك – شئنا ذلك أم أبينا- أثراً في نفوس الناس، وعقولهم، وسلوكهم، على امتداد الوطن العربي، من المحيط إلى الخليج ،فهنالك ألف ألف عربة خضار تُصادر، وألف ألف روح يُغمطُ حقها،وألف ألف سلوك سلطوي يضيَّق سبل العيش على الشباب، ويغلق أبواب الأمل في وجوههم، وهنالك الكثير من الممارسات المهينة ،التي تنتهك حق الإنسان في الحياة ،وحقه في التعبير عن أرائه، وحقه في الكرامة ،وغير ذلك الكثير..
فهل نحتاج إلى أجساد محترقة كي نلتفت إلى حقوق الناس،ومعاناتهم ؟؟..العاقل الحكيم من اعتبر بغيره، والدرس التونسي مازال طازجا أمام الجميع، فصبر الناس لن يستمر إلى الأبد، خاصة بعد أن رأوا، وشاهدوا بأم أعينهم ثورة نقلت إليهم عبر الهواء، لحظة بلحظة وعلى مدار الساعة، بفضل حداثة الاتصالات، وتقنية المعلومات، وقنوات البث الفضائي المفتوحة على العالم ،،
ومع أن الثورات لا يمكن تصديرها،غير أنها معدية كفيروسات الأنفلونزا يمكن لها الانتشار عبر الهواء الملوث بشيوع الظلم وغياب العدالة الاجتماعية ، وانتهاك الحريات العامة،،
إن المراهنة على العصا الغليظة ،والحلول الأمنية، وعسكرة الحياة المدنية،كل ذلك لن يجدي نفعا حينما يضطر الناس إلى تقديم التضحيات، فالجياع والفقراء ،وهم وقود الاضطرابات الاجتماعية، لن يكون لديهم ما يخسرونه سوى قيودهم وآلامهم ومعاناتهم، فليحذر، وليعتبر أولي الألباب !!
ما قد يقبل اليوم ويعتبر مكرمة وشهامة ،بل بطولة وجسارة يشكرُ عليها الحكام، وتحسب لهم وترفع من قدرهم، ورصيدهم في قلوب مواطنيهم، لربما لن تقبل منهم غداً، وستعتبر تنازلاتهم حينئذ ضعفاً، وتوبة مغرغر ،ووعوداً في الهواء،وتلك كانت قصة رئيس تونس ،فما كان يمكن قبوله من (زين العابدين بن علي) قبل شهر فقط، لم يقبل منه في اللحظة الحرجة،،كان الأوان قد فات،إذ أزفت ساعة الرحيل !!..
* نائب برلماني
baridughaish@yahoo.com