الكشف عن تفاصيل نجاح جديد للمقاتلة التركية قزل إلما في اختبارات الطيران
الكشف عن ضبط كميات من الأسلحة والذخيرة بأوكار فلول النظام السابق في اللاذقية
على ناصر محمد: نؤيد مشاركة الحوثيين والانتقالي في الحكم باليمن
حبس طبيب كويتي 5 سنوات وتغريمه اكثر من ثلاثة مليون دولار
القضاء البريطاني يرفض طلبا من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بشأن نهائي دوري الأبطال 2022
تمديد إيقاف حارس ميلوول إلى ست مباريات بعد إصابة ماتيتا المروعة
حيث الأنسان يصل صعيد شبوة ويرسم ملحمة إنسانية ينتشل مهندسا أقعده المرض الى مهندس يدير مشروعا هندسيا ناجحا
ترامب يعد مفاجئة بشأن إيران ويقول: ''شيئًا ما سيحدث قريبًا والأيام المقبلة ستكون مثيرة''
إيران تخرج عن صمتها حول أحداث الساحل السوري وتعلن عن موقفها من المواجهات
دول عربية وإقليمية تتسابق لإعلان دعمها لسوريا في معركتها ضد فلول الأسد..
في زمن الثورة يعتلي الشك كل شيء.. ينساب أولاً في صمت.. يتغلغل ببطء بيننا، ثم لا يلبث أن يتحول إلى مارد جبار خرج فجأة من قمقمه الذي ظل حبيسه لقرون طويلة دون أن يكون ثمة أثر لأي قمقم أو خاتم أو مصباح، ودون أيضاً أن يدعي أحد شرف إخراج هذا المارد "بالدعك" أو "المسح" أو "الاستحضار"..
وما يثير الدهشة فعلاً.. أننا نستنكر وجوده بيننا، ثم لا نتوانى -كل بطريقته - للإستحصان به "من الشخص وليس من الحصان".. ونبدأ بالشك في الآخر الذي ثورنا ضده.. وهو شك مقبول.. ثم نشك في الآخر الذي انضم إلى ثورتنا - وهو شك مفهوم-، ثم لا ننفك نشك في بعضنا بعضاً.. لتتحول الثورة حينئذ إلى "ثورة الشك".. ولكن ليس على طريقة "أم كلثوم"..!! هذا ما يثير الدهشة.
أما ما يثير الخوف، فهو نجاحنا دائماً في إيجاد ما يبرر شكنا أياً كان وتحويله من شك - لصيق بالظن الذي لا يغني عن الحق شيئاً- إلى يقين غير قابل للدحض، وهذا التحول هو الذي قاد معظم رجالات الثورات في العالم إلى المقاصل والمشانق والسجون.
ولأن الشك -كما أسلفنا- لصيق الثورات، فإن ما يجعل ثورة أنجح من أخرى هو الشك نفسه، فالطريقة التي تتعامل بها الثورة -أياً كانت- مع الشك المصاحب لها، والمسيطر عليها، هي التي تحدد مدى نجاحها، فالأصل أن كل الشكوك لها مبررات، ولكن ليست كل الشكوك -بمبرراتها- صحيحة، فالشكوك التي تقوم على مبررات مشروعة لا يجب التعامل معها بالقمعية التي يتم التعامل بها مع الشكوك ذات المبررات غير المشروعة، والتفريق بين المشروع وغير المشروع ليس صعباً.. ولكن الصعب فعلاً هو معرفة مدى أحقية الشخص أو الجهة "المشكوك فيها" في استخدام مبررات مشروعة والاستفادة منها.. هذه النقطة هي التي من شأنها فعلاً إنجاح ثورة على الإطلاق، أو إفشال على الإطلاق.
وبقدر ما يعد النجاح في التعامل معها فتحاً ربانياً تستند إليه مقومات التجرد في التناول والتقييم والحكم، والإلمام بشواهد الظاهر، وخفايا الباطن، بقدر ما يعد إغفال ذلك فشلاً موبقاً للثورة ماحقاً لها ولآمالها.
ومع أن الشك عند أرسطو هو الطريق الصحيح للمعرفة الحقة "الحكمة"، إلاَّ أن "شك الثورات" لا يقوم على عقلية أرسطو الفلسفية، وإنما على عقلية نيرون الذي شك في إمكانية إصلاح "روما" فأحرقها ليقيم مكانها "روما" جديدة - بحسب رؤية المفكر القومي الراحل عصمت سيف الدولة للواقعة-، والفرق بين العقليتين جلي، ونتيجة كل منهما تكاد أن تكون حتمية!!..
وما يجعل الخوف كلياً.. طغيان شكنا على فكرنا، وإطلاق العنان له لإصدار أحكامه على بعضنا البعض.
وربما يكون ما نحن في حاجة له الآن، هو "استراحة محارب"، نمنح لأنفسنا ولبعضنا البعض فيها الوقت لإجلاء النوايا، بعيداً عن بريق الشعارات وانفعالات المد الثوري، المصحوبة بأمواج من الشك.. حتى في الشك نفسه!!.