الاتحاد الدولي للصحفيين يناقش مع صحفيين يمنيين وسبُل محاسبة المتورطين في الانتهاكات التي تطالهم عاجل العميل الإيراني رقم إثنين .. الهدف القادم الذي ينوي الغرب والعرب استهدافه واقتلاعه.. ثلاث خيارات عسكرية ضاربة تنتظرهم ما يجهله اليمنيون والعرب ..لماذا لا يجب ترك شاحن الهاتف موصولاً بالمقبس الكهربائي بشكل دائم؟ من هو الأفضل في 2024 بحسب الأرقام؟ كريستيانو رونالدو أم ليونيل ميسي.. عاجل تحسن هائل في سعر الليرة السورية مقابل الدولار .. اسعار الصرف شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا جدل بشأن عودة السوريين اللاجئين في أوروبا إلى بلادهم بعد سقوط الأسد وزير الدفاع التركي يكشف عن عروض عسكرية مغرية قدمتها أنقرة للحكومة السورية الجديدة ماذا طلب الرئيس العليمي من واشنطن خلال اجتماع عقده مع مسئول كبير في مكافحة الإرهاب؟
مأرب برس - خاص
تحدثنا مع المعهد الديمقراطي ونحن نعلم أننا لا نتحدث إلى الإدارة الأمريكية أو سفيرها في صنعاء بل إلى منظمة مدنية تستطيع عكس الصورة للرأى العام الأمريكي صاحب القرار الأخير في السياسة الأمريكية ولم يكن يهمنا الطرف الرسمى الامريكى لأننا لم نكن نثق بحياديه هذا الطرف
بعد مبادرة الأخ الرئيس لمكافحة الثأر تداعت مشائخ من القبائل المتضررة من الثأر وممثلين عن المجتمع المدنى إلى ندوة عن ظاهرة الثأر ودعم مبادرة الرئيس للصلح العام بدعوة من معهد تنمية الديمقراطية ورئيسة حينها المفكر عبد الله سلام الحكيمي وأمينة العام الأستاذ / أحمد الصوفي وشرفت من الأخوان بالقاء محاضرة وحيدة في الندوة عن الموضوع وورقة عمل وحضر المعهد الديمقوراطي الأمريكي ممثلا بمساعد المديرة بامحرز وهو أمريكي من أصل يمنى على ما أعتقد وأعجب بما أبداه الأخوة المشايخ من عقلية متفتحة على المبادرة وعلى العمل المدنى الذى كانت تلك الندوة بداية لإنطلاقة قبلية نحوه باصرار عجيب واهتمام غير مسبوق ولازال وبادرت روبن في الدعوة للقاء المشائخ الذين حضروا الندوة - بايعاز من مساعدها- وحاولت بطريقة مؤدبة ومقصودة أن تحصر اللقاء على الذين حضروا من المحافظات الثلاث من منطلق أمنى تقريبا وفي أول لقاء مع المرأة الفولاذية دخلنا معها في حديث صريح ورهان أكثر صراحة راهنا من جانبنا على عدم صحة الحديث عن مثلث الإرهاب وأكدنا أننا نتحدى أحد أن يقدم لنا اسم شخص واحد من مأرب والجوف متورط في قضية ارهاب منذا العام 1994م حتى عام 2004م يومها وكذلك في شبوة فلم يظهر على القوائم إلا شخصين في شبوه هما المعروفين ابو على الحارثي والمحضار فقد كانت لدينا حصيلة جهد مضنى قام به فريق منا لتتبع كل الأسماء والأحداث الشهيرة في العالم منذ عمليات تنزانيا ونيروبي مرورا بالبارجة كول ولمبورج وعمليات افعانستان وباكستان ونيويورك والسعودية .... الخ ولم نجد شخص واحد من محافظاتنا - عدا ما أسلفنا - فقد توزعت اسماء اليمنيين المطلوبين في عمليات ارهابية على المحافظات الأخرى وهذا يعرفه المعنيين بالأمر والأمريكان أنفسهم.
وراهنا على خلو محافظاتنا كلها أنذاك مما يشاع عنها وقدمنا دعوة لروبن ومعهدها ومن أراد من ممثلى الدول المانحة والمنظمات الدولية لزيارة هذه المحافظات.
تحدثنا بوضوح مع المعهد الديمقراطي ونحن نعلم أننا لا نتحدث إلى الإدارة الأمريكية أو سفيرها في صنعاء بل إلى منظمة مدنية تستطيع عكس الصورة للرأى العام الأمريكي صاحب القرار الأخير في السياسة الأمريكية ولم يكن يهمنا الطرف الرسمى الامريكى لأننا لم نكن نثق بحياديه هذا الطرف وربما حتى الأن ثقة الشارع اليمنى في الطرف الرسمى لازالت متواضعة وكنا أشبه بمن يبحث عن شهد شاهد من أهلها، وهو ما تم بالفعل .
بدورها راهنت روبن مدريد على وضوحنا والقدر الزائد الذى اعطيناه للتفاهم معها وكأننا نتفاهم مع أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة التي أصبحت فيما بعد رئيسة لهذا المعهد.
وجدت روبن في أول لقاء مع القبائل ضالتها وطريقها إلى الشهرة ومن ورائها الـ ( NDI ) ووجدنا فيها الطرف الأقوى للعبور إلى الإعلام الأمريكي والرأي العام هناك والمنظمات المانحة هنا وبدأ أن ما يقلقها هو الخوف من أن تخوض العمل في الوسط القبلي اليمنى المجهول بالنسبة لها وللإمريكان حكومة وشعب فأرادت أن تستوثق من نيتنا الاستمرار فيما هي ونحن بصدده ومدى القدرة على مواجهة الضغوط المتوقعة من الجانب الرسمى فى البلدين واردنا نحن نفس الأمر واتفقنا على العمل بشفاهية مطلقة وعلى المكشوف وراهنت هي وراهنا على ذلك وانطلقنا في مشروع صغير فى مسماه كبير فيما يهدف إليه وقلنا يومها لنرى من يتراجع أول القبائل بامكانياتهم البسيطة أو امريكا الدولة العظمى بمشروعها الكبير.
الطريف في الأمر أنه أثناء العمل في مشروع مدريد الذى عملنا لأجله سويا انقلبت الموازين وحالفنا الحظ أكثر من الأمريكان ربما تفهم الرئيس مبدأ حسن النية الذى انطلقنا من خلاله وهذا هو ما ساعدنا .
في ذروة تصعيده ضد المشروع في ذكرى صعودة لسدة الحكم في 17/7/2005م صب جام غضبة في خطاب متلفز على السيدة روبن وما اعتبراه تدخل امريكي ونشاط مشبوه ولامس الجانب القبلي بشئ من التهديد الخالى من التوبيخ على طريقة فخامته في التحدث إلى القبائل( على الشباب بأن لا يكررونها يقصد ورشة المكلا) فهو فى العادة يهدد القبلي أو يقصيه أو يحاربه ويضرة فيما بعد لكنه لا يشتمه ونادرا ما يعتقله إلا للضرورة القصوى وتلك الطريقة كانت ولا تزال أحد الأسباب الرئيسية في نجاح قبضة الرئيس على الحكم ولقرابة ثلاثة عقود من الزمن مستفيدا من تجارب من سبقوه من الرؤساء .
يومها اتصل بعض الأخوة المشائخ الذين حضروا المهرجان وحدثوني عن ما قاله الرئيس قبل ان يذاع ففوجئت بحدة الخطاب خاصة والأخ الرئيس التقى بعدد من الأخ في قيادة المنظمة قبل ذلك بأسابيع .
وبارك عمل المنظمة وفكرة المشروع قلت للأخوة الذين ابلغوني ان المتحدث رئيس الجمهورية ولا يمكننا ان نصرح لإيضاح الموقف ولكن سأحاول الاتصال بفخامته.
واتصلت طالباً التحدث الى الرئيس وبعد ساعات أوصلوني بفخامته، قلت له : سيدي الرئيس جاءوك الإخوان حول موضوع مشروع النزاعات وأوضحوا لك الفكرة وفخامتك باركت الفكرة وخطاب فخامتك اليوم قد يفسر على انه اتخاذ إجراءات ضدنا...فرد بلهجة حازمة: ( مش عليكم ) فقلت يسعدني هذا نحن أبناءك ومواطنيك.. فأردف سأراك قريباً وانهينا المكالمة.. ولم يتم اللقاء بالطبع!.
وللأنصاف فالرئيس يتحدث مع بعض مواطنيه في حالات كثيرة ولكن ليس مع الكل فهو ربما يعتبرنا أهل بادية أجلاف لا يفهمون في البروتوكولات فلذلك نادراً ما يتحدث لأحد من القبائل الشرقية هاتفياً.
وتابع الرئيس تصعيده على المشروع في مهرجان بصنعاء بأن رفض اثناء زيارتة إلى واشتطن ان تعمل روبن مع القبائل وتحدث عن هذا مطولاً الصحفى ديفيد فينكل في اربع حلقات مطولة فى صحيفة الواشنطن بوست أيام من: 18 الى 21/ 12 / 2005 ، ولعدم الاطالة ممكن العودة إلى تلك الحلقات التى نشرت مترجمة بصحيفة الثورى اليمنية لاحقاً .وبالمناسبة حصد هذا الصحفي القدير نظير حلقاتة تلك جائزة الشرق الأمريكي للعام 2006م.
بين اللقاء الاول مع السيدة روبين واللقاء الاخير كانت هناك قصة عمل جاد وعوائق كبيرة ومواقف طريفة جداً تحتاج إلى مساحات أخرى من الذاكرة واهم ما فى الامر ان السلطات الامريكية واليمنية اتفقوا على ايقاف المشروع وبدت لي السيدة العنيدة روبن في اللقاء الاخير في وضع لم تكن تتوقعة من مركزها القومي في واشطن وسفيرهم في صنعاء فأخذت بخاطرها ملتمسا لها العذر وباحثا معها عن المخارج لازمتها مع إدارة المعهد والسفير واتفقنا علي ان ينفذ مشروع المسح الميداني لاحصاء النزاعات في المحافظات الثلاث مركز الإبحاث الإجتماعية التابع لوزارة الشئون الاجتماعية في صنعاء وليأخذوا التمويل ونخرجها من مازق ويستمر عملنا مع المعهد علي اساس الاشراف علي هذا البحث الميداني بالتعاون مع الطرف الرسمي فيما نستمر والمعهد في مشروع التدريب والتأهيل علي حل المنازعات وادارة العمل المدني كان هذا هو الحل الوحيد امامنا للاستبقاء علي فكرة المشروع ولاخراج السيدة روبن بماء الوجة الذي لم تكن من النوع الذي يؤمن به بل هي تؤمن بالتحدي وخلق المستحيل.
كانت تلك اخر مرة اتحدث فيها الي روبن وقلت لها مازحاً نوافقك علي هذا الحل علي ان تكتبي في مذكراتك ان القبائل كسبوا الرهان وخسرته امريكا التي لم تصمد الي الأخر في ذلك المشروع فهزت رأسها بمعني نعم ان لم تكن تعني ( ابقا قابلني لو كتبت لك حاجة زي كذا علي راي المصريين ).
وختاما للحديث عن روبن مدريد أقول ان الولايات المتحدة الامريكية تستطيع ان توجة عشرون قناة "حره" الي المشاهدين ولكنها تحتاج الي وقت طويل حتي تغير ذهنية الغالبية في الشارع العربي تجاة الجشع الأمريكي في المنطقة بينما بامكانها ان ترسل روبن مدريد او نسخة مشابهه في مهمة مدنية كسفيرة نوايا حسنة مثلاً في قطاع غزه وبإمكانها ان تؤثر كثيراً في ذهنية الشارع هناك لجهه موضوعية الوساطة الأمريكية في قضية السلام في الشرق الأوسط.
alawi_albasha@gawab.com