القائد أحمد الشرع يتحدث عن ترشحه لرئاسة سوريا أميركا تطلب من عُمان طرد الحوثيين من أراضيها مؤشرات على اقتراب ساعة الخلاص واسقاط الإنقلاب في اليمن.. القوات المسلحة تعلن الجاهزية وحديث عن دعم لتحرير الحديدة تعرف على ترتيب رونالدو في قائمة أفضل 100 لاعب في العالم قرار مفاجئ يفتح أبواب التحدي في كأس الخليج تقارير حقوقية تكشف عن انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية الكشف عن ودائع الأسد في البنوك البريطانية..و مطالبات بإعادتها للشعب السوري ماهر ومملوك والنمر وجزار داريا.. أين هرب أبرز و كبار قيادات نظام الأسد الجيش السوداني يُعلن مقتل قائد لقوات الدعم السريع في الفاشر إيران تطالب الحكومة السورية الجديدة بتسديد 30 مليار دولار ديون لإيران قدمتها لبشار
مأرب برس - خاص
سيكون النصف الأول من عنوان الموضوع مألوفاً لدى الكثير من الناس خاصة أنصار الحزب الاشتراكي اليمني لأنهم في الأصل " أصحابه " اذ كان شعارهم الأساسي لمؤتمرهم العام الأخير الذي انعقد في اليمن حيث تم فرضه من قبل جناح " الصقور " في الحزب بمباركة " النسور " و موافقة " الحمائم " التي لم تكن تحمل اي غصن " زيتون " بين منقاريها لأنها مثل الأقوياء في الحزب صارت تعلم انها لم تعد تملك شيء في الوطن الموحد الذي أصبح بكل شيء فيه ملكاً لشريكهم الأساسي في صنع " الوحدة " و انهم لم يعودوا " شركاء " كما نصت عليه اتفاقيات 22 مايو لان نتائج حرب 94 أخرجتهم من الشراكة تماماً ووضعتهم في خانة " المهمشين " بعد ان فقدوا بسبب تلك الحرب كل عوامل استمرار " الشراكة " التي استمرت منذ تحقيق الوحدة و حتي نهاية حرب 94 و ليس بدايتها لان الكثير من " الوعود " التي سربت أثناء القتال من قبل ما سمي وقتها بالقيادة " الشرعية " للوطن ووصلت الي العديد من الأسماء " المؤثرة " في قوات ما سمي وقتها " الانفصاليين " و التي حملت في مضمونها التزاماً ببقاء " الشراكة " او استبدالها " بحقائب " وزارية و الاحتفاظ بالقيادات العسكرية للعديد من الألوية الى جانب " مكافآت " مالية ضخمة حرصت القيادة " الشرعية " يومها ان تكون في شيكات " بالدولار " اتضح في ما بعد انها " بدون رصيد " لتلحق الوعود التي لم ينفذ منها و لا حتى وعداً واحدا ليجد الحزب الاشتراكي نفسه بعد " نهاية الحرب " واقفاً في موقف لا يمكن وصفه الا بنقطة " الصفر " و هذا كلام ليس فيه مبالغة اذ يمكن تفسيره ببساطة شديدة في عبارة ان الحزب كان يملك " دولة " بكل ما تحمله الكلمة من معنى " قبل الوحدة "و أصبح لا يملك " بعد الحرب " سوى أعضائه الأوفياء الذين سلبوا كل شيء حتى مقراتهم من قبل القيادة " الشرعية " للوطن الموحد التى لم تبخل عليهم بتركهم يحتفظون بهويتهم اليمنية مع ملاحظة أنها " تكرمت " كعادتها بإضافتهم الى خانة " المهمشين " و حرصت أيضا بكرمها المعهود على خلق المزيد من مشاعر الندم و الحسرة في صفوف من " صدقوا " وعودها و عملوا بشكل لا يمكن للإعلام الحكومي مهما طبل و زمر ان يمسح حقهم التاريخي في الحفاظ على الوحدة بعيداً عن " النوايا " التى خذلتها " نوايا " الغدر المسبقة لدى الشرعيين الذين تفننوا في اللعب مع الكل بمختلف الوسائل التي اعتقدوا من خلالها أنهم يشيدون بنيان " الخلود " لأنفسهم و لأولادهم الذين سيحكمون من بعدهم و لذلك وسعوا من مساحة التهميش و الإقصاء لكل القوى الوطنية الصادقة و الشخصيات المؤثرة لكنهم بذلك تجاهلوا دروس التاريخ و قواعد المنطق و قربوا بشكل كبير موعد " رحيلهم " و ما يحدث ألان من اهتزاز و ارتباك و قلق داخل " البيت " و الحزب الحاكم خير مثال على ذلك.
الإحساس بالتهميش و الشعور با لإقصاء دفع الحزب الاشتراكي لرفع شعار تصحيح مسار الوحدة عالياُ و القصد منه العودة الى اتفاقيات 22 مايو 1990 عند تحقيق الوحدة التي يعتبر الحزب نفسه الشريك الأهم في صنعها لذلك فمن حقه تاريخياً تقاسم السلطة مع المؤتمر الحزب الحاكم الذي " أمم " كل شيء معتمداً على نتائج 94 التى جعلته الحاكم المطلق الذي لا يملك اي شريك في اي شيء حتى في صناعة الوحدة نفسها فهو بقائده من صنعها و حماها و عمل على بقائها و لقد حاول الإعلام الحكومي " غرس " هذه النظرية من خلال " قص " صورة السيد علي سالم البيض " الخائن " في 94 " الوطني "بعد قرار العفو و هو يرفع علم دولة الوحدة مع الرئيس علي صالح الذي يظهر منذ 94 وحيداً في الصورة التلفزيونية لإعلام حكومته الذي عجز عن قطع صورة الحزب الاشتراكي " تاريخياً " كشريك رئيسي أساسي في صنع الوحدة.
من المؤكد ان رفع الشعار و العمل على تحقيقه في ظل ظروف الحزب او بالأصح ظروف الوطن بأكمله تعتمد على قدرة الحزب في إيجاد بدائل لعوامل القوى ووسائل الضغط التى كان يملكها قبل الوحدة و أهمها بالطبع قوته العسكرية التى خسرها تماماً و من المستحيل استعادتها فما هى " البدائل " التي سيضغط بها الحزب على " حكام المؤتمر " للحصول على بعض " المكاسب " التى يسعى الحزب لتحقيقها و هل يمكن بالفعل حدوث ذلك ام ان الامر كله مجرد " شعار " وعنده فقط تتوقف الحركة.
ان قراءة الواقع " المعقد " للوضع فى اليمن اليوم يثبت بالفعل حالة " التهميش " التى يعيشها الحزب الاشتراكي منذ 94 غير ان ذلك الامر لم يكن جديداً على ملايين من ابناء اليمن " المهمشين " منذ ثلاثة عقود من الزمن خاصة ابناء المناطق الوسطى الذين دفعوا ثمناً باهظاً بدمائهم و أرواحهم و أموالهم أثناء مرحلة التشطير التى شهدت خلافاً دائماً بين قيادتي البلدين و كان ابناء تلك المنطقة " وقودها " و تلك حقيقة تاريخية لابد من كشفها و فضح اسرارها و كم سيكون موقف الحزب الاشتراكي " عظيماً " لو بادر بامر مثل هذا سيعمل بالتاكيد على تطبيق ذلك الشعار في اوساط الجماهير من ابناء تلك المنطقة الذين لا زالوا في نظر حكام صنعاء مجموعة " مخربين " و ما الاغتيال السياسي للفقيد جارالله عمر الا احد مظاهر تلك " النظرة " التي تؤكد ان وحدة " القلوب " لم تتحقق بعد و ان وحدة " الجغرافيا " هى فقط الموجود و تلك نقطة بإمكان الحزب إثارتها لو انه وسع من مدلول شعاره خاصة ان ابناء المحافظات الجنوبية اليوم ينظرون الى تعاطي حكومة المؤتمر معهم نظرة أصبحت تحمل الوحدة أوزار المرحلة و هم في ذلك لا يتحملون اي خطا ومن يتحمل المسؤولية هو من يدفع الناس الى تبني قناعات تحفظ لهم على اقل تقدير ما بقي لهم من معاني العزة و الكرامة .
ان هنالك الكثير من الأفكار و الأوراق التي يمكن للحزب العمل من خلالها ان أراد بالفعل التحرك في نطاق اوسع و اشمل لشعاره المرفوع اما مسألة الحصول على " المكاسب " الحزبية فستظل محصورة في نطاق مصلحي بحت لن يكون له اي اثر شعبي او جماهيري و ليس من الخطأ القول ان الحزب بتلك النظرة يتوافق تماما مع افعال و افكار و نوايا الحزب الحاكم نفسه الذي اصبح كعصابات المافيا ينهب و يسرق و يدمر الوحدة و الوطن و تلك نقطة مهمة يجب على الحزب الابتعاد عن الوقوع فيها ومن ثم استغلالها إعلاميا في نطاق الحرص و العمل على بقاء الوحدة و الحفاظ على خيرات الوطن و على هذا الأساس يجب توسيع مساحة الشعار الذي يجب ايضاً ان يضم بين حروفه كل ابناء اليمن الذين هم الاساس في حماية كل شعار صادق يمثلهم و يحمي وحدتهم و وطنهم و لعل تجربة 94 وإعلان الانفصال اقرب الوقائع التاريخية التي يمكن الاستدلال بها و الاستفادة من نتائجها في التعاطي مع متغيرات المستقبل.
نعم نحن نثمن عاليا موقف الحزب الاشتراكي في تحقيق أغلى أحلام الشعب اليمني " الوحــدة " و ندرك حجم التنازلات التي قدمها الحزب من اجل تحقيقها و تلك حقائق تاريخيةً لن يستطيع احد مهما بلغت إمكانيته في الكذب و التضليل
" تغييبها " و لعل " التنازل " الطوعي يومها عن كرسي الرئاسة من قبل الحزب للطرف الأخر او الشريك الثاني اهم وارفع تلك الحقائق, كما اننا ندرك حجم الشعور بالإقصاء الذي يعيشه الحزب اليوم من قبل " المنتصر في 94 " لذلك جاء تبني ذلك الشعار غير ان هنالك الكثير من الأشياء التي كان يجب على الحزب تصحيحها قبل تبنيه لاي شعارات جديدة مثل هذا الشعار الذي عمق مأساة الشعب اليمني الذي تحول إلى " فيد " في نظر حكامه و معارضيهم فتصحيح شؤون البيت داخل الحزب اهم النقاط التى يجب ان يبدأ بها منطلقا في ذلك على اساس التعامل مع متغيرات الزمان بمصداقية و وضوح من اجل خلق " تعاطف " شعبي جماهيري تثبت الأرضية الشعبية في اليمن اليوم صلاحيتها لشيء مثل هذا و لن يتم ذلك الشيء الا بمراجعة شفافة و نزيهة لتجربة الحزب في المناطق الجنوبية من اجل ان يؤدي ذلك الى خلق حالة من التسامح و نسيان اثار الماضي الذي يحاول الآخرون تجميد حركة الحزب عنده مثل ما يحاولون العزف على وتر الاشتراكية التي يجب ان يقف الحزب عند تجربتها من خلال بيئة وعقيدة المجتمع اليمني و حتما ان حدث ذلك فمن المؤكد ان تحصل تغييرات شاملة و جوهرية في لوائح و نظام الحزب ليتمكن من التعاطي مع الواقع الجديد الذي اصبح يعيشه العالم و تفرضه المرحلة الخطيرة التى يمر بها الوطن.
ان مفترق الطرق " المظلمة " التي يمر بها الوطن اليوم لم تأتي الا نتيجة " الإطماع " المبنية على تقاسم " الحصص " داخل الحزب الحاكم و مراكز القوى التي تتحكم في القرار و تحكم الوطن و حري بالحزب الاشتراكي ان لا يكرر هذه التجربة الكريهه و عليه ان يتعامل مع ظروف الزمان بحنكة و اقتدار و ان ينظر الى اليمن باكمله بعين واحدة تشمل كل ابناء المحافظات المليئة بالشرفاء و الشخصيات الوطنية المؤثرة التي ان استطاع الحزب إقناعها بالمصداقية و الوضوح و التجديد فستسهم معه في تحقيق احلام الشعب التائهة بين براثن الفساد و انقاظ الفوضى و الجهل المتمثلة في ازلام السلطة كما ان عليه خلق جو حقيقي لمعارضة بنائه مع الاحزاب الوطنية الاخرى معتمدا في ذلك على حنكة و اقتدار و سمعة امينه العام د. ياسين سعيد نعمان صاحب اكبر رصيد احترام داخل اليمن و ذلك ان حدث فمن المؤكد ان الشعب باكمله سيعمل مع الحزب على تصحيح مسار الوطـــن.