القائد أحمد الشرع يتحدث عن ترشحه لرئاسة سوريا أميركا تطلب من عُمان طرد الحوثيين من أراضيها مؤشرات على اقتراب ساعة الخلاص واسقاط الإنقلاب في اليمن.. القوات المسلحة تعلن الجاهزية وحديث عن دعم لتحرير الحديدة تعرف على ترتيب رونالدو في قائمة أفضل 100 لاعب في العالم قرار مفاجئ يفتح أبواب التحدي في كأس الخليج تقارير حقوقية تكشف عن انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية الكشف عن ودائع الأسد في البنوك البريطانية..و مطالبات بإعادتها للشعب السوري ماهر ومملوك والنمر وجزار داريا.. أين هرب أبرز و كبار قيادات نظام الأسد الجيش السوداني يُعلن مقتل قائد لقوات الدعم السريع في الفاشر إيران تطالب الحكومة السورية الجديدة بتسديد 30 مليار دولار ديون لإيران قدمتها لبشار
مأرب برس - لندن - خاص
يبدو أن الحكام العرب لا يعلمون شيئا عما يدور في جميع ربوع البلدان العربية التي يحكمونها، ولا ندري هل هي علامات الشيخوخة، أم هي إستراتيجية اللامبالاة، أم أنه الخوف والرعب والتقهقر الذي دب في أوصالهم وقصورهم وأسرّة نومهم بعد منظر إعدام الرئيس العراقي صدام حسين رحمه الله؟.
فهل ان الأقطار العربية تخضع لسلطة هؤلاء الحكام الذين نعرفهم، و نقرأ عنهم، ونشاهدهم بين فترة وأخرى في الصحف وشاشات التلفاز، وفي إجتماعات الجامعة العربية المتقاعدة، أم أن هناك حكّاما لهم ولنا ،ولكن ليس بالضرورة أن نقرأ عنهم في الصحف ونشاهدهم في التلفاز، ولكننا نستشعرهم و نلمس بصماتهم في جميع قرارات وخطط وتحركات وإجتماعات الحكّام العرب؟
لقد جاملت الإدارة الأميركية الحكّام العرب دبلوماسيا ،وليس من أجلهم بل من أجل الشارع العربي الذي يغلي ضدها، عندما قالت على لسان رئيسة الدبلوماسية الأميركية ( وزيرة الخارجية) كونداليزا رايس ( طلبوا منا العرب إحياء محادثات السلام مقابل دعم حكومة المالكي ودعمنا في العراق ضد إيران) ولكننا لا نعتقد أن الحكّام العرب قد طلبوا شيئا كهذا، لأنه لا يجرؤ أحد منهم على هذا إلا بعض أصدقائهم المقربين وفي الغرف الخاصة والمغلقة، وأن هؤلاء قطعا لا يمثلون الشارع العربي .
ولكن السؤال : هل سيدخل العرب في السياسة الساذجة من جديد؟
فمن الذي سيضمن بأن هناك قناعة إسرائيلية بعملية السلام، و من سيضمن بأن محادثات السلام ستستمر بعد مساندة الولايات المتحدة في العراق ضد إيران، ومن ثم دعم حكومة طائفية وإثنية وهي حكومة المالكي؟
ثم من هو الطرف الذي سمح أو غض النظر عن التغلغل الإيراني ،ومنذ البداية في العراق، ألم تكن هي الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل التي تصول وتجول في العراق ومنذ نيسان / أبريل 2003 ولحد الآن؟
ثم أن هذه العبارة التي أطلقتها الوزيرة رايس تعني العجلة بتشكيل إئتلاف ( تحالف جديد) جديد في العراق بحجة طرد إيران، وهذا يعني أن الخزائن العربية هي التي ستموّل هذا الأئتلاف، وهذه القوات التي قدمت وستقدم بحجة الوجود الإيراني في العراق ،وعندما نقول بأن الخزائن العربية هي التي ستمول هذا السيناريو الذي لا تُعرف مدياته العسكرية والسياسية والإقتصادية فإننا نستند على قول الرئيس الأميركي جورج بوش عندما قال ( على الأردن والسعودية ومصر أن تدعم خططنا لأن أنسحاب الولايات المتحدة من العراق سيكون خطرا حقيقيا على هذه الدول، وكذلك على دول الخليج وعلى الطاقة) وعندما جاء على كلمة ( الطاقة) كان يعني دول الإتحاد الأوربي، والقصد هنا واضح وهو تهيئة الحكّام العرب نفسيا وسياسيا ليقنعوا شوارعهم وشعوبهم بضرورة إرسال المتطوعين الى العراق على الطريقة الأفغانية، أو إرسال قوات عربية نحو العراق، وهنا سيعرّب الإحتلال، وستهرب الولايات المتحدة وتترك القضية عربية عربية، وستتطور الى شيعية سنية ،وهنا ستدخل في إتون سقف الصدام الإيراني العربي، وستكون الحرب بالإنابه، وهنا ستضرب إسرائيل قبل الولايات المتحدة جميع العصافير بحجر واحد.
ولكن هذا لا يضمن إنسحاب القوات الأميركية من المنطقة، لأنها ستنسحب نحو الدول العربية إذ ان لديها مهام أخرى وربما تأخر الشروع بأجندتها نتيجة غرق الولايات المتحدة في المستنقع العراقي بفعل صمود وقوة المقاومة العراقية، والتي هي الأخرى ستقع في مربع الحيرة عندما يُعرّب الإحتلال في العراق، وأن هذه الحيرة لها مردوداتها على زناد وفوهة البندقية، أي ستقيّدها كثيرا نتيجة أمور كثيرة تتعلق بتاريخ وجغرافية ونسب ودين وعروبة ودم مشترك.
وبنفس الوقت فعندما تنسحب الولايات المتحدة نحو الدول العربية الأخرى ،فهي لن تذهب من أجل راحة جنودها لأن الراحة تعني تسريح الجنود، وتقديم الطلبات والشروع بالتعويضات ومن ثم حصول الإسترخاء، وهذا ما لا تريده الولايات المتحدة، ولا يريده قسم كبير من المخططين العسكريين والإستراتيجيين في الولايات المتحدة، لهذا سيستحدثون بؤر ساخنة جديدة ،ولهذا شرعوا في الصومال ودون تفويض دولي، أو حتى إستشارة أحد، والهدف هو تهيئة بؤرة ساخنة ليُشغَل بها الشارع االأميركي والرأي العالمي، وتكون ساحة جاهزة للجيوش المنسحبة من العراق ،وبنفس الوقت كي تزحف الفصائل الإسلامية والأخرى التي يقال أنها
تابعة لتنظيم القاعدة نحو الدول المجاورة للصومال، وفي مقدمتها القطر اليمني، وهنا رأس الخيط للمخطط المرتقب في اليمن أي تفجير اليمن من الداخل، كي يزحف نحو تأسيس المليشيات والأحزاب الطائفية والإثنية،وتهيئة الأجواء والجغرافيا المعقدة الى التنظيمات المتشددة ،وفي مقدمتها تنظيم القاعدة، أي نحن مقبلون على ولادة ( تورا بورا) يمنيّة ،خصوصا وإن التضاريس متشابهة تماما الى تورا بورا، ومن ثم أن التضاريس القبليّة هي الأخرى متشابهه تقريبا مع التضاريس القبليّة في أفغانستان، ناهيك أن في أفغانستان طبقة نافذة وهي طبقة أمراء الحرب والإفيون، وهكذا في اليمن فهناك طبقة نافذة وهي طبقة المشايخ ومنهم من يمتلك سجون وفرق تعذيب وإستجواب ونفوذ حتى على الدولة، ناهيك أن هناك أمراء القات أيضا ،إذن البيئة مهيئة تماما، ولهذا شرعت الإستخبارات الأميركية، وبدعم من العملاء المحليين والإقليميين والأميركيين بشراء الأسلحة من الأسواق والمحلات اليمنية التي تنشط في هذا المجال،ولهذا إرتفت أسعار السلاح في محافظتي صنعاء وصعدة اليمنيتين، وطبعا لا أحد يعرف أين تذهب هذه الأسلحة والذخائر، لا الحكومة ولا الأطراف السياسية ولا حتى الأطراف القبلية، ومن هنا طرحنا السؤال في مقدمة المقال ( من هو الذي يحكم دولنا وشعوبنا العربية؟).
ولكن الأمر واضح ويصب في إستراتيجية الفصل الرابع من الفوضى الخلاقة، فكان الفصل الأول في العراق، أما الفصل الثاني فهو في لبنان، والثالث بدأ في الصومال، لهذا سيكون الفصل الرابع في اليمن والسعودية، ومن خلال توريط اليمن ضد السعودية من خلال هذه الأسلحة التي تُشترى الآن من السوق اليمنية، ومن خلال الفصائل والمنظمات التي هربت من الصومال نحو اليمن ،وكذلك من خلال الخلايا النائمة في اليمن، وحتما سيكون هناك دورا كبيرا لشريحة ( الحوثيين) الذين يوالون إيران، مع تقديرنا للحوثيين الذين لا يساومون على بلدهم اليمن، أي سيكون دور الطبقة الحوثية التي توالي إيران كدور ( الهزارة الشيعة) في أفغانستان، وهكذا سيكون دورهم مثل دور جماعة عبد العزيز الحكيم ومنظمة بدر في العراق، وهنالك معلومات إستخبارية صرّح بها لنا دبلوماسي رفيع بأن هناك إجتماعات حصلت بين بعض الأطراف اليمنية وأطراف عراقية توالي إيران، وكذلك مع أطراف إيرانية أثناء موسم الحج الأخير، وطبعا الهدف هو صنع ( الكماشة) التي يُراد إطباقها على السعودية من جهة اليمن والعراق، ولهذا حدثت مناوشات إستباقية وكجس نبض من جانب بعض الحوثيين ضد السعودية قبل أيام.
وقد يسأل أحد الإخوة ويقول : كيف يحدث هذا.. فالولايات المتحدة تريد طرد إيران من العراق، وهكذا تريد الحرب عليها كيف ستدعم الحوثيين وتسمح لإيران بالتدخل؟ .. نجيب: أن الولايات المتحدة تتعامل أحيانا وبالخروج عن الخطط الكبيرة نحو خطط فرعية تحتم التعامل مع كل بلد على حده، من خلال حساب القوى المؤثرة فيه، وفحصها ثم الشروع بخلق لوبيات تواليها، وأخرى تعاديها لتشعل بينهما فتيل الصدام والخلاف كي يكون الحصاد لمصلحتها والتي هي صناعة (دويلات عرقية ومذهبية وإثنية) متناحرة وضمن إستراتيجية الشرق الأوسط الجديد، والذي هو تسمية دبلوماسية الى إسرائيل الكبرى، أي سيرتفع شأن الكيان وهو الكيان الصهيوني ليكون هو الدولة المتكاملة الوحيدة في المنطقة، وهنا ستكون هي قائد هذه الدويلات المتناثرة في الشرق الأوسط، أي ستكون الدويلات وشعوبها مجرد أعشاش وعصافير يطعمهم غراب تبنّاهم لمصالح خاصة، ولكن الذي يخيفنا حقا هو ( هل سيتكرر تصريح نائب الرئيس الأيراني السابق محمد علي أبطحي وبعض القادة الإيرانيين عندما قالوا لولا إيران لما سقط نظام طالبان ونظام صدام .. فهل سيقولون لولانا لما سقط ــ لا سمح الله ـــ نظام صالح؟).
وبالعودة الى عمليات شراء الأسلحة من قبل الدبلوماسيين والموظفين والعملاء الفيدراليين والمتعاونين معهم من محلات بيع الأسلحة في اليمن، والذي نشرت عنه صحيفة أخبار اليوم، وموقع مآرب برس الصاعد نحو العالمية أن شاء الله، فهناك وعلى ما يبدو نية حثيثة لــ ( أملشة) الداخل اليمني، وهنا ستكون كارثة حقيقية على اليمن، لأن الداخل اليمني المترامي مهيأ لهذه الأملشة، علما أن هناك بدايات أملشة يحركها النفوذ والسلطة والثأر والمال ولهذا سيطرت الدولة اليمنية أو تهادنت مع معظمها، ولكنها عندما تُسيس لمشاريع دولية ومخابراتية ستكون كارثة وستبلع الدولة بدلا من أن تسمعها، وحينها ستعلن كل قبيلة دويلتها وحدودها ، وتدخل في إتون محنة العراق ( العرقنة) على أسس مذهبية ومناطقية وجاهوية، وأن عبارة ( كشف عن وجود جيوش غير نظامية لدى بعض الأحزاب السياسية المعارضة / الحق والقوى الشعبية / ) تعني بأنها نواة للأملشة وللعرقنة، وهذا يعني أن هناك خيوط أصبحت تُنسج بأيادي غير يمنية لطرح السجادة التي لونها الدم ــ يا ساتر ـــ .
ولمن يظن أن المخطط الدولي هو خاص بمنطقة الخليج والعراق وسوريا ولبنان فهو يحتاج لمزيد من القراءة والمتابعة، فالمخطط توزع على رقع جغرافية متوزعة توزيعا دقيقا، وهي ( رقعة الخليج والعراق وإيران ، ورقعة اليمن والسعودية والصومال وإثيوبيا ، ورقعة السودان ومصر وكينيا وتشاد ، ورقعة ليبيا وتونس والجزائر ، ورقعة المغرب والجزائر وموريتانيا) لهذا فإن المخطط جار على قدم وساق في رقعة السودان ، وهاهم شرعوا برقعة اليمن ، أما الرقعة التونسية فلقد باشروا بها منذ شهر من خلايا نهوض الخلايا النائمة فيها ، أما بالنسبة للرقعة الموريتانية فلقد باشروا منذ عام ونصف تقريبا أي أن هناك جيشا أميركيا تدرب في الصحراء الموريتانية ،ولازال يحتفظ ببعض المقرات والقواعد هناك... والهدف هو دفع المنطقة نحو التشظي مع سبق الإصرار، كي يتم إعادة النظر بمعاهدة ( سايكس بيكو) نحو ولادة تقسيمات جديدة على أسس مذهبية وإثنية ودينية ومناطقية، علما أن لكل رقعة خطتها وأدواتها وخلاياها السرية والدول التي تشترك سرا بدعمها ، وكذلك لكل رقعة عملائها المحليين الجاهزين، وهكذا لكل رقعة تقسيماتها الجاهزة، ولكن كل هذا يعتمد على ما سيحصل في العراق، لذا والحق يقال فمن مصلحة هذه الرقع وهذه الدول دعم العمل المقاوم في العراق كي تنجو من العرقنة القادمة نحوهم، فيما لو أحرزت الولايات المتحدة ومن معها نصرا كبيرا في العراق....، وإن كانت هذه الدول تخاف الدعم المادي واللوجستي عليها بالدعم الإعلامي على أقل تقدير، وأن كانت تخاف الدعم الإعلامي المباشر ،فعليها دعم الأقلام والحناجر التي تدافع عن مشروع المقاومة ،وتدافع عن المشروع العروبي والقومي لأن الحصار المفروض على هذه الأصوات وبأصرار من السلطات العربية يخدم مخطط إسقاط الحكومات العربية، وكذلك يخدم مشروع تفتيت الدول والمجتمعات العربية.
لهذا فلابد من الإسراع بإجتماع عالي المستوى وتنظمه الرئاسة اليمنية ،ويحضره جميع رؤساء القبائل في اليمن ويكون بإشراف الرئيس اليمني علي عبد الله صالح من أجل مناقشة كافة التوجسات، وبكل صراحة وشفافية ليتم التوصل الى ميثاق شرف بين الدولة وهذه القبائل، وبنفس الوقت تستمع الدولة الى إحتياجات كل قبيلة ومنطقة ليتم دراستها وتوفير المستطاع منها ،ثم تكون هناك قمة يمنية سعودية بشرط توفر عنصري ( الصراحة والنيّة الصادقة) من أجل إيجاد الحلول لهذه التطورات، وكي يعرف الجانب السعودي الحقيقة كلها ،كي لا يُحمّل الرئيس صالح والحكومة اليمنية مستقبلا تبعات ما سوف يحصل من جانب اليمن بإتجاه السعودية، وياحبذا أن يتم الإتفاق على خطط عسكرية مشتركة، والإتفاق على دوريات جوية على طول الحدود منعا لحدوث المكروه، ولابد أن تتصارح الحكومة اليمنية وحتى السعودية مع شعبها بأن هناك مخطط دولي تشرف عليه مخابرات دول كبرى، وفي مقدمتها الولايات المتحدة ،وهو إدخال اليمن في لعبة مطاردة القاعدة والإرهابيين، وعندها سيتم التدخل في اليمن عسكريا وإستخباريا وحينها سيدخل اليمن في أتون مشاريع دولية خطيرة جدا...
ويبقى السؤال الكبير: لماذا لا تتحرك السلطات اليمنية إتجاه هذا الموضوع الخطير، ولماذا لا يتم إستدعاء السفير الأميركي أو إلقاء القبض على المجموعات التي تشتري السلاح وتصويرها على أقل تقدير كدليل ضد البلدان والسفارات التي جاءوا منها أو التي يتعاملون معها؟.
نسأل الله أن يحمي اليمن والسعودية وجميع الأقطار العربية من مخططات الأعداء والدول الإستعمارية الجديدة.
كاتب ومحلل سياسي
مركز البحوث والمعلومات