ماهر ومملوك والنمر وجزار داريا.. أين هرب أبرز و كبار قيادات نظام الأسد الجيش السوداني يُعلن مقتل قائد لقوات الدعم السريع في الفاشر إيران تطالب الحكومة السورية الجديدة بتسديد 30 مليار دولار ديون لإيران قدمتها لبشار مؤسسة وطن توزع الملابس الشتوية لمرابطي الجيش والأمن في مأرب هكذا تغلغلت إيران في سوريا ثقافيا واجتماعيا.. تركة تنتظر التصفية إيران تترنح بعد خسارة سوريا ... قراءة نيويورك تايمز للمشهد السياسي والعسكري لطهران إحباط تهريب شحنة أسلحة هائلة وقوات دفاع شبوة تتكتم عن الجهة المصدرة و المستفيدة من تلك الشحنة الحوثيون يجبرون رجال القبائل جنوب اليمن على توقيع وثيقه ترغمهم على قتال أقاربهم والبراءة منهم وتُشرعن لتصفية معارضي المسيرة القوات المسلحة تعلن جاهزيتها لخوض معركة التحرير من مليشيا الحوثي الاستراتيجية الأميركية التي ينبغي أن تتخذها إدارة ترامب المقبلة تجاه ملف اليمن؟
مأرب برس – خاص
قانون السلطة المحلية مأساة فاجعة تستحق الرثاء والبكاء عليها كجزئية من واقع هذا الوطن المحكوم بمزاجية الفرد واستبداد الفساد ، ولعل إلقاء نظرة على قانون السلطة المحلية وما جرى له من تعديلات خلال الفترة الماضية يكشف عن حجم التهميش والإفراغ والإخلال لبنية السلطة المحلية وكينونتها وصلاحياتها ووجودها .
في البدء كان دستور دولة الوحدة الذي أعطى السلطة المحلية دورها ومكانتها الحقيقية في إطار مكونات النظام السياسي بموجب قانون الحكم المحلي الذي وفر البنية الدستورية والقانونية المكتملة الأركان لسلطة محلية حقيقية قائمة على شروط الديمقراطية والحريات وذلك كمكون هام للبناء المؤسسي للدولة .
بعد حرب صيف 94 التي ترتب عليها تراجعا عن الديمقراطية والمشروع السلمي لدولة الوحدة والانقلاب عن الالتزامات الدستورية تجاه البناء المؤسسي للدولة الامر الذي أفضى تلقائيا العودة بالبلاد الى عهود الشمولية فكان بالتالي دستور دولة الوحدة في تلك الظروف هو المستهدف الرئيسي والنتيجة المباشرة لاستحقاقات تلك الحرب كونه الحامل القانوني لمجموعة الشروط والمضامين والمبادئ الدستورية للبنى المؤسسية لهيكل الدولة اليمنية وقد تعرض الدستور في اطار ذلك الاستهداف لمشروع بناء مؤسسات الدولة الى إفراغ شامل لجوهر مضامينه المتعلقة بالضمانات و الشروط والمبادئ الدستورية التي تنظم البناء المؤسسي للدولة والتي تتعارض مع رغبات الحكم الفردي ونزوعه للاستفراد بالسلطة المطلقة وكانت النتيجة طبيعية بمنطق القوة ان يتم اعادة تفصيل دستور يكرس الحكم الفردي ويركز السلطات والصلاحيات المطلقة في شخص فرد عوضا عن المؤسسات .
السلطة المحلية نالت نصيب الأسد من ذلك الاستهداف حيث تم نسف قانون الحكم المحلي كلية وإفراغه من محتواه وعليه تم تجريد السلطة المحلية نهائيا من سلطاتها وصلاحياتها و وجودها واستنسخ قانون مفصل اخر اختزل السلطة المحلية برمتها في مجرد ادارة محلية ملحقة تابعة لرئيس الجمهورية له مطلق التصرف في شئونها بموجب ماخوله ذلك القانون .
بعد ذلك في عام 2002 وتحت تأثير الضغوط الدولية المطالبة بإصلاحات ديمقراطية حقيقية اضطر الرئيس صالح ان يعلن عن انتخابات لأعضاء مجالس محلية أعطاها جزءا محدودا من صلاحياته واشترط نجاح هذه المجالس المحلية على ضوء تقديره وتقييمه لأدائها ، ولقد كانت تجربة المجالس المحلية صعبة بكل المقاييس اذ انها ظلت تعمل في شروط غير قابلة للحياة بدون امتلاك أية سلطات ومسؤوليات إلى جانب انعدام منظومة قانونية تشرع عملها وتحميها وتحدد الشكل القانوني والدستوري لوجودها الا فقط في أطار ما تم منحه لها من صلاحيات لاوجود لها اصلا ولقد كان الهدف من وراء ذلك هو افشال تجربة المجالس المحلية كنواة لسلطة محلية منذ البداية لقطع الطريق على أية إصلاحات حقيقية ممكنة ووأد تجربة المحليات في مهدها خوفا من تراكم وتطور ايجابي يسهم في اتجاه تاسيس ديمقراطية حقيقية تثبت الحقوق الوطنية وتعيد للارادة الشعبية اعتبارها .
التجربة كررت مؤخرا مرة ثانية في إطار نفس الظروف القائمة والمعطيات التي تعمل في ظلها المجالس المحلية وأعضائها الذين لايعدون اكثر من مجرد موظفين في ادارة تابعة ملحقة لا سلطة لها أصلا ووجودها فقط ديكور اضافي في تزيين لوحة الديمقراطية أمام الخارج والضغوط الدولية ولضمان استمرار استدرار المساعدات والقروض .
ان استمرار التعامل مع السلطة المحلية بهذا الشكل وانتقاصها وإفراغها من مهامها ومسؤولياتها ووظيفتها إنما يهدف لإفشالها للوصول الى حالة من الإحباط بعدم جدوى الإصلاحات الديمقراطية في طريق البناء المؤسسي للدولة الامر الذي يكرس الحكم الفردي في حياة الشعب كأمر واقع لا يوجد ماهو أفضل منه وكذا يصب في صالح قوى الفساد وسطوتها وتعزيز نفوذ الفردية والاستبداد الذين يرون في سلطة محلية حقيقية بداية توجه حقيقي نحو الديمقراطية كجزء من رد الاعتبار للإرادة الشعبية الأمر الذي يعتبرونه مصدر خطر على المصالح وحدا للنفوذ وتقليصا للسلطة المطلقة في كل شئ .
أخر تطورات ملف السلطة المحلية هي وعود الرئيس في برنامجه الانتخابي بإيجاد سلطة محلية حقيقية بصلاحياتها ومؤسساتها وانتخابات المحافظين مباشرة كجزء من الإصلاحات الموعودة في البرنامج لكن سرعان ماعاد الرئيس عن كل ما وعد به في شهر رمضان الفائت واعتبر ذلك مفاجأة عندما أعلن تراجعه عن أجراء انتخابات مباشرة للمحافظين ورؤساء الوحدات الإدارية وأعاد موضوع انتخابات المحافظين إلى المجالس المحلية بدلا عن الانتخاب المباشر من الشعب وذلك في شكل أخر للتعيين مثلما جرى عندما قام بتعيين شخصا بديلا عنه كرئيس لمجلس القضاء الاعلى وألان موضوع انتخابات المحافظين أحيل إلى لجنة شكلها الرئيس نفسه لدراسة وتقديم آليات وحلول لطريقة انتخابات المحافظين حسب رؤية صالح بدلا من ان يكون هناك قانون ينظم مختلف شئون السلطة المحلية .
الأمور التي تبعث على الحيرة والاهتمام والأسئلة التي تطرح نفسها بقوة هي :
ما هي مبررات المخاوف والقلق من الانتخابات المباشرة للمحافظين ورؤساء الوحدات الإدارية وإعطاء المحليات سلطاتها وصلاحياتها لأداء مسؤولياتها ووجباتها ؟
لماذا كل هذه محاولات الالتفاف المستميتة للحيلولة دون تمكين السلطة المحلية من استكمال هيئاتها وبنيتها لتكون سلطة محلية حقيقية جزءا هاما من مكونات الدولة والنظام السياسي ؟
كيف يمكن تفسير وفهم تناقضات الديمقراطية اليمنية التي تسمح لليمنيين بالانتخاب الحر والمباشر للمنصب الأول في البلد الذي يمثله هرم السلطة التنفيذية وهو رئيس الجمهورية بينما تنتقص من حقوقهم وتحرمهم من انتخاب ممثليهم في إدارة وتصريف شئونهم المحلية والبلدية ؟
لا ندري كيف نفسر حال الديمقراطية اليمنية هل هي ناشئة أم متوسطة ام متقدمة ؟
وان كان اليمنيين على مستوى من الوعي والتأهيل والإدراك بالديمقراطية قد جعل انتخابهم للمنصب الأول والهام في البلد حقا أساسيا من حقوقهم الدستورية فمن البديهي ومن باب أولى ان يسمح لهم بانتخاب رؤساء وحداتهم الإدارية والمحلية كحق طبيعي بسيط جدا لاجدال عليه ! ! !