آخر الاخبار

المليشيات الحوثية تقتحم مجمع أبو بكر الصديق التربوي بحملة مسلحة وتعتقل أحد التربويين اللواء سلطان العرادة يطالب الشركاء الإقليميين والدوليين إلى تصحيح مسار العملية السياسية في اليمن والتحرك العاجل لردع المليشيات الحوثية مليشيا الحوثي تفرض حراسة مشددة على جثث الأسرى بعد تصفيتهم جنوب اليمن والأهالي يطالبون الأمم المتحدة بالتدخل العاجل اللواء سلطان العرادة يوجه إنتقادات لاذعة للإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي لتعاملهم الناعم مع المليشيات الحوثية ويضع بين أيديهم خيارات الحسم - عاجل السلطة المحلية بأمانة العاصمة تحذر مليشيا الحوثي من تزوير ونهب الممتلكات العامة والخاصة من الأموال والأراضي والعقارات أول رئيس يدعو لرفع هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب ويعرض مساعدات عسكرية لسلطة سوريا - عاجل طلاق شراكة جديدة: 30 شركة بولندية تعتزم فتح مقرات في دولة عربية وزارة الأوقاف والإرشاد تكشف عن قائمة أسعار وتكاليف الحج للموسم 1446هـ مأرب برس يكشف أساليب وطرق المليشيات الحوثية في عسكرة جامعة صنعاء وطرق تحويلها الى ثكنات ووقود للأجندة الطائفية مؤسس الجيش الحر يكشف السر الحقيقي وراء إنهيار وهزيمة جبش بشار خلال معركة خاطفه

لا فرق بين التعرّي من الهويّة و التعرّي من الثياب
بقلم/ همدان العليي
نشر منذ: 16 سنة و 4 أشهر و 25 يوماً
الإثنين 21 يوليو-تموز 2008 08:27 ص

مأرب برس – خاص

للأسف يرسف اليوم الشق الجنوبي من الشارع اليمني بمصطلحات توظّف بهدف الوصول إلى أهداف لم تعد مكنونة في بعض النفوس المريضة بفوبيا الوحدة ، كما باتت هذه المصطلحات و الجمل التي يعتبرها البعض وطنية ؛ عبارات و مفاهيم مُتداولة من قِبل الكثير من المُراهقين سواء في الشوارع أو على شبكة الإنترنت ، و بشكل ممتهن يُخجل كون أمثال هؤلاء – المُطالبون بإلغاء الهوية اليمانية عن المُحافظات الجنوبية اليمنية – محسوبين على اليمن ..!

إن ما يُرَدد في الشارع الجنوبي من اليمن اليوم ، عبارة عن أراجيف ابتكرها بعض السياسيين الفئويين و ترجمها لهم بعض مراهقين الكتابة السياسية ، و لا أنكر النجاح التي حققتها تلك التحالفات عن طريق شبكة الإنترنت بدرجة أساسية ، فقد استطاع هؤلاء بجدارة تقمّص أسلوب شخصيات تسمى في علم النفس بـ" الشخصيات الرحامية " و التي وضعت الشطر الجنوبي من اليمن تحت مناخ الاسترحام و الاستجلاب العاطفي كون هذا الجزء – كما يقولون - جحيم الأرض ، و أنه المكان المنفي و المحروم من المشاريع و الوظائف .. إلخ ، و في المُقابل أن المحافظات الشمالية هي جنة الله في أرضه ، و أهلها يعيشون في سررٌ مرفوعة ، يطوف على أهلها ولدان مخلدون ..! أيضاً يقوم هؤلاء – المرجفون – منذُ 1995م ، بتحويل الأخطاء الفردية إلى أخطاء يرتكبها مجتمع عددهم يتجاوز 16 مليون ، و كردة فعل طبيعية يتم تقبّل التقبيح و التشنيع في حق الوحدة اليمنية المُباركة من قبل من هب ودب ، و جعل الوحدة شمّاعة أخطاء و هولوكست يحترق فيها أبناء الجنوب بينما هي روضة من رياض الجنة لأبناء الشمال ، و بالتالي تكون الفرقة و الشتات طوق نجاه ..!

و بالرغم من الهدوء النسبي في الأيام القليلة الماضية ، لكن يجب تحذير العقلاء من الجنوب و صنّاع القرار في الوطن ككل ، من مغبة تطور الانحراف السلوكي الفردي و تحوله إلى انحراف سلوكي جماعي ، لأننا شعب عاطفي أكثر من أنه يُفكر ، فكثيراً ما يهدف البعض – مُبتكر هذه الأراجيف - إلى تهييج الشارع ، لأنه السبيل الوحيد للفتنة و بالتالي و في ظل نظرية الفوضى و الفتنة يستطيعون تقسيم اليمن ، وهذا لن يكون – كما يرون - إلّا إذا تم التعامل مع القضية برمتها تحت هويّات و طوائف مُختلفة تُتيح التفرقة ، و لأنهم لم يجدوا أكراد أو نصارى أو أزديين في اليمن ، كما أنهم فشلوا في تهييج اليمن مذهبياً بين زيود و شوافع عن طريق الشعارات التي صدحت في بعض المُظاهرات ( برع برع يا زيود ) ؛ كان السبيل الوحيد لاصطناع فواصل تاريخية هو استخدام المسمى الذي أسسه الاحتلال البريطاني في القرن المنصرم ، و المُسمى بالجنوب العربي دون شيء اسمه اليمن ، و تجاوباً من الشارع ، يظن الظان – المُطالب بالحقوق – و لعدة أسباب على رأسها الفساد و تدهور الظروف المعيشية ؛ بأنه عندما يُردد شعارات العنصرية و المُدعّمة بعبارات فيها إنكار الهويّة اليمانية عن المُحافظات الجنوبية ؛ فإنه يُطالب بهذه الطريقة بحق من الحقوق ..!

و لا زلت أتساءل ..هل إنكار الهوية و الأصل بات أسلوب جديد من أساليب المُطالبة بالحقوق ؟ هذا التساؤل يذكرني بالمرأة السورية التي طبقت ما جاء في أحد كتب الكاتبة " أحلام مستغانمي " عندما قالت في مؤلَف ( الكتابة في لحظة عري ) أنها ستمشى عارية احتجاجاً على ما يدور في فلسطين ؛ و قد قامت - الفنانة التشكيلية السورية - بهذه العملية حقاً ، في ميدان عام بنيويورك ، و ذلك احتجاجا على غزو العراق ، و الذي نتج عن ذلك :أن الشباب " النيويوركي " آن ذك تمتعوا فقط بمشاهدة مفاتن جسدها و لم يخرج جنودهم من العراق لليوم ..! و هذا يعني أن التنصل من الهوية لن يكون أسلوب لاسترجاع الأراضي التي نهبها الفاسدين من أبناء الشمال و الجنوب ، و أن التعرّي من الهوية ليس أسلوب للوصول إلى تحقيق المواطنة العادلة بين العدني و التعزّي و الحضرمي و الصنعاني و السنحاني ، كما أن لا فرق بين تعرّي الجسد و التعرّي من الهويّة ، فكلاهما محط أطماع أصحاب الشهوات .

Hamdan_alaly@hotmail.com