الجيش السوداني يُعلن مقتل قائد لقوات الدعم السريع في الفاشر إيران تطالب الحكومة السورية الجديدة بتسديد 30 مليار دولار ديون لإيران قدمتها لبشار مؤسسة وطن توزع الملابس الشتوية لمرابطي الجيش والأمن في مأرب هكذا تغلغلت إيران في سوريا ثقافيا واجتماعيا.. تركة تنتظر التصفية إيران تترنح بعد خسارة سوريا ... قراءة نيويورك تايمز للمشهد السياسي والعسكري لطهران إحباط تهريب شحنة أسلحة هائلة وقوات دفاع شبوة تتكتم عن الجهة المصدرة و المستفيدة من تلك الشحنة الحوثيون يجبرون رجال القبائل جنوب اليمن على توقيع وثيقه ترغمهم على قتال أقاربهم والبراءة منهم وتُشرعن لتصفية معارضي المسيرة القوات المسلحة تعلن جاهزيتها لخوض معركة التحرير من مليشيا الحوثي الاستراتيجية الأميركية التي ينبغي أن تتخذها إدارة ترامب المقبلة تجاه ملف اليمن؟ أميركا تتسلم مواطنها الذي كان معتقلاً في سجون الأسد بسوريا
يرى بعض المراقبين والباحثين السياسيين أن (التمرد الحوثي) نقل العلاقات اليمنية- الخليجية إلى مربع أكثر حساسية وخطورة. وإذا افترضنا صحة تلك الرؤية فانه يصدق على هذه الفتنة المثل القائل (رب ضارة نافعة). ورغم متابعتي شبه الدائمة لكل ما يكتب عن هذا التمرد في الصحف الخليجية لم أجد سوى الكاتب الصحافي داؤود الشريان في صحيفة (الحياة) يدعو أكثر من غيره من الإعلاميين الخليجيين إلى ضرورة نقل العلاقات اليمنية-السعودية بصفة خاصة والخليجية بصفة عامة إلى موقع متقدم وأكثر التحاما وصدقية وشفافية. وحذر (الشريان) في احد مقالاته من منزلق خطير قد يقودنا إليه (الفكر الحوثي) إذا انتصر في هذه المواجهة, لا قدر الله.
على حد علمي, لا يريد اليمنيون من الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي سوى الاقتراب من حقوق الجوار بمفهومها الإنساني الواسع والتعامل مع هذه الخصوصية بمسئولية وجدية كما هو حاصل, على سبيل المثال, بين (ماليزيا وسنغافورة) أو بين الدول الأوروبية بعضها ببعض. فقضية تشابك وتداخل المصالح بين اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي قتلناها بحثا وكتابة. وعلينا الانتقال إلى مربع الفعل الحقيقي. أعرف أن رواسب ماضوية لا تزال تشد بعض الأشقاء إلى الخلف, ليس فقط بسبب الآثار المدمرة للغزو العراقي للكويت الشقيق عام 1990 ولكن ثمة أزمة ثقة كبيرة مع بعض الجيران كانت من قبل ذلك. وتعود أزمة الثقة بين اليمن وجيرانها إلى الاستقطاب الأيدلوجي الذي رافق الحرب الباردة. وليتنا أخذنا الدروس والعبر من الدول التي كانت ضحية لقطبي الصراع الذين بنوا ترسانات نووية لمواجهة بعضهم البعض, وحدثت بينهم مواجهات عسكرية تسببت في إزهاق ملايين البشر. لكنهم اليوم طووا الماضي بأحداثه المأساوية الدامية والتفتوا نحو المستقبل.
وبكل شفافية وصدق, لا يزال اليمنيون حتى اللحظة, منذ الغزو العراقي للكويت في 2 أغسطس 1990, يعيشون مرحلة عقوبات من بعض الجيران عن ذنب لم يقترفوه. ولا تزال ذاكرة بعض الجيران أسيرة أكاذيب تسربت أثناء غزو العراق للكويت عن موقف يمني رسمي داعم للغزو. هذه الفرضية نسفها رئيس الوزراء اليمني الأسبق المهندس/ حيدر أبو بكر العطاس, وهو خصم عنيد لنظام الرئيس علي عبد الله صالح, في لقاء تلفزيزني مع قناة الجزيرة, حين سأله المذيع سامي كليب عن حقيقة دور الرئيس/ علي عبد الله صالح في عملية غزو الكويت, قال العطاس (كنت ليلة إعلان الحرب ضد العراق مكلفا في مهمة من الرئيس/ علي عبد الله صالح لبغداد لإقناع صدام حسين بالخروج من الكويت). حيدر العطاس خصم عنيد لعلي عبد الله صالح لكنه أمين في طرح الحقائق وقال كلمته للتاريخ رغم انه يعيش حياة المنافي والتشرد و بحاجة شديدة لأن يسدد هدفا في مرمى خصمه اللدود الذي أخرجه من دولاب الحكم في حرب صيف 1994, لكنه كان أمينا في عرض الحقائق.
أتمنى ألا يظن بعض الجيران أن اليمنيين يستجدون المساعدة والعون والنجدة. وعلى افتراض أنهم حدثوا أنفسهم بذلك وفعلوا فهم يطلبون حقا اقره لهم الدين الإسلامي الحنيف الذي حفظ حقوق الجوار على مستوى الفرد والمجتمع والدولة, فاليمني وجد نفسه محاصرا في مربع العقوبة منذ عقدين من الزمن, وهو يتحفز لصنع شيء في وطنه ولكن ثمة ظروف داخلية خذلته, والكفء المؤهل منهم يتألم حين يرى غير أبناء الجزيرة والخليج يصولون ويجولون في العواصم الخليجية وكأنهم مواطنون في تلك الدول. وعلى الجميع أن يدرك أن هناك تراكمات نفسية سلبية لن تكون لصالح (الجيران) إذا انتقلت اليمن إلى أوضاع ايجابية أو سلبية على حد سواء. ولن يظل اليمن فقيرا وجيرانه أغنياء. فقد نهضت دول لا تمتلك موارد طبيعية وكانت من أكثر الدول تخلفا في الجانب الاقتصادي.
إن اليمن اليوم تعتبر في موقع اقتصادي أفضل مما كانت عليه قبل 1990. فالوضع المعيشي المتعافي الذي كان يعيشه اليمنيون قبل 1990 لم يكن بشروط ومقومات محلية صرفة. بل كان بسبب (الباب المفتوح) بين اليمن ودول الخليج. ومع ذلك لم تكن التنمية التي تعيشها اليمن اليوم متوافرة رغم الحالة المعيشية الطيبة للمواطن في تلك الفترة. ونعترف أن دخل المواطن كان مرتفعا, لكن في المقابل كانت الدولة بمؤسساتها المختلفة شبه غائبة. واليمنيون يعرفون (البير وغطاه) بما فيهم أشد المعارضين لنظام الرئيس علي عبد الله صالح. هذه حقائق يعرفها من عاش تلك الفترة ولا يستطيع الإنسان أن ينكرها مهما كان على خصومة مع هذا النظام.
وعلى الأشقاء في الخليج أن يدركوا جيدا بأن اليمن اليوم يعيش في مفترق طرق. ولا سمح الله, قد يتحالف مع (الغريب) إذا اضطرته الظروف لكي ينقذ نفسه من الموت جوعا إذا تخلى عنه (القريب). فتسريبات صحافية سابقة أكدت أن إيران طلبت من اليمن مليون يمني للعمل فيها. ولا أظن أن التوازن المذهبي سيكون كما هو عليه في اليمن بعد عام واحد من رحيل هؤلاء إلى إيران. وسيعود هؤلاء وعلى رقابهم (صكوك) دخول الجنة من آيات (قم). والفكر المنحرف الذي أجج (فتنة التمرد) الداخلية قد يشعل في المنطقة كلها حربا لا تبقي و لا تذر. وعلى الأشقاء في الجزيرة والخليج استيعاب هذه الحقائق قبل أن تتسارع الظروف وتضغط ويحصل تحول شعبي عام في اتجاه آخر. وبالنسبة للمواطن اليمني الفقير الذي يرى ابنه يموت بسبب المرض أو الجوع ولا يجد مالا لإنقاذه سيان بالنسبة له أن يحصل على مصدر رزق في (الرياض) أو (طهران).
mugales@yahoo.com