آخر الاخبار

اللواء سلطان العرادة يدعو الحكومة البريطانية الى تفعيل دورها الاستراتيجي في الملف اليمني وحشد المجتمع الدولي للتصدي للدور التخريبي لإيراني .. تفاصيل الاتحاد الدولي للصحفيين يناقش مع صحفيين يمنيين وسبُل محاسبة المتورطين في الانتهاكات التي تطالهم عاجل العميل الإيراني رقم إثنين .. الهدف القادم الذي ينوي الغرب والعرب استهدافه واقتلاعه.. ثلاث خيارات عسكرية ضاربة تنتظرهم ما يجهله اليمنيون والعرب ..لماذا لا يجب ترك شاحن الهاتف موصولاً بالمقبس الكهربائي بشكل دائم؟ من هو الأفضل في 2024 بحسب الأرقام؟ كريستيانو رونالدو أم ليونيل ميسي.. عاجل تحسن هائل في سعر الليرة السورية مقابل الدولار .. اسعار الصرف شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا جدل بشأن عودة السوريين اللاجئين في أوروبا إلى بلادهم بعد سقوط الأسد وزير الدفاع التركي يكشف عن عروض عسكرية مغرية قدمتها أنقرة للحكومة السورية الجديدة

القربي :التخوف من الفيدرالية ناتج عن قصور فهم.
بقلم/ الشرق الأوسط
نشر منذ: 11 سنة و شهرين و 15 يوماً
الأحد 29 سبتمبر-أيلول 2013 07:16 م
عقد المؤتمر السادس لأصدقاء اليمن هنا في نيويورك بمشاركة واسعة، ولكن هل تشعرون بأن المجتمع الدولي ما زال يتمتع بنفس الاهتمام والحماس تجاه اليمن؟
نتمنى ذلك طبعا، بالتأكيد استضافة المملكة العربية السعودية للمؤتمر له أهمية خاصة من أهمية المملكة في المنطقة، وأيضا رئاسة المؤتمر من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل رسالة أيضا أن المملكة ودول الخليج يقفون مع اليمن، وهم حريصون على أن يظل كل الأصدقاء في موقفهم من دعم المرحلة الانتقالية في اليمن ودعم المبادرة الخليجية وضمان نجاح الحوار الوطني الشامل، لأن هذا هو مفتاح مستقبل اليمن. ومما سمعناه من كل المتحدثين الذين سمعناه بالأمس، تقريبا كل الدول المشاركة ضمن مجموعة «أصدقاء اليمن» تحدثوا وأكدوا ثلاث نقاط، أولا سعادتهم بأن هذه المجموعة تجتمع على مدى ثلاث سنوات في مواعيدها، وأن اليمن أيضا سارت في تنفيذ المبادرة الخليجية وفقا للآلية التنفيذية وإننا على مشارف الانتهاء من الحوار الوطني وبالتالي صياغة الدستور الجديد وإجراء الانتخابات وبناء اليمن الجديد. وثالثا أن الجميع يشعر أن اليمن في المرحلة القادمة يحتاج إلى دعم أكثر أمام التحديات الكبيرة التي يواجهها سواء في الجانب الاقتصادي أو الأمني أو السياسي.
 التحديات التي تحدثتم عليها، هناك تحدي الإصلاح الداخلي وضرورة تطبيق الآليات حول الشفافية؟.
 من حيث الإصلاحات التي على الحكومة القيام بها، هناك شقان، شق يعلق بقضية مكافحة الفساد والشفافية في المناقصات وأيضا ضمان إجراء مناقصات بنزاهة وبعيدا عن مخاطر الفساد، هناك أيضا قضية الإصلاحات في القضاء، هناك إصلاحات في الشفافية في موارد الدولة من النفط والغاز. وهذه قضايا أعتقد أن الدولة وفت بالتزاماتها فيها وشكلت هيئات تتابع هذه القضايا وتتحرى النزاهة والإصلاحات. هناك طبعا جانب من الإصلاحات الاقتصادية وهذه فيها بعض الصعوبات لأن الآن كما سمعت في اجتماعات «أصدقاء اليمن» تكلموا عن دعم المحروقات وباعتبار دعم المحروقات حقيقة يأخذ نسبة كبيرة من موارد الدولة وقد يشجع على الفساد أيضا. موقف الحكومة الآن هو أنه نتيجة للظروف الاقتصادية والسياسية التي تمر بها اليمن، فإن إجراء هذه الإصلاحات دفعة واحدة سيؤدي ربما إلى بعض الإشكالات كما حدث الآن في السودان قبل يومين عندما رفعوا أسعار المحروقات وخرجت المظاهرات. فنحن نأمل الآن أننا مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي سنضع برنامجا زمنيا لهذه الإصلاحات، يتدرج بحيث لا يشعر المواطن بآثاره، وفي نفس الوقت كيف يمكن أن يوجه ما توفره الحكومة من رفع هذا الدعم للمحروقات في إطار سلة الدعم الاجتماعي، بحيث توجه المساعدات لمساعدة الأسر الفقيرة والفئات المهمشة التي تحتاج إلى نوع من الدعم.
عند الحديث عن الاقتصاد هناك دائما إشارة إلى المنح الدولية، فقد تم الإعلان عن 7.9 مليار دولار من المانحين، وصرفت 2.2 مليار دولار منها، بينما حددت مشاريع أخرى ولكن حتى الآن لم يتم الصرف. هل أنتم راضون عن وتيرة توزيع المنح ودعم المشاريع المحددة في اليمن؟
بكل تأكيد لا، نحن غير راضين ولكن أعتقد أن هناك أسبابا لوجيستية لهذا التأخير وأهمها أنه كان الاتفاق الأخير أن تنشأ هيئة تنفيذية للمشاريع يتعامل معها المانحون وللأسف الشديد هذه العملية أخذت وقتا أكثر مما ينبغي. فكان من المفروض ان ننتهي منها في مارس (آذار) الماضي ولكن هذا لم يتم حتى الآن لأنه كان هناك سوء تفاهم بين المانحين ووزارة التخطيط حول كيفية تكوين الهيئة التنفيذية وكيف يختار رئيسها وكيف توفر لها الإمكانات. الآن حسم موضوع الهيئة ورئيسها عين وهو رجل ذو خبرة ونعول عليه الكثير. والآن علينا أن نبني هذه الوحدة بطاقمها الفني الذي يعكف عليه وطبعا توفير الميزانية التشغيلية لهذه الهيئة.
 هناك استعدادات الآن داخل اليمن لحسم الحوار الوطني ومن بعدها الإعداد للانتخابات المقبلة. هل تتوقعون إنجاز الحوار الوطني خلال الشهر المقبل؟
مستشار الأمين العام لمجلس الأمن أشار إلى أن الحوار الوطني أنجز 90% مما كان مطلوبا منه وهذا إنجاز كبير، ربما لم يكن أكثر المتفائلين يتصور أن اليمن ستحقق هذا. هناك مشكلة الآن حول قضية شكل الدولة، هل تكون دولة اتحادية أو فيدرالية وكم عدد الولايات أو الأقاليم. هذا هو الخلاف الآن، هناك من يريد إقليمين، على أساس شمال وجنوب وهناك من يريد أكثر من أربعة أقاليم. وبالطبع يرتبط بالأقاليم كيفية توزيع السلطات بين المركز والإقليم وكيف توزع الثروات، وهذان الجانبان أعتقد أن هناك اتفاقا عليهما ولكن الخلاف حول شكل الدولة كفيدرالية ومن كم إقليم.
 هناك من يخشى أن تصبح خطوة الفيدرالية باتجاه التقسيم، فكيف يمكن لكم طمأنة من يسأل عن تبعات إنشاء دولة فدرالية؟
- دائما في بلداننا تعودنا على نظام الدولة البسيطة والمركزية الشديدة، الناس يشعرون إذا أعطيت صلاحيات إلى المحافظات فإن ذالك يؤدي إلى نزاعات، خصوصا إذا كانت المحافظات كبيرة ولديها ثروة، وربما وصل الأمر إلى الانفصال. ولكن إذا نظرنا إلى أكثر الدول نموا واقتصادا وتطورا نجدها دولا فيدرالية يعني مثل الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا وحتى بريطانيا وهي ملكية أصبحت الآن شبه نظام فدرالي بأقاليم إنجلترا وأسكوتلندا وآيرلندا. فهذه المخاوف للأسف نتيجة قصور الفهم في موضوع الفيدرالية. ولكن في الحقيقة هناك نوع من هذا التفكير الذي ما زال لا يعرف ما معنى أن يكون هناك دستور وقانون وجيش يتحمل مسؤولية حماية الوحدة، فهنا تبقى المخاوف مشروعة. فكيف تتم معالجتها؟ من خلال الدستور وكيف يضمن الدستور ألا يخرج أحد خارج نطاق هذه الفيدرالية وأن هناك مؤسسات دستورية وقانونية تحمي هذا النظام وأن هناك جيشا وطنيا يعرف مسؤوليته.
* مثلما تفضلتم هناك حاجة للتوعية ولكن أيضا كسب الثقة، هل استطاع الحوار الوطني أن يبني هذه الثقة؟
- بكل تأكيد أعتقد أن الحوار الوطني أزال كثيرا من الحواجز النفسية والشكوك التي كانت بين الأطراف السياسية. وكان كل واحد لا يثق بالآخر وبالتالي يتمترس حول مواقفه وبالتالي يريد أن يدخل في الدستور أمورا ما أنزل الله بها من سلطان لأنه يعتقد أن هذه هي الطريقة لحماية مستقبله ومصالحه. وفي النهاية تجد الأحزاب وقياداتها يتكلمون عن برامج وبناء دولة ولكن هناك أيضا مصالح لأشخاص، خاصة في مجتمعاتنا المتخلفة. فهذا التحدي الذي واجهناه في بداية الحوار وتغلبنا على كثير منه ولكن لم نتغلب عليه 100% لأنه ما زالت هناك شكوك وما زالت هناك بعض المخاوف ولكن أعتقد أنه إذا ما بدأنا في الاتفاق على مكونات الدستور وبدأنا في صياغة الدستور وبدأ الناس يجدون في الدستور هذا ما يطمئنهم، ستسير الأمور بالطريق الصحيح.
* ولكن هناك أيضا تحدي الوضع الأمني المتراجع في اليمن، من يقف وراء هذه الهجمات التي نراها خاصة التي تستهدف العناصر الأمنية؟
- الوضع الأمني صعب جدا، للأسف الشديد، علينا أن نعترف بذلك. الأجهزة الأمنية الآن تمر بإعادة هيكلة بعد الأزمة السياسية وبعد تسلم فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي الحكم، وهذه واحدة من أولوياته في إصلاح الأوضاع في اليمن. مستقبل اليمن من دون ركيزتي الاقتصاد والأمن، سيجعل كل ما عملناه لا قيمة له. نحن الآن صحيح وضعنا أسس الدولة والدستور ولكن ما الذي سيحافظ على هذه الدولة؟ هو الاقتصاد والأمن. الاقتصاد فيه صعوبات ولكن نأمل أن يتحقق الاستقرار الأمني حتى يتحسن الاقتصاد، بغض النظر عن المانحين. وأما الجانب الأمني، فحقيقة هو التحدي الذي على «أصدقاء اليمن» وعلى الأشقاء أن يدعموا القوات المسلحة لوجيستيا وتدريبيا وتوفير الإمكانات لها للقيام بعملها. ومرتبط بذلك، النشاط الأخير لعناصر «القاعدة» والإرهاب في اليمن، إذ يفسرها البعض أنها نتيجة المبالغ التي تسلموها من أجل إطلاق المختطفين لأنهم بعد أن ظلوا لفترة طويلة غير قادرين على عمل شيء، ها هم الآن في الأشهر الأخيرة بدأ نشاطهم بشكل كبير وهناك من يقول إن الأموال التي تسلموها لتحرير مختطفين مكنتهم من ذلك.
* ولكن خلال اجتماع «أصدقاء اليمن» كان هناك اتفاق على التوقف عن دفع الفدية للخاطفين.
- نعم، أكدوا على هذا وأكدوا على أن على الدول وقف تقديم الديات للخاطفين.
* البعض يقول إنه عندما بدأت الانتفاضات والثورات في الدول العربية عام 2011، لم يتوقع أحد أن تكون اليمن من الدول التي تعتبر الأنجح في إدارة الأزمة، ما أسباب هذا النجاح النسبي مقارنة بغيرها من الدول العربية التي تمر بالانتقال السياسي؟
- هناك المقولة المشهورة التي نرددها في اليمن، ونعتز بها، وهي مقولة الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال «الإيمان يماني والحكمة يمنية»، فربما هذه المقولة تتحكم - لا شعوريا - بتصرفات اليمنيين عند الشدائد، لأنهم لا يريدون أن يخيبوا هذا الوصف للرسول صلى الله عليه وسلم. وبالإضافة إلى هذا الجانب النفسي، فإن اليمنيين، تركيبتهم أصلا هي تركيبة حوار وتفاوض، فكلما كانت هناك صراعات في اليمن كانت تحل دائما بالحوار والتفاوض منذ قيام ثورة 26 سبتمبر (أيلول) وبعد استقلال الجنوب والشمال كانت تحل بالتفاوض وبعد الوحدة أيضا وحتى قبل بداية الربيع العربي كانت هناك أزمة سياسية في البلد كان الناس يتحاورون. لهذا عندما وقعت الأزمة السياسية ظل باب الحوار مفتوحا. والجانب الآخر هو التركيبة القبلية لليمن. الجانب الثالث ربما أن الشعب اليمني شعب مسلح فالكل يعرف أنه من السهل أن تطلق رصاصة ولكن من الصعب بعدها أن توقف إطلاق الرصاص. وكل هذه العوامل مجتمعة تجعل اليمنيين يدركون أن الحوار والحلول السياسية هي الطريقة المثلى.
* ما التحدي الأكبر لليمن الآن ؟
- هو الوصول بالمرحلة الانتقالية إلى النهايات المطلوبة منها، معنى ذلك نجاح الحوار الوطني وصياغة الدستور الجديد وإجراء الاستفتاء عليه ومن بعدها إجراء الانتخابات التي سيتشكل فيها نظام حكم جديد في اليمن ببرلمان جديد وحكومة جديدة. هذه التحديات التي من المفترض أن يعمل كل يمني من اجلها، وعلى كل يمني ألا ينظر إلى المرحلة القادمة من باب الربح والخسارة لقبيلته أو حزبه أو له شخصيا، ربما لو فعل ذلك قد يكون خسارة في ذلك، بل عليه أن يفكر بالربح لليمن وعندها نكون كلنا كاسبون.