آخر الاخبار

عاجل :إسرائيل تستعد لتوجيه ضربات وصفتها بالقاضية للمليشيات الحوثية في اليمن المليشيات الحوثية تقتحم مجمع أبو بكر الصديق التربوي بحملة مسلحة وتعتقل أحد التربويين اللواء سلطان العرادة يطالب الشركاء الإقليميين والدوليين إلى تصحيح مسار العملية السياسية في اليمن والتحرك العاجل لردع المليشيات الحوثية مليشيا الحوثي تفرض حراسة مشددة على جثث الأسرى بعد تصفيتهم جنوب اليمن والأهالي يطالبون الأمم المتحدة بالتدخل العاجل اللواء سلطان العرادة يوجه إنتقادات لاذعة للإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي لتعاملهم الناعم مع المليشيات الحوثية ويضع بين أيديهم خيارات الحسم - عاجل السلطة المحلية بأمانة العاصمة تحذر مليشيا الحوثي من تزوير ونهب الممتلكات العامة والخاصة من الأموال والأراضي والعقارات أول رئيس يدعو لرفع هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب ويعرض مساعدات عسكرية لسلطة سوريا طلاق شراكة جديدة: 30 شركة بولندية تعتزم فتح مقرات في دولة عربية وزارة الأوقاف والإرشاد تكشف عن قائمة أسعار وتكاليف الحج للموسم 1446هـ مأرب برس يكشف أساليب وطرق المليشيات الحوثية في عسكرة جامعة صنعاء وطرق تحويلها الى ثكنات ووقود للأجندة الطائفية

الجنوب كيان موحد
بقلم/ شفيع العبد
نشر منذ: 11 سنة و 3 أشهر و 24 يوماً
الخميس 22 أغسطس-آب 2013 06:09 م

القضية الجنوبية تعريف عميق ومكثف لمعاناة شعب وجد نفسه خارج المعادلة السياسية القائمة على المشروع السياسي للوحدة الذي تم بين دولتين تحظى كل منهما بالشخصية الدولية والعضوية الكاملة في منظومة الأمم المتحدة ومثلها العربية والإسلامية، وما نتج عن ذلك من إلغاء للوجود السياسي للجنوب بواسطة حرب صيف 94 التي شنها تحالف 7يوليو الأسود، وإلغاء الشراكة الفعلية للجنوب والاستعاضة عنها بمجموعة ممثلين عن الجنوب وليس ممثلين له تقديراً لدورهم البطولي في المشاركة في قتل أهلهم ونهب أراضيهم والعبث بثرواتهم – باعترافات الكثير منهم- في لحظة ربما كانوا فيها يعيشون خارج الوعي الإنساني، أو في أحسن الأحوال الاستجابة لدواعي الانتقام للذات التي لم تكن بريئة من صراعات الماضي، وهي الصراعات التي تسببت فيها كل الأطراف مجتمعة دون إن نستثني احد منها، بعيداً عن مفاهيم الجلاد والضحية، فالكل مارس دور الجلاد بحق الجنوب الذي يعد الضحية الوحيد في مختلف مراحل الصراع، ويناضل اليوم من اجل الخروج من عباءة الضحية للانتصار لكرامته التي أهدرتها حرب صيف 94 وما لحقتها من سياسات اقصائية عدائية هدفت إلى اجتثاثه من الخارطة الجيوسياسية، وتشويهه في الذاكرة الجمعية من خلال الإمعان في الإساءة لتاريخه ولمكانته في نفوس أبنائه.

القضية الجنوبية في مفهومها السياسي هي نتاج موضوعي لسقوط مشروع الوحدة بصورة تراجيدية على وقع أقدام جحافل غزوة 7يوليو، وتحويله إلى مشروع احتلال مارس كل صنوف القهر والإقصاء والتهميش بحق أبناء الجنوب، الذين انتفضوا بدورهم منذ اللحظات الأولى لرفض ذلك المشروع بمختلف وسائل النضال السلمي، ومناهضته من خلال أشكالهم النضالية المتعددة التي أتت أكلها بظهور الحراك السلمي الجنوبي في 7يوليو 2007، وما قدموها من قافلة طويلة للشهداء منذ استشهاد كلاً من" المنتصر ومحمد ثابت الزبيدي" على أيدي قوات القمع المركزي في الضالع عام 1998م.

المفروض اليوم على العقل السياسي اليمني أن يتعاطى مع القضية الجنوبية كما هي، بعيداً عن القفز على مضامينها وبداية ظهورها، لأن فعل كهذا لن ينتج حلاً ناجعاً لها، بل انه سيزيد الأمور تعقيداً، وسيضع أصحابه في مواجهة مباشرة مع الشارع الجنوبي، بل ربما مواجهة مع التاريخ الإنساني الذي ينصف الأشخاص والمواضيع في أحايين كثيرة.

إن الحديث عن تقسيم الجنوب إلى عدد من الأقاليم كحل للقضية الجنوبية يتبناه البعض داخل أروقة مؤتمر الحوار الوطني، يعطي انطباع بأن البعض لم يفهم القضية الجنوبية على حقيقتها، او انه يمارس دور المكابر عن الفهم خدمة لأهداف حزبية او ذاتية، او محاولة بائسة منه لخلط الأوراق بما يتيح الفرصة أمام مراكز القوى والنفوذ لتمرير مشروعها الذي يتم طباخته على نار هادئة مستغلين حالة الانقسام الجنوبية، التي يقابلها حالة وهن تعيشها بقية القوى التي تدعي التغيير والحداثة وعجزها عن إنتاج مشروع جامع او تنظيم صفوفها لمواجهة القوى التقليدية، وكأنها قد اكتفت بحالة الانقسام الجنوبي لتمارس دور المتفرج المنفرج الأسارير، وهي بذلك إنما تكرر ذات سيناريو حرب 94.

القضية الجنوبية ليست مكان لممارسة الابتزاز بانتهازية مقيتة، او ساحة لتصفية خصومات تضرر منها الجميع، او اتخاذ مواقف بهدف مواجهة مواقف أخرى، فالمرحلة تتطلب من الجميع الاعتراف بالأزمة الراهنة وتوصيفها كما هي والمرتبطة بمشروع الوحدة السلمي الذي ألغته الحرب، والعمل بروح المسئولية لإعادة صياغة الوحدة في إطار دولة اتحادية من إقليمين تضمن للجنوب وحدته الجيو سياسية، وبما يحقق للشعب في الجنوب حقه في تقرير مصيره ومستقبله السياسي دون وصاية زيد او عمرو، او هذه القوة السياسية او الاجتماعية او تلك، وفي يقيني الشخصي أن هذا الحل يمثل الحد الأدنى لتطلعات الشعب في الجنوب، وعلى أخواتي وإخواني أبناء الجنوب المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني رفض المشاريع الهادفة إلى تجزئة الجنوب وان لا يكونوا جزءا منها، التي يسعى أصحابها إلى إفراغ القضية الجنوبية من مضامينها الحقيقية وتحويلها إلى قضية تتعلق بشكل الدولة اليمنية، وهؤلاء يتوهمون بأن مشروع الوحدة مازال قائماً بينما قد أسقطته الحرب، وأمثال هؤلاء لا يحسون ولا يبصرون كما قال شاعر اليمن الكبير "عبدالله البردوني" رحمه الله.