مؤشرات على اقتراب ساعة الخلاص واسقاط الإنقلاب في اليمن.. القوات المسلحة تعلن الجاهزية وحديث عن دعم لتحرير الحديدة تعرف على ترتيب رونالدو في قائمة أفضل 100 لاعب في العالم قرار مفاجئ يفتح أبواب التحدي في كأس الخليج تقارير حقوقية تكشف عن انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية الكشف عن ودائع الأسد في البنوك البريطانية..و مطالبات بإعادتها للشعب السوري ماهر ومملوك والنمر وجزار داريا.. أين هرب أبرز و كبار قيادات نظام الأسد الجيش السوداني يُعلن مقتل قائد لقوات الدعم السريع في الفاشر إيران تطالب الحكومة السورية الجديدة بتسديد 30 مليار دولار ديون لإيران قدمتها لبشار مؤسسة وطن توزع الملابس الشتوية لمرابطي الجيش والأمن في مأرب هكذا تغلغلت إيران في سوريا ثقافيا واجتماعيا.. تركة تنتظر التصفية
ماذا يريد الرئيس من اليمن ، هذا سؤال يجب أن يطرح بقوة وأن نبحث جديا عن إجابة له، وان نقارن بين الرؤساء المختلفين وماذا يريدون وماذا فعلوا وبين علي عبدالله صالح ، وأين تكون نقاط الالتقاء و نقاط الاختلاف،والمقارنة يجب أن تكون بين الحالة " النموذج " أو الحالة الأكثر تطلعا والمتفق عليها من قِبل الأغلبية وبين النظام الذي أرساه الرئيس اليمني ، فمن غير المنطقي أن نقارن بين الرئيس مثلا وبين نظام ساحل العاج فلا أحد يرى في دولة ساحل العاج شيء يستحق أن يتبع، ولكننا قد نتفق مثلا لنضع أنظمة مثل السويد أو سويسرا كنماذج دولية تستحق الدراسة والبحث من داخلها عن مواد وأنظمة وطرق قد تكون ناجحة معنا، وأن كان هناك من يرى أنها مقاربة ظالمة كون الشعب غير الشعب والحكومات المتتالية غير حكومتنا الثابتة، إلا أن محاولة الاستفادة من تقدم الآخرين هو أمر مشروع لا يختلف عليه اثنان، وخاصة أن الرئيس لا يتوقف أبدا عن تكراره بأننا دولة ديمقراطية تؤمن بالصندوق طريقا للتداول السلمي للسلطة.
لذا وللمرة الثانية ( ماذا يريد الرئيس من اليمن ) ثم نطرح نفس السؤال على الأحزاب التي سبق وأن حكمت في الدولة المتقدمة الأخرى وهو ماذا يريدون من بلدانهم، ولنبدأ بالإجابة على الجزء الثاني من السؤال، فمن طبيعة أي حزب سياسي في هذا العالم أنه يعتنق مبادئ وأفكار يرى أنها مناسبة لتحسين وضع بلده من الناحية الاقتصادية كونها أهم مطلب يهم المواطنين ثم تأتي النواحي الأخرى التي لا تقل أهمية مثل التعليم والصحة والبنية التحتية والارتقاء بالوعي الثقافي وتحقيق العدالة الاجتماعية والتي تعني توزيع الثورة بشكل متساوي أو التوسيع من دائرة الطبقة الوسطى لتكن هي الطبقة التي تنتج الخبرات التعليمية والطبية والثقافية، وتضع برنامج زمني لا يمكن الإخلال به لتنفيذ أجندتها، فأن لم تنجح في ذلك فهي تسقط مباشرة في اقرب انتخابات ليأتي الآخرون الأكفاء لتنفيذ برامجهم.
ومن منطلق ما ذكرته في الأعلى فهذا يعني بأن النظم الديمقراطية تخلت عن الفردية وأصبحت تتحدث كتنظيمات حزبية مجتمعة، ولا يمكن بحال أن يكون أمين عام الحزب اقوي من حزبه ومهيمنا عليه لأن هذا يعتبر شيء مهين ولا يمكن القبول به ابدا.
لذا كيف هو الوضع مع رئيسنا مقارنة بالنظم الطبيعية الديمقراطية الأخرى،فمدة ثلاثة وثلاثون عاما وهي مدة تربعه على كرسي الحكم كفيلة بنقل أي دولة من مصاف الدول النامية إلى الدول الأكثر رخاءً وتنمية خاصة أن حكمة شبه مطلق لا ينازعه أحد على أي شيء وأن فعل وحدثت منافسة فأنه يطلق شرارة الحرب فورا ليقوم بتصفية منافسيه ، بينما الأحزاب الأخرى في العالم لا تطلب أكثر من خمسة سنوات فقط لتنفيذ برامجها، والرئيس هنا وخلال المدة الطويلة التي يحكم بها اليمن أرتكب الكثير من التجاوزات السياسية والمشكلات الاقتصادية والفشل الاجتماعي حيث أولا قضى على حزبه وقام بمسخ هويته وأصبح الحزب مجرد أداة تصفق له بغض النظر عن ما أنجزه أو لم ينجزه، واختفى من حوله الشخصيات الاعتبارية ذات الثقل السياسي بينما برز ضعاف الشخصيات والمستلقين الذين يفتقرون للحد الأدنى من التعليم والثقافة، كما أن الوضع الاقتصادي يمر بحالة صفرية حيث أن الشعب اليمني يعاني من الفاقة والبؤس بينما ظهرت فئة مقربة من النظام تتمتع بثراء فاحش في وقت تصنف اليمن بأنها دولة فاشلة وهذا التصنيف الدولي يحتكم إلى معايير صارمة وغاية في الدقة ونتيجة لهذا الوضع الاقتصادي فقد تهاوى مستوى التعليم والصحة كما أنتج حالة اجتماعية غريبة ودخيلة على العادات المتعارف عليها والقائمة على النخوة والشرف والتكافل بل أدت إلى انهيار شبه تام لسلسة مفاهيم كانت سائدة وباتت شوارع المدن سكن للمجانين والمتسولين ومرتزقة رجال الأمن من الشرطة والمرور وعصابات مشائخ القبائل ناهيك على ترسيخ أهم بذرة قامت الثورة عليها وهي الأسرية في توزيع المناصب من أعلى منصب في الرئاسة حتى الفروع المختلفة في الدولة في وقت نال الرئيس وأسرته النصيب الأكبر من الوظائف السيادية وتقاسم البلد مع مشائخ القبائل وأفرز أسوء تنظيم اجتماعي و سياسي في المنطقة.
يبدوا أن الرئيس فشل وهذا لا خلاف عليه، بل أكاد أن أجزم بأن الرئيس ومن قرارة نفسه يعرف هذا الشيء ويقر به، لكن للسلطة شهوة قد تصل إلى حد إراقة ماء الوجه كما يحدث الآن مع الرئيس المصري فهو يشاهد كل شعبه يطالبه بالرحيل ومع ذلك وبلا خجل يرفض المغادرة ويصر على البقاء بشكل قد لا يتكرر في التاريخ المعاصر الحديث.
مهما حاول الرئيس وأدوات إعلامه التي تعمل على النمط القديم تصوير أنه هنالك شيء يستحق الذكر في عهده فكل شيء حولنا يكذبها،فهل من المنطقي بقاء الرئيس أكثر، وما هي جدوى بقائه وأيهم أفضل لليمن بقاء هذا الرئيس أم مغادرته سدة الحكم ومنح الفرصة للآخرين بمحاولة إخراج اليمن من هذا النفق، هي أسئلة معظم الشعب اليمني يعرف أن إجابتها هي ضرورة مغادرة الرئيس لأنهم يريدون _ وهذا حقهم _ حياة أفضل وأكثر استقرارا .
لذا دعونا نعدد فوائد رحيل الرئيس وهي كالتالي :
1- استمرار الوحدة اليمنية لأنه في حال رحيله سيتم العمل بدستور الوحدة المعطل ومعاملة الجميع كمواطنين من نفس الدرجة
2- عودة جميع المنفيين للوطن مما يعيد الاستقرار من جديد
3- تعافي الاقتصاد نظرا لرحيل الكتلة الفاسدة خوفا من العقاب
4- عودة الروح الديمقراطية في البلاد من جديد والتداول السلمي الحقيقي للسلطة
5- العمل الجاد على نقل اليمن من الحالة البدائية في نمطها القبلي الى الصورة الأكثر مدنية
6- فصل بين السلطات الثلاث ( التشريعية – القضائية – التنفيذية ) وإعادة استقلالها مرة أخرى
7- العمل الحقيقي والجاد لمحاربة الفساد المشتري في مفاصل الدولة
8- تثبيت أركان الدولة وبسط نفوذها على كافة أراضيها
9- اعتماد القانون والنظام كمرجعية يقف تحتها الجميع
10- التعامل الجاد مع المواطنين بعيدا عن تلك الأعيب التي ظل يمارسها طوال ثلاثة وثلاثون عاما
11- والأهم من كل ذلك هو التخلص من الديكتاتورية والاستبداد القرينة بالتخلف والجهل وهي أسوء أنواع الحكم على الإطلاق
والفوائد كثيرة وقد لا تحصى، فهل يعي الشعب اليمني أن وقت رحيل الرئيس قد أزف وأن لا يخضع لكل الوعود القادمة والمحاولات البائسة ألتي قد يعلن عنها من أجل تمديد مدة فترة بقائه على السلطة، فأنا أعرف أنه لا يوجد أوقح من الرئيس المصري إلا صاحبنا الساكن في قصر الرئاسة في صنعاء.
أن خذلتنا قوى المعارضة وتراجعت كعادتها عن مطالب الشعب، فأنا ادعوا لتشكيل طيف شعبي جديد وغير مسيس يخرج إلى الشوارع أسوة بباقي الشعوب العربية التي اختارت الحرية ليعلن رفض بقاء هذا الرئيس مدة أطول على سدة الحكم وأنه وإلى هنا وكفى، فهذه فرصة قد لا تتكرر والمنطقة مؤهلة للقضاء على مستبديها، فلا تفلتوا زمام الأمور منكم يا أهل اليمن و لا تجعلوا التاريخ يتجاوزكم مرة أخرى.