الدكتوراة للباحث إبراهيم اليمني من كلية الحقوق جامعة بني سويف مع مرتبة الشرف على غرار اقتحامات واتهامات نظام الأسد.. مليشيات الحوثيين تقتحم عمارة سكنية بمحافظة إب بقوة الحديد والنار وتروع سكانها اللواء سلطان العرادة يدعو الحكومة البريطانية الى تفعيل دورها الاستراتيجي في الملف اليمني وحشد المجتمع الدولي للتصدي للدور التخريبي لإيراني .. تفاصيل الاتحاد الدولي للصحفيين يناقش مع صحفيين يمنيين وسبُل محاسبة المتورطين في الانتهاكات التي تطالهم عاجل العميل الإيراني رقم إثنين .. الهدف القادم الذي ينوي الغرب والعرب استهدافه واقتلاعه.. ثلاث خيارات عسكرية ضاربة تنتظرهم ما يجهله اليمنيون والعرب ..لماذا لا يجب ترك شاحن الهاتف موصولاً بالمقبس الكهربائي بشكل دائم؟ من هو الأفضل في 2024 بحسب الأرقام؟ كريستيانو رونالدو أم ليونيل ميسي.. عاجل تحسن هائل في سعر الليرة السورية مقابل الدولار .. اسعار الصرف شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا
ما أشد سذاجتنا؟ كنت واحدًا من الذين خاضوا غمار معركة سياسية حامية الوطيس لإنجاحه في جولة الإعادة يونيو 2012، غير أني مارست حقي - كمواطن - في نصحه حينا ونقده حينا، سرا وجهرا بين يديه أو عبر وسائل الإعلام المختلفة، هكذا كنت أفهم أنا وغيري من السذج الذين اعتقدوا أننا عبرنا من دولة القهر والاستبداد إلى دولة الأمن والأمان والديمقراطية والحرية.
كان قد صدح هو - الرئيس الأسير - تأسيًا بالخليفة العادل: "إن أحسنت فأعينوني وإن أخطأت فقوموني"، فهمت ومعي نفر من السذج أنه حاكم نُقدر عمله ونزنه بميزان لا يؤثر فيه أنه من المجاهدين المناضلين الثائرين ضد ترسانة الاستبداد والقهر، لا يخفف من نقدنا له أنه أحد رموز التيار الإسلامي العريض الذي نشرف بالانتساب إليه فكرًا ومنهجًا ونظرية سياسية، وحين لقاني داعبني بينما أغوص في حضنه الدافئ "خف عليَّ" بادرته: "أنا أحبك يا ريس وولائي لك" أجابني: "وأنا أحبك وأقدرك"، كنت أقول في نفسي: حتى يحترمنا الناس فلا نفرق بين حاكم وآخر.
لم نفطن إلى حجم المؤامرة من وقت مبكر، فقد توفر لدينا حُسن النية خصوصًا أننا لم نكن من المقربين بل كنا مبعدين، قالوا: "إنه ينشر الأخونة في مفاصل الدولة" وقلنا معهم، ونشر متآمرون من جلدتنا أن لديهم ثلاثة عشر ألف اسم ومستند لإخوان تم تعيينهم في وظائف رسمية!! كانوا كاذبين متآمرين لم يقدروا على تقديم ما يزعمون، لكننا كنا في سكرة تجربة الحرية التي يتشوق كل منا لممارستها.
لكن نسينا أن من استعان بهم "الرئيس الأسير" لا يتجاوز بضع وزراء سبعة تقريبًا بينما الوزارة في عمومها خارج نطاق حزبه!! لم ندافع عنه، تركناه نهبًا لمن يعدون العدة منذ ولي الحكم في يومه الأول، أذناب مبارك وأولاده وزبانيته، والذين لم يجدوا عنده حظهم، وخصومه السياسيون أو خصوم منهجه ومرجعيته، كل هؤلاء وغيرهم تجمعوا، يهتفون في وجهه: "خان الثورة" ولم يحاكم المشير طنطاوي، ثم رأيناهم يتحالفون علنا كلهم بعضهم البعض، ثوار وحرامية وبلطجية لإقصائه وإعداد العدة له.
ربما يحتمل هو في هذا بعض النقد السياسي المشروع، لكن الاختلاف السياسي شيء والتآمر شيء آخر. هو استخدم حقه الدستوري حسبما يرى من ضرورة الاستعانة من فريقه الحزبي - حزب الحرية والعدالة - ليطعم به فريقه التنفيذي بحسبانهم أقدر على تطبيق فكره وبرنامجه الانتخابي وهو شيء معروف في دنيا السياسة، وفي آخر أيامه في الحكم خطا خطوة بعد عام طويل من المعاناة ووقَّع حركة المحافظين، فخرجوا في فُجر وحنق شديدين يهتفون: "الأخونة"، ومنعوا المحافظين من دخول مقار عملهم، واستقال الرجل المهذب عادل الخياط عن شغل موقع محافظ الأقصر، وفاتنا أن المؤسسات التي يناط إليها حفظ النظام وتمكين الموظفين الرسميين من العمل لا تعمل ولا تقوم بدورها ولا بواجبها!! فاتنا أن "الرئيس الأسير" يحكم بلا مؤسسات، فقد تآمروا عليه.
كنت ساذجًا جدًا وأنا أتصور أني أمثل "المعارضة من داخل النظام" أعارضه حينا لكن ولائي له، أحبه، أقدر أن الأقدار دفعته دفعًا ليشغل موقع الرئيس.
كان المتآمرون يدفعون في وجهه العقبات عقبة تلو أختها، يستأجرون بعض البلطجية ليندسوا بين شباب طاهر مخلص يُعارض بشرف، سُذج مثلي، يشعلون النيران في المباني ويلقون بالمولوتوف على مقر الاتحادية.
كان المتآمرون يدعون إلى المليونيات التي لم تكن مليونيات أبدًا كل جمعة، كانوا يسعون إلى إضعاف الرئيس وإدارته، يمنعون النمو الاقتصادي، ففي مثل تلك الأجواء حيل بينه وبين استدعاء الاستثمار والمستثمرين، رغم أن المؤشرات العالمية بعد ثورة 25 يناير - كما ذكرت داليا مجاهد مستشارة أوباما في وقتها - كانت ترشح مصر لتكون أكثر دول العالم حصدًا للاستثمارات.
كان صعبًا أن تُدعم صناعة السياحة باعتبارها أهم روافد الدخل القومي، كانوا ينقمون على "الرئيس الأسير" ديمقراطيته؛ لأنهم أعادوا دولة الاستبداد بكامل طاقتها، كنا نود دعم تجربتنا الديمقراطية الوليدة، الشعوب تنتخب رئيسها وتملك عدم إعادة انتخابه، كانوا يثورون في كل يوم وفي كل وقت بزعم التظاهر السلمي، واليوم يطالبون بوقف الاعتراضات السلمية قتلا أو اعتقالا أو تشريدا.
فتشت في سجل الرجل فلم أجده تعسف مع معارضيه، لم يحرمهم حتى من سبه أو التعريض به! لم يطارد معارضيه، لم يقتل أو يأمر بالقتل، فما الذي نقموه عليه؟
تابعت على الشبكة العنكبوتية دقائق عن لحظة القبض على مرسي كما أشار الرابط فوجدت ضباط غوغاء يصرخون "لازم يخرج مكلبشاً"، وهو جالس شامخ صامد غير عابئ، قلت ما الذي ينقمه هؤلاء على الرجل الصالح؟!
إنه دينه.. إنه الإسلام الذي يحمل، إنه المشروع الذي ترمز إليه الجماعة التي ينتسب لها، خدعوا الشعب بآلة إعلامية مدفوعة الأجر، خوفوه منه، سيضيق الحريات، سيمنع الفن، سيلزم النساء الحجاب.
خدعوا الشعب، تآمروا عليه، اصطنعوا أزمات تموينية وبترولية وكهربائية ليدفعوا الناس إلى الشوارع والطرقات في حماية الجيش والشرطة والبلطجية والفلول.
للإخوان أخطاء، لا شك في هذا ولا ريب، ابتعدوا عن شركاء الثورة وشبابها، سكتوا عن العسكر، لكن الأزمة الآن أزمة وطن.. أزمة شعب.. أزمة أمة.
أيها الرئيس الأسير المؤمن الطيب المخلص، أحسبك كذلك والله حسيبك، أنا أحبك في الله فسامحني.