عاجل الحوثيون يدفعون بتعزيزات قتالية مكثفة جنوب اليمن ويصدرون قرارا بحظر التجوال واغلاق الطرقات آخر تحديثات أسعار صرف الدولار والسعودي مساء اليوم عرض ''فاتنة سبأ'' للبيع في مزاد علني (صورة) قرار بمنع منتسبي السلطة القضائية من المشاركة أو النشر في وسائل الإعلام ومواقع التواصل صنعاء صفر درجة مئوية.. الطقس المتوقع في اليمن خلال الـ24 ساعة القادمة إيران تعلن متى ستعيد فتح سفارتها في سوريا برشلونة يعلن طبيعة اصابة اللاعب لامين جمال ومدته غيابه اعلان غير سار من اليونيسيف للأسر اليمنية التي كانت تحصل على مساعدات نقدية شمال غزة يباد.. والصحة العالمية تكشف عن وضع مروع في مستشفى كمال عدوان انفجار يقتل أرفع مسؤول نووي في الجيش الروسي
مأرب برس ـ فلسطين ـ خاص
......أ ي سقوط أخلاقي هذا وأي مشهد عبثي هذا ؟، شعب فصائله تقتل على سلطة وهمية، وفصائله تقتل بعضها وشعبها في سبيل مصالح وأجندات خاصة وفئوية وغير فلسطينية، تحت يافطة وعباءة الوطن والشعب، والشعب والوطن براءة من هذه الأفعال وهذه الجماعات، شعب محتل ومحاصر يقتتل على أوهام، ولكن لا بأس فها هي حماس، تعلن إنتصارها المؤزر وفتحها المبين، وإعادة التحرير، ولعل الجميع يجب أن يعرف، أن تعثر المشاريع الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة، سيستمر في دفع ثمن ذلك، من العراق إلى فلسطين الشعوب العربية. وال فوضى الخلاقة هي العنوان، ولكن يبدو أن قياداتنا لا تريد أن تتعظ، بل إستهوتها أوهام السلطة والمراكز والإمتيازات، وقامرت بمصالح شعوبها وأمتها في سبيل ذلك، بحيث غدت جزءً من اللعبة والمخطط، والآن وبعد ان أحكمت حماس سيطرتها وسلطتها على قطاع غزة، وما تبع ذلك من تطورات وتفاعلات محلية وإقليمية ودولية، حتماً ستلقى بظلالها على الشعب الفلسطيني عامة وقطاع غزة خاصة مصيراً ووجوداً وقضيةً وحقوقاً، حيث أنه أصبح في حكم المؤكد، أنه لا مجال للحديث عن حكومة وحدة وطنية، وخصوصاً أن الرئيس عباس إتخذ قراراً، بحل الحكومة وإقالة رئيس الوزراء وتشكيل حكومة طوارىء، وبغض النظر عن شرعية ودستورية هذه الخطوة أو عدمها، ومدى إنعكاساتها على الشعب الفلسطيني، فإن ما حدث في القطاع أشار بوضوح إلى ان العبث والجنون ، قاد وكما أشرت في مقالة سابقة، إلى فتح الباب على مصرعيه أمام الأجندات غير الفلسطينية، فنحن الآن أمام مخاطر جدية وحقيقية على المشروع الوطني الفلسطيني برمته، وأصحاب سياسة الفوضى الخلاقة، هم أول المستفيدين من ما حدث في القطاع، حيث أن الردود الأولية الإسرائيلية والأمريكية، أشارت إلى أن " أولمرت " سيطرح في محادثاته الثلاثاء القادم مع " بوش " فصل القطاع عن الضفة الغربية، وأيضاً فإن إعلان حالة الطوارىء وإعتبار قطاع غزة إقليماً متمرداً، يعني تعزيز حالة الفصل والإنقسام، وكذلك فإنه أخذت تنتشر الدعوات إلى نشر قوات دولية في قطاع غزة.
ومن هنا فإن حماس بعدما أحكمت سيطرتها على قطاع غزة ستكون، أمام العديد من السيناريوهات المحتملة فيما يتعلق بحكم القطاع، فرغم أن السيد إسماعيل هنية، إعتبر أن حماس ستستمر في الحكم، وستحافظ على التعددية، وصيانة وحدة الشعب الفلسطيني ، إلا أن ما سيجري على الأرض ، لن يستقيم مع ما قاله هنيه ، حيث أن عملية الفصل إن لم يكن أصبحت واقعاً، فهي في طريقها لأن تصبح حقيقة واقعة ، وسواءاً هو أو الرئيس عباس ، فإنهما يتحملان المسؤولية مباشرة عن ذلك ، فالشعب الفلسطييني سيصبح أمام حكومتين واحدة في غزة بقيادة ورئاسة حماس، وأخرى في الضفة الغربية برئاسة عباس، وكلا الحكومتين ستكونان من لون سياسي واحد، وهذا يعني تعزيز النهج الفردي والإقصائي والفئوي في الساحة الفلسطينية، وتعدد المرجعيات وتضارب القرارات وتقسيم لمؤسسات الشعب الفلسطيني، بل تجويها وتفريغها، وتحويلها إلى مؤسسات إستخدامية من قبل هذا الطرف أو ذاك خدمة لأغراضه وأهدافه ومصالحه، وتعميم لحالة الفوضى والفلتان، وتقويةً للنهج المليشياتي والعصاباتي الفئوي الفصائلي، والعشائرية والقبلية والجهوية، وهذا كله سيشكل خدمة وربحاً صافياً للإحتلال وسياساته وبرامجه ومخططاته وأهدافه .
وبالعودة للخيارات المتاحة أمام حماس، فإنه يمكن لنا أن نجملها ونلخصها في الآتيه : - إذا ما صحت الأنباء حول توافق إسرائيلي – أمريكي – فلسطيني ( رئاسي )، حول التوافق على عزل قطاع غزة ، فإن حماس عدا عن أن حالة الحصار المفروضة على القطاع عربيا ودولياً، فإنها ستجد نفسها مسؤولة عن توفير الخدمات والإحتياجات الأساسية للسكان، والأجهزة الأمنية، من ماء وكهرباء وصحة وتعليم ومواصلات ورواتب وغير ذلك، وهي لا تستطيع الوفاء بهذه الإلتزامات، حيث أن الحصار على القطاع سيزداد ويتوسع عربياً وأمريكياً وأوروبياً، وهذا بحد ذاته سيدفع إلى عدم قدرة السكان على تحمل الأوضاع، وبالتالي التمرد والثورة على سلطة حماس، وهذا من شأنه أن يعزز من حالة الفوضى والفلتان، والنهج المليشياتي والعصاباتي، وستصبح غزة مرتعاً لكل أشكال وألوان التطرف والإجرام " والإرهاب ". ثانياً :- أن تقوم إسرائيل بشن حملة عسكرية واسعة على قطاع غزة، لمنع تطور وتعزيز قدرات حماس العسكرية، والعمل على تصفية رموزها وقياداتها، وإيجاد قيادة فلسطينية ترى إسرائيل أنها قادرة على التعاطي والتعامل معها، وهذا الإجتياح يكون بقبول عربي فلسطيني، وضوء أخضر أمريكي أوروبي .
ثالثاً :- أن تشرع حماس بالعمل على تحويل القطاع الى بؤرة أو منطقة لمقارعة الإحتلال ، أي تصليب المقاومة ورفع سقفها ، وهنا صعوبه عالية جداً في أن يتحول القطاع، إلى كما هو الحال عليه في الساحة اللبنانية حزب الله، حيث الظروف المحيطة مختلفة كلياً، فحزب الله يلقى الدعم والأسناد من قبل السوريين والإيرانيين، وبالتالي من الصعوبة المقارنة بين الحالتين ، من حيث القدرة على التزود بالمال والسلاح والإمدادات ، والحاضنه لهذه المقاومة ، وهذا خيار سيكون من الصعوبة المراهنة عليه . رابعاً :- أن تقوم إسرائيل وأمريكيا وأوروبا والدول العربية بخطوات من شأنها العمل على تدعيم سلطة الرئيس الفلسطيني ، دعم مالي وعسكري يمهد لبسط سلطة أبو مازن على الضفة والقطاع ، والعمل على إنهاء إزدواجية السلطة ، ولخلق حالة من الإستقرار السياسي الفلسطيني ، لأن عدم الإستقرار قد يلقي بتأثيراته وظلاله على دول الجوار والمشاريع الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة . خامساً :- أن تقوم إسرائيل بالتعامل مع الشعب الفلسطيني من خلال سلطتين واحده في الضفة الغربية برئاسة عباس، وأخرى في غزة برئاسه حماس، وهذين الكيانيين يكونان منفصلين وضعيفين، ولا مانع من وجود إجراءات تنسيقية بينهما، وهذا الخيار يبقى قائم وخصوصاً أن إسرائيل أعلنت أنها ستكون مستعدة، لمحاورة حماس في حالة إحكام سيطرتها على القطاع، وهي ما يهمها بالأساس مصالحها وأمنها، وإذا ما إستجابت حماس لمثل هذه الشروط فلا مانع عند إسرائيل من مفاوضة حماس ، وخصوصاً أن حماس لديها الإستعدادات لمفاوضة الإسرائيليين وعقد هدنة أو غيرها معهم ولفترات طويلة جداً . سادساً :- أن تستمر حالة الفوضى والفلتان في الساحة الفلسطينية من خلال العمل على نقل الصراع إلى الضفة الغربية، وتعميق حالة الإنقسام والإقتتال الفلسطيني، وبما يدمر وحدة الشعب الفلسطيني، ومرتكزات مشروعه الوطني، وبما يقود لتطبيق خيارات وأجندات غير فلسطينية .
وختاماً يبدو أن البعض لم يعد يعي، بل يعي أن المؤامرة كبيرة ، وأصبح جزءً منها بقصد أو بدون قصد، وهي ممتدة من العراق وحتى فلسطين، وهي تطال الأمة العربية شعوباً وأرضا، من حيث إعادة رسم الجغرافيا، وتجزئة الشعوب والدول وتقسيمها وتذريرها وإدخالها في أتون صراعات وحروب أهلية وعرقية ومذهبية وطائفية وغيرها ، إنها سياسة الفوضى الخلاقة الأمريكية ، فهل نعي ونتعظ ، أم أن القطار قد فات ؟، ولن نصحو ونتعظ ،الا بعد أن يبتلع مشروعنا الوطني ويدمر .؟