تربية مأرب تتسلم فصولا إضافية لمدرسة الثورة في مخيم الجفينة للنازحين من الأمم المتحدة وسط تكتم شديد.. مصادر تكشف عن استهداف الطائرات الأمريكية ''فيلا'' وسط صنعاء مرجحةً سقوط قيادات من الصف الأول الحكومة الشرعية في اليمن تعلن عن أول تواصل واتصال مع الإدارة الجديدة في سوريا غارات هي الأعنف على صنعاء وغارة استهدفت جبل بالحديدة طقس جاف شديدة البرودة على هذه المحافظات خلال الساعات القادمة ضربة قوية تهز الهلال.. 6 نجوم على أعتاب الرحيل اسقاط مقاتلة أمريكية فوق البحر الأحمر.. والجيش الأمريكي يعلق جيش السودان يسيطر على أكبر قاعدة عسكرية 8 قيادات بارزة ضمن قائمة بأهداف إسرائيلية في اليمن.. وقيادات حوثية تفر إلى صعدة فتح كافة المنافذ الحدودية بين السعودية واليمن
يكتب التاريخ العربي في اليمن صفحات مشرفة نحو محاولات الانتقال من مجتمع القبيلة الي مجتمع الدولة، الانتقال من الفردية الي التعددية، الانتقال من حكم التوارث للنظام السياسي الي حكم الناخب الذي يحدد من يريد ان يحكمه، انه الشعب اليمني العريق الذي يسير بخطوات سريعة نحو ولوج عصر الديمقراطية.
لا تهمني نتائج الانتخابات الأخيرة التي أعلنت فوز الرئيس علي عبد الله صالح لفترة حكم أخري مدتها سبع سنوات، ولن تستوقفني النسب التي حصل عليها المرشحون (الرئيس علي عبد الله صالح 77% والمهندس فيصل شملان أكثر من 21% وآخرون بنسب لا تذكر) الذي يهمني أن الشعب اليمني بكل أطيافه القبلية، رجالا ونساء خرجوا من قراهم المتناثرة في بطون الأودية وفي قمم الجبال ليقفوا في طوابير منتظمة واحدا خلف الآخر ليقولوا من يحكمهم لسبع سنوات قادمة، وقالت الأغلبية كلمتها عبر تصويت سري انها تريد استمرار الرئيس علي عبد الله صالح علي قمة هرم السلطة.
لقد حصل علي عبد الله صالح علي موافقة ما يزيد عن أربعة ملايين ناخب لا استمراره في الحكم، هذه النتيجة مطعون فيها من قبل فصائل المعارضة اليمنية التي شاركت في الانتخابات عبر مرشحها المهندس فيصل الشملان وما زالت هذه الطعون قائمة لم يبت في أمرها حتي هذا اليوم.
كما قلت أعلاه بان النتائج المعلنة ليست همي، لكني كنت أدرك وبدون تردد بان الرئيس علي عبد الله سيفوز في الانتخابات بنسبة كبيرة قد يكون ذلك الفوز ليس ناتجا عن شعبيته أو أدائه في الحملة الانتخابية أو لانجازاته التنموية أو السياسية التي حققها علي مدي أكثر من ربع قرن من الزمن وانما ناتجا عن معرفته لادارة اللعبة الانتخابية وخبرته ومعرفته بنقاط الضعف والقوة عند معارضيه ولا جدال بأنه قد ترتب علي طول فترة حكمه أتباع وأنصار ومستفيدون. وهذا الجيش من أصحاب المصالح لا شك بأنه سيحقق هزيمة الطرف الآخر.
( 2 )
الان انفض السامر وجددت البيعة للرئيس علي عبد الله صالح فما هو الدور المطلوب من فخامته وهو يدخل العقد الرابع من قيادته اليمن؟ لقد أعطي وعودا وعهودا بان الحقبة القادمة اذا تم انتخابه ستكون نقطة تحول في تاريخ اليمن، من هنا نقول: خلال ثلاثين عاما من قيادة الأخ الرئيس لليمن كان من أهم انجازاته كما يراقبها البعيد تحقيق الوحدة بين شطري اليمن العزيز بالكيفية التي تمت بها تلك الوحدة ولا خلاف عندي علي ذلك، الأمر الثاني تحديد الحدود بين سلطنة عمان وجمهورية اليمن ولم تعد وسائل الاعلام في أي من القطرين الشقيقين تجتر ذلك الاشكال القديم، رسمت الحدود بين السعودية واليمن ولكن مازلنا نلحظ في وسائل الأعلام مدا وجزرا حول تلك الحدود ولا نعلم تفاصيل ذلك المد ولا جزره ونلاحظ وفودا تذهب الي الرياض وأخري من الرياض تحضر الي صنعاء تعقبها بيانات مربكة ومحيرة ولا ندري ماذا يجري. هل انتهت مسألة الحدود أم مابرحت تراوح مكانها؟
علي المستوي الداخلي في تقدير الكاتب لم تتحقق انجازات تمس حياة المواطن. فالفساد والمحسوبية تنخر المجتمع اليمني، والقبيلة مابرحت هي الحاكم الفعلي وليس دولة القانون، البطالة متفشية ومعدلات الامية في تزايد، القضاء لا يتمتع بالاستقلالية كما يقول الحريصون علي سمعة البلاد وسيادة القانون، الصحة تعاني من قلة الأطباء وكفاءتهم ومستوي المستشفيات والمراكز الطبية يخجل الانسان اليمني من زيارتها لأنها دون المستوي.
الحديث عن التنمية الشاملة في اليمن لم ينقطع، لكنها رعود صيف لا تسقط المطر، انها تنمية معطلة عمليا، التجارة يستبد بها المقربون والمحسوبون من/ علي القيادة السياسية أو من هو في حرمهم، الادارة السياسية في صنعاء مطلوب منها مراجعة ممارساتها السابقة وتستفيد بل عليها أن تحاكي تجربة حزب الله اللبناني في التنظيم والتثقيف السياسي والتعبئة الجماهيرية من اجل الوطن، تحتاج الي محاكاة تجربة حزب الله في ادارة المال العام، نريد من الرئيس علي عبد الله صالح المنتخب من قبل ما يقارب أربعة ملايين ناخب أن يفعل (شدد حرف العين) دورهم في محو الامية علي مستوي الدولة، ومحاربة استهلاك القات لانقاذ الناس من مرض سرطان الفم والرقبة المنتشر بين الناس نتيجة استهلاك هذه السلعة الخبيثة وكذلك ادخار ما ينفق علي هذه السلعة الخبيثة من اجل التنمية، أربعة ملايين ناخب وفي مقدمتهم أعضاء حزب الشعب العام وبتوجيه من الرئيس يستطيعون تنظيف شوارع المدن الكبري من الصبية المتسكعين والمعوقين لحركة السير العام، اقصد ان علي الرئيس المنتخب أن يوجد فرص عمل لهؤلاء الصبية، وتجربة حزب الله اللبناني ماثلة للعيان، انك لا تستطيع أن تجد متسولا كبيرا في السن أو صبيا صغيرا يلاحق المارة مستجديا قوت يومه في المناطق التي يتواجد فيها حزب الله بكثافة كالضاحية الجنوبية أو مدن الجنوب وقراه لان الحزب فعل (بتشديد حرف العين) مؤسساته وقام بدوره كما يجب، فهل يستطيع الحزب الحاكم في اليمن وأنصاره أن يقضوا علي كل وسائل التخلف والتبعية في جمهورية اليمن؟
انهم قادرون اذا وضعوا مصلحة الوطن هي العليا.