مشائخ مأرب يصطفون ضد ثقافة الثأر..تكلموا عن حملة جمعية المستقبل
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 15 سنة و 7 أشهر و 13 يوماً
الخميس 07 مايو 2009 07:27 م

حملة التوعية الإعلامية التي تقوم بها جمعية المستقبل للتنمية والسلم الاجتماعي وشركائها وجدت صدى وترحيب وأسع بين أوساط أبناء مأرب لأن الجميع أحس انها تلامس هم مشترك .. فالكل يريد ان يتعلم ابنه او أخاه.. ولكل يبحث عن الأمن المفقود.. والتنمية تنتظر أجيال متعلمة تستطيع الرقي بمجتمعاتها.. والنهوض بها في جميع نواحي الحياة.  

    

ومن خلال هذه المادة الحوارية التي أجريناها مع عدد من مشائخ مأرب وعلمائها حاولنا الوقوف على أرائهم الشخصية المتعلقة بالحملة .

* محمد الصالحي: 

    

التقطع والاختطاف تعتبر محرمة في عرف كل القبائل.. وجمعية المستقبل في مهمة إنسانية 

    

* الشيخ سلطان بن علي العرادة – احد مشائخ قبيلة - عبيدة - 

    

 قال: إن جمعية المستقبل للتنمية والسلم الاجتماعي في مهمة أنسائية تضع الجميع أمام موروث يزيده تعقيداً الجهل. 

    

وأضاف أن اليمن بشكل عام يعاني من النزاعات التي أدت مركزية الدولة إلى تحويلها إلى مسألة تراكمية وقد نتج عنها تراكم الجهل في مناطقنا والتي لا زالت تجر بأذيالها علينا. 

    

ووصف المرحلة الانتقالية في فترة التسعينات بأنها من المراحل السيئة في تاريخ اليمن وقد ألقت بظلالها السيئ على كل شيء، وهدمت في القيم والأخلاق ما لم يهدم خلال قرون، خصوصاً بعد انتشار المكايدات السياسية بين الأحزاب التي اتبعت السياسة الميكافيلية (الغاية تبرر الوسيلة) وابتعدت عن الغايات السامية حيث أن الإنسان غاية التنمية. 

    

وأكد العرادة أن ظاهرة التقطع والاختطاف تعتبر محرمة في عرف كل القبائل، وقد ألصقت تلك التهمة بمناطقنا، مشيراً إلى أن الثأر تفاقم مع مجيء المراحل السيئة في تاريخ اليمن وألقى بظلاله في كل زاوية من زوايانا، وأضاف : لا اعتقد أن حل مشكلة معينة في مكان معين بامكانه تجاوز المشاكل والأمل الوحيد هو في إتباع وسائل تنمية الإنسان بكل ما تعنيه التنمية. فالإنسان هو وسيلة الاستبدال ومن المهم التركيز عل توعيته وتعليمه والتحاقه بالمعاهد المتخصصة. 

    

... العرادة – الذي كان " يتنهد بين الفينة والأخرى " ويتحدث عن الثارات أشار إلى أن للسلطة دور مهم لكنه ضعيف مع الأسف وينبغي إذا كانت السلطة فاسدة إلا ننتظر صلاحها، بل لا بد من الضغط عليها بالوسائل المشروعة، لكن السلطة لها أجندة أخرى فمن خرب قربوه، ومن تقطع أعطوه وظيفة وذلك يزيد المشكل تعقيداً. 

    

وتابع بقوله: المكايدات السياسية أوصلت الناس إلى مرحلة لا أخلاقية وجعلت الشباب عرضة لسوء الأخلاق مع أن الأحزاب في العالم تعمل على لتنمية الإنسان ويجب علينا أن تعتز بثقافتنا ونعتمد عليها ونستفيد منها مع ضرورة نبذ العادات السيئة. 

    

واختتم الشيخ: سلطان العرادة حديثه بالإشارة إلى انه يجب ألا نستسلم لواقعنا السيئ ولا بد أن نكافح فمسئولية أجيالنا أمانة في أعناقنا والتوعية الإعلامية مهمة لتجاوز ذلك الواقع. 

    

مشيراً إلى أن مأرب تعيش بين ظلم السلطة وجهل الأبناء، وهناك من يصور مأرب على أنها محافظة إرهابية متوحشة لكننا نقول للجميع: (لا إرهاب في مأرب ... ولا تنمية). 

    

الشيخ أبو الحسن السليماني مدير مركز دار الحديث بمأرب قال: أن الحكومة هي المعنية بمحاربة الثأر، وأنها قوية وليست ضعيفة وإنما تضعف نفسها وتغيب متسائلاً في ذات الوقت أين هي من مشاكل الناس؟ لماذا تتركهم يأكل بعضهم بعضاً؟ لماذا يغيبون أنفسهم وهم قادرون ... هل لها أن تتواجد وتبرز وجودها؟ لماذا إذا أختطف بريطاني أو فرنسي – أي اجنبي - يعيدوه بالترغيب أو بترهيب؟. 

    

وأضاف: هناك مليارات تنفق في لا شيء لماذا لا توف لمحاربة مثل هذه الظواهر؟ 

    

مشيراً إلى أن أبناء مأرب مستعدون للانضباط لكن الدولة فوتت الفرصة، مشيراً إلى أن القضية التوعوية مؤثرة وستكون لها ثمرتها. 

    

وتابع الشيخ أبو الحسن أن قضايا التهجير في العرف القبلي لا يكون لها قوة إلا بمقومات احترام المواثيق، وما نراه اليوم أن (صاحب الوجه يغيب) والأمر بحاجة إلى توعية كبيرة وإيمانيات كبيرة يرافقه شعور أننا على سفينة واحدة وأي خرق فيها سيضرنا جميعاً. 

    

وثمن السليماني جهود جمعية المستقبل ونظرها في مواطن الضعف في المجتمع والحرص على علاجها في ظل المتاحات لا في ظل الطموحات حيث أن الأحكام مقيدة بالاستطاعة والمتاح له دور في سرعة الخطو أو تقصيره، ومن واصل السير وصل ولن تموت امة بها رجال لا يستسلمون للواقع المر ويحاولون الخروج بها من أزمتها. 

    

وأشار إلى أن إصلاح المجتمع ليس مقتصراً على العلماء، فكلاً يساهم في تخصصه ويخدم أمته في ثغره واعتبر أي عمل يتسم بالطابع الحزبي يحجم نفسه ولا بد أن يتخطى هذا العمل جانب الولاءات. 

    

ـــ 

    

دعوة إلى المشائخ والوجهاء لوضع قاعدة تهجير للطلاب 

    

* الشيخ محمد قاسم بحيبح – مراد - 

    

قال اطلعت على نشاط جمعية المستقبل للتنمية والسلم في مأرب وحملة التوعية و على الأخبار التي تتحدث حول تبنى حملة لمكافحة الثار وخصوصا بين الطلبة لما له من تأثير سيئ يسهم في تعثر عملية التنمية والتعليم في مأرب وإننا اذ نؤيد ونبارك هذا العمل المبارك ونعلن تطوعنا للمساعدة في هذه الخطوة الطيبة، لأنه لا يخفى على الجميع ان محافظة مأرب قد حرمت كثير من التنمية والتعليم بسبب الثارات القبلية وقد كوينا جميعا بتلك الثارات واقترح ان يهجر طلاب المدارس والجامعات في كل مراحله في المحافظة وفي كل المحافظات . 

    

ووجه " بحييح " دعوة إلى مشائخ وعقال ووجهاء المحافظة لوضع قاعدة يوقع عليها الجميع تهجر الطلبة وفي نفس الوقت أدعو الطلبة وأهليهم إلى تجنيب أولادهم وعدم إدخالهم في الصراعات القبلية وتفريغهم لطلب العلم 

    

_____ 

    

يقف الثأر البغيض شبحا مفزعا في وجوه الطلبة في محافظة مأرب 

    

* الشيخ علوي الباشا بن زبع – الجدعان – (الأمين العام لتحالف قبائل مأرب الجوف، نائب رئيس المنظمة اليمنية للتنمية والسلم الاجتماعي) 

    

قال: الثأر من أسوء العادات المنتشرة في المجتمع القبلي وهو من اشد الإخطار على السكينة العامة والسلم العام في المناطق الريفية وحتى عواصم المدن. 

    

ووصف " الباشا " مشهد الثأر وتأثيره على الطلبة بقوله: يقف الثأر البغيض شبحا مفزعا في وجوه الطلبة في محافظة مأرب والتي حُرم المئات من أبناء مأرب من مواصلة تعليمهم في المرحلة الثانوية والجامعية خاصة واغلب قرى المحافظة لا تتوفر فيها أكثر من فرصة التعليم الابتدائي بعدها يضطر الطالب لقطع دراسته خوفا من الانتقال إلى المراكز والمدن ليواصل تعليمة لما يمكن ان يمثله هذا الانتقال من خطر يهدد حياته بين ساعة وأخرى فيذهب ضحية أعمال وجرائم لا ناقة له فيها ولاجمل ،ولذلك فهو يفضل ان يلجأ إلى حمل السلاح والبحث عن الزواج في وقت مبكرا ليعوض بهذا عن شعوره بالضيق حينما يتوقف عن الدراسة في مقتبل العمر ولذلك تجد ان نسبة الزواج المبكر بين الطلاب من 16 إلى 18 سنة نسبة كبيرة جدا في مأرب قياسا بالمحافظات الأخرى بما يعنيه ذلك من ألأعباء العائلية والإنجاب في مراحل عمريه وظروف مادية ومعيشية لا تتناسب إطلاقا مع نتائج هكذا توجه. 

    

وحول الحملة قال إطلاق الإخوة في جمعية المستقبل للتنمية والسلم بمأرب لفكرة تدشين حملة واسعة لتأمين الطلاب عمل عظيم في حد ذاته في إطار المشروع الذي كنا قد شرفنا باستهلال العمل فيه مع المعهد الديمقراطي الأمريكي ونحن في محافظات مأرب وشبوة والجوف تحت مسمى مشروع فض النزاعات مع الامتنان لصحيفة النداء وموقع مأرب برس . 

    

و تأمين الطلاب وإيجاد أجواء أمنه ومستقرة ليتمكنوا من خلالها إلى مواصلة تعليمهم يحتاج إلى جهدين متوازيين هما :- 

    

ا – جهد شعبي مدني : 

    

وهذا يتطلب ترسيخ عرف مقدس لتأمين الطلبة و تهجيرهم او بمعنى اصح إعادة العمل بالعرف السابق المتمثل فى تهجير المدن ودور العبادة والعلم وعدم المساس بمن يذهب اليها او يعود منها . 

    

وذلك من خلال التهجير كما سلفت او عقد أصلاح خاصة بالطلبة تسرى في حق الطلاب طوال العام الدراسي ويتم تجديدها كل عام وهكذا. 

    

ب – جهد رسمي آخر:  

    

يقوم على منع الأسلحة في المدن ودور العلم على الجميع بدون تمييز وإجبار الناس على احترام النظام العام خاصة في المدارس والمعاهد والجامعات. 

    

وهناك أمر آخر مهم قد لا ينتبه إليه البعض وهو ان الدولة أحيانا بتصرف مخالف للقانون تلجأ إلى اعتقال أبناء من يكونوا ارتكبوا عملا او أبناء المطلوبين امنيا فيكونوا بتصرفهم هذا متساوين تماما مع القبيلي الذي يقتل الطالب البريء في الذنب، ولذلك نجد ان أبناء بعض القبائل يتركون التعليم مبكرا خوفا من ان يكونوا عرضه للاعتقال في أي وقت بسبب اي حادثة من قبائلهم فيما ليس لهم به دخل ولا ذنب إضافة الى ضرورة محاربة عادة ما يسمى بالرهائن المتوارثة من العهد الامامى السابق وخاصة بأوساط الطلبة . 

    

...فكرة تأمين الطلاب عمل انسانى رائع تستحق شرفه جمعية المستقبل والمعهد الديمقراطي ومعهم صحيفة النداء وموقع مأرب برس واسأل الله ان يكتب له النجاح فهو مشروع إنساني بكل ما تحمله الكلمة من معنى بغض النظر عن النتائج فالقبائل وأجهزة الدولة هم من يمكنهم إنجاح هذا المشروع او إفشاله ومسئوليتهم الأخلاقية تجاه هذا العمل كبيرة ومقدسة وعليهم تقع مسئولية التاريخية في استمرار ظاهرة إرهاب أبنائنا عن مواصلة تعليمهم وذلك حتى لا يهربوا إلى المستقبل المجهول خوفا من الانتقال إلى القبر او السجن فالأولى جريمة شعبية والأخرى جريمة رسمية وحسبنا الله ونعم الوكيل . 

    

ومن جانبنا نثمن هذا الفكرة ونتعهد ببذل كل الجهود لإنجاحها وترسيخها في المجتمع هنا اذا وفقنا بالتفاف قبلي حولها ودعم رسمي واى جهد مهما كان بسيطا في خدمة هذا المشروع سيكون وساما على صدور ابناء المحافظة جميعا وهو واجب مقدس لأنه تحقيقا لقاعدة شرعية حماية النفس التي حرم الله من ان تقتل بدون حق او تؤخذ بوزر أخرى . 

    

كما انه واجب وطني وأخلاقي تجاه حق أبنائنا في الحياة الكريمة التي لن تكون في ضل ترسيخ الجهل والعادات السيئة وإرهاب الموت .