وسط تكتم شديد.. مصادر تكشف عن استهداف الطائرات الأمريكية ''فيلا'' وسط صنعاء مرجحةً سقوط قيادات من الصف الأول الحكومة الشرعية في اليمن تعلن عن أول تواصل واتصال مع الإدارة الجديدة في سوريا غارات هي الأعنف على صنعاء وغارة استهدفت جبل بالحديدة طقس جاف شديدة البرودة على هذه المحافظات خلال الساعات القادمة ضربة قوية تهز الهلال.. 6 نجوم على أعتاب الرحيل اسقاط مقاتلة أمريكية فوق البحر الأحمر.. والجيش الأمريكي يعلق جيش السودان يسيطر على أكبر قاعدة عسكرية 8 قيادات بارزة ضمن قائمة بأهداف إسرائيلية في اليمن.. وقيادات حوثية تفر إلى صعدة فتح كافة المنافذ الحدودية بين السعودية واليمن هكذا تعمق المليشيات معاناة المرضى بمستشفى الثورة بصنعاء
" مأر برس - خاص "
بعث لي أحد القراء رسالة خاصة قال فيها أن كتاباتي فيها حقد على الرئيس علي عبد الله صالح ، وأتهمني بمجاهرتي بهذه الكراهية في مقالاتي .. لم أرد على ذلك القارىء الذي يفكر بنفس عقلية الحزب الحاكم الذين حولوا شخصية عامة وهو الرئيس الى قديس يحرم المساس به او تناول عيوبه السياسية وأخطاؤه الكارثية .. ذلك القارىء لا يعرف أني أعرف الرئيس علي عبدالله صالح عن قرب ورافقته كصحافي ، ليس في زيارات خارجية عندما غطيت زيارتين له الى باريس ولندن مرتين ، بل و داخلية ايضا في جميع المحافظات الجنوبية بعد الوحدة مباشرة انطلاقا من عدن حتى وادي المسيلة الذي حول قناعات " الوحدويين الجدد" وكشفت عن أطماعهم ، فتبدلت القناعة مع قص شريط انتاج الشركة الكندية في محافظة حضرموت .. لا يعرف ذلك القارىء أني رافقت الرئيس علي عبدالله صالح في تلك الزيارة التاريخية الى حضرموت وكتبت شخصيا خبر وصول الرئيس ونائبة الى المكلا بعد أن تاهت السيارة التي كانت تقل الاخ عبده بورجي السكرتير الصحافي للرئيس وعلي الشاطر رئيس دائرة التوجيه السياسي والمعنوي في الطريق .. التفت الي الرئيس صالح وقال الاخ مصري ؟ أجبته لا أنا عدني وصحافي أعمل في صحيفة 14 أكتوبر وأرافق وفدكم أنت والنائب في هذه الجولة التفقدية ، إبتسم ودعاني الى الجلوس الى جانبه في الجناح الذي أقام فيه في دار الضيافة بمنطقة " فوة " الجميلة " وقال تفضل وأجلس وأكتب خبر وصول الوفد الى المكلا .. من تلك اللحظة عرفت وأيقنت أن الرجل الذي أرافقه وسط عدد هائل من العسكر المدججين بالأسلحة يدير الدولة عبر الإعلام والمال والعسكر .. وأن عينه على الإعلام واهتمامه بضرورة تسخيره له وليس للشعب فيه من المعاني التي يعرفها الرئيس ولا يعرفها أمثال ذلك القارىء الذي يفسر تعصبي وإنتصاري لقضية الجنوب كصحافي بأنه حقد على شخص الرئيس لا غيره .. ومرة قال لي أحد القراء بأني مشغول في قضية صفقة ميناء عدن دون غيرها من القضايا الاخرى التي تفوح منها روائح فساد واضحة ، فأجبته أن مهمة التصدي للفساد تحتاج شجاعة من كل الصحافيين وليس من صحافي واحد .. اذا امتلكت معلومات عن قضية فساد في أي مؤسسة فلن أتردد في فضحها ليس إعلاميا فحسب بل وكشفها للمؤسسات والدول المانحة ، الذين يورطون شعبنا ديونا ستدفع الأجيال القادمة ثمنها باهظا ، فكان ذلك القارئ أول المهنئين لي بعد إعلان تجميد الصفقة وإعادتها لشركة موانئ دبي لجعلها متساوية مع اتفاقية الشركة الإماراتية التي تدير جزء من ميناء جدة ولكن بشروط دولة وليس ببيعة لصوص .. اما كتاباتي عن قضية الجنوب فلا تهمني كثيرا صفة الانفصالية ( لاني ارتبطت بشريكة حياتي في يوم إعلان الوحدة ) التي يحاول البعض إلصاقها بي في كل مرة أتناول فيها بوضوح عن مبررات وجود هذه القضية التي أصبحت بحاجة ملحة للاعتراف بوجودها والعمل على حلها وبهدوء وبإعتراف السلطة بحقوق الشركاء في صنع دولة الوحدة .. ولو لم تكن هناك قضية جنوبية يئن منها الشعب هناك ، لما كانت محورا من محاور اللقاءات التي طرحتها جهات في الحكومة البريطانية على ممثلي اللقاء المشترك ( محمد قحطان وابوبكر باذيب ) اللذان زارا العاصمة البريطانية في منتصف يوليو الماضي بدعوة رسمية حظيا فيها بإهتمام الدوائر التي زارتها .. ولكنهما لم يحظيا ولا بالتفاته من قبل السفارة اليمنية في لندن ، فسخر محمد قحطان كعادته ( لقد الغت السفارة اليمنية دعوة عشاء للوفد بعد أن تم ابلاغها أن ممثل الحزب الحاكم البركاني لم ينضم الى الوفد لأسباب مجهولة فشطبوا وألغوا دعوتهم لنا للعشاء ) ضحكت من مهزلة ووقاحة مثل هذا التصرف غير المسؤول من سفارة هي مسؤولة عن إحترام كل يمني يصل الى هذا البلاد ، فما بالك برجلين أحترمتهم الدولة المضيفة وتجاهلتهم سفارتهم بلادهم ، وكأن قحطان وباذيب لا يمثلون أحزابا يمنية جاءت لحوار رسمي مع الحكومة البريطانية وبدعوة هذفها معرفة اراء " المشترك" المنافس الحقيقي للحزب الحاكم على إدارة شؤون البلاد بعد أن وصلت الى طريق محفوف بالمخاطر .. ، وهذا دليل أخر أن كل مؤسسات الدولة مسخرة للحزب الحاكم وفاسديه .. بالامس زار كيث فاز عضو برلماني بريطاني عن مدينة ليستر مدينة عدن ، وقبل أن يصل السيد كيث فاز سبقه السفير البريطاني جيفورد الى عدن ليكون ليسهل له زيارته ويعود بنتائج طيبة .. في اليمن بلد الرئيس الواحد والحزب الواحد لا يعترف بحقوق الاخرين ، بلد " أنا و بعدي الطوفان " والرئيس علي عبدالله صالح وحزبه الحاكم هم من يمارسون وبجدارة هذه المقولة .. وكل يوم يعطينا الحزب الحاكم ورئيسه تأكيدات بأنهم لا يتعلمون من التاريخ ولا من عبر الحياة السياسية ، بل ويجاهرون باستعلائهم الى درجة مقززة من العنصرية والنرجسية ونكران الاخر .. فالرئيس أعترف قبل يومين في خطابه الذي دشن به حملته للانتخابات الرئاسية المقررة في 20سبتمبر الجاري بإقامة مهرجانه الأول بمحافظة صعدة ، والذي أكد فيه إنفصالية حزبه الحاكم وإعترافه أن الوحدة بعيدة كل البعد عن قاموس حزبه عندما قال :" أؤكد مرة أخرى أننا سنعمل على معالجة ما خلفته حرب مران والرزامات وسنعمل على ازالة اثارها وليعودوا الشباب كل الشباب الى بيوتهم آمنين مطمئنين لهم كامل الحقوق وعليهم كل الواجبات*وأجدد الشكر لابناء صعدة قاطبة على مواقفهم النبيلة التي وقفوها في بداية تحقيق الوحدة اليمنية واثناء حرب الردة والانفصال وكان لكم اشرف المواقف وأشجعها " .. فالرئيس هنا أعترف بوجود قضية في صعدة ولهذا أعلن تأكيده بإزالة أثارها .. ولا يزال ينكر حق الجنوبيين في إزالة ما خلفته أثار حرب 94 التي سماها بـ" حرب الردة والانفصال " ليضفي عليها بعدا دينيا ويؤكد الفتوى التي أصدرت لجعل حرب 94 دينية ضد الملاحدة والمشركين .. أحترم قرار الرئيس في إزالة أثار حرب صعدة التي مورست فيها أعمال إبادة جماعية واستخدمت فيها كافة انواع الاسلحة ، وإزالة اثارها لا تأتي عبر خطب بل من خلال إعتراف السلطة بخطئها في ادارة تلك القضية .. كما أن قضية صعدة لن تنتهي بمراضاة جماعة الحوثي ، بل من خلال الاعتذار وتحمل كل الأسباب التي ادت الى إشعال تلك المجازر التي دفع ثمنها شباب خسرتهم أسرهم قبل أن يخسرهم الوطن ، فماذا عملت السلطة على الارض مع أسر الضحايا لتسوية هذه القضية قبل أن تستخدمها ورقة لاستمالة قبائل المنطقة ودفعهم الى ترشيح رئيس الحزب الحاكم وبعدها تذوب الوعود كما جرت في مناسبات كثيرة .. تناسى الحزب الحاكم أن أبناء صعده لن ينسوا الدماء التي سالت على جبال مران وضاع مئات الآلاف من الشباب بين قتلى وجرحى ومفقودين ومشردين ..
فهل سيصدق ابناء صعدة بوجود قضية في محافظتهم جعلت رئيس الحزب الحاكم يبدأ حملته الانتخابية منها لاستعطافهم ؟ .. لا أعتقد أنهم سيبتلعون مثل هذه الخطابات التي تنتهي أهميتها بأنتهاء الحفل نفسه وإطفاء انوار المسرح الذي ظهر عليه ممثل حزب الفساد .. ولا أعتقد أن من أطلق نفس الشعارات بعد حرب 94 في الجنوب سيصدق كلماته ابناء أسر ما يزالون يبكون اولادهم في شمال الشمال .. اما اذا كان الرئيس صادقا بوجود قضية في صعدة وهي محافظة وسيعمل على محو اثارها ، فأنه يعترف علنا أنه إنفصالي ولا يعترف بوجود قضية في الجنوب تزداد توسعا وتتعالى اصوات ابنائها في الداخل والخارج .. ولكني أشك أن رئيس الحزب الحاكم الذي منح عسكره ممارسة كل أنواع الاستعلاء لتركيع كل صوت جنوبي يطالب بوقف الاستكبار ، إعترف او سيعترف بوجود قضية تتفاقم في الجنوب ، لان جزء في خطابه في عمران أكد فيه أن الرئيس من خلاله أنه يمارس طمسا علنيا للجنوب دولة وشعب وهوية عندما قال : " أدعو المتنافسين على منصب الرئاسة ان يكونوا حصيفين في خطابهم السياسي* والا يكذبوا على الجمهور* ولا يعدون بما لا يقدرون عليه*فهم لا يملكون خبرة في الإدارة وقد جربناهم أيام النظام الشمولي في جنوب الوطن ، لا يستطيعوا ان يديروا حتى أنفسهم ، لا يعرفوا ان يديروها ".. لا ندري ما هي مقاييس الإدارة عند فخامته.. وما هو الموقع الذي تتربع عليه اليمن سواء إقليميا او عربيا او دوليا بفعل تفوق ادارته وحزبه للبلاد .
داخليا وبفعل ادارته للبلاد جعل الجنوبيين يتمردون على الوحدة منذ قيامها وحتى اليوم ، ومن يقول عكس ذلك لديه قصر نظر سياسي او منافق للرئيس وحزبه او انه لا يعيش المعاناة واقعا ، وبفعل ادارته وحنكته مارس سياسة فرق تسد بين السياسيين .. فأصبحت اليمن لا تسع الا لرجل وحزب واحد ، اليست هذه هي الشمولية بأقبح صورها وتتجمل بصراخ الديمقراطية وليس ممارستها ، بفعل إدارته وصل اقتصادنا الى الهاوية ، كذبنا على البنك الدولي عبر برنامج إصلاحات فشلت رغم مرور 10 سنوات منذ بدأها .. اصبحنا بفعل حنكة الادارة على بعد شهرين من مؤتمر عالمي للدول المانحة سيعقد في لندن لمساعدة اليمن من الانهيار الاقتصادي عبر تحديد اولويات التنمية ، فهل حنكة 28 عاما من الادارة تتطلب تدخلا دوليا لتحديد أي اهم للشعب في اليمن الماء او سكة الحديد ، الكهرباء العادية او عبر المفاعلات النووية .
إقليميا فقد تفوقت الادارة اليمنية في إنهيار التلاحم بين الصوماليين بعد تدخل اليمن في مناصرة تيارات صومالية وتجنبت آخرين لأنهم انفصاليين يطالبون بدولتهم في " أرض الصومال " ، فالاداري المتمكن لا ينحاز لتيار ضد الأخر اذا اراد القيام بمهمة مصالحة حقيقية .. الإدارة والحنكة اليمنية جعلت اليمن ضمن تحالف إقليمي شكلته مجموعة " البؤساء " لا يملكون مقومات التنمية وانضم " المتعوس على خائب الرجاء " وتلاشى التجمع بفعل هشاشة تأسيسه واهدافه التي لا تخدم جميع " البؤساء " الذين يعيشون عالة على مساعدات الخارج . دوليا فقد نجحت الادارة والحنكة السياسية للرئيس وحزبه الحاكم على استصدار قرارين وليس قرار لمجلس الأمن الدولي ضد اليمن لحل الاسباب التي ادت الى حرب 94 لم ينفذا حتى اليوم رغم دعوة فخامته إسرائيل لتنفيذ قرارات الرعية الدولية ضد الفلسطينيين ، وبفعل حنكته السياسية يلاحق مجلس الامن الدولي مواطنا يمنيا بتهمة رعاية الارهاب ، واصدرت ضده قرارا دوليا وهو " الشيخ عبدالمجيد الزنداني " ، وربما الحنكة السياسية قادت الشيخ عبد الوهاب المؤيد الى سجن أمريكي ليقضي فيه 75 عاما بتهمة الارهاب ايضا ، وأثمرت عن قتل الحارثي بطائرة امريكية بدون طيار .. وربما الحنكة والمهارة في ادارة الدولة كما المح اليه الرئيس في خطاب عمران هي التي تفجرت بسببها جميع التقارير الدولية ضد اليمن والاوضاع فيها . فهل من الحنكة تجاهل قضية تزداد تفاقما مثل قضية الجنوب لن تلغيها مغالطات على العالم أصبح يعرف ابعادها ، وتجلى ذلك في حوار الحكومة البريطانية مع ممثلي " المشترك " قحطان وباذيب في لقائهما ببعض دوائر القرار في لندن .. وهل من الحنكة وصف من يتحدث عن وجود الفساد بأنه فاسد بعد أن أصبح الشعب بكاملة يعلم منابع الفساد والحظائر التي تفرخ منها ، وهل من الحنكة السياسية أن تجعل السلطة قضية صعده مادة سياسية لدغدغة عواطف أسر ما تزال تبحث عن أعز أبنائها دون أن تقدم الدولة إجابات واضحة عن أسباب اشتعال الحرب او من المسؤول عنها ، او أخطاء إدارتها للازمة .. إسرائيل التي مسحت لبنان بسبب حجز حزب الله لجنديين ومع هذا تجري الان تحقيقا عن كيفية ادارة الحرب .
أعتقد أنه على الرئيس وحزبه الحاكم أن الذي يناطح من أجل تحسين الصورة التي تلطخت بها سمعة اليمن في عهد " المؤتمر " .. أن يعترفا بحقوق الاخرين إبتداءا من قضية الجنوب قبل فوات الاوان وخوفا من تدويلها لان المستمسكات القانونية ما تزال قوية ولصالح الجنوبيين .. و أن يعترفوا أن بأنهم أستنفذوا كل اساليب الفهلوة التي جعلوا منها مبررا لبقاؤهم في السلطة كحزب سياسي .. فصعده لن تنهيها خطابات عمران ، والجنوب لن تنتهي قضيته بإدارة بعض البيادق في لعبة شطرنجية أصبحت مكشوفة ومفضوحة ، ومن سخافتها أصبحت تهدد كل اللاعبين الذين أعتقدوا أنهم يملكون عقلا كعقل الروسي غاري كاسباروف ،
الكلام لم يعد يجدي والخطابات المكررة لن تبني وطنا ولن تطيل من عمر نظام يفقد مقومات بقاؤه مع إطلالة كل يوم جديد .