بن مبارك : الحكومة ترحب برفع العقوبات عن أبناء صالح ..
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: سنتين و 10 أشهر و 21 يوماً
الأحد 30 يناير-كانون الثاني 2022 02:08 ص

اتهم وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني الدكتور أحمد عوض بن مبارك إيران برعاية الإرهاب في بلاده، مطالباً المجتمع الدولي الوقوف بحزم وبجدية لردع هذه المليشيا وتحميل طهران المسؤولية عن ذلك، محذراً من عدم المسارعة بتصنيف الحوثي جماعةً إرهابيةً، والتعامل معها منظمةً إرهابيةً من قبل كافة أطراف المجتمع الدولي.

وقال في حوار أجرته معه «عكاظ»، أن عدم ممارسة الضغوط علىَ إيران سيؤدي إلى زيادة عدوان تلك المليشيا واستهدافها للمدنيين في اليمن وتهديدها للأمن والسلم الدوليين وإطالة أمد الصراع والمأساة الإنسانية في اليمن.

وكشف بن مبارك رفض المليشيا الحوثية التعامل مع المبعوث الأممي الجديد حتى اللحظة، موضحاً أن المملكة تدعم السلام في اليمن وتعمل لتحقيق الاستقرار والتنمية وتوحيد الصف الوطني.

وأفصح عن توجه وزارته لأجراء تغييرات في السلك الدبلوماسي والعمل لتوسيع جهود سفاراتها في عدد من الدول لفضح المليشيا الحوثية وجرائمها في اليمن، لافتاً إلى أن انضمام اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي سيؤدي إلى تحقيق الاستقرار بالمنطقة. وتطرق وزير الخارجية اليمني إلى عددٍ من المواضيع المهمة..

وحول رفع العقوبات نجل الرئيس السابق علي عبدالله صالح قال بن مبارك "ما يتصل بنظام الجزاءات عموماً الخاص بلجنة العقوبات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن 21 لسنة 2014، فإن الأمر يخضع لتقديرات وقناعات فريق الخبراء وما لديه من معلومات واستنتاجات، وموقف لجنة العقوبات وهم أعضاء مجلس الأمن الدولي، ولا يرتبط الأمر بطلب أو رغبة الحكومة اليمنية، أما الحكومة اليمنية فإنها تدعم كل ما من شأنه توحيد كل القوى الوطنية تحت راية الشرعية الدستورية ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لمواجه الخطر الحوثي الإيراني على اليمن والإقليم.

 

فإلى نص الحوار.

  • أعلن نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان توجّه دول الخليج لإدماج اليمن ضمن المنظومة الخليجية.. كيف تقرؤون هذا الإعلان؟ وهل هناك تنسيق بينكم ومجلس التعاون لترتيب ذلك؟
  • • يعتبر إدماج اليمن ضمن المنظومة الخليجية أمراً مهماً تقتضيه الضرورة الجيوبوليتيكية والجيوستراتيجية بحكم موقع اليمن الاستراتيجي ومتاخمتها لحدود دول الخليج العربي، وقد طالبت اليمن منذ زمن بإدماجها في المنظومة الخليجية بشكل كامل وذلك لأسباب عدة أبرزها أن اليمن جزء لا يتجزأ من المنظومة الأمنية الخليجية، فهو البوابة الجنوبية الغربية لدول الخليج وعمقها الاستراتيجي؛ لذا فإن أمن واستقرار اليمن ينعكس على أمن واستقرار دول الخليج والعكس صحيح، إضافة إلى الروابط التاريخية والثقافية والاجتماعية المشتركة بين اليمن ودول الخليج ما يجعلها مؤهلة للاندماج في تلك المنظومة، وهناك جهود مضيئة بُذلت من أجل تحقيق هذا المسعى وآخرها ما تم خلال انعقاد الحوار الاستراتيجي بين اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي في شهر سبتمبر من العام الماضي، إضافة إلى انتظام انعقاد اللجان الفنية بين اليمن ومجلس التعاون لتحديد الاحتياجات التنموية لليمن وإعادة الإعمار.

المملكة ووحدة الجهود

  • كيف تنظرون إلى جهود المملكة لدعم العملية السياسية والدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية وآخرها إطلاق عملية حرية اليمن السعيد؟
  • • يبذل الأشقاء في السعودية جهوداً حثيثة محورية من شأنها التمهيد للأطراف اليمنية للجلوس على طاولة واحدة بغية التوصل إلى حلول سياسية تساهم في تقوية النسيج السياسي وترسانة التصدي للمد الإيراني، ويأتي ذلك في إطار دورها في تحقيق السلام والأمن والاستقرار والتنمية في بلادنا، وذلك من خلال مبادرة المملكة المخلصة الرامية لإيقاف الحرب والدفع بالعملية السياسية التي لاقت تعنتاً من قبل المليشيا الانقلابية بالرغم من أن المبادرة لاقت ترحيباً إقليمياً ودولياً.

وكان لها دور إيجابي نثمنه عالياً في تهيئة الظروف لعودة كامل حكومة الكفاءات إلى العاصمة المؤقتة عدن والمضي قدماً في توحيد الجهود من أجل تخفيف معاناة المواطنين في اليمن، وتلك الجهود هي دلالة واضحة على متانة العلاقات اليمنية – السعودية، وما يعزز ذلك هو موقف الأشقاء في المملكة الثابت الداعم للشرعية اليمنية ووحدة اليمن وسلامة أراضيه، والدور المحوري الذي تلعبه لإنهاء الانقلاب الحوثي على مؤسسات الدولة- عسكرياً وتنموياً- وتقديم الدعم عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والبرنامج السعودي لتنمية وإعادة إعمار اليمن، ومشروع مسام لنزع الألغام، وهو ما انعكس بشكل ملحوظ في القدرة على تخفيف الأعباء الاقتصادية وتعثر الجانب الخدمي وتداعيات تلك الأزمات جراء العبث والخراب الذي تمارسه المليشيا خصوصاً في مناطق سيطرتها.

اليمن السعيد

  • عقدتم لقاءات مع المبعوث الأممي، وعلمنا أنكم تستعدون لاستقبال زيارات دبلوماسية في عدن، وكذلك زيارة عدد من الدول في إطار عملية «حرية اليمن السعيد».. حدثنا عن ذلك..
 
  • • عملية «تحرير اليمن السعيد» هي عملية شاملة تندرج ضمن رسائل الإخاء من قبل دول التحالف بقيادة السعودية وذلك تجلٍّ واضح للتلاحم والتعاضد ضد المشروع الإيراني، وإحلال النماء عوضاً عن التخريب الذي تلحقه تلك المليشيا بالوطن منذ بداية حربها على الشعب اليمني؛ فمنذ تلك البدايات ووزارة الخارجية تطالب المجتمع الدولي بتكثيف المساعدات الإنسانية للشعب اليمني عموماً على امتداد الجغرافيا اليمنية، مع التركيز على المناطق الأكثر تضرراً مثل مخيمات النازحين الذين تم تهجيرهم قسرياً ونزحوا نزوحاً مركباً جراء القصف العشوائي من قبل تلك المليشيا، والآن وقد اتسعت رقعة الأضرار التي طالت البنى التحتية وأصبحت البلاد بحاجة إلى مشاريع أكثر استدامه، وقد تمكنت الدبلوماسية اليمنية في كثير من الجولات من تحويل مسار المساعدات الإنسانية إلى مشاريع أكثر استدامة قصيرة أو متوسطة وبعيدة المدى تعود بالفائدة للشعب اليمني بكافة فئاته سيما الشباب، وهي كذلك أيضاً تشمل المناطق المتضررة من الأزمات الطارئة بفعل التغيرات المناخية. ويأتي بناء السلام والحيلولة دون تدفق مزيد من شلالات الدم اليمني أولوية قصوى في استراتيجية الوزارة، ومن ثم الانطلاق معاً إلى تحقيق النماء والازدهار، وذلك بالتزامن مع الجهود الدولية والأممية الرامية إلى تحقيق السلام في بلادنا.

إملاءات إيران تعيق السلام

  • ماذا عن الجهود الأممية خصوصاً في ظل حديث مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن عن مبادرة؟
  • • لا تزال المليشيا الحوثية ترفض حتى التعامل مع المبعوث الخاص للأمين العام، ولم تسمح بسفره إلى صنعاء رغم مرور حوالى نصف عام على تعيينه، ولم تقبل أي مبادرات إقليمية أو دولية سواء مبادرة السعودية أو مبادرات الأمم المتحدة أو الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، وبالتالي فإن أي مبادرات في ظل تعنت الحوثيين الذين ينفذون الإملاءات الإيرانية لن يكتب لها النجاح. ورغم ذلك يحاول المبعوث الخاص إيجاد أي مدخل لاستئناف المسار السياسي، والحكومة اليمنية بدورها؛ أعربت أكثر من مرة عن دعمها للجهود الأممية وحرصها على إنهاء الانقلاب والحرب بما يتوافق مع المرجعيات الثلاث وفي مقدمتها القرار 2216.

تصنيف الحوثي إرهابياً

  • لكن هناك أنباء تتحدث عن جهود للمطالبة بإعادة المليشيا إلى القائمة السوداء، وإلغاء اتفاق ستوكهولم، وإطلاق عملية لتحرير «الحديدة» خصوصاً بعد القرصنة لسفينة روابي والدلائل التي قدمها التحالف على تحويل ميناء الحديدة إلى مركز عمليات إرهابية للمليشيا.. ما صحة ذلك؟ وما الدور الذي تعلبه الدبلوماسية اليمنية لتنفيذ تلك الأهداف؟
  • • تثبت المليشيا الحوثية يوماً بعد آخر أنها جماعة إرهابية مسلحة لا تؤمن بالسلام وليس لها إلا هدف واحد وهو السيطرة على اليمن تحت سطوة السلاح واتخاذه منصة لتهديد الإقليم وزعزعة استقراره خدمة للأجندة الإيرانية، وقد عزز تلك الحقيقة استهدافات المليشيا الانقلابية الأخيرة لدولة الإمارات العربية المتحدة وعدوانها المستمر على الأعيان المدنية في السعودية، وتهديدها للملاحة الدولية واختطافها للسفينة الإماراتية روابي، وقبلها العدوان اليومي المستمر على أبناء الشعب اليمني في مختلف المحافظات، ولقد صدر قرار شجاع وبالإجماع من الجامعة العربية يوم في 23 يناير يدعو الدول كافة لتصنيف الحوثيين جماعةً إرهابيةً، وهو ما سنعمل عليه مع بقية الأشقاء في الدول العربية المعنية لإقناع دول العالم باتخاذ ذلك القرار الذي سيسهم في تجفيف موارد تمويل الحوثيين للحرب وعزلهم داخلياً، وبالتالي إجبارهم على التخلي عن الإرهاب والتطرف العنيف، وهو ما سيدعم الجهود السياسية لإنهاء الحرب.

ما يتصل بالحديدة واتفاق ستوكهولم، فإن المليشيا الحوثية هي من عطلت تنفيذ الاتفاق وأعاقت دور بعثة أونمها ونهبت موارد ميناء الحديدة، وقوضت الاتفاق بالسيطرة الكاملة على مدينة الحديدة والمناطق المحيطة بها بعد إعادة انتشار القوات المشتركة، وتتخذ من الموانئ مراكز لاستقبال الأسلحة وتفخيخ وإطلاق الزوارق المفخخة وإطلاق عمليات القرصنة على السفن والتهديد المستمر للملاحة الدولية، ولذلك فإن الوضع في الحديدة لا يمثل تهديداً لليمن والتحالف فحسب، بل تهديداً للملاحة الدولية وللسلم والأمن الدوليين، الأمر الذي يتطلب موقفاً دولياً رادعاً لسلوكيات هذه المليشيا الإرهابية وإنهاء هذه التهديدات.

  • في الوقت الذي تسوق إيران ومرتزقتها لمبادرة ميتة، أعلن متحدث الحوثي استهداف «أبو ظبي» من طهران ما موقفكم في الحكومة الشرعية إزاء ذلك؟
  • • لا يوجد أي نية للسلام لهذه المليشيا وداعميها لأنهم لا يعترفون أساساً بمعنى السلام والأمن والمصالح المشتركة، فسياسة إيران تبلورت من فكرة تصدير ثورة الخميني، وتسعى لتنفيذ أجندتها التخريبية في المنطقة من أجل تنفيذ حلم الإمبراطورية الفارسية، عن أي سلام ومبادرات يتحدثون وهم مستمرون في إسعار الحرب باليمن وتهديد الجيران وقرصنة السفن التجارية وتهديد الملاحة الدولية عبر ذراعها المحلي «المليشيا الحوثية»، وعن أي سلام يتحدثون وميلشياتها مستمرة في إطلاق الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة إلى السعودية والإمارات، عن أي سلام يتحدثون وهم يقصفون المدنيين العزل ومخيمات النزوح في اليمن ويزرعون آلاف الألغام في مساحات واسعة من الأراضي الزراعية حتى داخل بيوت المواطنين، وعن أي سلام ومبادرات يتحدثون وطهران مستمرة في دعم مليشياتها بالأسلحة والمعدات العسكرية والخبراء العسكريين لكي تضمن ديمومة الصراع إلى أجلٍ غير مسمى.

إيران راعية الإرهاب

  • ما رؤيتكم للتعامل مع إيران في المحافل الدولية خصوصاً بعد مصرع حسن إيرلو؟
  • • نطالب كافة الدول خصوصاً دول الخمس الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي بتصنيف المليشيا الحوثية جماعةً إرهابيةً والضغط على إيران لوقف دعمها السياسي والعسكري لهذه المليشيات الإرهابية التي أظهرت للعالم مدى الإرهاب الذي تمارسه، ووحشيتها وتعنتها ورفضها لإحلال السلام في اليمن واستمرارها في تهديد أمن دول الجوار الجغرافي عبر استهدافها بالصواريخ والطائرات المسيرة المفخخة وتهديدها لأمن الملاحة الدولية وأمن الطاقة العالمية من خلال أعمال القرصنة التي تقوم بها هذه المليشيا للسفن التجارية.

إن الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها هذه المليشيا بحق أبناء الشعب اليمني وبحق دول الجوار التي كان آخرها الاستهداف المتعمد للأعيان المدنية والمدنيين في دول الجوار هي قطعاً أعمال إرهابية تتطلب من المجتمع الدولي الوقوف بحزم وبجدية لردع هذه المليشيات المدعومة من إيران «الدولة الراعية للإرهاب في العالم» وتحميل إيران المسؤولية عن ذلك؛ لأنها هي التي تدعم وتمول المليشيا الحوثية، ونحذر من أن عدم المسارعة بتصنيف هذه الجماعة والتعامل معها منظمةً إرهابيةً من قبل كافة أطراف المجتمع الدولي وعدم ممارسة الضغوط على إيران سيؤدي إلى زيادة عدوان تلك المليشيا، واستمرار استهدافها للمدنيين في اليمن وتهديدها للأمن والسلم الدوليين وأمن الملاحة الدولية وأمن الطاقة العالمية، وهو ما سيعمل على إطالة أمد الصراع والمأساة الإنسانية في اليمن.

  • هل شاركتم في اللقاءات والمفاوضات مع إيران في العراق وسلطنة عمان؟
  • • لا، إطلاقاً لم يتم ذلك، إذا كانت مليشيا إيران ترفض الجلوس على طاولة الحوار، فكيف يتم التفاوض أو التباحث مع إيران؟

اتفاق الرياض

  • إلى أين وصلتم في تنفيذ اتفاق الرياض وانعكاساته على الوضع في البلاد؟
 
  • • هناك خطوات إيجابية تمت باتجاه استكمال تنفيذ «اتفاق الرياض» خصوصاً بعد التطورات الأخيرة التي شهدتها بلادنا ومنها إجراء تغييرات في إدارة البنك المركزي اليمني، وعودة الحكومة اليمنية لممارسة مهامها في العاصمة المؤقتة عدن، وهناك تحديات تتطلب مزيداً من الجهد خصوصاً في الشق الأمني والعسكري وتوحيد كافة التشكيلات الأمنية ودمجها تحت قيادة وزارتي الداخلية والدفاع، إذ تعمل الحكومة الشرعية على التغلب على تلك التحديات نظراً لأن تنفيذ «اتفاق الرياض» سيسهم في توحيد الجهود السياسية لجميع الأطراف لمواجهة الخطر الحوثي الإرهابي، وكذا تقديم الخدمات الأساسية والاحتياجات التنموية للشعب
  • بعد النجاحات التي تحققت بتحرير محافظة «شبوة» كيف تنظرون إلى أهمية توحيد الصف الوطني؟
  • • يمثل توحيد الصف الوطني الركيزة الأساسية لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، إذ اعتمدت المليشيا الحوثية الدموية على زراعة الفرقة والانقسام بين مكونات الشعب اليمني لتحقيق أهدافها الإجرامية واستمرار انقلابها وهجومها وعدوانها على الشعب اليمني والمنطقة، وما نراه اليوم من انتصارات متتالية في مختلف الجبهات بعد التحام الجيش الوطني ورجال القبائل الأبطال مع قوات «ألوية العمالقة التي ضربت أروع الأمثلة في الصمود والإباء وخصوصا في محافظات «شبوة» و «مأرب»، وحالة الذعر والانكسار الذي تتجرعه المليشيات الحوثية انعكاس طبيعي لهذا الاصطفاف والتلاحم بين القوى الوطنية، الذي نعول عليه لاستعادة الأمن والاستقرار في كافة ربوع الوطن.

عقوبات صالح

  • لماذا لم تتقدم الحكومة اليمنية بطلب إلى مجلس الأمن الدولي لإلغاء العقوبات عن الرئيس السابق صالح ونجله في ظل المساعي لتوحيد الصف الوطني؟
  • • ما يتصل بنظام الجزاءات عموماً الخاص بلجنة العقوبات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن 21 لسنة 2014، فإن الأمر يخضع لتقديرات وقناعات فريق الخبراء وما لديه من معلومات واستنتاجات، وموقف لجنة العقوبات وهم أعضاء مجلس الأمن الدولي، ولا يرتبط الأمر بطلب أو رغبة الحكومة اليمنية، أما الحكومة اليمنية فإنها تدعم كل ما من شأنه توحيد كل القوى الوطنية تحت راية الشرعية الدستورية ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لمواجه الخطر الحوثي الإيراني على اليمن والإقليم.
  • عقدتم لقاءات مع الدبلوماسية اليمنية في الدول الغربية.. هل نتوقع تحركات لهذه الدبلوماسية للتصدي للأيادي الناعمة الحوثية والإيرانية في أوروبا وأمريكا؟
  • • عملنا بجد خلال الفترة الماضية لتفعيل الدبلوماسية اليمنية لاسيما في عواصم القرار، واستطعنا خلال الفترة الماضية ولأول مرة صياغة استراتجيات وخطط عمل اشتركت في وضعها سفاراتنا في أوروبا لتنسيق عملها والاستفادة من الموارد والقدرات المتوافرة فيها بصورة تكاملية وسيتم تعميم التجربة على بقية القارات، وقد كرست الدبلوماسية اليمنية جهودها لتعزيز أدائها من خلال طرح مقاربات واقعية تدحض الكثير من السرديات الخاطئة لطبيعة الصراع في اليمن وإظهار الوجه الحقيقي للانقلاب والحرب التي شنتها المليشيا على الشعب اليمني في مخالفة سافرة للقوانين والأعراف والمواثيق الدولية.

تغييرات وترشيد في الدبلوماسية

  • هل هناك بالفعل تغييرات في السلك الدبلوماسي؟ وما رؤيتكم لتطوير العمل الدبلوماسي في ظل الحرب؟
  • • حرصنا على متابعة سير العمل في البعثات الدبلوماسية وتطويره في إطار الارتقاء بالعمل المؤسسي ودوره الفاعل في بناء الدولة وتعزيز القدرات على الصعيد الوطني والدولي، كما تم التركيز على برامج التدريب النوعي، ومستوى الخبرات والمهارات النوعية لرفع الأداء وضمان سير العمل بكفاءة، كما تم التركيز على مستوى ديوان الوزارة في عدن والعمل على رفع كفاءة وفاعلية الكادر بما يتناسب والتحديات الماثلة أمام الوزارة والبلاد في هذه الفترة الاستثنائية من تاريخ بلادنا. وبما أن وزارة الخارجية هي الواجهة الرسمية للبلاد وجبهة الدفاع الوطنية على المستوى الخارجي، ويعول عليها كثيراً في عملية الدفاع عن قضية الشعب اليمني ومسيرته لاستعادة الدولة، وفي هذا السياق تم تكثيف الجهود الدبلوماسية اليمنية لتغيير الصورة النمطية التي كانت راسخة في أذهان العالم وتوضيح الصورة الحقيقية للانقلاب الحوثي. وتجدر الإشارة أن للدبلوماسية اليمنية الدور فاعل في بناء السلام من خلال الترحيب والمشاركة في كل محطات السلام حرصاً على تحقيق المصلحة العليا للوطن، وتسعى الدبلوماسية اليمنية لجذب العديد من الداعمين للمشاريع الإنسانية والإغاثية والتنموية للشعب اليمني بغية التغلب على الأزمة الأسوأ عالمياً. أما بالنسبة للتغيرات في السلك الدبلوماسي فقد تم خلال الفترة الماضية تعيين عدد من السفراء، وسيتم المزيد خلال الفترة القادمة، إضافة للعمل على ترشيق سفارتنا بكادر أقل عدداً وأكثر كفاءة.
  • لماذا ملف المختطفين خصوصاً الصحفيين الذين يواجهون الإعدام غائب في تحركاتكم بالمحافل السياسية الدولية؟
  • • على العكس من ذلك تماماً، فملف المختطفين من المدنيين والناشطين والسياسيين وخصوصاً الإعلاميين والصحفيين يحظى بأولوية قصوى في كافة تحركاتنا ونقاشاتنا على كافة الأصعدة والمستويات، وذلك لأننا نعتبر هذه القضية قضية إنسانية بالدرجة الأولى ولا يجب أن ترتبط بأي قضايا أخرى من تسويات أو تصعيد على الأرض، وعلى النقيض من ذلك؛ تقوم المليشيا الحوثية باستغلال هذا الملف كما هو شأنها مع بقية الملفات الإنسانية لتحقيق مكاسب سياسية أو كأداة ضغط وابتزاز، وتعريضهم للخطر واستخدامهم كدروع بشرية، ومن المؤسف أنهم أيضاً يتعرضون لأبشع أنواع التنكيل والتعذيب.

وقد قدمت الحكومة تنازلات عديدة خلال كافة المفاوضات التي تتم لتحرير الأسرى والمختطفين وفقاً لاتفاق «ستوكهولم»، ولكن للأسف ما زال الحوثيون يرفضون كل المبادرات المقدمة في هذا الشأن، وهنا يأتي دور الإعلام العربي والعالمي الذي نعتب عليه حقيقة لغيابه عن تبني قضايا المختطفين والتضامن معهم وإبراز الانتهاكات والظلم الذي يعانيه زملاؤهم في اليمن، وهذه فرصة لنطلب من خلالكم وأنتم من أكثر الصحف انتشاراً في المنطقة أن تتبنوا حملات إعلامية لنصرة إخوانكم وزملائكم الصحفيين والإعلاميين المختطفين لدى المليشيا الحوثية، ونتطلع من خلالكم لتسليط الضوء على هذه الانتهاكات الوحشية لتحشيد رأي عام عالمي من شأنه الضغط على هذه المليشيا، من أجل إيقاف جرائمها ضد المدنيين والإعلاميين على وجه الخصوص، التي تنهتك كافة المواثيق والأعراف الدولية التي كفلت الحماية والحرية خصوصاً للصحفيين.