عاجل . دعم سعودي للبنك المركزي اليمني ووديعة بنكية جديدة كأس الخليج: تأهل عمان والكويت ومغادرة الإمارات وقطر دراسة حديثة تكشف لماذا تهاجم الإنفلونزا الرجال وتكون أقل حدة نحو النساء؟ تعرف على أبرز ثلاث مواجهات نارية في كرة القدم تختتم عام 2024 محمد صلاح يتصدر ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي .. قائمة بأشهر هدافي الدوري الإنجليزي مقتل إعلامية لبنانية شهيرة قبيل طلاقها قرار بإقالة قائد المنطقة العسكرية الأولى بحضرموت.. من هو القائد الجديد؟ دولة عربية يختفي الدولار من أسواقها السوداء تركيا تكشف عن العدد المهول للطلاب السوريين الذين تخرجوا من الجامعات التركية صحيفة عبرية: ''إسرائيل كانت تتواصل مع بشار الأسد عبر واتساب''
لليوم السابع عشر على التوالي تشهد محافظة مأرب معارك ضروس هي الأعنف منذ اندلاع الحرب 2015م، حيث تستميت مليشيا الحوثي لتحقيق أي اختراق او تقدم عبر هجمات عسكرية واسعة وغير مسبوقة وبعشرات الانساق القتالية يتم تحريكها على امتداد جبهات القتال شمال وغرب المحافظة، لكن كلها باءت بالفشل وتم الحاق خسائر عسكرية فادحة في صفوف الحوثيين بلغت حتى اليوم حسب بعض المصادر إلى أكثر من الف قتيل.
وبعد 17 من المواجهات الدامية لم تتمكن المليشيا من إحداث اي تغير جوهري في خريطة النفوذ على الأرض، رغم الأمواج البشرية التي دفعت بها الجماعة لحسم معركة فاصلة تمكنها من وضع يدها على منابع النفط والغاز.
أثبتت الـ17 يوم من المعارك الضروس ان مأرب محصنة برجالها ومشائخها، وجيشها وكل أبناء الوطن بمختلف فئاتهم ومشاربهم، فقد حطمت هذه المحافظة السبئية الصامدة أحلام المليشيا، في السيطرة عليها، على أسوارها المحافظة، وأظهرت وهن المليشيا متى ما توفرت الارادة الحقيقية لمواجهتها، حتى ان نشوة القوة (لدى المليشيا) تلاشت أمام صلابة وصمود السبئيين، المؤمنين بعدالة قضيتهم ومعركتهم في الدفاع عن الجمهورية والعروبة والقومية، ضد أطماع الفرس ومخططهم الهادف لطمس الهوية اليمنية والعربية.
لقد رمى الحوثي كل أوراقه في سبيل اسقاط مأرب، لكن شمس ”أوام“، وجبال مراد وهيلان وصرواح كانت كفيلة بإحراقها وبعثرتها وإسقاطها واحدة تلو الأخرى.
ـ شن أعنف الهجمات العسكرية، بمختلف التكتيكات والخطط، التي اعدها أعتى خبراء ”إيرلو“ العسكرية، وبعشرات الأنساق التي ابتلعتها جبال وسهول مأرب ، ففشلت تلك الورقة أمام صمود رجال الجيش والقبائل الذين تعهدوا بأن تبقى اليمن جمهورية عربية، وبذلو في سبيل معركة العرب المصيرية كل غالي ونفيس.
ـ أمطر مأرب بالصواريخ الباليستية والطائرات المفخخة المسيرة، بهدف إرباك الجيش وبث الرعب في صفوف المدنيين وإرهابهم نفسيا، لكنه أيضا فشل أمام إيمان كل المتشبثين بمأرب بحتمية النصر، والمتعهدين بالدفاع عن المحافظة التي أوتهم واحتضنتهم عندما فروا من بطش مليشياته في محافظاتهم وقراهم.
ـ أيقض بخلاياه النائمة، ولجأ حتى لاستخدام النساء لتنفيذ أعمال إرهابية وإسقاط المدينة من داخل، لكنه فشل في ذلك ايضا أمام يقضة السلطات الأمنية، وعيونهم الساهرة، وحسهم الأمني الكفيل بكسر أعتى الأنظمة الاستخباراتية، والمخططات الارهابية.
ـ حاول استمالة مشائخ مأرب وشرائهم وبث إشاعات عن عقد اتفاقات مع بعضهم للتسليم لمليشياته، لكنه فشل أمام عروبة ونشامة ووطنية أبناء ”سبأ“ العصيين على الخداع، الرافضين للعبودية، المدركين لحتمية مصيرهم ان قبلو بذلك، مستفيدين من درس من سبقهم اللذين سهلو انقلابه ومكنوه من اجتياح العاصمة صنعاء فكان مصيرهم السحل والقتل والتنكيل.
ـ لجأ للحرب النفسية وشكل لجان في مناطق سيطرته للتواصل بمن يسكنون مأرب، لضمانة عودتهم الى مناطقهم وقراهم، وتهديدهم بمصادرة ممتلكاتهم، بهدف بث الرعب في أنفسهم وإيهامهم بقرب سقوط المحافظة، لكنه فشل أمام إيمان اليمنيين بغدره ومكر مليشياته، التي كانت هي السبب في تشريدهم من بيوتهم، واستحالة الوثوق بها، وإيمانهم الذي لا يخالطه شك بقدسية المعركة وحتمية انتصارها، وقرب عودتهم الى اهاليهم لكن كفاتحين منتصرين رافعي رؤسهم.
ـ أرسل عضاريطه العسكرية التي يؤمن أتباعه بحتمية انتصارها واستحالة هزيمته، فسلم معركة مأرب لأبو علي الحاكم، القائد الذي لا يهزم منذ إطلاق أول رصاصة في جسد الجمهورية مرورا باجتياح صنعاء وعدن حتى سقوط الجوف ونهم، لكنه فشل أمام درع الجزيرة وآخر أسوار الجمهورية (مأرب)، وعجز أمام شراسة جهم والجدعان وعبيدة ومراد وآل عقيل وآل طهيف وبني ضبيان وبقية قبائل سبأ ، عن تحقيق أي انتصار يذكر، ليتم عزله قبل أيام واستبداله بأيام.
ـ راهن على تشتيت الصف الجمهوري وتمزيق قوى الشرعية، عبر تسريب اتفاقات مع قوى معينة لتجميد جبهات الساحل الغربي والتفرغ لاسقاط مأرب، لكنه فشل بل انعكس الأمر وتحول الى خنجر سيغرز في خاصرته، حيث أذابت معركة مأرب الجليد بين قوات الجيش الوطني والقوات المشتركة ، وأرسلت الأخيرة قافلة غذائية للقوات الحكومية ورجال القبائل بهدف مساندتهم في صد الهجمات الحوثية، وحظيت القافلة باستقبال رسمي رفيع، حيث اعتبرها قادة الجيش الوطني "دليلاً على لم الشمل ونبذ الفرقة"، وقد يؤدي الموقف غير المسبوق من القوات المشتركة إلى توحيد الصفوف بشكل أكبر ضد الحوثيين وإرباك الجماعة، التي استفادت طيلة الفترة الماضية من تشرذم القوات المناهضة للانقلاب.
هكذا أفشل الجيش الوطني ومأرب وأبنائها ومن يدافع عنها جموع ”إيرلو“ المسعورة ومرغت أنوفهم في صحراء رغوان ومجزر ودفنتهم في جبال الجدعان ومراد وصرواح، والعلم في معركة مصيرية هلل لضرواتها كل العرب، واستنفر لخوضها دفاعا عن الجمهورية كل اليمنيين شمالا وجنوباً.