آخر الاخبار
الدور التخريبي الإيراني في العراق ..حقائق وأدلة دامغة
بقلم/ علي الكاش
نشر منذ: 16 سنة و شهر و 23 يوماً
الأربعاء 29 أكتوبر-تشرين الأول 2008 06:17 م

مأرب برس – خاص

أعلن المتحدث الرسمي باسم السفارة الإيرانية في بغداد، منوشهر تسليمي، أن اللجنة الحكومية العراقية الخاصة بالبحث في مزاعم تدخل إيران في الشؤون الداخلية العراقية، لم تعثر على وثائق أو أدلة " تثبت المزاعم الأمريكية ضد إيران." وقال تسليمي إنه رغم مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على بدء عمل هذه اللجنة، التي أمر رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، بتشكيلها، إلا أنها لم تستطع التقدّم "بوثيقة أو بدليل واحد يثبت مزاعم تدخل إيران في الشؤون الداخلية للعراق؟ يلاحظ أن هذا التصريح لا يتناسب مع حقيقة ما يجري في العراق فالناطق الرسمي باسم السفارة لا يحق له برتوكوليا أن يتدخل في عمل هذه اللجنة باعتبارها شأنا داخليا, كما أن عمل اللجنة مهما كانت وظيفتها لا يمكن أن تنتهي أعمالها خلال فترة ثلاثة أسابيع إبتداءا من تسمية أعضائها إلى خطة العمل وإنتهاءا بالنتائج, ولا نعرف كيف أستقى الناطق باسم السفارة هذه المعلومة طالما أن أعضاء اللجنة لم يصرحوا شيئا وهذا يعني بوضوح أن اللجنة مخترقة أصلا من قبل الجاني الإيراني وهذا أمر طبيعي طالما أنها تضم نواب من جنسيات إيرانية وهذا يعني أن عمل اللجنة سينتهي وفق أهواء الأجندة الإيرانية وستكون ثمرة هذا البذور غير الملقحة وطنيا أشواكا ضارة من جهة ثانية فأن الناطق يتحدث عن مزاعم أمريكية متجنبا الحديث عن حقائق عراقية أطلقها نواب ورؤساء كتل سياسيا في المشهد ألاحتلالي, وهو تحدي سافر للإدارة الأمريكية التي ما تزال لحد هذه اللحظة لم تستخدم هذه الورقة الضاغطة بشكلها الصحيح والأمر لا يتعدى المساومات بين الشيطانين الأكبر والأصغر حول مصالحهما في العراق.

وإذا تركنا المزاعم الأمريكية حول التدخل الإيراني في الشأن العراقي حسب بيان الناطق تسليمي وسلمنا بها فكيف يفسر لنا ما ذكره العراقيون بهذا الصدد, فرئيس جهاز المخابرات العراقي اللواء محمد الشهواني أشار بأنه لم يتمكن من فتح فرع لجهاز المخابرات في المحافظات الجنوبية لعدم موافقة المخابرات الإيرانية! وهو تأكيد لما حذر منه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن إيران تسيطر على جنوب العراق و مستهزئا" يا للسخرية وتحت حماية القوات الأمريكية" ونقل عن النائب حسين الصدر قوله" إن العراق يقوده أمراء الحرب والتدخل الإيراني"! وهو ما جاء على لسان مجلس عشائر النجف بأن إيران" تسعى لتجزئة العراق لأقاليم عنصرية وطائفية" وذكر وزير الدفاع السابق علي علاوي بأن ما يقارب(10) آلاف عنصر مدرب ومنضبط من قوات بدر دخلوا العراق وأعادوا تجمعهم بالاستعانة بحرس الثورة الإيرانية في عدة مناطق في العراق.

 فقد أشار عدد من النواب في البرلمان الذي يتمايل مع نسائم الرياح الصفراء القادمة من إيران بأنه يوجد في العراق ما يقارب(65) جندي إيراني بمعنى أنها قوة الاحتلال الثانية بعد القوات الأمريكية وهي توزع ما بين جهاز المخابرات الإيراني والحرس الثوري الإرهابي وفيلق القدس وبقية التشكيلات التي سبق أن تحدثنا عنها في الأجزاء السابقة بما فيها الميليشيات كقوات بدر وجيش المهدي. يذكر الكاتب الأمريكي روبرت درايفوس بأن" الكثيرون من الشيعة العراقيين يكرهون المجلس الأعلى ويعدون المنتمين إليه خونة ويؤكد درايفوس" إن العنصر الأكثر قوة في النظام، المجلس الإسلامي العراقي الأعلى وميليشياته المنضبطة بدر، هي أيضا الجهة العراقية الحليفة الوثيقة لإيران . وبالاستفادة من المزايا التي خلفها الفراغ السياسي الذي خلقته الولايات المتحدة بتدمير حكومة صدام حسين ، فقد أقامت إيران وجودا واسعا سواء بشكل علني أو سري في العراق، وبنفوذ متعاظم تقريبا بين كل حلفائها الغربيين من الأحزاب الشيعية والكردية . وهو نفس ما أكده شاس فريمان السفير الأميركي السابق في السعودية بقوله" الاحتلال العسكري الأميركي للعراق سهل الاحتلال السياسي الإيراني للعراق" ومن المعروف أن قوات الاحتلال أصدرت مذكرة إلقاء قبض بحق نائب في البرلمان العراقي هو احمد المهندس المسئول عن فرق الموت في العراق وعن خطف موظفي التعليم العالي وشركة البطاريات وهذا النائب متهم بجريمة اغتيال أمير الكويت عام 1983ويمتلك عدة أسماء منها جمال جعفر وحاجي عباس، واعترف وزير الداخلية بتورط إقليمي في خطف موظفي التعليم العالي وشركة البطاريات التابعة لوزارة الصناعة في غمزه لإيران.

ومن الطريف أن يتزامن مع طروحات تسليمي ألإعلان عن اعتقال خبير متفجرات في منطقة النعمانية تلقى تدريباته في إيران وهو خبير بالعبوات الناسفة وقام بتدريب عدد من الخلايا كما أعترف بنفسه! كما ألقت القوات الأمريكية القبض على أربعة عناصر بعد عودتهم ما إيران من بينهم القيادي في حزب الله علي داقوق اعترفوا بأنهم ضمن مجموعة تضم(16) شخصا توجهوا من جنوب العراق إلى طهران ولهم زيارات مبرمجة تستمر لعدة أعوام لتدريب عناصر من الميليشيات العراقية, وقدم الأمريكان هذه المعلومات لرئيس الوفد العراقي خالد العطية نائب رئيس البرلمان لتقديمه كإثبات لتدخل إيران في الشأن العراقي! ولكن لم يعرف مصير هذه الدلائل فقد أسدل الستار عنها.

ومن الدلائل النفاذة على هذا التدخل كان العثور على صاروخ إيراني استراتيجي (فلق1) في منطقة الكرمة في البصرة بعد (صولة الصبيان) التي قادها المالكي, فقد ذكر وزير الدفاع العراقي عبد القادر العبيدي بالعثور على هذا الصاروخ نوع ارض-أرض وهو صاروخ ضخم حديث الصنع أنتج عام 2007 في إيران! ويمتلك قدرة تدميرية هائلة سبق أن استخدمه حزب الله في لبنان خلال حرب تموز عام 2006 ضد الكيان الصهيوني, وأشار محللون عسكريون بأن للصاروخ قدرة على تدمير مدينة ومحو سكانها من الخارطة وإن إطلاقه يحتاج إلى طاقم فني متدرب بشكل كفء وله خبرة وممارسة. موضحين بأن"أن العثور على أول صاروخ استراتيجي في البصرة يشكل خطراً علي أمن العراق وأمن الشرق الأوسط. ونخشى من وجود عدد كبير من هذا النوع من الصواريخ قد دخلت العراق مع الطاقم لإطلاقها". وأكدوا في حال حصول ذلك " فإننا علي شفا كارثة أمنية عراقية وإقليمية". وكان من المفترض أن يرزم خالد العطية ووفده إلى طهران هذا الصاروخ ويزينه بأوراق التغليف الملونة ويقدمه هدية لسادته الفرس مع عبارة موجزة" هذه بضاعتكم ردت إليكم" ولا حاجة الي تشكيل لجان وتسمية أعضاء وجمع أدلة وسماع صوت البوق علي الدباغ وتسليمي. وإذا برر الجانب الإيراني عدم معرفته بقيام عناصر إرهابية من فيلق القدس والحرس الثوري بتهريب أسلحة إستراتيجية بهذا الوزن فلا نزيد عن ما وصفه ماهين اوبيدين بأنها" تبدو فكرة سخيفة وتثير السخرية" مضيفا بأن" هناك نطاق للتصرف خارج المؤسسات القائمة بشكل ثابت ويجب عدم الخطأ في ذلك فالحرس الثوري الإيراني منظمة ضخمة ومنضبطة جدا وتمثل قوة إيديولوجية وتخضع لسيطرة محكمة".

وفي العمليات العسكرية التي تمت في محافظة ميسان تم العثور على تسعة صواريخ نوع(غراد) الإيرانية الصنع وهي من نفس النوع الذي أطلق على مدينة اشرف في محافظة ديالى! كما أعلن ناطق حكومي يوم 16/7/2008 بأن ه تم العثور على(15) صاروخا نوع كاتيوشا وستة صواريخ أخرى إيرانية الصنع خلال مداهمات جنوب مدينة الكوت وعزى لنقيب عزيزة الإمارة امتلاكها إلى جيش المهدي. كما أعلن الناطق بإعلام الشرطة في مدينة البصرة في منطقة المعقل يوم 30 تموز 2008عن العثور على أسلحة إيرانية الصنع منها صواريخ نوع غراد الإيرانية الصنع مع منصات إطلاقها وأشار الناطق النقيب الإمارة بأنها تعود إلى جيش المهدي.

وفي 5/8/2008 ذكرت قيادة عمليات بغداد بأنها عثرت على كميات من الأسلحةوالاعتدة الثقيلة في مدينة الصدر وعلق الناطق الرسمي باسم قيادة العمليات اللواء قاسم عطا أن "الفوج الثالث في اللواء 42 التابع للجيش العراقي تمكن اليوم من العثور على سبعة صواريخ نوع غراد عيار 122 ملم (وهي إيرانية الصنع) وصاروخ ثقيل واحد عيار 240 ملم و135 قنبلة هاون و27 صاروخا من نوع كاتيوشا وقواعد إطلاق صواريخ في قطاع 14 في مدينة الصدر.

ذكرت مصادر من مدينة الحلة يوم 15/8/2008 إن محافظ بابل يبذل جهودا حثيثة من اجل تهريب احدى الخلايا الإيرانية من داخل سجون الحلة وأفادت المعلومات أن المجلس الأعلى استنفر قواه بالضغط على القضاة من اجل كفالة أعضاء الخلية الإيرانية الذين تم القبض عليهم في الساعات الماضية. وكان مصدر مطلع في ناحية الكفل جنوب مدينة الحلة ذكر في وقت سابق إن قوة من الشرطة ألقت القبض يوم الأربعاء على أربعة أشخاص في ناحية الكفل لتورطهم في حادث تفجير سيارة مفخخة يوم الأحد الماضي، طال مدنيين في مقهى شعبي في احد الأحياء الكبرى وسط مدينة الحلة. وأوضح أن عملية إلقاء القبض على الأشخاص الأربعة تمت بعد تقصي المعلومات الاستخباراتية عن الحادث. تابع انه على إثرها قامت الشرطة بمداهمة مواقع محددة في ناحية الكفل، نحو 25 كم جنوب الحلة، يشتبه بتواجد الأشخاص المتورطين بحادث التفجير فيها، وألقت القبض على أربعة منهم. وأكد الضابط أنه بحسب المعلومات الإستخبارية التي توفرت، فإن أولائك الأشخاص الأربعة يتلقون تعليمات من ضابط مخابرات إيراني الاطلاعات الإيرانية يدعى محمد علي زادة، وهو الآن مطارد ومطلوب للقضاء وصدر بحقه أمر بالقبض عليه.

بتأريخ 18/8/2008 ذكر مصدر حكومي بأن قوات الأمن العراقية عثرت على مخبأ للعبوات الناسفة إيرانية الصنع وسط احد الأحياء السكنية في مدينة الكوت مركز محافظة واسط جنوب بغداد.وقال مصدر امني أن قوة خاصة من قوات التدخل السريع دهمت منطقة الشهداء وسط الكوت بناء على معلومات استخباراتية وعثرت على العبوات الإيرانية مخبأة تحت صناديق للمواد الغذائية بأحد المحال التجارية العائدة لأحد المطلوبين امنيا في المنطقة.

في 22/8/2008 أعلن مصدر حكومي في محافظة البصرة بأن قوات الشرطة تمكنت من إلقاء القبض على(22) من عناصر الميليشيات الموالية لإيران وهم متهمون بجرائم إرهابية وجنائية. وفي 8/9/2008 ذكر لطيف عزيز الإمارة آمر فوج طوارئ الكوت "انه لم يعد خافيا على احد إن إيران تقوم بالتدخل من خلال تزويد بعض الأطراف بالأسلحة والمعدات العسكرية وان قواتنا قد ألقت القبض على شخص يدعى محمد علي في منطقه النعمانية كانت في حوزته مجموعة متنوعة من الأسلحة الإيرانية الصنع وقد اعترف من خلال التحقيق معه بأن لدية علاقات مع إيران وانه قام بتنفيذ العديد من أعمال القتل والاغتيالات لصالح إيران".

ومن الأدلة السابقة الأخرى قيام الجيش العراقي بإلقاء القبض على(31) عنصر من حرس الثورة الإيرانية (قوات الأمام علي) - بريء منهم ومن أفعالهم الإمام علي كرم الله وجهه- ووجد بحوزتهم(100) كغم من المتفجرات لغرض تفجيرها في منطقة تلعفر وصرح حينها وزير الدفاع حازم الشعلان بأن إيران هي العدو الخطير للعراق, وقد أغاظ هذا التصريح حوزة السيستاني فخرج احد الوكلاء ليقيم أداء الوزارة بأنه غير مرضي للمرجعية في حين كان أداء وزارة الداخلية مرضيا لها كما يبدو, وكالعادة أطلق سراحهم بعد زيارة وزير الخارجية الإيراني للعراق ولقائه بالسيستاني! ويدعم هذه الرؤية النائب محمد منصور الدايني, فقد ذكر أنه تم إلقاء القبض في محافظة ديالى فقط على(11000) إيراني من قبل الأمريكان وحولوا إلى الأجهزة الأمنية العراقية وقامت وزارة الداخلية بإخفاء ملفاتهم بخفة السحرة وأطلق سراحهم.

وكانت وزارة الكهرباء قد أشارت في بيان لها بأن قوة حماية الكهرباء ألقت القبض على(7) شاحنات إيرانية خارجة من منطقة المنذرية الحدودية متجهة إلى إيران وكانت محملة بمحطات كهربائية وأسلاك لنقل الطاقة وكان يرافقها عناصر من قوات بدر والواقعة موثقة في وزارة الكهرباء.

كما ذكر مدير شرطة واسط في حديث صحفي بأن عناصر من المخابرات الإيرانية تسللت إلى داخل الحدود العراقية وتم ضبط عجلات محملة بأسلحة إيرانية تعود لعناصر المخابرات لأحداث التخريب والبلبلة داخل العراق.

وفي عام 2006 ألقت القوات الأمريكية القبض على أثنين من كبار قادة فيلق القدس في مجمع عبد العزيز الحكيم وتمكن الأمريكان خلال التحقيق من كشف الكثير من الأسرار لكنه بصفقة مع الحكيم تم طي الموضوع وأسدل الستار عنه.

كشف مصدر في "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني لصحيفة الشرق الأوسط عن فتح دورات في مراكز التدريب على الحدود الإيرانية العراقية لتدريب عناصر "جيش المهدي" الذي أسسه مقتدى الصدر, وأضاف بأن التدريبات تجري في(3) معسكرات تقع على الحدود العراقية- الإيرانية ورافقها تقديم مساعدة مالية حوالي(80) مليون دولار لإثارة الفتن الطائفية وتصفية المعارضون للتدخل الإيراني في شئون العراق. كما تحدث المصدر عن وفي حديث خاص مع "الشرق الأوسط" أشار المصدر الذي عاد مؤخرا من العراق إلى إيران ثم غادرها في مهمة سرية قرر خلالها البقاء في الخارج، إلى أن ما يتراوح بين 800 و1200 شاب عراقي من أنصار مقتدى الصدر تلقوا تدريبات شملت حرب العصابات وصنع القنابل والمتفجرات واستخدام الأسلحة الخفيفة وعمليات الرصد والمراقبة والتجسس في المعسكرات الثلاثة الواقعة في قصر شيرين وعيلام وحميد المحاذية للحدود مع المحافظات الجنوبية للعراق التي يشكل الشيعة الأغلبية فيها.

من الناحية الإعلامية فأنه توجد في العراق(17) فضائية يغذيها النظام الإيراني ومعظمها مرتبط بالأحزاب السياسية ذات الولاء لإيران ومنها القناة العراقية وهي القناة الرسمية ( الناطقة باسم إيران في العراق) ويديرها فيلق القدس وهي من ابرز الأفاعي المروجة لسموم الطائفية في العراق وقناة المسار وقناة الفيحاء والفرات والأنوار والكوثر وبلادي, ومن المعروف أن أية قناة تخرج عن التوجه الإيراني أو تنحاز إلى الصف الوطني يكون مصيرها الغلق وملاحقة واغتيال العاملين فيها من خلال الميليشيات المرتبطة بإيران كما جرى مع الفضائية الشرقية المعروفة بحيادها وكشفها للدور الإيراني القذر في العراق وتسعة محطات أخرى. وأكد المصدر الإيراني الذي يعرفه العراقيون بكنية (أبو حيدر) أن استخبارات الحرس الثوري أدخلت إلى المدن الشيعية أجهزة البث الإذاعي والتلفزيوني التي يعتمد عليها مقتدى الصدر وعناصره. وذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" بان السفارة الإيرانية في بغداد قامت مؤخرا بتوزيع( 400 )هاتف فضائي على أنصار الصدر ورجال الدين وطلبة في كل من الكاظمية ومدينة الصدر والنجف.

ومن المعروف إن السفير الإيراني في العراق والقناصل المبعثرون كالقمل في المحافظات العراقية يتحكمون بإدارة شئون المحافظات التي يتواجدون فيها, وقد شكا معظم المحافظين ورؤساء مجالس المحافظات والبلديات من هذا التدخل, فقد طالب محافظ البصرة محمد مصبح الوائلي الحكومة العراقية بإغلاق القنصلية الإيرانية في المدينة وطرد القنصل بسبب تدخله في شؤون المحافظة وتنصيب نفسه حاكما فعليا عليها. وقال المحافظ في خطاب رسمي وجهه إلى وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري" إن القنصل الإيراني في البصرة يجول في شوارع المدينة ويلتقي مع المواطنين ويروج لأحزاب معينة في الانتخابات القادمة مشيرا إلى أن الشيخ جلال الدين الصغير القيادي في المجلس الإسلامي الأعلى والمقرب من عبد العزيز الحكيم اصطحب القنصل الإيراني وقاما بجولة قي البصرة والتقيا المواطنين في الشوارع في مسعى للترويج ، لأنصار إيران وأتباعها للفوز في الانتخابات البلدية القادمة بهدف الاستحواذ على مدن الجنوب والفرات الأوسط وبسط السيطرة عليه" وأضاف الوائلي أن" القنصل الإيراني بدأ يوجه خطابات رسمية للدوائر الحكومية في البصرة من دون العودة إلى مرجعياتها الوظيفية وانه يتعامل باعتباره حاكما فعليا للمدينة وليس دبلوماسيا", لافتا النظر بان "سلوكيات القنصل الإيراني تجاوزت الأعراف والتقاليد الدبلوماسية المتعارف عليها بين الدول" وكان محافظ البصرة قد أعلن في وقت سابق إن القنصل الإيراني قدم أموالا كبيرة لعدد من مرافقي المحافظ بهدف اغتياله هو وشقيقه إسماعيل الوائلي المقرب من التيار الصدري، لكن المحافظ اضطر لاحقا إلى التراجع عن تصريحاته بسبب ضغوط تعرض لها من إيران وحلفائها في العراق.

في لقاء للمالكي مع صحيفة(بغداد نيوز) وردا على سؤال حول التدخل الإيراني في الشأن العراقي أجاب بأن " ما يخص إيران فإننا نعمل على قطع جذور أي توغل يسيء إلى عراقنا وسيكون العراق كما هو دائما في الريادة والقيادة على المستويات كافة عربيا وإسلاميا ودوليا . وما يحزننا كثيرا هو استخدام المساجد ودور العبادة كمخازن للأسلحة التي يبدوا أن معظمها جاء من إيران " وفي ذلك اعتراف صريح بهذا التدخل الجسيم ومن المؤسف إن التدخل لم يقتصر على الاغتيالات للمناوئين لهذه التدخلات وتصفية العلماء والطيارين والصحفيين وكبار قادة الجيش وأساتذة الجامعات, علاوة على تغذية الميليشيات المسعورة وإشعال الفتنة الطائفية وإضعاف العراق وسرقة ثروته وآثاره وترويج المخدرات والدعارة بتشجيع زواج المتعة منع الإيرانيات وما نجم عنه من انتشار مرض الايدز, وإنما أتخذ قالبا جديدا بترويج المنتجات الإيرانية في السوق العراقية السائبة التي لا تخضع إلى أية قيود, ومن المؤسف أن يصدر الجار المسلم المنتجات التالفة والخارجة عن الصلاحية مما أدى إلى قتل الكثير ن الأبرياء عبر هذه المنتجات ومنها الكلور الإيراني المنتهي الصلاحية والذي أدى إلى انتشار مرض الكوليرا كما أعلنت مديرية ماء محافظة بابل, وقد أعترف مديرها العام سعد عبد الأمير أن" المسحوق الكلور الإيراني المنشأ غير صالح بسبب انتهاء فترة الصلاحية" علما إن المحافظة استوردت(899) طن من هذه السموم, وقد كشفت التحقيقات بأن هذه المادة تقف وراء انتشار مرض الكوليرا في بغداد وميسان وبابل.

من جهة ثانية فقد أدت الأدوية المستوردة من إيران أغراضها في قتل المزيد من العراقيين, فقد ذكرت مصادر في شرطة محافظة الانبار بأنها عثرت على كميات كبيرة من الأدوية الإيرانية الملوثة بفايروس الايدز وأخرى تسبب العقم, ونبه مراسل وكالة أنباء الصين الجديدة بأن " الفحوصات الأولية أثبتت لأن هذه الأدوية ملوثة بفيروس نقص المناعة المكتسبة( الايدز) وأخرى تسبب العقم وقطع النسل" ومن شر البلية إن المصادر العراقية عجزت عن كشف الشبكات التي روجت هذه الأدوية كما أدعت, ويضاف إلى ذلك فضيحة الحليب والألبان المسممة التي تتورد من إيران عبر الوكلاء الأشباح وهم بالتأكيد أشباح فقط عند حكومة الاحتلال أما الشعب العراقي فيعرفهم على حقيقتهم ومن يقف ورائهم من العراقيين الذين باعوا ضمائرهم للفرس بثمن بخس.

ما عرضناه لا يشكل إلا جزءا يسيرا من حجم التدخلات الإيرانية في الشأن العراقي على كافة الأصعدة ومن المؤكد إن مراكز الدراسات والتحليلات لما تمتلكه من مؤهلات وخبرات وإمكانات بإمكانها أن تزود حكومة المالكي بالكثير من هذه التدخلات رغم إننا على ثقة تامة بأن هذه التدخلات ستوضع على الرف ليظللها الغبار فكما يقول المثل العرقي ليس بإمكان الفأر أن يقول للأسد إن رائحة فمك عفنة!

بانتهاء هذا الجزء نكون قد قطعنا شوطا يسيرا من مسيرة الرصد للتدخلات الإيرانية في الشأن العراقي ونسأل الله أن يوفق أصحاب الأقلام الحرة من العراقيين الوطنيين بأن يستمروا في رصد هذه الظواهر الهجينة ويوثقوا جميع أنواع هذه التدخلات فالمستقبل للشعب وليس للحكومات العميلة التي ستختفي مع غروب الاحتلال وشروق شمس المجاهدين الأبطال, وسيكون لكل حادثة حديث والله والوطن والشعب من وراء القصد.

* علي الكاش

alialkash2005@hotmail.com