آخر الاخبار

زعمت إسرائيل اغتياله قبل 8 أشهر.. ظهور علني ومفاجئ لقيادي في كتائب القسام» سجناء العراق بين جدران الموت والإعدامات الطائفية ... بلا قيود تفتح ملف المجازر الصامته مأرب: وزارة الشباب والرياضة تدشن البرنامج التدريبي لعام 2025م تستهدف تأهيل شباب13محافظة. أول توجيهات رئاسية للبنك المركزي.. استعدادات لعزل البنك المركزي بصنعاء وسحب السويفت ونقل مقار البنوك الى عدن أول رد إيراني على تصنيف ترامب للحوثيين كمنظمة إرهابية سفير اليمن بالدوحة يجري مباحثات لإطلاق مشروع طموح لتدريب معلمي اليمن ورفع كفاءاتهم بدعم قطري ويبشر بتدشينه قريبا عاجل : إشهار مؤتمر سقطرى الوطني بقيادة القحطاني .. رسائل للمجلس الرئاسي والسلطة المحلية ومأرب برس ينشر قائمة بقياداته العليا الرئيس العليمي يبدأ أول خطوة في الإجراءات التنفيذية لقرار تصنيف الحوثيين منظمة ارهابية الحكومة اليمنية تعلن موقفها من قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية وزير الخارجية السوري: نستلهم سوريا الجديدة من رؤية السعودية 2030

الرئيس هادي... والقوة المفقودة
بقلم/ د/ علي محمد الذهب
نشر منذ: 12 سنة و 5 أشهر و 21 يوماً
الجمعة 03 أغسطس-آب 2012 12:20 ص

حتى لو أشعل الرئيس عبدربه منصور هادي أصابعه العشر شموعا لشعبه، فإن لحظة ما تكون موجعة لهذا الشعب أو لطائفة منه، تجعلهم يكيلون له اللوم والعتب والحنق، بل قد يتمنون أحيانا لو أنهم غمسوا إبهاماتهم في ماء النار من أن يغمسوها في الحبر الذي غمسوا إبهاماتهم فيه، يوم أن انتخبوه أو زكّوه رئيسا توافقيا لليمن.

نعم، فكلما أطلّت حادثة إرهابية أو أمنية مدبرة، يتناقل البسطاء كل شائعة ترافقها، وقد حاكها ناعق موْتُور أو نائح مستأجر، دون وعي من أولئك البسطاء، بحقيقة ما جرى، وبخلفياته وأبعاده المختلفة، التي يجنيها الخصوم الحقيقيون لليمن؛ في الداخل أو الخارج، الذين يريدون اليمن "دولة فاشلة" بحيث يبذرون فيها ما يخدم طموحاتهم المختلفة، ويعبثون بدماء الأبرياء وبمقدرات الأمة المنكوبة منهم سنينا، مستغلين أحلك فترة تمر بها، وهي الفترة الانتقالية المتبقي من عمرها الافتراضي سبعة عشر شهرا.

إن ما يجب أن يعيه ويتوقعه المواطن اليمني، أن المسلسل الأزموي طويل ومتنوع، حتى لو تصنع رجاله الوداعة حسن النية، كما أن علينا توقع الكثير من الصدمات التي تحاول أن تجر-عبثا- البلاد إلى خيار عسكري عنيف، يكون هو السبيل الأوحد للخروج من هذا الوضع، على نحو ما يلجأ إليه كل عليل يائس في آخر محاولة منه للتداوي، وهو الكيّ، وذلك بالاستفادة من أحداث ومتغيرات إقليمية متوقعة، قد يكون لها الأثر البالغ على ما يجري في اليمن، ومن ذلك-لا قدر الله- وفاة خادم الحرمين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أو الإطاحة بالرئيس المصري، محمد مرسي، أو حدوث تغيرات مفاجئة في المسار الثوري السوري، بما يخدم نظام بشار الأسد!!

فمنذ الثاني والعشرين من فبراير من هذا العام، وهو اليوم الذي زكّى فيه اليمنيون عبدربه منصور هادي ليكون رئيسا لليمن، لا يكاد يفيق الرجل من صدمة إلا ليفاجأ بأخرى، على نحو توقيتي محكم التدبير، كما لو أن أولئك المدبِّرون يمعنون بأن يكون الرجل ضحية حالةٍ مشابهة لحالة رجل حكم اليمن في ظرف شديد التشابه، هي فترة ما بعد حصار السبعين يوما، التي حكم فيها الشمال أول رجل مدني، هو القاضي عبدالرحمن الإرياني، والذي انتهى به الأمر، أن يغادر كرسي الحكم، مختارا، أو قريبا من ذلك، ويترك اليمن لصفوة تغييرية تركت بصمة لامعة في النهضة والتحديث، أُخمدت جذوتها في سنواتها الأولى.

إلى أيام قليلة؛ استبشر الكثير من اليمنيين بانتصارات الرجل ضد الإرهاب في أبين- مسقط رأسه-حين بدت كميدان أول لاختبار قدراته كرئيس، وقد كسب المعركة؛ لكنها معركة من سلسلة معارك، وأخالها لن تنتهي، لا سيما أن الرجل يدرك تمام الإدراك أن عامين على هذا الكرسي المضطرب لن يمكناه من تحقيق ما يتوقعه منه خمسة وعشرون مليون يمني، لسبب بسيط؛ هو أن اللاعبين كُثر، وأن جميعهم على طرفي نقيض، وأن دوره المأمول لن يتم دون قوة مخلصة يتحكم بها، عسكرية، وسياسية، واقتصادية، حتى لو هتف ثلاثة أرباع سكان اليمن: نحن معك يا هادي!!

إذن، ما الذي بيد الرئيس هادي أن يفعله ابتداء؟ إن ما يؤرق كل يمني-حاكما أو محكوما- أمران: الاقتصاد والأمن، وهما متغيران من متغيرات معادلة الحكم الناجح، وهذان العنصران مفقودان في هذه المرحلة، بل قد يقودان اليمن إلى مصير مريع، مالم يلتفت إليهما بقوة، حتى يستطيع-على الأقل- التقاط بقية مفردات القوى الأخرى التي يقوم عليها أي نظام سياسي قوي، وبما يجعله يترجل من كرسيه مغادرا دون صخب، كشأن سابقيه من رؤساء اليمن، وأن يتيح للتاريخ أن يذكره على أنه من القلائل الذين قادوا اليمن في ظروف عصيبة، كانت على مسافة يسيرة من الانهيار والتشرذم.

*باحث في شئون النزاعات المسلحة