عاجل . دعم سعودي للبنك المركزي اليمني ووديعة بنكية جديدة كأس الخليج: تأهل عمان والكويت ومغادرة الإمارات وقطر دراسة حديثة تكشف لماذا تهاجم الإنفلونزا الرجال وتكون أقل حدة نحو النساء؟ تعرف على أبرز ثلاث مواجهات نارية في كرة القدم تختتم عام 2024 محمد صلاح يتصدر ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي .. قائمة بأشهر هدافي الدوري الإنجليزي مقتل إعلامية لبنانية شهيرة قبيل طلاقها قرار بإقالة قائد المنطقة العسكرية الأولى بحضرموت.. من هو القائد الجديد؟ دولة عربية يختفي الدولار من أسواقها السوداء تركيا تكشف عن العدد المهول للطلاب السوريين الذين تخرجوا من الجامعات التركية صحيفة عبرية: ''إسرائيل كانت تتواصل مع بشار الأسد عبر واتساب''
لا بد أن يعلم الجميع أن الفرص تُوهب ولا تصنع وقد وهبنا الله عز وجل فرصة حقيقية نحن خاصة والأمة العربية عامة، كوننا بفضل الله جزءاً من الربيع العربي والذي يعد أمراً قدرياً كونياً لإنهاء حقبة حكمٍ جبري بشر به النبي صلي الله عليه وسلم منذ ألف وأربعمائة عام، فقد قامت الثورة الشبابية الشعبية وكان هدفها تغيير الأوضاع إلى الأحسن، حيث كان الظلم والفساد يعشعش في مرافق الدولة، مما أدى إلى انتشار المظالم والمفاسد والتي سببت شللاً في حياة الوطن والمواطن.. لا نشك أننا كنا أفضل حال من بعض الدول العربية من ناحية الحريات، إلا أننا كنا أكثرهم فساداً في مؤسسات الدولة وظلماً بغياب العدالة الاجتماعية والسياسية وهذا الفساد والظلم هو عود الثقاب الذي أشعل الثورة وكما أنه أشعلها في الشوارع والميادين والمؤسسات فقد أشعلها في قلوب الفاسدين، فبقدر ما شعر الثوار بقوتهم وشجاعتهم شعر الفاسدون بخوفهم وهلعهم وضعفهم، إنها رهبة الثورة التي من الواجب شرعاً على رجال الدولة الحفاظ على هذه الرهبة لاستئصال الفساد وتثبيت الأمن وتحويل رهبة الثورة إلى رهبة القانون والدولة ولن يتأتى هذا إلا بالعمل الجاد على حفظ حقوق الناس وحفظ دينهم وتأمين دماءهم وأعراضهم وأموالهم.. إننا نحتاج اليوم إلى دولة تقوم على مبدأين الحرية للشعب والسيادة للشرع وبغير هذا لن تثبت قواعد دولة ولا أركان سلطة، قال الله تعالى: (عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون)، فالملك ابتلاء ينجح فيه من نجح ويرسب فيه من رسب وعندما نقول السيادة للشرع لأن الشعب اليمني شعب مسلم وهو شعب الإيمان يخضع لأمر الله وينقاد له، فيكون الشرع كفيلاً بتثبيت مبدأ الأخوة لإذابة كل النعرات المذهبية والطائفية والحزبية وردع المجرمين وهذا ما نحتاجه عاجلاً، وأما حرية الشعب فكفيلة بالمراقبة والمحاسبة والاختيار والعزل وهذا ما هدفت إليه الثورات في وطننا العربي الكبير .
إن على الحكام اليوم أن يدركوا أن يمن اليوم ليس يمن الأمس ومن لم يلتزم بالدستور والقانون وقبل هذا وذاك شرع الله فإن الشعب قد عرف طريقه.. وثمة ملحوظة نذكرها هنا هي أن الشعب الذي خرج ثائراً على من أفسد دنياه لن يصمت أمام من يريد أفاسد أخلاقه ودينه، فنحن بحاجة للحفاظ على القيم والأخلاق كحاجتنا لتأمين الحياة والأرزاق، وعلى رجال الدولة أن يستغلوا رهبة الثورة لبسط نفوذ الدولة على كل أرجاء الوطن، لا مكان لقطاع الطرق والكهرباء والبترول، ليس لهم إلا الحرابة ومن له حق ينصفه القضاء، لأننا نعلم أن هناك من يريد وخاصة أصحاب المشاريع الصغيرة أن تظل الأوضاع كما هي وهيبة الدولة مفقودة، لأنه لا يستطيع أن يعيش وينمو إلا في ظل تفكك الدولة وضياع هيبتها وعندما نتحدث عن هيبة الدولة لا نعني بذلك هيبة القوة فحسب بل هيبة العدل، لأن هيبة العدل أكثر أثراً من هيبة القوة..
إننا اليوم كحكام ومحكومين إذا لم نجتهد في إقامة دولة على أساس العدل تبسط جناحيها على أرجاء الوطن لن تعود لنا فرصة كهذه الفرصة ولن تقوم لنا قائمة..
وأخيراً إن من واجبنا وقد أتم الله علينا نعمه أن نكون له أكثر حمداً وشكراً واعترافاً وذلة كي لا يسلب الله هذه النعمة كما سلبها من سبقنا كي لا نكون عبرة.