يا عالم: الشعب السوري يُذبح فقولوا: آمين
بقلم/ د.عائض القرني
نشر منذ: 12 سنة و 10 أشهر و 3 أيام
الخميس 16 فبراير-شباط 2012 04:39 م

لعل الله أن يحقق بيت شعر قلته في بشار من قصيدة قبل عشرة أشهر وقد استشهد به المفكر والكاتب محيي الدين اللاذقاني في الاتجاه المعاكس بقناة «الجزيرة» قبل أسبوعين والبيت يقول:

* والشّام تنصبُ للسفّاحِ مشنقةً - بشرى لبشّار فالسّاعاتُ تقتربُ.

وأريد أن يفهم الجعفري مندوب سوريا لدى مجلس الأمن أن بيت نزار قباني عليه وليس له، فكأنه يقصد النظام القاتل في دمشق، حيث يقول:

* دمشقُ يا كنـزَ أحلامي ومروحتي - أشكو العروبةَ أم أشكو لك العربا.

ومعناه يا دمشق بعدما أصابك ما أصابك من الطغمة الباغية، والعصبة الطاغية من النظام الحاكم في أرضك والمتسلط على شعبك، فهل أشكو لك العروبة والعرب على تقصيرهم في إنقاذك من براثن من اغتالك، وللأسف أن الجعفري لم يكمل القصيدة ففيها يقول نزار:

* فلا خيول بني حمدان راقصةً - زهواً ولا المتنبي مالئ حلبا.

بل الذي يرقص في شوارع سوريا الآن هي دبابات بشار بعد أن فرت من الجولان لتسحق الشعب الأعزل في أرضها، والذي يملأ حلب الآن صوت مدافع حماة الديار يقتلون الكبار والصغار بعدما سلموا أرضهم للصهاينة الفجار، ثم يقول نزار يخاطب خالد بن الوليد سيف الله المسلول:

* يا ابن الوليد ألا سيفٌ تؤجِّره - فإن أسيافنا قد أصبحت خشبا.

ولو كان خالد بن الوليد حيا وأمثاله ما رضي أن تنسحب كتائب العرب في سوريا أمام إسرائيل وتعود لتذبح شعبها في عقر داره، ولن أتوجه بالشكوى لمجلس الأمن ولا لمنظمات العفو الدولية ولا لحقوق الإنسان، ولكنني أتوجه بالدعاء إلى الملك الديان، والرحيم الرحمن، والحنّان المنّان، والعزيز الجبار، والواحد القهار، والرحيم الغفار، ويا أيها المؤمنون: إني داع فأمّنوا: اللهم يا من يجيب المضطر إذا دعاه، ويا من يفرّج عن المكروب إذا ناداه، اللهم فرّج عن شعب سوريا الكرب، وأزل عنهم الخطب، وتولَّ أمرهم يا رب، اللهم قد عز النصير، وأحدق بهم الكرب الخطير، فهم بين جريح وقتيل وأسير، اللهم إن الأطفال نادوك، والشيوخ دعوك، والأرامل رجوك، اللهم فلطفك يا كريم، وفرجك يا رحيم، ونصرك يا عظيم، اللهم إن طرقهم قد سالت بالدماء، ومقابرهم امتلأت بالشهداء، وقد رُملت النساء، وهُدمت الأحياء، اللهم فغضبة من غضباتك الماحقة، وفتكة من فتكاتك الساحقة، تهد بها أركان الظالم الآثم، الفاجر الخاسر، اللهم ابرم قيده، وطوق جيده، وفل عتاده وعتيده، اللهم إنك قلت: (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ)، اللهم فارصد له كمينا، وأريناه أسيرا سجينا، أو قتيلا دفينا، أو مطرودا لعينا، اللهم اجعله شنيقا أو حريقا أو غريقا، اللهم مكّن السيف من رأسه، والحبل من أنفاسه، واقتلعه من أساسه، اللهم إنه اعتقل وذبح، وأباد وسفح، وعذب وجرح، وكيل الطغيان به قد طفح، اللهم اهدم بنيانه، وحطم أركانه، ودمر أعوانه، اللهم أحصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تغادر منهم أحدا، اللهم يا قوي يا كافٍ، يا مرسل الرياح السوافي، وكاشف الخوافي، ألحق بشار بالقذافي، اللهم اقذف في قلبه الرعب، وغل يديه عن الشعب، وأركبه كل صعب، اللهم اقتله بسلاحه، وانحره برماحه، واخنقه في وشاحه، اللهم انتقم للأطفال الرضع، والشيوخ الركع، والبهائم الرتع، اللهم اثأر لليتامى، والأرامل الأيامى، اللهم انتقم للمساجد التي هدمها، والمحاريب التي حطمها، اللهم يا من كسر بقوته ظهور الأكاسرة، وقصر بعظمته آمال القياصرة، وهتك بجبروته أستار الجبابرة، اللهم اقصم ظهره، واهدم قصره، وأبطل مكره، وحط قدره، وشتت أمره، في عافية منك للمستضعفين، ورحمة منك بالمساكين، ولطف منك بالمقهورين، ونصر منك للمظلومين، اللهم اسحق نظامه، وزلزل أقدامه، وأبطل كيده وسهامه، اللهم أحكم وثاقه، وشد خناقه، واخذله ورفاقه، اللهم أنقذ بلاد الشام، أرض الإسلام، وديار الأئمة الأعلام، اللهم فك أسرها، وتولَّ أمرها، وارفع قدرها، اللهم استجب لأنين الأرامل، وبكاء كل مفجوع وثاكل، اللهم يا رب الرياح المرسلة، والصواعق المنزلة، والسحب المحملة، اللهم فأحصبه بالجنادل، وأحرقه بالقنابل، وأصبه في المقاتل، اللهم إنه سلم أرضه لإسرائيل، وتعاون على قتل شعبه مع كل عميل، اللهم فأرسل عليه الطير الأبابيل، ترميهم بحجارة من سجيل وخذه ونظامه أخذك أصحاب الفيل.

وصلِّ اللهم على إمام المتقين، وحجة الله على الناس أجمعين، محمد بن عبد الله خاتم المرسلين، الرحمة المهداة للعالمين، وعلى آله وصحبه والتابعين.