آخر الاخبار
الطبله في صنعاء والشرح في صعده و عدن
بقلم/ المهندس علي نعمان المصفري
نشر منذ: 17 سنة و 9 أشهر و 22 يوماً
الخميس 01 مارس - آذار 2007 05:22 م

مأرب برس – لندن - خاص

الوطن اصبح مشاريع لدكاكين تتحكم في فتحها واغلاقها القوى المتنفذه الفاسدة وإصلاح البلاد في ظل هذه الظروف المفروضة قسرا أصبح ضربا من الخيال وابقاء المعارضة على شاكله عملها وبالتشكيلات التي رتبت في ألوان الطيف السياسي الحالي للأحزاب لم ولن يساهم في حلحلت امور البلاد والعباد بل يبقيها حبيسه اماني تظل على الدوام متحوصلة في إطار التسويات لحلول لاتمت بصله بإخراج البلاد من المأساة الحقيقية التي تعيشها وبالتالي تظل البلاد تترنح على صفيحه ملتهبة يعرف الله وحده أين يكون مستقرها ونتيجة لذلك تزداد معاناه الناس وتتدحرج مشاريع التنمية وخططها الى مستويات مأساويه لا يقدر عليها الوطن ونبقى بالفعل نرقص رقص الحمام في زمن غريب
وعجيب انه زمن نبش القبور وقيام متنفذي السلطه بنبش قبور الشهداء في عدن من أجل بيع مزيد من الاراضي وبذلك تم تجاوز المله والاعراف وخدشوا حياء المجتمع وأظهروا مدى استجابتهم للجشع حتى ولو على رفات الشهداء وحطام العظام ويتلذذون بساديتهم سماع اصوات العظام تحت جنازير بولدزرات الدمار والخراب التي أصبحت ظاهره العصر في كل زاويه .

 في ضوء نتائج مؤتمر التجمع اليمني للإصلاح والابقاء على قياداته التي عرفت بعدم استجابتها لحركه التغيير وبالذات رئس التجمع الذي وقف في صف الرئس صالح وتأ ييده للرئس اثناء الانتخابات الاخيره مع ان الاغلبيه الاصلاحيه وقفت مع حركه التغيير كل ذلك يعطي المراقب بعدا اخر لقرأءه مستقبل الحياه السياسيه في اليمن ولو لحين على أعتبار حزب الاصلاح ركنا مهما في المعادلة السياسية وذو ثقل في كتله المشترك بمايعني ان الحرس القديم في الاصلاح كسبوا موقف ان عصا الشيخ يمكن ان يتكئوا عليها في مهادنه قصر الستين خصوصا بما يؤمن استكمال حلقات التكوين والاستفادة من موقع الشيخ في مضمار علاقة شيخ الرئيس ورئس الشيخ على الرغم من أدراك الشيخ بأنه لا يقدر أحيانا من مجاراة ألإحداث المتسارعه وتطوراتها لظروفه الصحية وخصوصا بعد حادثه السير المعروفة في السنغال لهذا ليس بعجب ان يتمسك حزب الإصلاح برئيسه في ظرف بدأت مسألة التغيير تمثل بالنسبة للإصلاح بعدا يتناقض مع معطيات موقفه الواضح في تكتل المشترك الامر الذي يمثل ضعفا أمام القوى السياسية الأخرى ويجعل الإصلاح دون وضوح في معادله العلاقة بين السلطه والمعارضة هذا من جانب أما من جانب اخر فأن الرأي الذي ذهب اليه الإصلاح أثناء المؤتمر هو ان عود القيادات الشابة أخضر لم يتصلب بعد ولم يدركوا من أن أحزاب كثيرة في العالم قد سبقتهم مع احتساب الفارق الحضاري فمثلا زعيم حزب المحافظين البريطاني لم يتجاوز عمره السادس والثلاثين بعد ويقود الحزب حاليا.

ان قراءه نتائج مؤتمر الإصلاح بينت من ان المؤتمرين قد رحلوا أزمتهم الى حين وكأن ذلك صار عبارة عن تقليد لدى السياسيون في اليمن فليس أحد أحسن من أحد فالسلطة صارت في هذا المضمار خير معلم.

أسئلة كثيرة يمكن نشرها في ضوء نتائج حزب الإصلاح وخصوصا مراهناته على حركه التغيير في أطار المشترك وهو مايعني خروج فصائل المشترك عن مربعاتها الايدلوجيه في أطار المشترك ولكن فأن إدارتها لظهرها من قضايا حساسه مثل الجنوب وصعده والجعاشن وترك السلطه تتهاوى بين استنجادها بالعم سام واللعب بالأوراق الاقليميه لحسابها مع عدم قدره النظام هذه المرة لتجاوز اهم قضيه وهي في حد ذاتها عقائديه ودخوله في مواجهه لقطاع واسع من المذهب الزيدي وخلق بؤره توتر مستمرة تجاوزت أساليب السلطة القديمة في معالجتها وتركت الأبواب هذه المره مفتوحه أمام المذاهب في الإفتاء لحل المشكلة مما يضع البلاد إمام مفترق طرق حقيقي وهو أما أعاده النظر في فلسفه الحكم وحتى تعم العدالة الاجتماعية كل طبقات وشرائح وطوائف البلاد ومذاهبها وبالتالي يصبح الحل السلمي خيار لارجعه عنه أذا ما تم الاعتراف بحقوق الآخرين في المواطنة وعوده النظام والاستقرار الى البلاد.

وأما هنا تبقى قوى الفساد ترحل ازمه السلطة بين هدير المدافع في صعده تحت حجج متابعه الاثناعشريه مع إخفائها للأسباب الحقيقية لطبيعة الصراع الذي بدأ سياسيا في قصر الستين وتطور من وجهه الحوثيون باعتباره انقلابيا على المذهب الزيدي واتساع طبيعه الصراع بين المرجعيات الدينيه الزيديه ومطالبتهم بالتسوية بالمذهبين السلفي والوهابي خصوصا عندما تم الاشاره الى توسع المذاهب الأخرى على حساب الزيديه ومطالبتهم بفتح جامعه زيديه في صعده على غرار جامعه الايمان والجامعات الشافعية الأخرى.

هنا بدت الحقائق تتجلى من عدم قدره السلطة على اعتماد الحوار أسلوبا ومنهجا في حل مشاكل صعده العقائديه وذهبت الى الحسم العسكري ولاتداعيات الوسط وألازمه المستفحلة في الجعاشن ومااقدم عليه الشاعر الرئاسي بامتياز الشيخ محمد احمد منصور وفعلته التي تجاوزت حدود المملكه التي هجر سكانها وصل الامر حد تضاهرهم أمام مجلس النواب ولم يحرك الامر ساكنا.

نعم لقد بدأ الايقاع يدق في صنعاء والشرح يدور رحاه في صعده وعدن ومحاوله النظام الى حد ما حتى اللحظه في اقناع العم سام من ان مايحصل في صعده ليس بعيدا عن تورا بورا وهذا ما ذهب اليه السفير الأمريكي مؤخرو أشارته الى وقوف الولايات المتحدة مع السلطه اليمنيه ضد الحوثيين مما يراه المراقبون من ان صعده تمثل فخا اخر جديد للأمريكيين يصعب عليهم تجاوزه في ظل المخزون الهائل من العداء لهم من قبل اليمنيين وطبيعة اليماني على الدوام في الوقوف أوتوماتيكيا ضد كل ما هو أمريكي خصوصا في ضوء السياسات الامريكيه في فلسطين ومؤخرا في العراق والنتائج الكارثيه التي نجمت من جراء هذه السياسات.

 وفي ذات الوقت فأن إعلان السلطه الى اعتبار صعده ساحه لتصفيه حسابات إقليميه ومذهبيه خصوصا عندما ماتم الاشاره الى ايران وليبيا ومحاوله جر السعوديه لمواجهه المد الإيراني وتصفيه خلافات ضيقه مع ليبيا وهي أمور لم تصل الى حد اعتمادها قضايا ذات شجون من قبل المراقبين بالشأن اليمني لعدم أظهار السلطه لاي دليل بذلك .

وحين أن السلطه في اليمن لم تبد نيتها لحسم الصراع مع مختلف الإطراف عن طريق الحوار البناء و لفشل لجان الوساطة مع الحوثيين مؤخرا لاتهام لجنه الوساطة الاخيره بتحيزها الى جانب الحوثيين وذلك حسبما تشير اليه مصادر مطلعه بالشأن اليمني.

لذا فأن اي حل قادم للازمه الحالية المتفجرة يظل خاضعا لحسابات سرعه الاحداث وتشابكها والنتائج المترتبة عن كتل الضحايا الناتجة عنها حتى يوقض الضمير من سباته الرهيب ليقول كلمته في مايجري وايقاف نزيف الدم وبناء الوطن الجريح ودمل جروحه المفتوحه في كل بقعه في اليمن وتطوير ثقافه الحوار والاعتراف بالاخر وأعلاء لغه العقل على لغه المدفع والدبابه وأعاده الحقوق الى اهلها ليصبح الوطن فوق الجميع وللجميع دون سياده قبيله أو مذهب أو طائفه الا لواء الوطن والدستور والقانون في ظل كنف وحضن دوله المؤسسات وهذا لن يتم الا عبر أنتاج مشروع وطني متكامل يولد من رحم ثوره شعبيه سلميه يوضع حد لكل شئ هذه المره ويقفل كل باب ويفتح الحياه للجميع ولن يكن احد وصي على احد الاالله وحده والوطن مادون ذلك فالطريق الى الصومال ليس بعيدا وربنا يجنب البلاد والعباد وشر البليه مايضحك والله من وراء القصد.