القربي : النظام السابق عجز عن تلبية المطالب الجنوبية العادلة
بقلم/ متابعات
نشر منذ: 11 سنة و 8 أشهر و 5 أيام
الثلاثاء 26 مارس - آذار 2013 06:00 م

اقر وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي بعجزهم في حكومات النظام السابق عن حل القضية الجنوبية وتلبية المطالب الحقوقية العادلة لانباء الجنوب الذي قال أنه أحدهم , وأشار القربي في حوار له مع قناة روسيا اليوم إلى أن الحوار هو الطريق الوحيد لحل كل مشاكل اليمن وتجنب العودة إلة مربع الاقتتال والمواجهات.

وكشف القربي في حواره عن الكثير من الجوانب السياسية باليمن، والحرب الجارية على الارهاب وعن ماسيتم مناقشته مع الجانب الروسي من خلال الزيارة الرئاسية المنتظرة للقيادة السياسية اليمينة إلى موسكو.

نص الحوار كماور في موقع القناة الروسية الناطقة بالعربية.

معالي الوزير نبدأ من القضية الابرز الحالية في اليمن وهي الحوار الوطني الشامل. ماهو تقييمكم لبرنامج عمل هذا الحوار؟

-ان ماشاهدتموه خلال الثلاثة الايام الماضية يعكس نوايا تؤكد ان الشعب اليمني وقيادته السياسية امنت اليوم انه لم يعد هناك حل لمشاكل اليمن المتعددة سوى الحوار. وان هذا الحوار يجب ان يلبي مطالب وطموحات الشعب اليمني ومطالب الشباب ومايسمى بثورة الربيع. بالاضافة الى ذلك فان كل متحدث طرح من جانبه همومه ومعاناته ومظالمه وآماله. وعلينا ان نفهم كيف يجب ان نترجمها من خلال فرق العمل التسعة المختلفة التي ستشكل في الاسبوع القادم، والتي عليها ان تنظر في كل هذه القضايا لكي تجد الحلول لها.

 افهم من كلامكم انكم متفائلون من هذا الحوار؟

- طبعا. انا عشت الفترة السياسية كلها وكان الكثيرون في الداخل والخارج يعتقدون ان اليمن سينزلق الى حرب اهلية ولكن نحن تجنبنا ذلك والحمد الله. وفتحت هذه النافذة الان الى المستقبل من خلال الحوار الوطني. والكل يعرف انه اذا نحن لم نستغل هذه الفرصة التي اتاحها لنا الله عز وجل قبل اخواننا من قبل مجلس التعاون الخليجي، فسنعود الى المربع الاول.

 معالي الوزير هناك بعض الاطراف قاطعت هذا الحوار، ان كانت في الشمال او الجنوب. الا تعتقدون ان ذلك سيؤثر في نتائج هذا الحوار؟

- هناك دائما اطراف تقاطع هذه الحوارات وهذا شيء طبيعي. وربما هي محاولة لتعزيز من جاء يمثلهم بطريقة غير رسمية ولكنهم يعبرون عن نفس المطالب. وانا اتصور ان هذه المقاطعة مفيدة لنا في الحوار نفسه. اننا ندرك أن نعكس من خلال الحوارات والمعالجات مطالب هذه الاطراف التي لم تشارك. واذا استطعنا ان نقدم الحلول التي تلبي اسباب المقاطعة، نكون قد قدمنا لهم الحل وسهلنا لهم الطريق لكي يعودوا وينضموا للحوار الذي بدأنا فيه.

هل هناك اتصالات محددة مع هذه الاطراف المقاطعة لدعوتهم مجددا للمشاركة في الحوار؟

- منذ فترة طويلة والاتصالات مستمرة سواءً في اطار محاولات بعض الدول الرائعة للمبادرة الخليجية، سواءً في اطار الزيارات التي قام بها بعض المسؤولين من قبل الدول المتعددة، سواءً في الجهود التي قام بها السيد بن عمر، وسواء في الجهود التي قام بها فخامة الرئيس عبده ربه منصور هادي نفسه من خلال محاولاته التوصل مع هذه الاطراف وحثهم على المشاركة في الحوار. القضية الابرز، ربما، في هذا الحوار هي قضية الجنوب.

باعتقادكم هل هناك امل في انهاء هذه القضية بشكل سلمي وأن يبقى اليمن موحدا؟

- انا كعضو في مؤتمر الحوار الوطني وممن تابعوا القضية الجنوبية منذوا بدايتها اؤمن ايمانا قاطعا ان كل تلك المشاكل التي حدثت هي نتيجة ثلاث عناصر: اولا سوء ادارة، ثانيا اننا لم نستجب للمطالب التي كانوا يقدمونها اخواننا الجنوبيون وانا شخصيا من مواليد المحافظات الجنوبية... لم نقدر نقنعهم اننا قادرون من خلال الحكومات السابقة على تلبية تلك المطالب وثالثا، وهذا الاهم، الى الان هم يشعرون ان هناك نوع من التهميش الذي لازال قائما وبالتالي يريدون منا ان نعزز الثقة في نفوسهم.. باننا اليوم عندما نتكلم عن المعالاجات وعن تصحيح الاوضاع وعن رفع المظالم اننا جادون... اذا استطعنا من خلال الحوار ان نجد المعالاجات لهذه القضايا وقدمنا لهم الضمانات التي تعكس اننا اليوم جادون لمعالجة هذه القضايا اتصور ان الامور ستسير نحو المعالجة لقضية الجنوب. هناك عامل اخر.

 البعض يعزو الى ان هناك تدخلا خارجيا في الشأن اليمني. هل هناك بالفعل تدخل في شؤون اليمن؟

- من خلال قراءتنا للتاريخ، عندما يكون هناك ازمة في أي دولة من الدول، الاطراف الخارجية التي لها اهتمامات في ذلك البلد سواءً سياسية او اقتصادية او دينية او غيره ستحاول ان تستثمر ذلك لمصلحتها. اليوم في المنطقة العربية، كما تشاهدون، هناك تجاذبات شديدة - تجاذبات سياسية، تجاذبات امنية، تجاذبات مذهبية... هناك تدخلات خارجية لمصالح اقتصادية.. هذه القضايا كلها تجعل اي دولة تتعرض لنوع من الهشاشة، فرصة لمن اراد ان يستغل هذه الهشاشة. ونحن في اليمن نتعرض لذلك للاسف الشديد. ولكننا حتى الان حريصون لكي نقول لكل الاطراف - عليكم ان تتركونا في اليمن نعالج اوضاعنا ولاتحاولوا ان تعقدوا الامور علينا بهذه التدخلات الخارجية.

 بهذا الشكل يمكن مواجهة التدخل الخارجي باعتقادكم؟

- إلى جانب هذا اعتقد ان اليمن محظوظ بأن الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن متحدة حول الوضع في اليمن وحول المعالجات في اليمن وحول أن الحوار هو الطريق لحل المشاكل اليمنية. وحول أن الوحدة اليمنية هي من الثوابت التي يلتزم بها كافة الاطراف. وبالتالي فإن عليهم أن يراقبوا أي طرف من الأطراف من الداخل أو من الخارج، وهم قالوا ذلك في قراراتهم 2014 و 2051. حتى يكون حقيقة جهة تتحمل المسؤولية وتتخذ الاجراءات تجاه من يحاولون عرقلة الحل السياسي في اليمن. أود هنا أن اتطرق لموضوع حساس ذكرتم الارهاب البعض بات يعتبر اليمن ملاذا للقاعدة.

 كيف تجري الامور على هذا النحو. هل هناك من مواجهة؟ هل هناك من خطة فعلية لنبذ هذه الظاهرة؟

- الحكومة الآن بصدد وضع خطة لتنفيذ استراتيجية وطنية لمكافحة الارهاب. ونحن دائماً ما كررنا، أن قضية الارهاب هي ليست قضية استعمال الطائرات من دون طيار أو استعمال القوات المسلحة. إنما أن نعود وننظر إلى مسببات الارهاب. لأنه الآن أصبحت ظاهرة عالمية. وأصبح الارهاب يمثل مشكلة للعديد من دول العالم. يعني روسيا نفسها تعاني من الارهاب، الولايات المتحدة تعاني من الارهاب، غرب أفريقيا الآن أصبح مسرح للارهاب. وبالتالي عندما نتكلم عن الارهاب، أنا اعتقد أننا بحاجة إلى ثلاثة أمور. الأمر الأول هو أن نعرف ماهي مسببات الارهاب ومن هو الذي يستفيد من الارهاب ومن هو الذي يدعم هذا الارهاب، حتى نجد المعالجات. الجانب الثاني هو أن تكون لدينا قناعة بأن هناك ربما بعض الأسباب قد تكون عادلة تماماً والتي جعلت بعض الشباب يأخذون مذهب التطرف وينساقون نحو الارهاب. وبالتالي كيف يمكننا أن ننظر في هذه المظالم. بعضها قد يكون وطنيا، بعضها قد يكون اقليميا، وبعضها قد يكون دوليا. غياب العدالة الاجتماعية، والمثل الصارخ في هذا هو القضية الفلسطينية. عندما نجد بأن الموقف الدولي يتعامل مع القضية الفلسطينية بهذه الازدواجية، تخلق لدى الكثير من الشباب الشعور بالظلم ويشعورن بأن من واجبهم أن يقفوا مع الشعب الفلسطيني وأن يدافعوا عن حقوق الشعب الفلسطيني. والبعد الثالث هو الجوانب الاجتماعية. كيف ننمي، كيف نربي، كيف يكون خطابنا معتدلا في الجانب الديني والسياسي ايضاً. فنحن بحاجة إلى معالجة شاملة ومنظومة متكاملة لمواجهة الارهاب.

سؤال أخير معالي الوزير وباختصار. قريباً ستزورون موسكو مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. ماهي أبرز المواضيع التي ستتناولونها مع المسؤولين الروس؟

-العلاقات اليمنية – الروسية قديمة. ومواقف روسيا من اليمن نعتز بها سواء في السابق أو الآن خلال الأزمة السياسية التي رأينا أن روسيا كان لها دور من خلال وزير خارجيتها، ومن خلال مندوبها الدائم في الأمم المتحدة، ومن خلال سفيرها في صنعاء. انهم استطاعوا حقيقة بأن يلتزموا جميعاً بما نسميه وحدة مجموعة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بالنسبة للأزمة اليمنية. ولذلك تمكنا تجنب الخلاف الذي كانت آثاره مدمرة في سورية للأسف الشديد. نحن نريد ذلك بأن يستمر، وهذه رسالة لاشك أريد أن أوصلها إلى الرئيس بوتين. الجانب الآخر وهو ما كنا دائماً ندعو إليه، نريد شراكة اقتصادية حقيقية بين اليمن وروسيا. لأن عدن واليمن بثرواتها وموقعها الجغرافي المهم يمكن أن تكون منطقة هامة للاستثمارات الروسية. الجانب الثالث والذي هو جانب تاريخي وقوي وهو التعاون العسكري بيننا وبين روسيا. RSS جغرافيا اليمن