الحوثيون يجبرون رجال القبائل جنوب اليمن على توقيع وثيقه ترغمهم على قتال أقاربهم والبراءة منهم وتُشرعن لتصفية معارضي المسيرة القوات المسلحة تعلن جاهزيتها لخوض معركة التحرير من مليشيا الحوثي الاستراتيجية الأميركية التي ينبغي أن تتخذها إدارة ترامب المقبلة تجاه ملف اليمن؟ أميركا تتسلم مواطنها الذي كان معتقلاً في سجون الأسد بسوريا عاجل : قائد العمليات العسكرية أحمد الشرع : دخلنا مدننا وليس طهران وما حصل في سوريا هو انتصار على المشروع الإيراني بعد احتلالها أراضي سورية...تركيا تحذر إسرائيل ... إدارة العمليات العسكرية تفرض هيمنتها وسيطرتها على كل الأراضي السورية ماعدا هذه المساحات برئاسة اليمن.. قرار لمجلس الجامعة العربية يخص فلسطين صقيع وضباب على هذه المناطق في اليمن خلال الساعات القادمة هكذا خدع بشار الأسد جميع المقربين منه ثم هرب.. تفاصيل اللحظات الأخيرة للمخلوع في دمشق
من الطريف أن تقام بطولة للملاكمة والركل في اليمن لأول مرة وليومٍ واحد ! لكنّ الأكثر طرافةً أن يتم ذلك تحت شعار "دعما لمؤتمر الحوار الوطني"! ولا أعرف علاقة للحوار بالملاكمة, أو علاقة للكلام بالرفس ! وأخشى أن يتم تنظيم بطولة للرماية والقنص, أو المبارزة خلال أيام دعماً للحوار كذلك !
لا بدّ أن الملاكمين المشاركين المغمورين الذين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد قد غادروا اليمن وهم في غاية السعادة والدهشة إلى درجة الذهول ! فقد استقبلهم رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء وكبار رجال الدولة رغم مشاغلهم الكبرى ! وتم إلقاء الكلمات المتبادلة !.. كما صدر بيان من مجلس الوزراء يشيد بالبطولة ومنظميها.. وبالطبع فإن مناسبة مثل هذه لا يمكن أن تفوت اللواء على محسن مستشار الرئيس الذي استقبل الملاكمين وأحسن وفادتهم !.. وحتى جمال بن عمر الذي أصابته العدوى.. أشاد بالبطولة ورسالتها للعالم ! رغم أن العالم لا يعرف اسماً ولا رسماً لملاكمٍ واحد من هؤلاء الملاكمين باستثناء ضيف الشرف المتقاعد الضخم.. نسيم ! والذي لا علاقة له ب"الكيك بوكسينج" ! أي الملاكمة بالأيدي والركل بالأرجل والعضّ بالأسنان إذا شئت ! وهذا النمط من القتال-هكذا يسمّونه في العالم- أقرب إلى خناقة سائقي الشاحنات أو عصابات الشوارع ! كما أن محترفي وهواة هذا النوع الدموي من القتال أصبحوا بالملايين وفي كل مكان ! لذلك من السهل أن تنظم مسابقة للركل والرفس كل يوم.. ومن الصعب أن تنظم بطولة لقواعد الحوار والاحترام , وحُب الأوطان ولو ليومٍ واحد !
وفي كل الأحوال,, لا ضير من تنظيم بطولة كهذه دون أن يكون ذلك تحت شعار"دعماً لمؤتمر الحوار" , فذلك يبعث على الحيرة حقا ! إن لم يكن بالفعل العجيبة الثامنة في بلد العجائب !
وفي الواقع أن الاهتمام بالشكل لا المضمون, والهامش لا المتن أصبح مدرسةً يمنية بامتياز منذ ثلاثين عاماً على الأقل ! والهدف تمييع القضايا, وإهدار الوقت, وتزييف الوعي, وإحراق المراحل !.. والمحصلة ما تعيشه البلاد الآن للأسف ! بلادٌ تعيش على لحمها الحي ! مكشوفة الأعصاب, مثخنة بتحطّم الآمال !.. إنه الحصاد المُرّ لفلسفة الهامش لا المتن.. الشكل لا المضمون.. العابر لا الدائم !.. الزائف لا الحقيقي ! مثلاً.. أن تقام قبّة بالونيّة دائمة في ميدان السبعين, ونُصُبٌ –بضم الصاد وتسكينه إذا أردت !- تذكاري للشهداء والضحايا دون أن يتم تحقيقٌ جادٌّ ومُعلن, وعقاب للجناة !.. فهذا تغليب فجّ للشكل على المضمون !.. أو أن تصرّ على تنظيم بطولة خليجي عشرين كي تخسر كل مبارياتها ! بل وتندلع بعدها ثورةٌ تطيح بكَ في الشهر التالي للبطولة !.. وكان ظنك أن الإصرار على تنظيم البطولة هو مفتاح الدخول إلى مجلس التعاون الخليجي ! وأن فوزك بمباراةِ كرة قدم كفيلٌ بأن يفتح لك أبواب الجنة ! وهذا جهل بالإدارة قبل السياسة !.. فالعالَم لن يحترمك إلا باحترامك لنفسك ولمقدّرات وطنك وشعبك !.. ولعلّ أبلغ دليل على ذلك أن مجلس التعاون الخليجي وفورَ اندلاع ثورات الربيع العربي مدّ يده للأردن والمغرب طالباً انضمامهما لمجلس التعاون الخليجي ! وبدبلوماسية شديدة التهذيب اعتذرت المغرب ! ورحّبت الأردن بذكاء متربّص !.. بينما الأخ القريب مصدومٌ فاغرٌ فاهُ دهشةً واستغراباً ! ولم يفطن إلى أن لعبته المفضّلة لعبة الهامش لا المتن, والشكل لا المضمون كانت سبب الكارثة ! بعد أن غابت الرؤية.. وقبلها غاب الفهم !
خلال سنوات طويلة كان الإعداد للاحتفالات والأوبريتات يملأ معظم أيام السنة.. وعلى نفس المنوال تم اصطناع أحزاب غير حقيقية , واختلاق سياسيين بالأجر اليومي.. وأمناء أحزاب بالعشرات , وجرائد معارضة بالمئات تموّلها الدولة ضد الحكومة !.. وكله من أموال الشعب.. مجرّد ديكور ! لزوم الشغل السياسي الفارغ والممل ! حتى فاض الكأس.. وفار التنّور أيضا !
الآن نشهد عودةً لهذه المدرسة, مدرسة الخواء والصخب في نفس الوقت ! تغطية ًلأخطر ما يمرّ به البلد ! لقد آن لهذه المدرسة الخائبة الفارغة أن تقفل أبوابها, ولهذا المسلسل الممل البليد أن يتوقّف !.. فالوطن مُنهكٌ والمواطن يترنـّح.. ونحن بحاجةٍ لعلاجٍ ناجعٍ لجراح الوطن, لا تخديراً كاذباً لأوجاعه.. نريد بلسماً نقياً لآلام المواطن لا سُمّاً في أكواب الذهب ! حتى لو كان هذا الذهب موشّى بدَمْغة مجلس الأمن !.. لا نريد جراحةً شوهاء قد تصيب الجسد بالشلل.. أو حمقاء قد تؤدي إلى بتر أحد أعضائه.. أو تودي بحياته !.. حذار يا أطبّاء الوهم.. حذارِ يا دهاقنة الصُـدَفْ !