إيران تطالب الحكومة السورية الجديدة بتسديد 30 مليار دولار ديون لإيران قدمتها لبشار مؤسسة وطن توزع الملابس الشتوية لمرابطي الجيش والأمن في مأرب هكذا تغلغلت إيران في سوريا ثقافيا واجتماعيا.. تركة تنتظر التصفية إيران تترنح بعد خسارة سوريا ... قراءة نيويورك تايمز للمشهد السياسي والعسكري لطهران إحباط تهريب شحنة أسلحة هائلة وقوات دفاع شبوة تتكتم عن الجهة المصدرة و المستفيدة من تلك الشحنة الحوثيون يجبرون رجال القبائل جنوب اليمن على توقيع وثيقه ترغمهم على قتال أقاربهم والبراءة منهم وتُشرعن لتصفية معارضي المسيرة القوات المسلحة تعلن جاهزيتها لخوض معركة التحرير من مليشيا الحوثي الاستراتيجية الأميركية التي ينبغي أن تتخذها إدارة ترامب المقبلة تجاه ملف اليمن؟ أميركا تتسلم مواطنها الذي كان معتقلاً في سجون الأسد بسوريا عاجل : قائد العمليات العسكرية أحمد الشرع : دخلنا مدننا وليس طهران وما حصل في سوريا هو انتصار على المشروع الإيراني
أوردت في الحلقة السابقة حديث شيخنا العلامة محمد بن اسماعيل العمراني ـ رحمة الله تغشاه ـ عن جهوده في تدريس مؤلفات الشوكاني حيث أكد أنه أول من درس مؤلفات الشوكاني في المساجد وأن بعضهم كان يدرس للشوكاني نيل الأوطار لكنه قام بتدريس كتاب " السيل الجرار " وكتاب " ووبل الغمام " ولهجة الشوكاني في الكتابين كلهجة ابن حزم في الشدة على المخالفين. كما نصح شيخنا العمراني طلبة العلم بقراءة كتاب " أدب الطلب " للشوكاني ،
كما تحدث شيخنا عن اجتهاد الشوكاني ووصفه بأنه من أعظم العلماء المتأخرين استقلالاً وحرية فكرية ، وتحقيقاً وتدقيقاً وحفظاً لأسانيد الحديث ومتونه ورجاله ، مع حسن تعبير وملكة راسخة في جميع علوم الاجتهاد حيث كان في اتجاهه ومذهبه عالماً مجتهداً يؤيد الزيدية الهادوية في بعض آرائها وينتقدها في أخرى ، كما يتفق مع الحنابلة والوهابية ويختلف معهم في بعض آرائهم وضرب شيخنا الأمثلة على ذلك . كما أوردنا بعض استدراكات شيخنا العمراني على شيخ الإسلام الشوكاني وفي هذه الحلقة نورد حديث شيخنا العلامة العمراني عن الفتاوى على مذهب العلامة الشوكاني وكيف يفتي على مذهبه ويخالفه أحيانا ، كما يتحدث شيخنا العمراني بتوسع عن قصة إخراج جثمان الشوكاني من قبره وما السبب الذي دفع العلماء لذلك ، وكيف تحولت قصة إخراج جثمان الشوكاني إلى دعاية للدولة ، كما يتحدث عن قصة الفرقة الشوكانية التي ظهرت بالهند ومحاولة الاغتيال التي تعرض لها الشوكاني كما يروي قصة طريفة توضح مدى عظمة شيخ الإسلام العلامة محمد بن علي الشوكاني وتسامحه مع من خالفه رحمة الله تغشاهم جميعاً .
•الفتاوى على مذهب الشوكاني وقد سُئل القاضي العمراني : ماهي الفتاوى التي اجتهدت فيها وخالفت فيها شيخك الشوكاني وغيره؟ أنا لا أخالفه بل إنني متشيع له وأفتي دائما على مذهبه ولكني في مسائل الزكاة ومسائل الحج أفتي بشيء من المخالفة معه لأن مذهب الشوكاني أنه لا زكاة إلا في البر والشعير والذرة والتمر والزبيب وأنا أقول إنه في كل شيء مما أنبتت الأرض ،
والشوكاني يقول إنه لا زكاة في التجارة وأنا أقول يوجد زكاة في التجارة ، والشوكاني يقول إنه لا زكاة على الصبي والمجنون لأنه مثل الصلاة ، وأنا أقول الزكاة واجبة للفقير في مال الغني سواء كان المالك صغيرا أو كبيرا أو عاقلا أو مجنونا ، كذلك يقول الشوكاني لا دماء ولا ورد ذكر الدماء في الحج وأنا أخالفه وأقول إنه يجب في بعض الأشياء أن يخرج فيها دم وهو رأي الجمهور.
(1) •إخراج جثمان الشوكاني من قبره ويضيف القاضي العمراني في المقابلة التي أجريتها معه : ( كنت ممن سعى في إخراج جثته من القبر بعد أن كانت القبور ستمحى ومن جملتها قبر الشوكاني ونقلناها إلى مقبرة أخرى وكان الناس يقولون: إننا وجدنا جثته كما هي وهذا ليس صحيحاً وجدنا هيكلاً عظمياً كالهيكل العظمي المرسوم بالصيدليات.
(2) . ويروي السفير عبد الرزاق العمراني نقلاً والده القاضي العمراني ـ رحمة الله تغشاه ـ قصة إخراج جثة شيخ الإسلام الشوكاني بتوسع فيقول : ( في عهد الرئيس السلال أي بعد ثورة 26 سبتمبر 1962م بحوالي خمس سنين ، الموافق 1387هجري أي بعد 137 سنة من وفاة شيخ الإسلام الشوكاني رحمة الله تغشاه قامت الدولة بنبش بعض قبور مقبرة خزيمة بغرض بناء نادي ضباط القوات المسلحة ، وكان من بين القبور التي سيتم إزالتها قبر شيخ الإسلام الشوكاني ، فتألم الوالد لذلك وأثر فيه كثيرا ،
فاتفق مع بعض أصدقائه وهم القاضي أحمد مداعس والقاضي محمد حُميد والقاضي مسعود العشملي وكان ذلك في أيام إجازة عيد الأضحى المبارك فذهبوا وأحضروا عمالاً ليحفروا القبر وإخراج جثمان الشوكاني ، وكانوا يفكرون في مكان آمن ليواروا جثمانه فمقبرة خزيمة كانت آنذاك مكانا مباحاً للبناء سواء الحكومي أو الاعتداء عليها من قبل بعض الأهالي ، فتم وضع الجثمان مؤقتا في بيت القاضي حُميد فاهتدوا إلى أن يتم دفنه في المقبرة الصغيرة الواقعة في جانب من قبة صغيرة في مسجد الفليحي ، فطلبوا من سادن المسجد ( أحمد عباس ) فتردد وطلب منهم موافقة وزير الأوقاف وكان حينها أحمد قاسم العنسي فذهب الوالد والقاضي أحمد مداعس إلى الوزير وشرحوا له الأمر ، وبأن قبور العلماء تستحل لكن أن يستحل قبر شيخ الإسلام الشوكاني العالم الذي وصلت شهرته إلى خارج اليمن فهناك اتباع كثر لمذهبه في الهند وغيرها وهناك فرقة في الهند من المسلمين تسمى " الشوكانية " لاتباعهم اجتهادات العلامة الشوكاني وحبهم له ، فهذا عيب في حق اليمن وعلمائها ، فوافق الوزير وقال : ـ ينبغي أن يتم دفنه ونقل جثمانه رسمياً فهو شخصية علمية وسياسية كبيرة وسنطلب حضور مندوبين عن الرئاسة ورئاسة الوزراء ووزيري العدل والأوقاف وتم الاتفاق على أن تتم مراسيم الدفن بعد ظهر اليوم التالي ، إلا أنهم استعجلوا وقاموا بالدفن صباحاً دون إبلاغ الوالد فقد كان وقت الدفن والوالد في وظيفته ، وتحولت مراسم نقل الجثمان إلى دعاية للدولة .!
(3) • الشوكاني يتعرض لمحاولة اغتيال ويروي القاضي العمراني رحمة الله تغشاه عن تعرض شيخ الإسلام محمد بن علي الشوكاني لمحاولة اغتيال خطط لها أحد الوزراء في ذلك الوقت حين أرسل مجرمين مأجورين لاعتراض شيخ الإسلام أثناء رجوعه من المسجد بعد صلاة العشاء لكن الله لطف به وأنزل عليهما البلاء والخوف فرجعا عن تنفيذ جريمتهما وفرا .ثم اعترفا بعد ذلك بهذا التخطيط والتربص بشيخ الإسلام الشوكاني بقصد قتله .
• حتى لو أنت يهودي يا شوكاني ..!
كما يروي القاضي العمراني رحمة الله تغشاه قصة طريفة توضح مدى عظمة شيخ الإسلام العلامة محمد بن علي الشوكاني وتسامحه مع من خالفه ـ فيقول : ـ كان الشوكاني ـ رحمه الله ـ 1250هـ إماماً متحرراً في الفقه يتبع الدليل ، وكان مجتهداً ، وكان يدرس طلبة العلم في الجامع الكبير وغيره من مساجد صنعاء العامرة ، وكان هناك فقيه زيدي معتزلي جامد يجلس في ناحية من المسجد ، ويشاكس الشوكاني ويشوش عليه . وفي أحد الأيام جاء الشوكاني ـ رحمه الله ـ للدرس ، وبعد أن انتهى من التدريس تعجب من غياب الفقيه المذكور، فقيل له : ـ إنه مريض في بيته ، فقال الشوكاني : ـ لابد من زيارته ، فقام الشوكاني ـ رحمه الله ـ والطلبة معه لزيارة هذا الفقيه في بيته وكان فقير جداً .
فلما وصل الشوكاني وطلبته إلى حجرة هذا الفقيه تعجب جداً ، لأنه لم يتوقع أن يزوره الشوكاني بسبب ما بينهما من خلاف وبسبب مشاكسة هذا الفقيه ، وقبل أن يخرج الشوكاني وضع في يد الفقيه فلوساً ، وقال: ـ هولطائف ) إعداد السفير عبد الرزاق العمراني صـ ذه لك أنفقها في مصلحتك .
فتأثر الفقيه تأثراً كبيراً حتى دمعت عيناه، وقال: ـ اسمع يا شوكاني ، والله لو أنت حتى يهودي لأدخلك الله الجنة .!
ملاحظة : ما ورد مقتطف من كتابي القادم : " شيخ الإسلام الشوكاني كما يراه العلامة العمراني " والذي سيصدر قريبا بإذن الله