قمة المنامة: رئيس الأركان يؤكد على أهمية الملف اليمني في الأمن الإقليمي مقاومة صنعاء تقيم العرس الجماعي الثاني لـِ 340 عريسا وعروسا بمأرب رئيس المخابرات التركية يصل دمشق في مهمه خاصة جدا .. تفاصيل حزب البعث السوري يعلن موته الصامت حتى إشعار آخر ويقرر تسليم كافة آلياته ومركباته وأسلحته مؤتمر مأرب الجامع: متمسكون بتحرير بلادنا سلما او حربا ولا يمكن القبول بأي مفاوضات لا تكون تحت المرجعيات الثلاث تحرك أمريكي لخنق الحوثيين عبر آلية التفتيش الدولية في مكافحة تهريب الأسلحة تعرف على اشهر الاشاعات التي غزت سوريا عبر منصات التواصل الاجتماعي بعد سقوط الأسد الكشف عن قيمة الأصول السورية المجمدة في سويسرا الحوثيون يدفعون بالأطباء في صنعاء إلى تدريبات عسكرية وتهدد المتخلفين بالخصم الحوثيون يجبرون المشايخ والوجهاء جنوب اليمن على توقيع وثيقة تقودهم للجبهات وترغمهم على التحشيد المالي والعسكري
لعل أفضل قرار اتخذه الرئيس صالح من تلقاء نفسه منذ بدء الثورة المناهضة لحكمه مطلع العام المنصرم، أمره الأسبوع الماضي بإنزال صوره من المؤسسات الحكومية و الشوارع. لا جدوى من التكهن في ما قصده الرئيس صالح من وراء هذا القرار. المهم هنا أن تترافق عملية إنزال هذه الصور مع التخلص من ظاهرة تعظيم الزعماء و تبجيلهم و جعلهم رموزا و إسباغ الصفات الوطنية الاستثنائية عليهم، و من ثقافة النفاق البغيضة الكامنة وراءها.
هذا يتطلب إعادة صياغة المفاهيم المصاحبة لمنصب الرئيس في وعينا الجمعي لتخرج منه مفاهيم الأبوة و الفخامة و الجلالة و التسلط المطلق و ولاية الأمر و النعمة مما كان تاريخيا يسبغ على الفراعنة و الملوك و الأمراء و لكنها في العقود الماضية استهوت الرؤساء أيضا.
عندما تزال كل هذا الشوائب، يصبح منصب الرئيس على حقيقته كأعلى وظيفة تنفيذية في الحكومة دون أن يحتاج شاغرها لمسميات باهته و غير ذات معنى من قبيل كونه رمزا أو قامة وطنية شامخة أو صاحب فخامة أو صاحب سمو أو ما سواها من ألقاب جرت عادة الرؤساء أن يطلقوها على أنفسهم أو يطلقها عليهم حملة المباخر من حولهم.
و بذهاب هذه الألقاب لا يبقى هناك داع لرفع صور الرئيس في كل مكان! إذ ما المعني المتوخى من ذلك؟
أهي موجودة لتوحي للناس أن انتبهوا فهذا أبوكم أو أخوكم الأكبر يراقبكم و يحصي أنفاسكم؟ أليس في هذا معرة لكل مواطن و خزي في وجه أي نظام يدعى الديمقراطية و يتباهى بالحرية؟
أم هي لتذكير الناس في الشوارع بمن يكون رئيسهم و ولي نعمتهم كيلا ينسوا اسمه؟
و ماذا لو نسوه و لم يعرف بعض اليمنيين أو حتى أغلبهم حين يسألون عن رئيسهم من هو؟ أفي ذلك شئ؟ أعتقد أن حدوث ذلك مؤشر جيد بأن الناس قد وجدوا فيما ينفعهم من أمور معيشتهم ما يشغلهم عن السياسة و أصحابها؛ و هذا -برأيي - شي جيد يستحق النظام و رئيسه حينها الشكر عليه.
لا بأس من أن تعلق صور الرئيس أثناء الانتخابات أو حيث يجتمع الوزراء و في مكاتبهم لأنهم ينفذون برنامجه الانتخابي و هو من اختارهم و المشرف عليهم. أما أن تمتلئ المكاتب الحكومية و غير الحكومية و المحاكم و البنوك و الشوارع و المقاهي و المدارس و الجامعات و ورق العملات بهذه الصور فلا معنى لذلك الا الدكتاتورية المقيتة و إرسال الرسالة السيئة للناس بأنه هو المعطي و هو المانع و هو الضار و هو النافع و هو ولي الأمر كله.
ولا عجب إذن بعد عقود من هذه الممارسات أن يوجد أناس لا يعرفون حق أنفسهم و يعتقدون أن الرئيس هو من علمهم و من وظفهم و من أنعم عليهم بالأمن و الاستقرار، و من ثم وجب عليهم شكره و الامتنان لمعروفه و الولاء له.
و بالعودة إلى مبتدأ هذه المقالة، فان إزالة صور الرئيس صالح من المكاتب الحكومية و الشوارع لا ينبغي أن تترافق مع إحلال صور الرئيس الجديد عبد ربه هادي منصور محلها ليس فقط من أن أجل الحفاظ على المال العام من التبذير، و أنما حتي لا تكون محصلة عملنا هذا استبدال صنم مكان صنم أخر.
ترى هل تعلمنا من أحداث العام المنصرم و تضحياته التي لا ننفك نتحدث عن وفائنا لها درسا بسيطا كهذا أم أن \"حليمة ما زالت على عادتها القديمة\"؟