آخر الاخبار

إيران تطالب الحكومة السورية الجديدة بتسديد 30 مليار دولار ديون لإيران قدمتها لبشار مؤسسة وطن توزع الملابس الشتوية لمرابطي الجيش والأمن في مأرب هكذا تغلغلت إيران في سوريا ثقافيا واجتماعيا.. تركة تنتظر التصفية إيران تترنح بعد خسارة سوريا ... قراءة نيويورك تايمز للمشهد السياسي والعسكري لطهران إحباط تهريب شحنة أسلحة هائلة وقوات دفاع شبوة تتكتم عن الجهة المصدرة و المستفيدة من تلك الشحنة الحوثيون يجبرون رجال القبائل جنوب اليمن على توقيع وثيقه ترغمهم على قتال أقاربهم والبراءة منهم وتُشرعن لتصفية معارضي المسيرة القوات المسلحة تعلن جاهزيتها لخوض معركة التحرير من مليشيا الحوثي الاستراتيجية الأميركية التي ينبغي أن تتخذها إدارة ترامب المقبلة تجاه ملف اليمن؟ أميركا تتسلم مواطنها الذي كان معتقلاً في سجون الأسد بسوريا عاجل : قائد العمليات العسكرية أحمد الشرع : دخلنا مدننا وليس طهران وما حصل في سوريا هو انتصار على المشروع الإيراني

شمشوننا ودليلتهم
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: سنتين و 11 شهراً و 3 أيام
الثلاثاء 11 يناير-كانون الثاني 2022 06:02 م

 
( عليّ وعلى أعدائي ) ، مَثَلٌ ارتبطَ في الموروثِ الشعبي بشخصية شمشون خارق القوة ، ويكمن سرُ قوته في شعره الطويلِ ، قوةٌ تشكلُ تهديدا لأصحاب النفوذ والسطوةِ في مخطط توسعهم الشاملِ . فتوجه المتنفذون نحو الحلقة الأضعفِ التي ترتبطُ بصاحب القوةِ ، لمعرفةِ كيفيةِ القضاء عليه . فوجدوا غايتَهم في خليلتِه القابلةِ للتطويع لهم ، فدفعوا لها مالا وفيرا كي تحتالَ عليه ليعترفَ لها بسرِ قوتِه . وبعد توفر المعلومات ، انتقلوا بها إلى مرحلة التنفيذِ ، قصِ شعرِه أثناءَ نومِه ، وتمت المهمةُ بكلِ سلاسةٍ ودقةٍ . وفي حضور جمعٍ من الجماهير تم ربطُه بعمودين في معبدِهم ، وبينما هم يحتفلون بنجاحهم ، استجمع شمشونُ قوتَه فهدمَ عليهم المعبدَ صائحًا ( عَلَيَّ وعلى أعدائي ) . في هذا المشهد نجدُ ثلاثةَ عناصرَ . الأولُ يتمثلُ في أصحاب النفوذ ، الذين يتحكمون في مجرياتِ الأمور وحيواتِ البشرِ . والثاني يتمثلُ في القوةِ المعارضةِ لهم ، والتي تشكلُ خطرا على وجودهم وعائقا أمام مخططاتِهم . والثالثُ يتمثلُ في الخيانة والعمالةِ ، ممن يدَّعون الولاءَ والنصرةَ لطرفٍ ، وواقعُهم ملطخٌ بالتبعيةِ لجهةٍ أخرى . اليومَ تلك العناصرُ تقبعُ في جذورِ وطني ، سياسيا وعسكريا واقتصاديا واجتماعيا ، ولا يخلو مكونٌ منها . ويقفُ شمشونُنا ( اليمنُ ) في مواجهتهم . وطنٌ قويٌ بموقعه الاستراتيجي ، قويٌ بخيرات أرضِه وبحارِه ، قويٌ بآصالته وتاريخِه ، قويٌ ببأسِ رجاله وحميةِ أهلِه ، قويٌ بعزة إسلامِه وسموِ عروبته ، قويٌ بما عَلِموه عنه ، وبما يَعْلَمونه فيه . وبحيازته لكل تلك القوةِ كان لابد لقوى التسلطِ والنفوذِ وتكتلاتِ الحقد والشذوذِ أن تفتتَ هذه القوةَ ، كي تتمكنَ من السيطرةِ على مربعاتِ اللعبةِ والتحكمِ في أدوات اللعبِ ، نحو تنفيذِ مخططاتِها التوسعيةِ والاستعماريةِ ، وتحقيقِ أحلامها الفكريةِ والعقائديةِ . ومن أجلِ قصِ جذورِ أصالتِه وعزته ، سياسيا وعسكريا ووطنيا ، غرست قوى النفوذِ الخارجيةِ فيه -من بني أهله- كَمَّاً من صنفِ دليلة ، من القادة والزعماء والرموز والاسماء . ولكن إنَّه اليمنُ ، يا قوى الشر ومجاميع الظلام . يغفو قليلا ولا يستسلم مطلقا . إنَّه يمنُ ذي قار ، تناسى رجالُه حروبَهم وثاراتهم فهبوا جسدا وروحا متكاملا ليذودوا عن الحمى والسيادة . إنَّه يمنُ الأنصارِ وأبطالِ الكتيبة اليمانيةِ في الفتوحات والملاحمِ الإسلاميةِ . يمنٌ لا تنفصل عرى أهلِه مهما أحاطت به أسلاكُ السياسةِ الشائكة ، ولا تنقسم نواةُ قوتِه مهما تفجرت في عروقه مسمياتٌ حدوديةٌ زائفةٌ . يمنٌ واحدٌ في وحدة أو انفصال ، يمنٌ موحدٌ براية واحدة أو عدة رايات . يمنُ الزبيري الهاربِ من بطش الإمامة الشماليةِ ، فتحتضنه عدنُ الجنوبيةُ بشوقٍ ووفاء ، يمنُ ثوارِ الجنوب المتوارين عن أنظار الاستعمار ، فتتلقفهم تعز الشمالية بحب وولاء . يمنُ أبناءِ الجنوب يتوافدون من كل جهةٍ لفك حصار السبعين عن صنعاء . يمنُ أهل الشمالِ يستشهدون في معارك الجلاء . يمنُ عمالقة الجنوب يسارعون لتحرير الحديدة الشمالية ، يمنُ مغاوير الشمال يذودون عن بيحانَ الجنوبيةِ . يمنٌ تناسى كلَ المسميات والراياتِ في مباراة كرةِ قدمٍ ، ليلهجَ لسانُه ( نفديك يايمن ) ، ويعمرَ قلبَه انتماءٌ واحدٌ ، يرفعُ في عدنَ رايةَ اليمنِ وفي صنعاءَ هويةَ اليمن . فهل تظنُ قوى النفوذ الخارجية ، وطوابيرُ دليلةٍ الداخلية بعد ذلك أنَّهم قادرون على اخضاع شمشونِنا لهم . هيهات هيهات ! ، ربما تمزقون شيئا من وردِه ووريقاته ، ولكنَّكم لن تقتلعوا جذورَ هويته ، ربما تهزون بعضاً من أغصانه وتنالوا قليلا من فاكهته ، ولكنَّكم لن تزحزحوا جذعَ سموه ، ستظلُ أطرافُه متماسكةً وجذورُه راسخةً وجوارحُة مترابطةً ، تخطُ بعظمةٍ عهدَ الولاءِ لليمن ، وتُشَيِدُ بعزةٍ مهدَ الانتماءِ للوطن . ومهما ربطتم أياديَه بسلاسلِ الحاجةِ والفرقةِ ، وقيدتم إرادتَه بأقفالِ العمالةِ والزندقةِ ، سيتحررُ شمشونُنا ويهدمُ معابدَ مخططاتِكم على رؤسكم ، ويدكُ بناياتِ مكرِكم على جَمعِكم ، هاتفا ( على أعدائي ومن خانني ) . أنا اليمن سيظل رأسي حرا عاليا وترابي محررا عاتيا . أيُّها الخونةُ البؤساءُ ، نقشتُ في جبالي علاماتِكم وغرستُ في طيني اسماءَكم . فلتحذروا ساعةَ نهضتي أيُّها العملاءُ الأشقياءُ .