آخر الاخبار

الدكتوراة للباحث إبراهيم اليمني من كلية الحقوق جامعة بني سويف مع مرتبة الشرف على غرار اقتحامات واتهامات نظام الأسد.. مليشيات الحوثيين تقتحم عمارة سكنية بمحافظة إب بقوة الحديد والنار وتروع سكانها اللواء سلطان العرادة يدعو الحكومة البريطانية الى تفعيل دورها الاستراتيجي في الملف اليمني وحشد المجتمع الدولي للتصدي للدور التخريبي لإيراني .. تفاصيل الاتحاد الدولي للصحفيين يناقش مع صحفيين يمنيين وسبُل محاسبة المتورطين في الانتهاكات التي تطالهم عاجل العميل الإيراني رقم إثنين .. الهدف القادم الذي ينوي الغرب والعرب استهدافه واقتلاعه.. ثلاث خيارات عسكرية ضاربة تنتظرهم ما يجهله اليمنيون والعرب ..لماذا لا يجب ترك شاحن الهاتف موصولاً بالمقبس الكهربائي بشكل دائم؟ من هو الأفضل في 2024 بحسب الأرقام؟ كريستيانو رونالدو أم ليونيل ميسي.. عاجل تحسن هائل في سعر الليرة السورية مقابل الدولار .. اسعار الصرف شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا

يستاهل البرد من ضيع دفاه
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 4 سنوات و 3 أسابيع و يوم واحد
الأحد 22 نوفمبر-تشرين الثاني 2020 06:35 م
 

كانَ الديكُ يؤذنُ فجرَ كلِ يومٍ ، داعيا للحق ، مرشدا للخيرِ ، ومنبها الغافلين . فأزعجت مهمتُه العصاةَ الطغاةَ ، العالةَ التنابلةَ . فجندوا صاحبَه ، لحرف مهمة الديكِ الساميةِ وتعطيلِ واجبه المقدسِ . فجاءَه صاحبُه ناصحا : أيها الديكُ لا تؤَذِن ، وإلا سَيُنَتِفون ريشَك . فرد عليه الديكُ " وما ضرهم من أذاني ، فهو خيرٌ وسعادةٌ " . فرد عليه صاحبُه محذرا " إنَّه ضررٌ على هندسةِ العالم الجديدِ ، وخطرٌ على بناء النظامِ الحديثِ ، فلتنفذ الأمرَ ، أو ليُحَطِمَنَّ درعَك ، ويسلخوا هيكلَك " . فخافَ الديكُ ، وحلل في نفسه المسألة ، مؤكدا أنَّ السياسةَ الشرعيةَ تجيزُ التنازلَ حفاظا على النفسِ والكيان ، وهو مسؤولٌ عن رعيةٍ وبنيان . ومرت الأشهرُ والديكُ ممتنعٌ عن الأذان . ولكنَّ الأمرَ لم يقفْ عند ذلك الحدِ ، فالطغاةُ لهم مخططٌ استراتيجي شاملٌ ، وهو أبعدُ وأوسعُ من ذلك الصمتِ الخفيفِ . وبعد عامٍ جاءَ صاحبُ الديكِ بأمرٍ جديد : " أيها الديكُ إن لم تكأكأ كالدجاجةِ حرموك من الطعامِ وقيدوا حريتَك . فرد الديكُ " ألم يَكفهم أنِّني تنازلتُ لهم عن مهمتي الأساسِ ؟ ، فلماذا يريدون تغييرَ صوتي الصادحِ إلى هرج قادحٍ ؟! " . فرد عليه صاحبُه غاضبا " نفذ الأمرَ ولا تماطل ولا تجادل " . فقال الديكُ لمَن حولَه " هنا فقهُ الموازناتِ مطلوبٌ ومعتبرٌ ، فلا بأس أن أتنازلَ عن منهجِ صوتي ومرجعيةِ أصلي ورسالةِ تأسيسي ، ولا تضرني الكأكأةُ شيئا ، فأنا ديكٌ رغم ذلك ، كما أنني مكرهٌ على ذلك ، وقلبي مطمئنٌ بالإيمان " . فتحول تغريدُ الحقِ إلى كأكاةٍ هزيلةٍ تَصُمُ الآذانَ . وتمر الأيامُ والديكُ الذي كان ينبهنا للطاعةِ ، ويشحذُ همتَنا لاتباع الحق قد أصبحَ دجاجةً . فهل توقف شأنُ العصاةِ معه . هيهات !! فجعبتُهم مازالت مليئةً بسهام المكرِ لدعاةِ الحقِ والهدى ، حتى ينحنيَ ويصبحَ تابعا لهم منقادا ، لا هيبةً له ولا قدسية ولا رشادا . وبعد أعوام جاءه صاحبُه المجندُ : أيها الديكُ الآن إما أن تبيضَ لنا بما نريده أو سنذبحك غدا ونقطع نسلَك ، فصاح الديكُ ولكني لم أخلق لأبيضَ لكم ، فهذه خيانةٌ ، ولا لأكأكئ من أجلكم بصوتِ المهانةِ . واستمات الديكُ محاولا الصمود والثبات على موقفِه ، مستجديا صاحبَه ، مبينا له أنَّ اللهَ اصطفاه لدور عظيمٍ واختاره لعملٍ كريم ، وأنَّه لم يقصرْ معهم حفاظا على الروحِ ، ومنعا للفتنةِ ، وجبرا للتشقق والكسر . ولكنِّ آوانَ الثباتِ كان قد فات . وبين له مالِكُه المتحكمُ في أمره وشأنِه الحقيقةَ المرةَ " أنت اليوم مملوكٌ لنا وخادمٌ لأهدافنا ، رضيتَ لنفسك الانبطاح فلا تُكثرَ النواح . وبدأ الديكُ ينطوي على القش ، معللا النفسَ أنَّ ذلك جائزٌ ومباحٌ ، فالنفس أولى بالحفظ من الاستباح .. وبدأ يبيضُ لهم . وفي لحظاتِ تجلي الحقيقة ، يذرفُ الدمعَ مدرارا " ليتني مت مؤذنا " . 

ومع توالي بيضاته ، أطلق الطغاةُ رصاصةً على رأس صاحبه ، لقد أدى مهمتَه وأخلص دورَه ولم تعد لهم به حاجة . وذهبوا يبحثون عن ديوك مؤذنةٍ أخرى ، ليجعلوا منهم دجاجا تكاكئ وتبيض لهم . وذلك هو عينُ ما يحتاجه النظامُ العالميُ الجديدُ منهم .