من أقاصي شرق اليمن بمحافظة المهرة.. حيث الانسان ينهي معاناة أكثر من 10 آلاف نسمة ويخفف عليهم خسائر الوقت والمال
الشرعية تلوح مجددا بخيار الحرب وتتحدث عن الضرر الذي جاء من البحر الأحمر
رئيس الوزراء يتوعد بالتصدي للفساد ومحاربة الإختلالات ومواجهة المشروع الكهنوتي ورئاسة الجمهورية تؤكد دعمها له
الكشف عن الدور الأمريكي حول ابرام أكراد سوريا اتفاق مع الحكومة السورية
ما هي الأسباب التي دفعت قسد والقيادة السورية لتوحيد الرؤى في إطار اتفاق تاريخي؟
عيدروس الزبيدي يدعو لاعتماد شبوة منطقة عسكرية مستقلة لا تخضع للوصاية ويتحدث عن إنشاء شركة ''بتروشبوة'' النفطية
توجيهات عاجلة برفع الجاهزية بعد أحداث الخشعة بوادي حضرموت ومقتل أحد الجنود
بن مبارك: ''ننسق مع المجلس الرئاسي وملتزمون بمحاربة الفساد مهما كانت التحديات و التكلفة''
مجلس السلم الإفريقي يؤكد الرفض الدولي لمؤامرة الدعم السريع في السودان
الصحف العالمية: ''سوريا بقيادة الشرع وجهت ضربة قاسية لإسرائيل''
مارب برس – خاص
ادرك مثل غيري ان خطراً كبيراً يحيق باليمن، وأن الأوضاع وصلت الى مرحلة حرجة وصعبة وليس لدي شك في ان الاوضاع تمضي من سيئ الى أسوأ بسبب سياسات النظام الكارثية, لكن لم اشعر بلحظة من الخوف أو الرهبة الحقيقية كما شعرتها عندما جرت الدموع من عيون الحكيم اليماني محمد سالم باسندوه.
كانت دموع محمد سالم باسندوه وهو يتحسر على أوضاع هذا الوطن تهوي على نفسي كالصاعقة، وشعرت بكلماته المختلطة بالدموع وكأنها طعنات خنجر تنغرس في صدري وتخرج بشلال من الدم على اطرافها.وكيف لا تحركني هذه الدموع المشاعر وهي عنوان الضمير الحي والمسئولية الاخلاقية والتاريخية التي تتجلى في الاوقات العصيبة.
قال باسندوه " انا حزين على وطني الذي يسير الى الوراء بعد هذا العمر الطويل" ولم يتمالك نفسه الحساسة المرهفة، وهو القارئ للتاريخ والمحب للأدب ليدق ناقوس الخطر بأوضح صوره.ويعبر عنها بالدموع.
محمد سالم باسندوه رجل سياسة وقائد من قادة تحرير الجنوب من الاستعمار البريطاني، وليس من السهل له او عليه ان تتملكه العبرة على الاوضاع السياسية واحوال البلد مالم يكن الامر جد خطير والحالة يصعب تداركها، فهو كأي انسان لديه مشاعر ويمكن ان يشعر بالحزن أو الفرح او الأسى والغضب في حياته الاسرية والاجتماعية، لكن كرجل سياسة عانى وقاسى وقارع اقوى قوة احتلال في القرنين التاسع عشر والعشرين، وكرجل دولة تقلد ارفع المناصب وخدم وطنه وشعبه لسنوات طويلة في العديد من المواقع الدبلوماسية والوزارية يصعب ان تبلغ لحظات الحزن لديه حد الدموع مالم يكن شأن المصيبة مهول.
انه قهر الرجال، انها دموع العمالقة والحكماء عندما يجدون وطنهم الذي يحبون يمشي بإتجاه هاوية لا يلقي لها النظام بال.
محمد سالم باسندوة مستشار لرئيس الجمهورية ولكنه لا يستشار كما قال في احدى المقابلات الصحفية، يدرك بحكمته وعمق تجربته ان اليمن امام ازمة كبيرة وان رجل القرار فيها لا يكترث، بل والاسواء يبدوا انه لم يعد يستمع حتى لمستشاريه الناصحين، ولم يعد يعجبه سوى الاستماع لأصوات مستشاري السوء الذي يحيطون به في الدولة والمؤتمر.
في حياة الشعوب لحظات تلتقطها عدسات الكاميرا لتمثل رمزية للأوضاع التاريخية، فبعد نكسة حزيران 1967م التقط التلفاز صورة جمال عبدالناصر وهو يمسح دموعه عقب خطاب التنحي، وكانت صورة اسقاط تمثال صدام حسين رمز على دخول العراق مرحلة الاستعمار من جديد وغيرها من الصور الرمزية الكثير، ولعل مشهد الدموع في عيون باسندوه - وهو يتكلم في اللقاء التشاوري على طريق الحوار الوطني الذي دعت اليه احزاب اللقاء المشترك - سيكون تعبير يمكن ان تلقتطه عدسات التلفزون بعد سنوات لتقول ان دموع هذا الحكيم اليماني اشارة اخطأت السلطة اليمنية(حينها) في عدم فهمها.