آخر الاخبار

حماس تتوعد تل أبيب وتكشف عن ردة فعلها جراء أي تصعيد عسكري إسرائيلي وزارة الأوقاف والإرشاد تتوعد بعقوبات صارمة ضد أي منشأة تقصر في خدمة المعتمرين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب: سأزور السعودية قريباً الإدارة الأمريكية تتوعد الحوثيين ولندن تكشف عن خطة لمنع تهريب الأسلحة وحماية السواحل اليمنية ضمن شراكة دولية.. عاجل أبرز ما جاء في بيان الجمهورية اليمنية أمام جلسة مجلس الأمن الدولي أول تحرك اوربي جاد .. بريطانيا تدعو عبر مجلس الأمن يدعو لضمان حظر توريد الأسلحة إلى اليمن وتحديدا الأسلحة الإيرانية التنقل دون قيود زمنية.. الإعلان رسميًا عن فتح طريق الحوبان- تعز على مدار 24 ساعة خلال شهر رمضان 140 مقطورة غاز وصلت عدن وتعز قادمة من مأرب مع زيادة في حصة المحافظتين وزير الدفاع اليمني يشدد على ضرورة دعم القوات المسلحة ويؤكد جاهزيتها العالية لردع أي حماقة حوثية العليمي يبحث مع رئاسة مجلس النواب عدد من الملفات في مقدمتها دفع الرواتب وتداعيات تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية

اليتيمة.. تعز
بقلم/ زكريا الكمالي
نشر منذ: 13 سنة و 3 أشهر و يوم واحد
السبت 03 ديسمبر-كانون الأول 2011 05:25 م

ما هو الشعور الذي قد ينتاب أحد منا, وهو يقرأ على صفحته في الفيس بوك, تعازً, بوفاة والدته, التي لا يعرف أنها قد استشهدت بقذيفة دبابة, وهي في غرفتها ؟

بالتأكيد, سنظن الأمر مجرد مزحه, كما ظن حمزة الشميري , طالب السنة الأولى حاسوب, في الجامعة العثمانية بالهند, الذي لم يصدق أن والدته , راحت ضحية قصف همجي تتعرض له تعز منذ 4 أيام .

ترك «حمزة», وهو يتيم الأب, والدته مع أخ أصغر, في منزلهم الكائن في «وادي القاضي», ليسافر في طلب العلم, غير مدرك أن النظام قد بدأ بخدمة إيصال القذائف الى المنازل. ودعته أمه قبل أشهر وسيعود اليوم السبت الى اليمن لتوديعها بشكل نهائي.

في تعز, هناك مئات يتلقون أنباء صاعقة, تخترق قلوبهم, كما تخترق قذائف الدبابات غرف نومهم. وهناك الكثير ممن أصبحوا يتامى الأب والأم مثل حمزة . تعز يتيمة أيضاً.

***

«ما الذي يجري في تعز»؟ سؤال قد يواجهه أي شخص من أبنائها, عندما يُطلب منه , شرح ما يدور في مدينته بالضبط ؟

ما يدور في المدينة لا يحتاج لشرح , وليس بحاجة الى توضيح . كيف يشرح المفسرين كلمة «قتل مفتوح» ؟

في تعز , أناس يموتون كل يوم , بقذائف وشظايا, وأناس ينتظرون الموت .

في تعز , قيادات أمنية , تم تعيينها من أجل إذلال المدينة, عناصر إجرامية استسهلت قتل سكان مدينة مسالمة.

في تعز, جيل جديد, شعر بقهر متراكم , فأعلنها انتفاضة شعبية في وجه سفاحين لا يفقهون شيئاً بالمدنية, وبدأ ينفجر بشتى الطرق في وجه الظلم والاستبداد .

في تعز, يقُتل الشاب والطفل، المرأة المسنة والرضيعة.. يتم تدمير المنزل والمسجد..المستشفى والفندق ...

في تعز, محارق متكاملة، لهيب سلطوي يشوي الأرواح , على الطريقة النيرونية.

في تعز , محافظ يصمت طويلا , ويوجه في الليل بـ«وقف فوري» لإطلاق النار, منذ التاسعة مساء, وكأن القتل في أوقات صلاة الجمعة, مسموح , ويندرج ضمن الدوام الرسمي.

في تعز, كوارث إنسانية, تنتهك على مرأى من منظمات حقوقية, تكتفي فقط بإصدار بيانات..جرائم , لا تهز مشاعر قادة الأحزاب المنشغلين بتقاسم الغنيمة ... دمار شامل لا يُقنع مراسلي الفضائيات العربية ووكالات الأنباء, الالتفات إليه, ونقل الصورة الصحيحة , لتخفيف الجرح .

تعز تدفع ثمن حريتها وصمودها بمفردها.. هذه المدينة تتعذب بحق, لكنها لا تجيد الصراخ... يتيمة, والأيتام يموتون من الجوع خلف أبوابهم منازلهم .يُراد لها ان تعيش هكذا مكسورة الجناح .

ما يجري من تنكيل بحق سكانها, أمر لا ينبغي السكوت عنه من قبل كافة الشرائح في البلاد .... اللجنة العسكرية وحكومة الوفاق والناشطين والحقوقيين والبعثات الأجنبية مطالبة بزيارة مدينة, يتم إبادتها بدبابات من مناطق مرتفعة .

ما الذي ينتظرونه ؟

إذا كان إدخال الجثث الى «ثلاجات منزلية», لن يحرك مشاعرهم , فمتى سنجد ضمائرهم تفيق من سباتها, وتعترف أنها قد قصرت كثيرا بحق مدينة , نزح منها من لم يُقتل .

***

تدرك عصابة القتل في تعز, أنها عاجزة, أن تسوق أي المبررات لقصف المدينة, حتى لو استعانت بأعتى خبرات النظام . يظهرون بلداء كما خلقهم ربي .

تحججوا أولا بالمسلحين الذين يحمون الساحة, ووجدنا رصاص رشاشاتهم تخترق عشوائياً بقالات, وغرف نوم مواطنين لا علاقة لهم بالثورة , ولا بالسياسة .

قالوا : تنظيم القاعدة , ومليشيات الفرقة وصلوا الى تعز وهم من يهاجمون «المعسكر» المتواجد في مستشفى الثورة . «البجاحة» ليست في إيراد غريم جاهز هو القاعدة , ولكن في وصف المستشفى بـ«معسكر».

واليوم يقولون أن عناصر تخريبية قدمت من «مأرب والجوف», تم تسليحها , لتقوم بأعمال تخريبية في تعز .

ما يجري في تعز لا علاقة له بـ«العناصر المسلحة», أو «فرض هيبة الدولة», فالعناصر المسلحة يتواجدون كالذر في كل المدن, والدولة لا هيبة لها في معظم المحافظات, هناك مدن سقطت , ولم يُفكر الحرس الجمهوري بتحريك طقم إليها من اجل الحفاظ على |النظام والقانون»...لأنها يتيمة , يُنكّل بها على هذه الشاكلة .

تعز التي كانت شوكة في حلق نظام صالح, يُراد لها من قبل هذا النظام ان تكون «شوكة» في وجه أي اتفاق قادم.

alkamaliz@hotmail.com