آخر الاخبار

مليشيات الحوثي تُدرج مادة دراسية طائفية في الجامعات الخاصة. اللواء سلطان العرادة: القيادة السياسية تسعى لتعزيز حضور الدولة ومؤسساتها المختلفة نائب وزير التربية يتفقد سير اختبارات الفصل الدراسي الأول بمحافظة مأرب. تقرير : فساد مدير مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة إب.. هامور يدمر الاقتصاد المحلي ويدفع التجار نحو هاوية الإفلاس مصدر حكومي: رئاسة الوزراء ملتزمة بقرار نقل السلطة وليس لديها أي معارك جانبية او خلافات مع المستويات القيادية وزير الداخلية يحيل مدير الأحوال المدنية بعدن للتحقيق بسبب تورطه بإصدار بطائق شخصية لجنسيات اجنبية والمجلس الانتقالي يعترض إدارة العمليات العسكرية تحقق انتصارات واسعة باتجاه مدينة حماةو القوات الروسية تبدا الانسحاب المعارضة في كوريا الجنوبية تبدأ إجراءات لعزل رئيس الدولة أبعاد التقارب السعودي الإيراني على اليمن .. تقرير بريطاني يناقش أبعاد الصراع المتطور الأمم المتحدة تكشف عن عدد المليارات التي تحتاجها لدعم خطتها الإنسانية في اليمن للعام 2025

أين موقعنا من الإعراب
بقلم/ أبو عبدالله بن الحسن
نشر منذ: 17 سنة و شهر و 29 يوماً
الجمعة 05 أكتوبر-تشرين الأول 2007 10:51 م

اليمن بلد الإيمان والحكمة بشهادة خير أهل الأرض جميعا محمد صلى الله عليه وسلم, ولكن هل ما زلنا كذلك أم إننا فقدنا كل شئ؟

تصنف دول العالم حسب النظرية الأمريكية إلى صنفين:-

الصنف الأول الدول الحليفة وهي الدول التي ارتمت في أحضان أمريكا وعليها أن تنفذ التوجيهات البوشية دون نقاش أو تردد ولا تحصل من وراء ذلك إلا على عدم ذكر اسمها في تقرير الخارجية الأمريكية السنوي لحقوق الإنسان .

والصنف الثاني هي الدول المارقة الدول التي تمردت على أمريكا ولم تدور في فلكها ولا تنفذ أوامرها ولا تأبه لتهديدها ووعيدها وهذه الدول نصيبها من أمريكا التهديد والوعيد بالحصار الاقتصادي والسياسي وعدم منحهم التأشيرات لدخول أمريكا وتسجيلهم في أعلى قوائم التقارير السنوية لانتهاك حقوق الإنسان وغيرها من الإجرا ءات التي ترى أمريكا أنها تمثل عقوبات لتلك الدول.

 تحالفت اليمن مع أمريكا ضد الإرهاب وغير الإرهاب فكانت أول دولة في المنطقة تطبق الديمقراطية بحذافيرها بخيرها وشرها كما طبقت كل النصائح الأمريكية والبنكدولية للنهوض بالاقتصاد اليمني المتدهور وتعاونت مع أمريكا في مجال مكافحة الإرهاب بقتل مواطنيها بحجة انتمائهم لتنظيم القاعدة الذي ما عرفه أولئك ولم يعرفوا أفغانستان إلا بمباركة الحكومة الأمريكية واليمنية وغيرهما من الدول المدافعة عن حياض الإسلام والمسلمين (في الظاهر) بحجة مقارعة المد الشيوعي الملحد الذي يشكل اكبر تهديد للإسلام والمسلمين كما كان روج له في ذلك الوقت (والعلة غيره) فكان أولئك المخدوعين كعلبة العصير التي تحملها حتى تشرب محتوياتها وتتخلص منها برميها في أول صندوق قمامة يصادفك.

كل ذلك التعاون والتحالف تم على أمل أن تفي أمريكا بوعودها بدعم غير محدود للاقتصاد اليمني مباشر منها وغير مباشر من خلال البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والدول المانحة والدول الشقيقة والصديقة الحليفة لها وقد ظهر ذلك الدعم جليا بعد إن انتقل الاقتصاد اليمني من غرفة الرقود إلى غرفة الإنعاش تمهيدا لانتقاله قريبا إلى رحمة الله

بل لقد بلغ بنا الإخلاص في التعاون إلى عدم إقرار المناهج الدراسية أو توزيع الكتب المدرسية والجامعية إلا بعد مرورها وغربلتها بمكتب الملحق الثقافي الأمريكي لمراجعتها فتخرج عجاف هزيلة لا تقوى على زرع ابسط المفاهيم حول العقيدة الإسلامية والهوية العربية في عقول الجيل الجديد وليس أدل على ذلك من مما نراه من اختصار لمناهج اللغة العربية والتربية الإسلامية حتى أصبحت كتيبات يمكن أن تدرس في أسبوع وتم استبعاد كل ما له علاقة بالكرامة العربية والإسلامية بحجة زرع قيم التسامح والسلام والتعايش بين شعوب العالم والتي لا تقبل فيه الصهيونية الأمريكية واليهودية إلا أن تكون السيدة وشعوب العالم عبيد عند أقدامها ومع كل ذلك التعاون والإخلاص ها نحن اليوم نتضور جوعا فلا حافظنا على هويتنا العربية والإسلامية ولا شبعنا خبزا.

ليس ذلك فقط بل وصل الأمر إلى اقتراح تطبيق نظام الحكم في أمريكا على مستوى الرئاسة والبرلمان والمحافظات مع عدم مراعاة الفرق بين خصوصيات الشعب اليمني والشعب الأمريكي.

 ولماذا اضطر الأمريكيين لهذا النوع من نظم الحكم ؟

 فالشعب الأمريكي كان عبارة عن خليط من الشعوب الأوربية ( بريطانيين – أسبان – برتغاليين – فرنسيين – بلجيكيين – وغيرهم ) بعد الهجرات من أوربا إلى أمريكا بعد اكتشافها وكل شعب سكن مع بعضه البعض في ولايات أمريكا قبل اتحادها ووضع له أسس دولة من شرطة وجيش وبرلمان وإدارة خاصة به وكان لكل شعب لغته ومذهبه المسيحي.

 وعندما وحد جورج واشنطن أمريكا كان لا بد أن يأخذ بعين الاعتبار خصوصيات تلك الشعوب فترك لكل ولاية أسلوبها في إدارة نفسها حفاظا على اتحاد لا يزال هش لحداثته فسار الأمريكيون عليه بعد جورج واشنطن حتى اليوم.

أما نحن اليمنيون فاصلنا واحد وعقيدتنا واحدة ولغتنا واحدة فما الداعي لتقسيمنا إلى عشرين شطر بعد أن تم توحيد شطرينا وما هذه المبادرة إلا تنفيذا لرغبة أمريكية في إبراز أن أمريكا قدوة ومثل في كل شئ.

 قال قائل في وقت سابق انه يجب أن نحلق رؤوسنا قبل أن يحلق لنا الآخرون ولكن هل يعلم قائل هذا الكلام كم مقاس الحلاقة الذي تريده أمريكا أن يقوم به بنفسه فأمريكا لا تقبل اقل من الصفر أن لم ينتف نتفا.

حلاقة صفر للدين والعقيدة والقيم والأخلاق والكرامة وكل ما يجعل الإنسان إنسان فلا تقبل أمريكا حلفائها إلا دمى يتم تحريكها بالريموت كنترول.

كما أنني أتساءل هل من الحكمة أن نهين أنفسنا لدى دول مجلس التعاون الخليجي ونرجوهم ونتوسل إليهم بان يضمونا إلى تجمعهم الممسوخ الذي لم يخدم القضايا العربية أو الإسلامية قط ونطلب منهم أن يؤهلونا بالطريقة التي يرونها مناسبة لأننا لم نفهم ماذا يعنون بعدم انضمامنا حتى نصبح مؤهلين لذلك فالمثل اليمني يقول (اللي ما ينفع أمه ما ينفع خالته ) فأولئك لا يعرفون إلا العمال من بنجلاديش و سيريلانكا والهند وفيتنام حرصا منهم على أن لا يظهر على فضائحهم من سوف يستنكرونها من بني جلدتهم كما أنني اعتقد إن سنرى في المستقبل المنظور استبدال تلك الدول أديانها بالبوذية وعبادة البقر بدلا عن الإسلام فبعضها أصبحت اللغة العربية فيه هي اللغة الثانية ودبي دليلنا على ذلك فاللغة الأولى اليوم فيها هي اللغة البنغالية .

كما أتساءل مرة ثانية ما ضر دول من سمتهم أمريكا بمحور الشر أو الدول المارقة ما ضرهم مروقهم عن أمريكا فهاهي إيران اليوم تحل محل الاتحاد السوفيتي السابق في الندية لأمريكا وهاهي سوريا تقف قوية في وجه إعصار التحالف الأمريكي الدولي بمن فيهم العرب فماذا ضرها ذلك فعملتها لم تتأثر بالحصار وهي اليوم إحدى أفضل الدول العربية صناعيا و اقتصادها في نمو مستمر وتحسب لها إسرائيل ألف حساب عسكريا بل ها هي اليوم تبيع لليمن ومصر والأردن 240 ألف طن من القمح الفائض لديها ونحن نعيش أزمة قمح تكاد تكون مجاعة و لم تحرك أمريكا ولا حلفائها ساكنا لإنقاذنا منها.

فلماذا نرتهن لأمريكا ولماذا نستجدي دول مجلس التعاون الخليجي؟

لماذا لا تكون سياستنا يمنية 100%؟

لماذا لا تكون هويتنا عربية إسلامية ؟

لماذا لا نتحرر من العمالة لأمريكا فوالله أنها لن تأخذ بأيدينا ولن تساعدنا فكم قد خذلت غيرنا ونحن لدينا من الدين والتاريخ ما يكفينا التبعية لها أو لغيرها وإني والله أخاف أن يأتي يوم وأظنه ليس ببعيد نكون فيه كالغراب عندما أراد تقليد الحمامة في مشيتها فلا هو الذي استطاع تقليها ولا هو الذي عاد إلى مشيته الأولى فتراه يقفز قفزا عندما يمشي.

والله من وراء القصد