مصر الكنانة وتفشي عدوى إلغاء أو العدول عن القرارات
بقلم/ عبدالرحمن الوحش
نشر منذ: 11 سنة و 11 شهراً و 26 يوماً
الجمعة 14 ديسمبر-كانون الأول 2012 09:31 م

سؤال يراودني مليا ؟ ما مفهوم جماعة الأخوان المسلمين وإتباعهم وأنصارهم لمعنى الحديث الشريف ( المؤمن القوي خير و أحب إلى الله من المؤمن الضعيف ) أهو نفس معنى الآية الكريمة (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) هل المقصود التدريب على بناء الأجسام و تقوية العضلات لضرب كل من يخالفهم في الرأي من إخوانهم ؟ !! والأهم هل من يخالفهم أو يعارضهم كافر!!

لماذا كلما شاهدنا مظاهرة أو اعتصام للإخوان يظهر عليهم جلياً مظاهر لا تليق بأتباع الدين الإسلامي الحنيف ، منها التباهي بالقوة و الكثرة و الغلبة فهل هذه المظاهر محمودة أم مذمومة ؟؟ بل هل هي محمودة في مواجهة أبناء الدين الواحد و البلد الواحد ؟؟!!

هنيئاً لمصر المحروسة أم الدنيا بعهد جديد بعد الثورة العظيمة . . عهد حكم أصحاب القوة والغلظة والغلبة والأغلبية .. عهد الانقسامات والصدامات بين الجميع . . . حتى أبناء الأسرة الواحدة.

هنيئا لشعب عظيم أصبح حماية القصور في عُرفهم أهم وأسمى وأغلى من دماء أبنائه.

حتى ولو سالت تلك الدماء في سبيل نيل حقوقهم وحرياتهم التي سبق وأن كانوا قد وُعِدوا بها في خطاب التحرير الرئاسي المهيب ( خطاب الشرعية لكم ، بكم الفوز ، و بدونكم الخسران !! )

هنيئاً لمصر برئاسة تهوى التخبط ثم العدول . . هنيئاً لها بعهد التنازلات. 

هل يستطيع القارئ الكريم أن يعد لي كم تنازل صدر من الرئاسة الحالية ، و خلال كم يوم من توليها السلطة ، وكم ستكون نسبة هذه التنازلات بالنسبة لكل يوم من توليها السلطة.

أليس وراء هذه التخبطات والعدول عنها أسباب واقعية . . لا أظنها الأسباب التي يرددها المعارضون الذي إن ظلوا على هذا الحال من السلبية فلا ولن يوازوا جماعة الأخوان وحزبهم أو أحزابهم السياسية يوما ما .. ولكن الواضح أن الرئاسة ما زالت مسلوبة الحرية في اتخاذ القرار ، وأن من يشير باتخاذ قرارٍ ما بالطبع غير من يشير بالعدول عنه.

لا يظن القارئ الكريم أن قصدي أن الواجب عدم العدول عن القرارات الخاطئة لا وألف لا ، المقصود أن مؤسسة الرئاسة من المفترض أنها لا تصدر قرار إلا بعد التريث والتأمل جيدا وحساب أبعاد تنفيذه على المدى البعيد قبل اتخاذه ، أما وقد صدر فهذه ميزة من أعظم الميزات في الحاكم العادل الذي يرى مصلحة الشعب أسمى من كل اعتبارات الفوز والخسارة أو التقليل من هيبة الحاكم.

لكن والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات بدأت العدوى تنتقل إلى المقربين وأولهم النائب العام الذي يعلم الله من أملى عليه أو أرغمه على مثل هكذا قرار ،  وهذا يدعونا للتساؤل ؟؟ هل ينتمي الاثنان لمدرسة واحدة !!

وختاماً الحمد لله بالأمس وصلت العدوى ( عدوى الإلغاءات ) بسلامة الله إلى قيادة الجيش المصري العظيم

هنيئاً لشعب مصر الكنانة بهذه الإنجازات و ما ستليها وعظم الله الأجر لي ولكل فرد عربي مسلم يرى أنه إذا كان هذا هو حال أم الدنيا فكيف سيكون حال غيرها.

alwahshco@gmail.com