عاجل: المبعوث الأممي إلى اليمن يكشف أمام مجلس الأمن عن أبرز بنود خارطة الطريق اليمنية التي ترعاها الأمم المتحدة بدعم امريكي .. البنك المركزي اليمني يعلن البدء بنظام جديد ضمن خطة استراتيجية يتجاوز صافي ثروته 400 مليار دولار.. تعرف على الملياردير الذي دخل التاريخ من أثرى أبوابه أول تهديد للقائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع قيادة العمليات العسكرية تصدر قرارا يثير البهجة في صفوف السوريين أول تعليق لولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعد فوز السعودية باستضافة كأس العالم دولتان عربيتان تفوزان بتنظيم كأس العالم الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية بجنيف تصدر كتابًا حول الجهود السعودية لدعم الاستقرار والسلام في اليمن اليمن ..انفجار قنبلة داخل مدرسة يصيب 7 طلاب ويكشف عن مأساة متفاقمة في بيئة التعليم مليشيات الحوثي تعتدي على مختل عقليا في إب بسبب هتافه بتغيير النظام- فيديو
في هذا الحوار يتحدث الشيخ عبد المجيد الزنداني -رئيس هيئة علماء اليمن، ورئيس جامعة الإيمان- لصحيفة صوت الإيمان عن بعض القضايا والمستجدات الراهنة في اليمن، وعن حقيقة انقلابه على الرئيس صالح -كما يردد البعض- وعن تواطؤ السلطة في قضية اتهامه بالإرهاب، وعن أسباب الحملة الشرسة في الإعلام الرسمي ضد العلماء وضده هو شخصياً، كما يوجه رسالة للنائب الفريق عبد ربه منصور ولعلماء اليمن؛ فإلى الحوار:
حاوره/ محمد مصطفى العمراني
فضيلة الشيخ طالبتم ببقاء الاعتصامات السلمية في الساحات والمعتصمات، ووقوف بقية أبناء الشعب إلى جانبها حتى تتحقق جميع الأهداف والمطالب المشروعة للثورة، لكن السلطة تعتبر هذه الاعتصامات من مظاهر التوتر، وتدعو لرفعها في اللقاءات التي تتم مع المعارضة كأحد شروط البدء بنقل السلطة سلمياً. هل تعتبرون بقاء الاعتصامات ضمانة من ضمانات نقل السلطة؟
ليس ضمانة بل هو حق، ويجب على السلطة أن تعي أن هذه الاعتصامات حق من حقوق الشعب؛ لأنه صورة من صور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن الاحتساب في سبيل الله، وحق لأنه يكفله الدستور، وهذه المطالب من السلطة لأنها لم تعرف حق الشعب وتريد أن تصادر حق الشعب، ليس هناك دولة تحترم نفسها وتحترم شعبها في العالم كله تقول لا أقبل بالاعتصامات والمظاهرات.هذا حق تمارسه شعوب كل دول العالم، ولكن من حقها أن تقول: نريد الاعتصامات والمظاهرات سلمية لا تكسير ولا تخريب للمال العام والخاص ولا اعتداء على حرية إنسان. هذا الذي يجب أن يقولوه، أما أن يمنعوا الذي هو حق؛ فهذا تفكير خاطئ صادر عن عقلية ألفت الاستبداد وألفت أن تصادر حق الشعوب.
فضيلة الشيخ يتهمكم البعض بأنكم انقلبتم على الرئيس صالح ونظامه.. ما حقيقة هذا الكلام؟
في الحقيقة كنت أعلم أن الرئيس يسلك خطاً يمتلك فيه مجامع السلطة، وكنت أستنكر هذا التوجه منه في وقت مبكر، وهو سبب الخلاف بيني وبينه، وكان سبباً في خروجي إلى السعودية منذ ثمان سنوات، وقد حرك ضدي بعض الأدوات إلى أن اضطرني إلى الخروج من اليمن تحت هذه الضغوطات، وبسبب اختلافي معه في أسلوب إدارة السلطة الذي يسير عليه، وبعد أن أصبحت كل الأمور بيده، وأصبح تفرده بالسلطة حقيقة قائمة وواقعاً تحكم به البلاد رأيت أن أعود إلى بلادي وأمارس أعمالي، وعند عودتي كنت إذا رأيته يفعل خيراً أشجعه، وفي بعض الأحيان يحرص هو على أن يسجل ذلك بوسائل الإعلام، وأنا أقول من باب التشجيع له في المضي في طريق الخير، والأشياء الخاطئة التي كنت أطلع عليها كنت أنصحه بها، وأحدثه عنها، وأصر عليها وبشجاعة يعرفها هو ويعرفها من كانوا يحضرون مثل هذه الجلسات، وتفرغت للعلم والتعليم، وأنشأت جامعة الإيمان، وحرصت على أن لا تلحق بالمعاهد العلمية بالخلاف معه، فالرجل إن خالفته سياسياً دمر كل شيء يتصل بك تحرص أنت عليه، ولكني لم أتبن سياسية له معوجة أبداً، ولم أدع إلى انتخابه، وقد طلب في فترة من الفترات أن أكون رئيس حملته الانتخابية فرفضت لذلك، ويعرف إخواني في الإصلاح موقفي في ذلك وشعاري الذي أتعامل به معه ومع غيره {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة:2].لكن في الأحداث الأخيرة عند بدء الاعتصامات حاولنا أن نجنب اليمن المواجهات الدامية؛ فتحرك العلماء في وقت مبكر، وعقدوا مؤتمراً، وشكلوا لجنة للمتابعة كنت أنا المسئول عنها، وذهبنا إلى الرئيس وقابلناه واتفقنا معه على سبع نقاط حول إصلاح الأوضاع. وافق عليها ثم فرض علينا الثامنة وهي رفع المظاهرات والاعتصامات، فقلنا له: هذا ليس خطأ، وهذا حق للناس.. حق شرعي وحق دستوري، قال: اكتبوه كطلب مني، وقولوا: إنكم لم توافقوا عليه، وقولوا للمعارضة إذا ذهبتم إليها وتحدثتم معها تكتب مطالبها الخاصة بها حتى لو لم توافقوا أنتم عليها؛ لأن هذا طلب الطرف الثاني، فأحرجنا بهذا الطرح فوضعنا النقطة الثامنة، وقلنا للرئيس: لسنا موافقين عليها، قال: خلاص. ثم دعا لاجتماع العلماء وأصر على أن أحضره، وكنت لا أريد أن أحضر ذلك الاجتماع.
لماذا؟
لأني أعرف أننا لا ندعى إلا لشيء يريده هو، وكنت أخشى أن الرئيس يريد فتوى من العلماء باستخدام القوة ضد المعتصمين - يعني يقتلهم بفتوى- فحضرت بناء على طلبه وإلحاحه، ثم رأيت أن من واجبي أن أبين للحاضرين من العلماء وللناس ما تم بيننا بوجود الرئيس، فوقفت وقرأت السبع النقاط التي تم الاتفاق عليها، ثم وضحت أن النقطة الثامنة للرئيس طلبها، وأننا لم نوافق عليها، ولكنه قال: اكتبوها. وهو موجود ويسمع؛ فاعتبر الرئيس أن هذا خروجا عليه، وهو الذي جرى حقيقة، ثم رفع المصحف، وقال: أنا محتكم وما قررتموه يا علماء أنا أنفذه، وكنت أشعر أنه يريد فتوى من العلماء باستباحة دماء المعتصمين، وأنهم خارجين عنه، وله حق أن يقتلهم، فلما تكلمت ذلك الكلام الذي قلته لك كان هذا حق شرعي ودستوري، وأن النقطة الثامنة التي طلبها منا ما قبلناها.. نقلت أجهزة الإعلام هذا الموقف مجزأ ومبتوراً ومصاغاً صياغة تظهر أن العلماء -وأنا في مقدمتهم- نطالب برفع هذه الاعتصامات، وأننا ضدهم، وأننا نحرض عليهم، فذهبت لزيارة المعتصمين لتوضيح الموقف وكشف تزوير الإعلام الرسمي؛ فلا توجد طريقة للبيان؛ لأننا لا نمتلك قنوات فضائية، فقلنا نذهب إلى المعتصمين ونبين لهم، وهناك أجهزة إعلامية ستنقل وتوضح، فاعتبر الرئيس هذا الموقف مني تشجيعاً للطرف الآخر ودعماً له، ومن هنا بدأ يكيل لي التهم، ولكن كان مشايخ القبائل والعلماء الذين انضموا إلينا يسمعون منه ويردون عليه، ويقولون ما تقول عن الشيخ عبد المجيد غير صحيح، ثم نفذ الرئيس تهديداته للمعتصمين فيما جرى بجمعة الكرامة فقتل (75) معتصماً، وجرح المئات، وكلهم من حفظة القرءان.ولما رأينا انه استباح دماء شعبه، وأخذ يقتل شعبه بأدواته العسكرية التي يفترض أنها لخدمة الشعب وحمايته وصيانته رأيت أن هذا منكر كبير، وخرجت إلى أرحب لأعلن موقفي وأوضح استنكاري لهذا التحدي الذي فعله ضد الشعب، لقد كانت جريمة قتل معدة.ثم بعد هذا القتل الذي فعله في جمعة الكرامة قام الكثير من أبناء الشعب اليمني والكثير من قادة الجيش والمسئولين والدبلوماسيين بالانشقاق عن حكمه، وخرج اللواء علي محسن بكل قوة ووضح وكنا نسمع من الرئيس تهديداً يقول: ستسيل الدماء إلى الركب، وكان يهدد بحمام دم، أمامي وأمام العلماء ومشائخ القبائل الذين كانوا يذهبون معنا، وكان يريد منا فتوى في هذا الإطار، فرفضنا، ولذلك أعلنت أجهزة الإعلام الرسمي من ذلك الوقت الحرب علي وعلي العلماء الذين قاموا بهذا الواجب.
فضيلة الشيخ البعض يقول: إن الرئيس كان يدافع عنك أمام أمريكا التي تتهمك بتمويل الإرهاب، وأنك تنكرت لجهوده ما تعليقك؟
الحقيقة أن دستورنا يمنع تسليم أي مواطن لأي دولة أجنبية، وهو يعلم أن تسليمي يعتبر خرقاً للدستور ويحمله مسئولية كبيرة جداً قد تصل إلى الخيانة، فهو مشكور لأنه التزم بهذا ولم يسلمني لهم. هذا واجبه والإسلام يحرم تسليم مسلم لكافر. هذا لا يجوز بل الإسلام يحرم تسليم الكافر واللاجئ عندنا إلى خصمه وعدوه، قال تعالى:{وان أحدا من المشركين استجار بك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم ابلغه مأمنه}، فهذا حق من حقوق الإنسان والرئيس علي عبد الله صالح يشكر على ذلك؛ لأن البعض يتواطئون على مواطنيهم كما حدث للشيخ محمد المؤيد تم التواطؤ من الأجهزة الأمنية عندنا في اليمن مع الأجهزة الأمنية في ألمانيا لتسليمه إلى الأجهزة الأمنية في أمريكا. هذا الأمر الأول الثاني: أن اتهامي بالإرهاب -وهذا ما لا يعرفه كثير من الناس- هو وفق اتفاقية مبرمة بين الرئيس علي عبد الله صالح وبين الحكومة الأمريكية، وقد أعلنت عنها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندليزا رايس، ونشرت هذه الاتفاقية يومها وسائل الإعلام، والتي تقول بأنه تم الاتفاق بين الأمريكان والدول التي يوجد فيها شخصيات كبيرة لا تستطيع الدول المحلية أن تنال منها أن تقوم أمريكا في هذه الحالة بالتدخل عن طريق المؤسسات الدولية لمعاونة الحكومات في مواجهة تلك الشخصيات التي لا تقدر عليها الحكومات المحلية، وأعلن عن ذلك، وبعدها جاءت الدعوة من مجلس الأمن، وعلمت من مسئول كبير في وزارة الخارجية كلمني وقال: جاءنا بلاغ من الحكومة الفرنسية إلى وزارة الخارجية قبل أن تعلن أمريكا اسمك في قوائم الداعمين للإرهاب أن اسمك سينزل في قوائم المشتبه بهم في تمويل الإرهاب، فإذا أردتم منا أن نستعمل حق الفيتو ضد هذا فأبلغونا، فالحكومة الفرنسية على استعداد على أن تنقض قراراً كهذا بالفتيو، فلما استأذنوا ولا يملك أحد من يرد في قرار كهذا إلا الرئيس كما تعرفون، فكان الجواب: لا تردوا عليهم، فلم يردوا على الحكومة الفرنسية، والظاهر إلى يومنا هذا، لكن إذا كان الدستور يمنعه من تسليم فأصبح هو محرج، فلذلك بدأ يستعمل حقه كرئيس دولة ويقول لهم أنا لا أستطيع أن أسلمه لكم إلا إذا حكم القضاء عندي، فإذا لكم أي اتهامات ضد الشيخ الزنداني وأي دعاوى فتقدموا بها إلينا وسنقدمه للقضاء.
وأنا علمت بهذا وشكرته عليها لأني بريء، ومن يومها إلى يومنا هذا حوالي ست سنوات لم تتمكن أمريكا من تقديم دليل واحد ضدي أمام المحاكم لدينا. وهذه هي الحقيقة.
فضيلة الشيخ ما هي رسالتكم التي توجهونها لعلماء اليمن حتى تتوحد جهودهم ومواقفهم في هذه المرحلة الهامة؟
الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «العلماء ورثة الأنبياء»، ولذلك الذي يريد أن يبين كلام الله وكلام رسوله لا يجوز له أن يقيم وزناً لغير الله.. إذا كان العالم ضعيفاً يسكت لا يتكلم بالباطل، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «قل خيراً أو فاصمت»، يتكلم بالحق أو يسكت إذا كان لا يستطيع أن يتحمل النتائج، أطالب بتحرير العلماء من سيطرة السلطة؛ لأن علماء السلطان يرهنون أنفسهم ومواقفهم بما يرضي السلطان؛ بإشارة يتحركون وبإشارة يسكتون، ولذلك علينا أن نتحرى مرضاة الله عز وجل، ولذا أطالب أن يكون للعلماء كيان وميزانية من الدولة تغنيهم عن المذلة التي يمارسها الحاكم ضدهم.
وأدعو الجميع إلى أن يجتمعوا ولا يتفرقوا، فهم قدوة، قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا} [آل عمران:103]، وهم يعلمون أن حبل الله كتاب الله وكلمته الشارحة له، ويجب على العلماء أن يكونوا قدوة لشعبهم بجمع الكلمة وتوحيد الصف، ولا يصيبهم ما أصاب غيرهم من الكيانات من التمزق والتشرذم بسبب الفعل السياسي، أو التأثر بمواقف الحكام وهذه دعوة أوجهها لجميع العلماء الأتقياء الذين يريدون أن يرضوا الله جل وعلا أن يجتمعوا ويوحدوا جهودهم، وكلما جاءتنا مشكلة نحيلها للعلماء.
أدعو الجميع إلى الاجتماع ورفض التأثيرات السياسية سلطة أو أحزابا.. هم يتهموننا بأننا علماء أحزاب ونتأثر بتوجيه الأحزاب، ونحن نبرأ إلى الله من ذلك، لا نتأثر بسلطة الحكومة ولا بسلطة الأحزاب، بل نقول كلمتنا، وفي بعض الأحيان نقولها ضد المواقف التي يتخذها الحزب الذي ننتمي إليه لأن هذا هو واجب العالم أن ينصح للجميع، ولا يخضع لأي تأثير غير كتاب الله وسنة رسول صلى الله عليه وسلم وإجماع رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع الأمة.. فأدعو العلماء أن يجتمعوا ويتعاونوا ويكونوا كياناً علمياً موحداً يقود الحركة العلمية في بلادنا وبقوة شئون الحياة بتوجيهات في الدين الحنيف، فإذا فعل العلماء ذلك احترمهم الناس وأحبوهم؛ لأنهم يبلغون دين الله ولا يخافون لومة لائم.
فضيلة الشيخ ما هي الرسالة التي تود توجيهها إلى عبد ربه منصور هادي؟
أقول للأخ الرئيس بالنيابة عبد ربه منصور هادي: شاء الله لك أن تكون المنقذ لليمن، فالبلاد تتنازعها تحديات ومؤامرات، ويوشك أن تحيط المخاطر باليمن وتحولها إلى صومال أخرى، فشاء الله أن تكون المنقذ لها، والدستور يعطيك هذه الصلاحية، والناس يثقون بك؛ فقف الموقف الصحيح، واثبت إن أردت دعماً من الشعب، فاجمع قيادات الشعب واطلب منهم الدعم إذا أردت دعماً من الجيش.. اجمع قيادات الجيش واطلب دعمهم؛ لأنك الوحيد الذي يملك هذه السلطة الآن، إن كنت تحتاج إلى وقت قل أحتاج إلى وقت شهر شهرين ثلاثة لكي أوفر الأساسيات اللازمة لانتخابات حرة ونزيهة، ثم احسبوا لي بعدها ستين يوماً حتى أدير انتخابات تأتيكم برئيس جديد يختاره الشعب.هذه وظيفتك وواجبك الدستوري؛ فإن قصرت في مسئوليتك وتخاذلت أضعت اليمن، وتركت الناس يذهبون شرقاً وغرباً، وهذه جموعك من شعبك تطالب بمجلس انتقالي، وجموع أخرى ترفض المجلس الانتقالي.. ستكون فتنة! ونقول: لا نقبل بهذا. وكل واحد سيقوم ليضع شيئاً غير دستوري، فتدخل البلاد إلى ميادين الضياع؛ فالله الله يا أيها الفريق والرئيس بالنيابة قم بواجبك وأنقذ بلاد وأنقذ شعبك يكتب الله لك الأجر العظيم، ويسجل لك التاريخ هذا الدور العظيم الذي فعلته من أجل إرساء الاستقرار والأمن في بلادك.
فضيلة الشيخ هناك من يطالب بإلغاء الدستور الحالي؟
هذا جهل بالدستور اليمني الذي أشاد به كثير من السياسيين وخبراء الدساتير، ويعلمون أنه دستور لبى جميع حاجات الشعب اليمني وتطلعاته، وعبر عن هويته وخصوصياته، ووفى بحقوق المواطن، وضمن حرياته المشروعة، وفصل بين السلطات، وركز على دولة المؤسسات، ولا يعيب الدستور إلا انه لم يطبق لأن الرئيس علي عبد الله صالح كان يتكلم مع القريبين منه ويقول: أنا الدستور والقانون، فالعيب في الرئيس الذي جعل نصه فوق الدستور والقانون، وكان يقول هذه الكلمة لأنه يراجع الدستور والقانون ويعرف أنه لا يسمح له بممارسة ما هو مقدم عليه، فالعيب في عدم ممارسة الدستور وليس في الدستور نفسه.
والعيب الثاني أن الرئيس استطاع أن يدخل بعض التعديلات وفق مقاسه وأهوائه، والعلاج هو إلغاء هذه التعديلات، والحفاظ على دستورنا الذي يعتبر أفضل دستور في العالم العربي، كما أن الدستور الحالي يضمن أي تعدي لله، وفق الطرق الدستورية بذلك يكون الدستور نصوصاً مرنة قابلة للزيادة والحذف، وإن كنت أطالب بأن تكون المواد الدستورية التي تتكلم عن الدين والقرآن والسنة ونهي الشريعة مواداً جامدة ثابتة غير قابلة للتبديل والتغيير لأنها تتعلق بدين ثابت أحكم الله بناءه، وجعله صالحاً لكل زمان ومكان.