آخر الاخبار

الرئيس أردوغان: سنتحد أتراكاً وأكراداً وعرباً لهدم جدار الإرهاب كريستيانو رونالدو يشعل قلوب متابعيه في السعودية بصورة مع الأمير محمد بن سلمان.. تحذيرات دولية من إزدهار القرصنة في البحر الأحمر بسبب سياسات الحوثيين في أول إجتماع بعد عودته من أبوظبي.. عيدروس الزبيدي : المجلس الانتقالي بات رقمًا صعبًا على الساحة وعليكم التمسك بقضية الجنوب ولا تتراجعوا ولا تتطرفوا الرئيس اللبناني مخاطباً وفدا ايرانيا رفيعا: لبنان تعب من حروب الآخرين ووحدة اللبنانيين هي أفضل مواجهة الغارديان.. نتنياهو بات عبئاً على بايدن ولن يتحقق السلام حتى يرحل تيك توك يقوم بتسريح موظفين على مستوى العالم من فريق الثقة والأمان أول دولة عربية تتبنى تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز الخدمات الحكومية الجيش السوداني يصل القصر الرئاسي بالعاصمة الخرطوم .. وقوات الدعم السريع تتعرض لانتكاسات واسعة في عدة مدن سودانية لماذا أعلن الرئيس زيلينسكي استعداده للتنحي عن رئاسة أوكرانيا؟

بلدي يصنع ظروفه ولا يستسلم
بقلم/ محمدالشلفي
نشر منذ: 13 سنة و شهرين و يومين
الأربعاء 21 ديسمبر-كانون الأول 2011 05:39 م

يبدأ الاستبداد يوم يقرر الحاكم بأن الشعب غوغاء ورضاه لا يدرك، وحين يوصف الوزير بصاحب المسؤولية الجسيمة والشعب بمجرد لحوحين ومستعجلين.

يطلب البعض منك الصبر على الحكومة وتقديم أعذار لها فمازالت جديدة، والوزراء بحاجة لأن يفهموا عملهم.. وتحت هذا الطلب يمر شهر وشهرين وثلاثة وسنة وسنتين ونحن لم ننجز شيئا.

في المقابل لم يطلب أحد من الحكومة أن تتحمل الشعب باعتباره صاحب السلطة كما ينص الدستور من خول الحكومة واستأمنها على ماله وأرضه ما تحتها وما فوقها وأنه أوكل لها أن تشكل لجانا وتشغل الموظفين وتستأجر الخبرات من أجل أن تنجح في تحقيق مراده في أن يعيش عيشة كريمة.

مع هذا حتى الوزراء المنتمين للثورة في حكومة الوفاق أتوا من ثقافة تتعامل مع المناصب كملك خاص ومع الموظفين كمجموعة من الأبناء الذين هم بحاجة إلى والد كبير.

يصل الوزير في أول يوم ليجتمع بالموظفين ثم يلقي كلماته التعريفية، ثم بعدها يسأل هل لدى أحدكم أي مشكلة ؟ وتكون الإجابة، لا، لسبب بسيط وهو أن الوظيفة العامة عندنا فقدت قيمتها والموظف ليس لديه أي مشكلة فهو لا ينتج. وإذا ما تحدث موظف أواثنين أوثلاثة عن بعض المشاكل، ثم لندرتهم يعتقد بأن: إرضاء الناس غاية لا تدرك هذه المقولة التي قيلت لتتهرب الحكومات من مسؤولياتها.

كنت أتمنى بالفعل أن يتحدث الوزراء مع الموظفين ويطلبوا منهم موافاتهم بالقصور التي تعاني منها كل إدارة وكل قسم ثم يتم طرح مقترحات عن كيفية التطوير،. إن مشكلتنا الحقيقية في الإدارات الحكومية هو عدم الانتاج، الذي يتجاوز المشاكل السهلة والبسيطة للأفراد. ولمعالجة هذا لا يستحق الأمر التأجيل ولو ساعة واحدةا.

الأكيد في تولي أشخاص أيدوا الثورة مناصب وزارية هو أنه ليس من الضروري أن يكونوا كفاءات في الإدارة، إضافة إلى أن القادرين منهم يضيعون أوقاتهم ويبطؤون بسبب مخاوف تعتمل في داخلهم فيكون المضي في أي خطوة مصحوبا بثقالات: انفجار الوضع، أو نفور الناس من العمل الجاد فقط لأنهم لم يتعودوا، من أجل ألا يقال. والخائفون كما تعلمون لا يبنون بلدا. الأيدي المرتعشة لا تصحح وضعا، النفوس المليئة بالمحاذير لا تقدم عملا صحيحا.

يقوم الوزير بتركيز كل شيء بشخصه دون التفكير بتفويض بعض صلاحياته لتجنب حل الإشكالات في وزارته. ولا بد أن يمر كل شيء من تحت يده. والوزير لديه لقاء صحفي والوزير لديه وفد والوزير في اجتماع رئاسة الوزراء والوزير لديه سفرية، وسيتوقف العمل حتى يكمل ما بيده.

بهذه الطريقة ومع انتشار البيرقراطية المقيتة سيحتاج حل مشكلة بسيطة كإعادة الموظفين إلى أعمالهم وإعادة رواتبهم إلى أشهر، ومن هنا تتولد مشاعر السخط لدى الناس.

كم من الوقت إذن ستستغرقه الحكومة في بناء البلد وإعادة بث الحياة فيه بعد أن هده الفساد والتواكل. وإذا ما حولت الناس بطريقة إدارتها العشوائية وغير المرنة إلى مجموعة من الساخطين.

إن يوما واحد يمضي دون أن يكون هناك إنتاج حقيقي من خلال شراكة حقيقية بين الشعب والحكومة يمضي بنا إلى الهلاك.

هل يريد رئيس الوزراء باسندوة أيضا أن ينظر له الناس بشفقة لأنه تولى رئاسة حكومة في بلد يعاني من المشكلات، مستغرقا بالتفكير فيها دون الشروع بالتفكير في كيفية حلها. متجاهلا أنه ليس وحيدا وأن هناك مئات الخبرات والكفاءات التي تستطيع أن تقف إلى جواره وتساعده.

وبإمكان إصلاحات كثيرة أن تبدأ بالتوازي بعيدا عن فكرة مفادها أن انقضاء ثلاثة أشهر ومجيء رئيس جديد هو الإنجاز الحقيقي الذي يفترض بالبلد أن تتوقف من أجله.

سيكون من الخطأ عدم استغلال ما حدث للإنسان اليمني خلال أشهر الثورة والذي أصبح مستعدا لأن يكون مسؤولا وشريكا حقيقيا في التغيير بعد أن زرعت الثورة في فكره قيما ومفاهيم جديدة تواقة إلى التغيير.

اليمن يحتاج إلى اكتشاف بطرح مشاكله ووضع حلول لها مع توسيع دائرة المشاركة من الجميع من أكبر مسؤول إلى أصغر موظف، اليمنيون بحاجة لأن يكونوا منتجين، وعلينا ألا نتحجج بالظروف فبلدي يصنع ظروفه ولا يستسلم وهذا ما تعلمناه من الثورة.