آخر الاخبار

مليشيات الحوثي تُدرج مادة دراسية طائفية في الجامعات الخاصة. اللواء سلطان العرادة: القيادة السياسية تسعى لتعزيز حضور الدولة ومؤسساتها المختلفة نائب وزير التربية يتفقد سير اختبارات الفصل الدراسي الأول بمحافظة مأرب. تقرير : فساد مدير مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة إب.. هامور يدمر الاقتصاد المحلي ويدفع التجار نحو هاوية الإفلاس مصدر حكومي: رئاسة الوزراء ملتزمة بقرار نقل السلطة وليس لديها أي معارك جانبية او خلافات مع المستويات القيادية وزير الداخلية يحيل مدير الأحوال المدنية بعدن للتحقيق بسبب تورطه بإصدار بطائق شخصية لجنسيات اجنبية والمجلس الانتقالي يعترض إدارة العمليات العسكرية تحقق انتصارات واسعة باتجاه مدينة حماةو القوات الروسية تبدا الانسحاب المعارضة في كوريا الجنوبية تبدأ إجراءات لعزل رئيس الدولة أبعاد التقارب السعودي الإيراني على اليمن .. تقرير بريطاني يناقش أبعاد الصراع المتطور الأمم المتحدة تكشف عن عدد المليارات التي تحتاجها لدعم خطتها الإنسانية في اليمن للعام 2025

صلالة عروس بحر العرب
بقلم/ مارب برس
نشر منذ: 16 سنة و أسبوع و 6 أيام
الخميس 20 نوفمبر-تشرين الثاني 2008 06:19 م

تقع ولاية صلالة على بحر العرب، وتبعد عن العاصمة مسقط بحوالي 1040 كيلومتراً برا، وهي العاصمة الإدارية لمحافظة ظفار، تتصل من الشمال بولاية ثمريت ومن الغرب بولاية رخيوت ومن الشرق بولاية طاقة . ويتبعها عدد من النيابات هي : طيطام – غدو – حجيف – قيرون حيرتي – زيك – السان ، والمركزين الإداريين في كل من أمبشق وجحنين، ويبلغ إجمالي عدد سكان ولاية صلالة حوالي 132 ألف و 813 نسمة.

وتشير الدراسات والبحوث التي قام بها بعض الباحثين والعلماء إلى تاريخ المدينة القديم، وهو ما تدل عليه الآثار المختلفة من كتابات ونقوش ومعالم قبل الإسلام وبعده، حيث توالى على أرضها نشوء أكثر من حضارة لا تزال بصماتها قائمة إلى يومنا هذا، كما لا تزال الجهود العلمية الإستكشافية مستمرة للوصول إلى تحديد دقيق للعصور التاريخية لتلك الحضارات. والتي من بينها حضارة "المنجويين" في منطقة البليد ما بين القرنين الثاني عشر والسادس عشر الميلاديين حيث تدل الآثار على وجود نشاط تجاري واسع للتصدير والإستيراد، فكان اللبان والخيول العربية الأصيلة وبعض التوابل والمنتجات الزراعية الأخرى التي تشتهر بها صلالة من أهم الصادرات إلى الأسواق العالمية القديمة، ويقال بأن (أحمد بن محمد آل حبوضي) جدد بناء المدينة وأطلق عليها إسم المنصورة ويؤكد مكانة المدينة في العالم القديم عدد من الرحالة والمؤرخين من أمثال "ماركو بولو" و " إبن بطوطة " في كتاباتهم عنها .

وتدل آثار مدينة مرباط على وجود حضارة تزامنت مع إزدهار حضارة (المنجويين) وفي الفترة ما بين القرنين السادس والثامن الهجري كانت مدينة الرباط تعد من أهم دول العلم في جنوب شبه الجزيرة العربية، وتبرز منطقة "البليد" كواحدة من أبرز المعالم الأثرية الشاهدة على المكانة التاريخية، حيث الحصن الشهير الذي تهدم بفعل عوامل التعرية، وبقايا أرصفة الميناء والمساجد والمباني والمقابر المنتشرة على مساحة واسعة. ومواقع الآثار القديمة تتعدد في مدينة صلالة بصروة ملفته، حيث توجد ثلاثة مواقع أثرية في المغسيل وآثار جدران قديمة ومقابر لما قبل الإسلام في رزات، وآثار مدينة الرباط القديمة، وبقايا قلعة قديمة ومقابر ما قبل الإسلام في "عين حمران" ودحقة ناقة صالح في "الحصيلة" وجدران وتقسيمات سواقي وبئر مياه في مدخل "وادي نحيز".

كما يوجد ثلاثة مساجد أحدهم لعبدالعزيز بن أحمد في "الدهاريز" والآخر مسجد عقيل في "صلالة الشرقية"، ومسجد عبدالله اليماني في "عوقد". وهناك خمسة أضرحة دينية لكل من : النبي أيوب في نيابة "غدوى" وسالم بن أحمد بن عربية في "ريسوت" وهود بن عامر في "قيرون حيرتي" وضريح النبي عمران في "القوف" وضريح جنيد في "الحصن ". وإلى جانب الآثار القديمة وسحرها الخاص، يبقى للطبيعة مكانتها أيضاً في صلالة حيث شواطئ ريسوت والدهاريز والمغسيل وصلالة، وخيران المغسيل وعوقد والبليد وصلالة وعيون ماء "رزات وحمران وجرزيز وصحنوت". كما يوجد وادي "دربات وعروت وعشوق " وأيضاً مرتفعات "وادي نحيز وجل حمرير وجبل أتين ".

وفي صلالة تتنوع الحرف والصناعات والفنون التقليدية . فمن الحرف : النجارة – الحدادة – الرعي وتربية الماشية – الخياطة والتطريز – الزراعة والتجارة . ومن الصناعات : صناعة القوارب والسنابيق – صناعة الفخار – السعفيات – الحبال – مشتقات الألبان – شباك الصيد – الحلويات – صناعة الذهب والفضة – الصناعات الخشبية والجلدية . أما الفنون التقليدية فمن أبرزها : البرعة – الهبوت – الشرح – الدان دون – الربوبة – الزنوج – المدار – الشبانية – الطبل – أحمد الكبير – لولاي – الدبرارت . ومن أهم المنتجات الزراعية : النارجيل – الموز – الباباي – الليمون – الخضار والفواكه – البطاطا الحلوة – الذرة والقمح – اللبان – الحشائش بأنواعها . ومن المنتجات الحيوانية والسمكية : اللحوم أنواعها – الألبان ومشتقاتها – العسل – الأسماك بأنواعها وخاصة الشارخة والسردين .

وكغيرها من ولايات السلطنة، حضيت مدينة صلالة بإهتمام يتناسب ومكانتها وطبيعتها منذ بداية عصر النهضة المباركة بقيادة جلالة السلطان قابوس، فدخل إليها التحديث في مجالات عديدة دون مساس بالقديم إلا بقدر ما يضمن الحفاظ عليه وحمايته بإعتباره جزءاً من التراث وركناً من أركان الأصالة العمانية . ففي قطاع خدمات المياه، قامت المديرية العامة للمياه والنقليات بمكتب وزير الدولة ومحافظ ظفار بإنشاء شبكة مياه حديثة تغطي معظم أنحاء مدينة صلالة وأحيائها الحديثة لتزويدها بالمياه الصالحة للشرب، وذلك من حقول آبار المياه الإرتوازية في سهل المدينة، حيث إنشئت خزانات رئيسية للمياه، كما تم حفر العديد من الآبار في نيابات الولاية لتزويد سكانها بالمياه الصالحة للشرب، والخاضعة للإشراف الصحي وكذلك لسقاية الحيوانات التي تعد مصدراً أساسياً في دخل المواطنين هناك، فضلاً عن كون الرعي من أهم الحرف التقليدية في محافظة ظفار كافة.

وفيما يتعلق بالخدمات الطبية في صلالة، يوجد هناك مستشفى السلطان قابوس، الذي يعد من أهم المستشفيات في محافظة ظفار، كما توجد أيضاً 8 مراكز صحية بمعدل مركز واحد لكل نيابة من النيابات التابعة للولاية، فضلاً عن وجود معهد للتمريض في مدينة صلالة وذلك من أجل تنمية الموارد البشرية المحلية من ناحية وتطوير الخدمات الطبية المعاونة من ناحية أخرى.

وفيما يتعلق بالخدمات الدينية، قامت وزارة العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية بإنشاء جامع كبير بالإضافة إلى مساهمتها بإنشاء العديد من المساجد وتقديم الخدمات اللازمة لرعايتها وخاصة ما يتعلق منها بالتثقيف الديني الصحيح وإلى جانب ذلك قام ديوان البلاط السلطاني بإنشاء العديد من المساجد والجوامع في صلالة مثل : جامع صلالة – جامع الحافة – الشروق – عفيف بالإضافة إلى ترميم العديد من الأضرحة والمزارات الدينية. وفي مجال الخدمات التعليمية، قامت وزارة التربية والتعليم بإنشاء 66 مدرسة في ولاية صلالة منها 31 مدرسة إبتدائية و30 مدرسة إعدادية و5 مدارس ثانوية .

وهناك أيضاً كلية متوسطة للمعلمين وأخرى للمعلمات، كما قامت هيئة التدريب المهني بإنشاء كلية فنية صناعية ، وأنشأ ديوان البلاط السلطاني معهد السلطان قابوس للدراسات الإسلامية . وفي مجال الرياضة والشباب، تم إنشاء المجمع الرياضي في مدينة صلالة، كما تم إنشاء مقرات لأندية الولايات الأربع وهي : النصر وظفار والإتحار والهلال . وفي مجال الزراعة والأسماك والثروة الحيوانية ، تحققت العديد من الإنجازات وأقيمت مشروعات إستهدفت تطوير وتنمية المعطيات المحلية في هذا المجال .

ففي قطاع الزراعة ، أنشئت محطة للبحوث الزراعية وعدد من مراكز الإرشاد الزراعي وثلاث مزراع بحثية في كل من (البليد ، الرباط ، قيرون حيرتي) بالإضافة إلى مسورات مواقع مختارة ومسورة لأجراء البحوث الزراعية في عدد من النيابات وتنفيذ العديد من البرامج والمشاريع لترشيد إستهلاك المياه عبر العمل على نشر نظام الري الحديث وتقديم الدعم المالي والفني للمزارعين . وفي القطاع السمكي ، أنشئت مصانع للثلج وحفظ الأسماك وورشة لصيانة معدات الصيد وبرامج لدعم الصيادين من خلال توفير قوار ومستلزمات الصيد في شكل إعانات وقروض ميسرة وتقديم المعلومات والإرشادات اللازمة للصيادين.

وفي القطاع الحيواني ، تم إنشاء المستشفى البيطرة بمدينة صلالة ، وعدد من المراكز البيطرية في نيابات الولاية ومحطة للبحوث الحيوانية في المدينة وعدد من الحظائر النموذجية لصغار المزارعين وتنفيذ برنامج شامل لتحصين الثروة الحيوانية وتقديم الدعم للمربين . وفي مجال التراث القومي والثقافة فقد تم إنشاء مركز متكامل للتراث القومي والثقافة يضم عدداً من الملاحق : متحف عام ، مسرح ، مكتبات ، قاعات ، مكاتب إدارية .

وفي مدينة صلالة توجد منشأتان حيويتان فيما يتعلق بالمواصلات الداخلية والخارجية على حد سواء وهما مطار صلالة المدني وميناء ريسوت. وفي مطار صلالة المدني ساحة تتسع لوقوف 4 طائرات ومدرج بإتجاه شرقي غربي بطول 9 آلاف قدم وبرج للمراقبة الجوية والإتصالات ونظام للإضاءة يشتمل على أنوار تحديد خط منتصف المدرج وأخرى لمنطقة ملامسته وثالثة لتحديد الحافتين وأجهزة للهبوط الآلي واستنتاج الخرائط ، وتسجيل درجات الرطوبة النسبية والأمطار وقياس مدى الرؤية على المدرج وجهاز رادار باحث ومركز كامل للقيادة المتنقلة مزوداً بجهاز لاسلكي لإستخدامه في حالات الطوارئ وطرق لحالات الطوارئ داخل المطار وسيارات إطفاء حديثة، كما تم تزويد قسم الإطفاء والإنقاذ بالأجهزة والمعدات الحديثة اللازمة لرفع كفاءة أدائة لمهامه، وأنشئت أيضاً محظة للتردد العالي جداً – للتحكم عن بعد وهي في جبل سمحان ، وملحق بمطار صلالة المدني منطقة لتخزين كميات ضخمة من البضائع ، ومبنى لورشة تسهيلات وتدريب اللحام .

أما ميناء ريسوت ، فقد إنشئ وجرى تطويره ليسمح بإستقبال السفن على مدار السنة، حيث لم تكن محافظة ظفار مؤهلة لإستقبال سفينه على مدى ستة أشهر من كل عام بسبب ظروف المناخ وصخب الأمواج البحرية والتي كانت تحول دون صول السفن إلى الشاطئ . وتوجد في الميناء 9 أرصفة تشتمل على مواصفات ومقاييس عالمية لأكبر وأضخم أنواع السفن في العالم يصل عمقها إلى 12 متراً وهي مخصصة للناقلات التي تزن حتى حمولة 35 ألف طن، وتم بناء أربعة مستودعات مغلقة للتخزين، مساحة كل منها 3 الآف متر مربع ، كما توجد مساحة 200 ألف متر مربع مكشوفة لتخزين البضائع غير القابلة للتلف. وأقيمت بالميناء محطة حاويات حديثة، تم تزويدها برافعة قنطرية حمولة 35 طن لمناولة الحاويات مختلفة الأحجام ، كما يوجد 4 رافعات كهربائية لمناولة البضائع بحمولة 6 إلى 15 طن ، ومجموعة من الرافعات المتحركة حمولة 15 إلى 150 طن ، ومجموعة أخرى من الرافعات الشوكية المتحركة حمولة 2 إلى 30 طن ، كما تم تجهيزالميناء بعدد 27 نقطة كهربائية لإستقبال الحاويات المثلجة التي تحمل المواد الغذائية الطازجة.

ويتسع الميناء لرسو وتفريغ 6 بواخر في آن واحد بالإضافة إلى وجود 4 مراسي للسفن حتى حمولة 1500 طن، كما وتم بناء حاجزين للأمواج الأول بطول 1400 متر والثاني بطول 1600 متر وقد تم بناء مبنى حديث لإدارة الميناء بجميع أقسامها المختلفة لتطوير الخدمات والتسهيل على المراجعين دون إبطاء أو تأخير.

(صحف)