آخر الاخبار

مليشيات الحوثي تُدرج مادة دراسية طائفية في الجامعات الخاصة. اللواء سلطان العرادة: القيادة السياسية تسعى لتعزيز حضور الدولة ومؤسساتها المختلفة نائب وزير التربية يتفقد سير اختبارات الفصل الدراسي الأول بمحافظة مأرب. تقرير : فساد مدير مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة إب.. هامور يدمر الاقتصاد المحلي ويدفع التجار نحو هاوية الإفلاس مصدر حكومي: رئاسة الوزراء ملتزمة بقرار نقل السلطة وليس لديها أي معارك جانبية او خلافات مع المستويات القيادية وزير الداخلية يحيل مدير الأحوال المدنية بعدن للتحقيق بسبب تورطه بإصدار بطائق شخصية لجنسيات اجنبية والمجلس الانتقالي يعترض إدارة العمليات العسكرية تحقق انتصارات واسعة باتجاه مدينة حماةو القوات الروسية تبدا الانسحاب المعارضة في كوريا الجنوبية تبدأ إجراءات لعزل رئيس الدولة أبعاد التقارب السعودي الإيراني على اليمن .. تقرير بريطاني يناقش أبعاد الصراع المتطور الأمم المتحدة تكشف عن عدد المليارات التي تحتاجها لدعم خطتها الإنسانية في اليمن للعام 2025

طارق السويدان : اليمن ثار مرتين في الربيع العربي
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 11 سنة و 6 أشهر و 17 يوماً
السبت 18 مايو 2013 05:44 م

 

مع اندلاع ثورات الربيع العربي كان للإسلاميين دوراً بارزاً و حضوراً فصيحاً يستعصيعلى التجاهل ويأبى التجاوزما جعل منهم رقماً صعبا في المعادلة السياسية والثورية على حد سواء ، وهو أمر يبدو طبيعياً باعتبار قدم نضالاتهم وكثرة أنصارهم لكن هل يا ترى قد حان زمانهم في الحكم أم أن الربيع كان فخاً سيقوا اليه لإظهار فشلهم كما يقال ولمناقشة هذه التساؤلات وغيرها يسرنا أن نستضيف أحد رواد النهضة وقادة التغيير في العالم الاسلامي الدكتور طارق السويدان فإلى الحوار

حوار : مجدي محروس

في البداية نرحب بكم في اليمن.

أحيكم وأحيي شباب اليمن جميعاً والشباب الذين شاركوا في الثورة بشكل خاص بدورهم العظيم في التغيير.

-رأينا الدكتور السويدان المفكر القدوة متى نراه السياسي الأنموذج

من الخلل الكبير الذي يوجد عند الناس محاولة أن يكون الانسان كل شيء ولقد فكرت كثيرا في أيهما أهم وأكثر عمقا وأدوم أثرا السياسي أم المفكر فكان خياري أن المفكر أكثر عمقا و أدوم أثراً وليس من المعقول أن نكون كلنا سياسيين أو كلنا مفكرين فنحن بحاجة الى توازن وتكامل بين الجميع.

لقد كان لأفكاركم و أراءكم دوراً كبيراً فيصناعة جيل التغيير وقادة الربيع العربي لكننا لم نرى لها أثراً على شباب الخليج لماذا ؟

التغيير له أكثر من صورة وخلال كلامي عن الثورات العربية سئلت كثيراً عن هذا السؤال وكنت أجيب بأمرين :

الأول :أن من طبيعة الدول الجمهورية استعمال الترهيب في قمع التغيير بينما تستعمل الملكيات الترغيب والاغراء.

الثاني :أن من طبيعة الدول الجمهورية أن يحدث فيها الثورات والقفزات التغييرية بعكس الدول الملكية فالتغيير يكون فيها تدريجياً وكنت أقولها بالإنجليزية في الجمهوريات yevolutions ثورات وفي الملكية evolution تطورات وحجم هذه التطورات كبير جداً ودول الخليج طبعا ليست دولة واحدة فدولة مثل الكويت في ربيع منذ عقود والحرية فيها تحتل الرقم واحد من بين الدول العربية ولا ينافسنا فيها إلا لبنان اضافة الى أن نظامها مؤسسي ولا توجد فيهاالإشكالاتالتي في الدول الأخرى وهناك التغيير بإرادة توافقية وتفاهم كبير بين الشعب والحكومة بدون صراع حقيقي وهو ما حصل في قطر فدول الخليج النظر إليها أنها شكل واحد هي نظرة قاصرة والنظر بأن التغيير الذي ننشده والأفكار التغييرية التي نطمح إليها تأخذ شكلا واحداً هو الثورات أيضا نظرة قاصرة والشعور بأن شباب الخليج لم يتأثروا أيضا نظرة قاصرة والجواب على سؤالك أن هناك تغيرا ضخما يجري في كل مكان بما في ذلك الخليج .

- ثمة من يعتقد بأن الربيع العربي فخ سيق إليه الإسلاميين لإظهار فشلهم ما تعليقكم؟

الربيع العربي صناعة شبابية بامتياز ليس بتخطيط من الحركات الإسلامية ولا بتوجيه منها والحقيقة أن هذه الحركات تبعت حركة الشباب فكان لها شرف اللحاق بهم .

- لماذا لم يجني الشباب ثمار ثورتهم ؟

حينما قام الشباب بالثورة لم تكن لديهم رؤية ولا خطة واضحة لمرحلة ما بعد الثورة فكان من الطبيعي أن ترث الأحزاب التقليدية نتائج الثورة ولا يرثها هؤلاء الشباب.

هل صحيح أن الإسلاميين ركبوا موجة التغيير للوصول إلى الحكم؟

لا يستطيع أحد أن ينكر دور الإسلاميين في توعية مجتمعاتهم من خلال وسائل الدعوة المتعددة والتي أسهمت بشكل مباشر أو غير مباشر في إعداد هذا الجيل الطامح والمتطلع والغيور الثائر فليس من الانصاف القول أنهم ركبوا موجة التغيير.

- هل فعلاً أن زمن الإسلاميين لم يحن بعد وأن الوضع الطبيعي لهم في المعارضة كما يقال؟

بعد سقوط أنظمة الحكم الاستبدادية كان أمام الإسلاميين خيارين :

إما التقدم والمنافسة أو التراجع والعزوف وكنت أرى ألا يتقدموا للحكم خلال هذه المرحلة ليس لان زمانهم لم يحن بعد فبعض الشباب يستطيع إدارة الدولة أحسن من حسني مبارك وعلي صالح.

- لماذا إذا ترى عدم مشاركتهم ؟

لان الدول تمر بعد الثورات والحروب بفترة شديدة من عدم الاستقرار لا ينجح فيها أحد مهما كان مستواه وبسبب حجم التركة الثقيلة التي يتركها النظام السابق وحجم الفوضى التي تخلفها الثورات والحروب.

- ما جدوى أن يقدم الإسلاميون التضحيات ليحكم غيرهم ؟

ما كنت أراه وأفضله أن يترك المجال لبقية القوى الثورية من غير الإسلاميين كي تدير المرحلة الانتقالية حتى لا يتهم الإسلام بالفشل في حين فشل الإسلاميون فالخوف على الإسلام السياسي والمشروع الإسلامي وليس على الإسلاميين كأشخاص فهم بشر يخطئون ويصيبون ومنهم الكفء ومنهم غير ذلك وقد أوصلت لهم هذه الرؤية بشكل مباشرو مع ذلك فإنمسألة التقدم للحكم من عدمها تظل من المواقف التي تبنى على الاجتهاد وليست من المبادئ التي لا ينبغي التنازل فيها والتفريط والتساهل عنها.

- هل فشل الإسلام السياسي في إدارة الحكم اذاً .

الفشل تحكمه معادلات كما أن النجاح أيضاً تحكمه معادلات وإدارة الحكم في بلادنا العربيةتكون نجاحها أو فشلها عن طريق ثمان سلطات إن تم استقرارها واستقلالها أقررنا بالنجاح للحاكم وإن اختلت هذه المعادلة حكمنا عليه بالفشل وتتمثل هذه السلطات في السلطات التقليدية )السلطة التنفيذية ،السلطة التشريعية، السلطة القضائية)بجانب سلطةالاقتصاد والاعلام والجيش والداخلية والمخابرات وفي بعض الدول تكون الداخلية والمخابرات سلطة واحدة.

تقيمكم لأداء هذه السلطات بعد الربيع العربي وفي ظل حكم الاسلاميين ؟

فيما يتعلق بالجيش والداخلية والمخابرات أعتقد أن هذه السلطات قد عادت الى وضعها الطبيعي بعد أن كانت تديرالسياسة وتتدخل في كل شؤون البلد فهي المخولة بتعيين مدير المدرسة ورئيس الدولة معاً.

أما السلطات التقليدية في مصر مثلاً السلطة التنفيذية مختارة بإرادة شعبية فهي تقوم بمهامها باستقلالية أما السلطة التشريعية فتم اختيارها أيضاً بطريقة ديمقراطية غير أنه تم الاعتراض عليها بقانون قضائي من قبل السلطة القضائية وبصرف النظر عن مشروعيته من عدمها فقد استطاع الاخوان فعل حركة في منتهى الذكاء وهي اقرار دستور ينقل سلطات البرلمان الى مجلس الشورى القائم حتي يحين انتخاب برلماناً جديداً وبهذا تكون السلطة التشريعية استقرت أما السلطة القضائية فقد صار لها نظام ودستور يحكمها وينظم عملها بعد أن كانت تتوغل على كل شيئ والرئيس يتوغل عليها ويوظفها متى وكيف شاء ونحن الآن نسمع بتطير القضاء في مصر وعندي أن أهم من هذا هو اختيار دستور جديد يحكم هذه السلطات وبأراده شعبية بعيداً عن نسبة %99 والأمر الأخر فيما يتعلق بالسلطة القضائية هو تحجيم المحكمة الدستورية من ثمانية عشر عضوا الى أحد عشر عضوا وقد كان من الصعوبة تغيير أعضاء هذه المحكمة الا بالوفاة او الاستقالة ومن الذكاء أيضاً أن الذين تم استبعادهم من المحكمة هم من الجدد وبقي القدامى وكبار السن الذي تبقت لهم أيام حتى يتقاعدوا وهذا التغيير رائع ويسير بشكل دستوري.

فيما يتعلق بالاقتصاد فلا يمكن له أن يستقر مالم يتم القضاء على الفساد المالي الضخم والمتمثل في الأراضي التي توزع بدون وجه حق وأعرف عن قرب بأن الحكومة المصرية بدأت تعيد النظر في تلك الأراضي التي وزعها النظام السابق هذا بجانب وجود أكثر من خمسين مشروعاً عملاقاً في مصر وأنا مطلع على تفاصيل مشروع واحد من هذه المشاريع لأنه طلب مني أن أدير المدارس والجامعات فيه.

أما الاعلام فلابد أن يكون مستقلا ومحايدا لا يتحكم فيه شخص ولا حزب وقد بدأ يعود الى وضعه الطبيعي قبل دقائق كنت في مقابلة مع التلفزيون اليمني الذي كان يسبني قبل عام هذا بالنسبة للإعلام في اليمن.

أما الاقتصادفمع الوضع السيئ بدأت تظهر ملامح للتعافي فيه و كنت بالأمس استمع إلى الأخبار فسمعت أن السياحة زادت بنسبة %9عن العام الماضي وهذا يدل على تحسن واستقرار ملحوظأما الجيش فاليمن قامتبثورتين وليس ثورة واحدة الثورة الأولى تمثلت بإسقاط رأس النظام والثورة الثانية كانت بإعادة ترتيب المؤسسة العسكرية وفرحتي بهذه الثورة لا تقل عن فرحتي بالأولى .

لكنك وصفتهافي محاضرتك بمجلس شباب الثور بأنها ربع ثورة ؟

نعم قلت أن الثورة الكاملة هي التي تطيح بالنظام السابق بشكل كامل و هذا لم يتم الا في ليبيا أما تونس ومصر فكانت نصف ثورة واليمن الحبيب قدم أروع أنموذج في الثورات لكن نسبة ما تحقق من أهداف الثورة الربع.

ماذا عن بقية السلطات في اليمن ؟

السلطة الفضائية في اليمن لم تكن فيها نفس المشاكل التي في مصر والآن الحوار الوطني سينتج عنه دستوراًجديدايعيد صياغة مهام السلطات بما يحقق استقلالها واستقرارها وبإنجاحه سيكون التغيير جذرياً في اليمن والجميل أن مخرجات الحوار تتم بالتوافق وهذا شيء لم يسبقكم اليه احد وهذه تجربة رائعةفلا تكثروا من جلد الذات وقارنوا أنفسكم بالوضع السابق وبالدول التي حرمت من الحرية .

بشكل عام كل النتائج في دول الربيع العربي جيدة وأنا سعيد بها بما فيها من ضغوطات وتحديات على الإسلاميين لأني أدرك أنه اذا لمتكن هذه الضغوطاتوتلك التحديات موجودة سنشهد استبدادا باسم الإسلام وهو الأخطر لأنه يتكلم باسم الله والناس تحترم الدين .

كلمة أخيرة تود قولها

أهنئكم بما وصلتم إليه ومزيدا من التقدم والنهضة .