آخر الاخبار

حزب البعث السوري يعلن موته الصامت حتى إشعار آخر ويقرر تسليم كافة آلياته ومركباته وأسلحته مؤتمر مأرب الجامع: متمسكون بتحرير  بلادنا سلما او حربا ولا يمكن القبول بأي مفاوضات لا تكون تحت المرجعيات الثلاث تحرك أمريكي لخنق الحوثيين عبر آلية التفتيش الدولية في مكافحة تهريب الأسلحة تعرف على اشهر الاشاعات التي غزت سوريا عبر منصات التواصل الاجتماعي بعد سقوط الأسد الكشف عن قيمة الأصول السورية المجمدة في سويسرا الحوثيون يدفعون بالأطباء في صنعاء إلى تدريبات عسكرية وتهدد المتخلفين بالخصم الحوثيون يجبرون المشايخ والوجهاء جنوب اليمن على توقيع وثيقة تقودهم للجبهات وترغمهم على التحشيد المالي والعسكري خيارات محدودة أمام عبدالملك الحوثي بعد استسلام ايران لهزيمتها في سوريا ...نهاية الحوثيين البشعة الحرس الثوري الإيراني يقر بالهزيمة في سوريا ويدعو إيران الى التعامل وفق هذه التكتيكات أول اعتراف رسمي بعلم الثورة السورية في محفل عالمي كبير (صورة)

الشهيد علي عبدالمغني
بقلم/ عادل عبد المغني
نشر منذ: 13 سنة و شهرين و 5 أيام
الخميس 06 أكتوبر-تشرين الأول 2011 07:09 م


 "نحن الغد وهم الأمس، والأمس مضى والغد قادم"، كلمات من نور قالها قبل نحو نصف قرن شاب شغلته هموم اكبر من سنه، لكنها لم تكن أبدا اكبر من وطنيته وتطلعاته لمستقبل أفضل لبلده. انه الشهيد البطل علي عبدالمغني عقل ثورة الـ26 سبتمبر 1962م وقائدها، ومفجر شرارتها الأولى.

 ورغم العقود التي مضت على قيام ثورة سبتمبر في اليمن إلا أن الشهيد عبدالمغني الذي استشهد بعد أسبوع واحد من الثورة يحضر اليوم في ثورة الشباب التي قامت لتعيد الاعتبار للثورة الأم بعد أن انحرف بها النظام بعيدا عن مسارها.

ولم ينحصر تواجد الشهيد علي عبدالمغني في الخيام التي نصبها الشباب باسمه في ساحات التغيير وميادين الحرية والكرامة، ولا في المنتديات التي تحكي تاريخه الحافل بالكفاح والتضحيات، ولكنه حضر أيضا بروحه الطاهرة التي تحلق في سماء ساحات الاعتصام يغمرها الفخر والاعتزاز بشباب اليمن الأبي الذين خرجوا بالملايين لرفض الظلم والطغيان والجبروت.

الشباب الذين رافقهم علي عبدالمغني منذ الأيام الأولى للمسيرات الاحتجاجية التي جابت العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات وهم يشكون له جور ما وصل إليه حال اليمن اليوم بعد نحو 50 عاما على الثورة حين هتف الثوار:"يا علي عبدالمغني ... علي صالح جوعني" ويا علي عبدالمغني ... علي صالح جهلني" وغيرها من الهتافات التي أرادت أن توضح أن الأهداف التي قامت عليها ثورة سبتمبر والتي من أولوياتها القضاء على الفقر والجهل والمرض لم يعد لها وجود اليوم في قاموس الإصلاحات الحكومية التي فاقمت من أعداد الفقراء في اليمن حتى وصل الحال أن يعيش نحو ثلثي الشعب تحت خط الفقر، وكذلك الحال بالوضع التعليمي الذي بلغ من السوء ما لا يمكن تخيله، ومثله الصحة التي وصل بها التردي حدا صار فيه أعداد اليمنيين المصابين بالأمراض التي نساها العالم منذ سنوات طوال بالملايين كما هو الحال بمرض الملاريا التي لا تزال تنهك أجساد ثلاثة ملايين يمني كل عام، وكذلك البلهارسيا وشلل الأطفال، فضلا عن السرطان الذي يحصد أرواح عشرات الآلاف من اليمنيين كل عام ومثلها أمراض الكلى والقلب في ظل انعدام كامل للصحة المجانية في البلد، بل والمرافق الصحية بالمعنى المتعارف عليه.

أما النظام الجمهوري الذي جعله ثوار سبتمبر على رأس أهدافهم فقد تلاشى شيئا فشيء في العهد الصالحي الذي استمر فيه بقاء صالح في الحكم أكثر من ضعف المدة التي قضاها الإمام في العرش، حتى صارت الجمهورية في سنوات عهده الأسود أشبه بمملكة محصورة عليه وأسرته من الدرجتين الأولى والثانية.

ولان الأمر كذلك فان الجيش الوطني القوي الذي سعى ثوار سبتمبر لإنشائه لم يعد كذلك، بعد أن حوله الحاكم إلى قوات عائلية لحمايته وحماية عرشه الذي كان يتهيأ لتوريثه نجله الأكبر من بعده دون أي اعتبار لتضحياتكم الجسيمة ودمائكم الزكية التي أريقت في طريق الثورة.

لكن الشباب اليمني اليوم لم يكن اقل عظمة من جيل الشهيد علي عبدالمغني ورفاقه فأبو إلا الانتصار لأنفسهم ووطنهم واستعادة ثورتهم المسروقة سائرين على خطى ثوار اليمن الأوائل وشهداءها الأبرار، مستلهمين خطاهم ورؤاهم.

الشهيد علي عبدالمغني الذي قادة ثورة سبتمبر في ريعان الشباب حيث كان يسير في العشرينات من عمره، يخاطب شباب الثورة اليوم بلغة مفهومة لاعتبارات عدة بينها تقارب الأعمار واتفاق الأهداف والمبادئ.

هو الشهيد علي عبدالمغني احد شباب اليمن العظماء الذين يسطرون اليوم أروع ملاحم العزة والكرامة، فابهروا العالم بثورتهم البيضاء وصمودهم الأسطوري وأعادوا رسم أجمل صورة لليمن السعيد والشعب الحر الأبي، مؤكدين للعالم اجمع الهوية الحقيقة لليمنيين النابعة من حضارتهم الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ منذ نحو 10 آلاف عام.

وبحلول الذكرى الـ 49 لثورة سبتمبر يدنو على عبدالمغني من شباب الثورة في ساحاتهم وميادينهم العطرة ليقبل رؤؤسهم ويشد على أياديهم ويردد على أسماعهم مقولته التي تدوي في الفضاء:" "أنتم الغد وهم الأمس، والأمس مضى والغد قادم"