حيث الإنسان يختتم موسمه بتحقيق أحلام الطفولة بمدينة مارب .. سينما بلقيس للأطفال مهرجان الفرحة وموسم الثقافة
مباحثات أمريكية فرنسة وتبادل معلومات لتعزيز استهداف مليشيا الحوثي
مَن هي هند قبوات؟.. المرأة الوحيدة في الحكومة السورية الجديدة
أنس خطاب.. من ظل الاستخبارات إلى واجهة داخلية سوريا..
إدارة ترامب تعلن رسمياً حلّ أحد الوكالات الأميركية الدولية بعد فضائحها الداخلية وفسادها الاداري
رئيس هيئة الأركان يصل الخطوط الاولى الجبهات الجنوبية بمأرب لتفقد المُقاتلين
تعرف على قيادات الشرعية التي قدمت من الرياض لأداء صلاة العيد بمدينة عدن
من هي الجهة التي وجهت بقطع تغذية الجيش وعرقلة صرف مرتباتهم.؟
رشاد العليمي يجري اتصالاً بالرئيس هادي والفريق علي محسن
وصول قاذفات نووية شبحية بعيدة المدى الى قواعد أمريكية بالقرب من إيران ووكلائها في المنطقة ... مشهد الحرب القادم
تشتد الصراعات بحسب نِسَب التضاد التي تتحكم في علائق طرفيها ، ذلك أن التقارب في جميع نواحيه مدعاة للتفاهم , وكلما كان ذلك التقارب قيميا كان الجذب بين الطرفين لكليهما في أقوى حالاته وبالمقابل فكلما تباينت القيم اتسعت الفوارق على أسس مكينة حتى تصل إلى مرحلة التضاد الكامل فينشأ الصراع المقدس من جهة والدني من جهة أخرى .
لقد قامت مملكة سبأ قبل آلاف السنين واستحكمت فيها القيم الشوروية التي مجّدها القران دون أن يكون ذلك التزاما بدين قدر ما كانت تلك القيم السامية نابعة من سجايا أبناء سبأ الكرام وذلك حين قالت الملكة الممدوحة في القران " ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون " لتتجلى قيمة سبئية أخرى تشير إلى قيم العزة والإباء والشمم الحميرية إذ يبدي الأقيال والاذواء استعدادهم لخوض معركة الكرامة مع سليمان الملك قبل أن يعلموا بنبوته , وحين أبدوا ذلك الاستعداد فإنهم يعلمون أن معركتهم ستكون مع البشر والجن والوحوش بل ومع الظواهر الكونية التي كان نبي الله سليمان آخذ بزمامها بإذن ربها , وفي غمرة ذلك النقاش الملئ بالقيم السبئية تجلت الحكمة اليمانية في رأي ملكة سبأ إذ وضعت قومها بين خياري الحرب أو التسليم بناء على طبيعة المُرسل فإن كان نبيا كان التسليم له والالتحاق بدينه شرف وعزة وهداية ، وإن كان ملكا جبارا فالحرب هي الخيار المتناسب مع ذوي القوة والباس الشديد , وحين كانت القيم الدينية والقيم السبئية تقفان على أرضية مشتركة كان ذلك التقارب إذ أسلمت وقومها مع سليمان لله رب العالمين .
ولعل من غرائب الزمن أن يأتي اليوم غرّ دخيل معلوم الكهانة منزوع الكرامة تحفًه سلالة آية في السقوط القيمي وأنموذجا في الانحدار الأخلاقي ويريدون دخول مارب رغما عن الملوك السبئيين , إنها لمفارقة عجيبة أن يكون طرفا الصراع اليوم بهذا القدر من التفاوت والتضاد ثم يريد الأدنى أن يغزو الأعلى ، ويحشد الأوهى زنابيله لاحتلال أرض الأقوى , بل ويفكر البعض ممن تاهت عقولهم في مستنقعات الخرافة أن الغزاة سينتصرون على مارب البطولات والملاحم السبئية , إنه لبون شاسع بين آمال النصر السلالي وبين الوقائع الميدانية قدر ما ذاك البون شاسع بين القيم السبئية والكهانة السلالية .
ولا شك أن معركة اليوم هي البوابة الأكبر لدفن الكهانة واستئصال شأفتها على جمر الجيش الوطني ونيران المقاومة الشعبية لتأفل الكهانة في غياهيب كهوفها إلى الأبد وحينها سيحيا اليمنيون بعزة وكرامة صاغتها بنادق الأبطال رغم التخاذل والتخادم الذي سيغدو يوما ما أرقا يقض مضاجع عرّابيه والذين لن يغيروا من مسار المعركة اليوم شيئا إذ يتسابق الشيوخ قبل الشباب للالتحاق بها , وذاك عهد قطعته مارب على نفسها بأن تنتصر وليس لديها للنصر بديل .