نهاية مأساوية لمدرس وزوجته وابنه .. وأخر يفشل في بيع إحدى كليتيه بصنعاء الحوثيون يشيعون ستة من قياداتهم العسكرية بالعاصمة صنعاء أكثر من 43 برجا بدون تراخيص ومخالف للمواصفات.. محافظ إب بيع التراخيص وينهب الشوارع برعاية حوثية من مدير مكتب الأشغال دراسة دولية...ألمانيا تواجه أزمة سياسية واقتصادية متفاقمة.. وهذه أسبابها؟ تفاصيل اتفاق السيسي وترامب بخصوص الحرب في غزة وفاة امرأة بانفجار لغم في مديرية نهم ومنظمة شُهود تحمل الحوثيين المسؤولية يوتيوبر مصري يكشف لحظات الرعب وتفاصيل إختطافه من قبل مليشيات الحوثيين الإرهابية قائد عسكري يتفقد جبهات محور الباحة بين تعز ولحج إيران حول قدرتها على تصنيع النووي: ''آية الله أفتى بحرمة ذلك'' بيان عربي يرفض تهجير الفلسطينيين ويشدد على ضرورة الإنسحاب الكامل للإحتلال من قطاع غزة
عندما بدأت السلطة حملة قمع الصحفيين كان ذلك قبل نحو اربع سنوات بسبب اثارة صحفية الشورى والثوري عبر اقلام مجموعة من الصحفيين الشجعان لموضوع التوريث، وكان ذلك الملف المسكوت عنه والذي اعتبر من الخطوط الحمراء التي لا يجوز تنوالها، ومن حينها فتحت العديد من الملفات ودخل الصحفيون في اليمن مرحلة كفاح مريرة وكان من اهم معالمها السجن لأكثر من مرة للصحفي الشجاع عبدالكريم الخيواني واضطرار الصحفي صاحب السقف المفتوح في حرية التعبير خالد سلمان الى اللجوء السياسي في بريطانيا.
ولم تكن نتيجة المعركة الصحفية ضد التوريث بغير فائدة فقد كان من تداعياتها حركة حقوقية ونشاط اجتماعي وسياسي كبير كان من اهم علاماته ملحمة الانتخابات الرئاسية التي قادها المشترك بزعامة وطنية نادرة مثلها المهندس فيصل بن شملان لتجعل النظام يدرك ان توريث السلطة من الاب للابن ليست مسألة سهلة او مقبولة.
وبالمثل كان من تبعات ملحمة الانتخابات الرئاسية، انطلاق الحراك الجنوبي للمطالبة بالشراكة السياسية وفق اتفاقية الوحدة اليمنية 1990م والغاء نتائج حرب صيف 1994م.
وفي جميع المنعطفات كان التوريث حاضراً بقوة حيث رفضت النخب السياسية في اليمن وفي الجنوب تحديداً التوريث على الطريقة السورية او المساعي المصرية والليبية واعتبرت ان الحديث عن اي مساعي للتوريث يمثل انقضاض على تضحيات الحركة الوطنية اليمنية منذ منتصف القرن الماضي.
ولكن يبدو ان مناضل مثل حسن باعوم لم يدرك ذلك، ويبدوا ان تجربة الرجل في الجنوب خلال الاربعين سنة الماضية لم تراكم لديه الوعي بما تقتضيه ظروف النضال، ولااريد ان اكون قاسياً على الرجل الذي يعمل ويتصرف وفق قناعاته التي لا تخلو من الحدة واندفاع الشباب الذي لا زمه منذ قيادته للمظاهرات في الجنوب من السبعينات. وربما ان تجربته في العمل الجماهيري ما تزال مسيطرة عليه ولا استطيع ان الومه لأنها التجربة الوحيدة التي يعرفها.
حسن باعوم الذي سعى لتشكيل مجلس اعلى للجنوب متجاوزاً ملاحظات العديد من القيادات الجنوبية في الداخل والخارج، لم يكتفي بهذا التشكيل الذي لم يشارك فيه العديد من قادة الحراك الجنوبي والذين ابدوا مسئولية عالية من خلال الصمت عن عمله هذا بما يحمله من عوامل تمزيق للنضال وبذور فرز داخلي لا مبرر له، باعوم لم يكتفي بهذا التشكيل ولكنه اردفه باتحاد شبابي يراسه ابنه فادي باعوم، وسبق وان تكرر الامر عند تشكيل هيئة للحراك في حضرموت عقب خروجه من المعتقل قبل عدة اشهر حيث كانت اللجنة برئاسته وعضوية اثنين من ابناءه، وكأن الجنوب يخلوا من مناضلين سوى باعوم وأبناء باعوم.
اعرف ان ما اقوله قد يغضب الكثير ممن يحرصون على استمرار الحراك الجنوبي –وأنا احدهم- ولكن لا اعتقد ان من الصواب والحكم السكوت عن عمل يخلوا من الصواب، ويتميز بالارتجالية ويصب في خانة النظام الذي لا يجد غضاضة في التقدم نحو عملية الوريث بقوة طالما حتى خصومه لا يمانعون في ذلك.
يستطيع باعوم ان يشكل الهيئات التي يريد ويتجاوز الدعوات القائلة بالتروي واشراك الجميع، ويستطيع ان يهاجم الاحزاب التي عملت على اخراجه من معتقله، ويرفض الحزبية، وله ان يطالب بالأستقلال ولكن ان يستسهل التوريث فهذا ما لا يليق بحقه، ولا بحق الرجال الذين يقفون بجانبه ويقبلون منه الانتقاص من قدرهم، فحضرموت فيها غير فادي باعوم يستطيع ان يكون مناضل، واتحاد شباب الجنوب يستطيع قيادته شخص غير فادي باعوم.
ويستطيع فادي باعوم ان يكون مرافقاً لوالده، كما يمكنه ان يكون عضو في اي شكل من اشكال النضال في الجنوب ولكن ان يتولى القيادة في اي مجال اعتماداً على ان والده يرأس هذا الشكل او ذاك فهذا لا يمثل تضحية ولكنه انتقاص من قدر الآخرين واستحواذ لا معنى له.
لا اريد ان اذكر بتجربة عدي وقصي فهما في ذمة الله، ولا اتوقع ان يقبل احد بجمال مبارك او احمد علي عبدالله صالح او الساعدي القذافي او يحي محمد عبدالله صالح، ولا احد يتوقع ان تجربة بشار الاسد يمكن ان تتكرر، وأخيراً لا يستطيع فادي باعوم ان يمثل توريث في المعارضة حتى يمكن الاقتداء به.
والله المستعان