آخر الاخبار

علوي الباشا: استمرار الاحتلال الإسرائيلي في جرائمه الإرهابية يمثل تهديداً لكافة المواثيق العالمية ويتطلب وقفة جادة عاجل ..البارجات الأمريكية تدك بأسلحة مدمرة تحصيات ومخازن أسلحة مليشيا الحوثي بمحافظة صعدة حيث الإنسان يبعث الحياة في سكن الطالبات بجامعة تعز ويتكفل بكل إحتياجاته حتى  زهور الزينة .. تفاصيل العطاء الذي لن يندم عليه أحد أردوغان يتوقع زخمًا مختلفًا للعلاقات مع الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة ترامب تعرف على خيارات قوات الدعم السريع بعد خسارتها وسط السودان؟ شاهد.. صور جديدة غاية في الجمال من الحرم المكي خلال ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان تعرف على مواعيد مباريات اليوم الإثنين والقنوات الناقلة دراسة ألمانية مخيفة أصابت العالم بالرعب عن تطبيق تيك توك أكثر .. إعادة انتخاب رودريجيز رئيساً لاتحاد الكرة بالبرازيل حتى 2030 كبار مسؤولي الإدارة الأميركية يناقشون خطط الحرب في اليمن عبر تطبيق سيجنال بمشاركة صحفي أضيف بالخطا

اليمن بين«الروافض» و«الدواعش»
بقلم/ د. عيدروس نصر ناصر
نشر منذ: 10 سنوات و 5 أشهر و 22 يوماً
الأربعاء 01 أكتوبر-تشرين الأول 2014 07:43 ص

سيكون من الضروري التنويه إلى إن ثنائية السنة والشيعة في اليمن لم تكن قط هي المفصلية في الصراعات السياسية المتطاولة التي عاشتها اليمن منذ قرون، ومنها ما شهده القرن العشرين والنصف الثاني منه على وجد الخصوص، وعندما كانت الشعارات الطائفية ترفع من قبل القادة السياسيين والعسكريين فإنما كانت ترفع للحشد والتعبئة وكسب الأنصار لتحقيق أغراض سياسية ومصالح اقتصادية لا علاقة لها بالمذهبية والطائفية فلا الإمامة الزيدية كانت معبرا عن مصالح أتباع المذهب الزيدي ولا السلاطين والحكام الشوافع وأتباعهم عبروا عن مصالح الغالبية العظمي من الجماهير في الجنوب والشمال، وعندما جاد الزمن بالبعض القليل من الحكام الشرفاء العادلين فلم يكونوا قط خداما لأنصار مذاهبهم بقدر ما كانوا معبرين عن تطلعات السواد الأعظم من اليمنيين بغض النظر عن الانتماء المذهبي والطائفي..

ولقد كان الكاتب الرائع محمود يس محقا عندما استشاط غضبا في وجه أحد الكتاب السعوديين من على شاشة قناة الجزيرة كان يتحدث عن الخطر الذي يهدد سنة اليمن، فقال له محمود: نحن هنا لسنا سنة وشيعة، نحن هنا يمنيون فحسب، . . .الشاهد هنا هو إن تسويق الألقاب والمسميات المثيرة للعداوات المصطنعة والباعثة على تفكيك المجتمع ليس الغرض منها إلا توسيع الشروخ المتسعة أصلا وتعميق الجراح العميقة بطبيعتها، وإذكاء المزيد من نيران الفتنة فوق ما هي مشتعلة.

لست معنيا كثيرا بما تضمنه اتفاق السلم والشراكة، فاليمنيون قد اعتادوا توقيع آلاف الاتفاقيات التي تخرق قبل أن يجف حبرها، فالنوايا والمقاصد هي الأهم، فقد وقع علي عبد الله صالح وثيقة العهد والاتفاق في عمان عام 1994م وراح يعد جيشه لاجتياح الجنوب وبعد أن أنجز مهمته سمى ما وقع عليه "وثيقة الغدر والخيانة" وقد وقع أعضاء مؤتمر الحوار الوطني وثيقة الضمانات وتوجه الكثير منهم إلى كتاف ودماج لاستئناف الحرب التي انتهت بسقوط صنعا، بأيدي الحوثيين مدعومين من الرئيس السابق وأنصاره.

تفجير تجمع الحوثيين في مأرب يوم 28 سبتمبر قد يكون رسالة لها ما بعدها، فـ"الدواعش"، (وهو الاسم الذي يطلقه الحوثيون على تنظيم القاعدة بمسمياته المختلفة في مختلف البلدان) لن يقفوا مكتوفي الأيدي وهم يشاهدون "الروافض" (وهو الاسم الذي يطلقه السلفيون والوهابيون والتنظيمات الجهادية على أتباع المذاهب الشيعية المختلفة ومنهم الحوثيون) يبسطون سيطرتهم على عاصمة اليمن صنعاء ويتحكمون في صناعة القرار فيها، وإن لم يعلنوا استيلاءهم على الحكم.

من مفارقات الحالة اليمنية أن تنظيم أنصار الشريعة (الدواعش) عندما بسطوا سيطرتهم على محافظتي أبين وشبوة كان ذلك بتسهيل وتعاون مع الرئيس علي عبد الله صالح وهذا أمر جلي لا يحتاج إلى برهان، وإن دخول الحوثيين إلى صنعاء وسيطرتهم على أهم مواقعها السيادية جاء بدعم وتسهيل من الرئيس السابق وأنصاره، واليوم عندما تستأنف الحرب بين "الدواعش" و"الروافض" مع من سيقف الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي دعم الطرفين ذات يوم؟ أم إنه سيستمر في دعم الطرفين وهما يتواجهان ويدمران البلد، كما كان دأبه منذ امتطائه لكرسي الحكم في العام 1978م؟

كثرت التساؤلات عن سر الخفوت الذي أصاب الحركة الاحتجاجية الجنوبية المعروفة بـ"الحراك السلمي الجنوبي" وعدم تفاعل قياداتها مع المتغيرات العاصفة التي يشهدها شمال اليمن، وهذه التساؤلات لها ما يبررها، فالحراك الذي بدأ حيويا جامحا مندفعا بصورة عاصفة عندما كان المشاركون فيه يواجهون بالرصاص والاعتقال وعندما كانت السلطة ما تزال تمتلك الكثير من عناصر الاستئساد والشراسة، قد تضاءل وتراجع وخفت حينما انهارت السلطة وعجزت حتى عن حماية العاصمة صنعا، وتساءل بعض الصحفيين والإعلاميين: ماذا ينتظر الجنوبين ليحققوا مطالبهم؟ هل يحتاجون إلى فاعل خير ليقول لهم تفضلوا خذوا دولتكم فقد رحمناكم وأشفقنا عليكم من مظالم عقدين متواصلين؟

يبدو أن فاعليات الحراك السلمي تمتلك القدرة على الحشد وتنظيم الفعاليات الجماهيرية الضخمة وتنظيم المهرجانات والمسيرات، لكن انتزاع الحقوق واتخاذ القرار السياسي أمر مختلف عن كل هذا، وقد قال أحد قادة ثورة اكتوبر الروسية التي أطاحت بالنظام القيصري عشية تلك الثورة" أمس مبكر وغد متأخر" ويبدو أن هذا ينطبق على الحالة الجنوبية وثورة الجنوب السلمية فقد تسرع الكثير منا بما فيه الكفاية وأحرقت الكثير من الأوراق المهمة، بفعل هذا الاستعجال والتسرع وسياسة حرق المراحل، واليوم يغدو التأخير والتسويف مضيعة للوقت فلم يعد من الفرص الممكن انتظارها كثيرا، والتأخر إلى الغد سيجعل الموجة تنحسر ويستعيد البحر توازنه وتغيب الفرصة في اللجة وتبقى اللحظة التاريخية فرصة ذهبية نادرة الحدوث لانتصار قضية الجنوب، وما ينبغي أن يعلمه الجميع هو أن الحقوق المغتصبة لا تعاد هبة بل تنتزع انتزاعا تماما كما اغتصبت ومن ينتظر نبيا يعيد له حقه عليه أن يكف عن المناشدة والشكوى والتذمر، وانتظار ظهور النبي المنقذ.

برقيات:

* صاحب موقع "عدن بوست" نشر مقالتي في الاسبوع الماضي بعنوان "هل هي نهاية التاريخ؟!" مبتورة بعد أن حذف منها فقرة فيها إشارة إلى بعض الخصال الإيجابية لدى الحوثيين، وقد قررت مقاطعة هذا الموقع وعدم النشر فيه حتى يعتذروا لي كاتبيا وعلى صفحات الموقع نفسه، عما بدر منهم من تشويه لكتاباتي.

* بقدوم عيد الأضحى المبارك نتقدم إلى الجميع بأصدق الأماني سائلين الله العلي القدير أن يمن على الجميع بالصحة والسعادة والسرور والتوفيق وأن يجنب البلد وأهله ويلات الحروب والفقر والتسلط والطغيان، وكل عام وأنتم بخير.

* خاطرة شعرية:

يا عـــــــــــيدنا هل جئتنا ببشارةٍ أم جــــــــــئتنا بمرارةٍ تتضخّمُ؟

 

"تأتي وتمـــضي والبلاد كما ترى مازال يطويها الضـــــباب الأبكمُ"

 

كل الأمور اليوم صارت عكسها كل المعاني بالنـــــــــقائض تفهمُ

 

فالـــــصدق زيفٌ والخيال حقيقةٌ والحقُّ زورٌ واليـــــــــقين توهُّمُ

 

والــــــــظلم عدلٌ والأمانة خسّةٌ والقبح حسنٌ واللصوص ضراغمُ

 

والــــــغدر حذقٌ والوقاحة جرأةٌ والــــــــخوف أمنٌ والنفاق ترنُّمُ