الكشف عن آليات مدمرة للاحتلال في غزة بعد وقف إطلاق النار غارات أمريكية على صنعاء تستهدف مواقع للحوثيين أسعار صرف الريال اليمني أمام العملات الأجنبية اليوم في صنعاء وعدن روسيا تفاجئ جيوش الغرب و تهاجم بقوة صاروخية ضخمة وطيران مكثف وسط العاصمة الأوكرانية حماس تكشف عن سبب تأخر تسليم أسماء المحتجزين بدونها لن يبدأ الاتفاق... نتنياهو يضع شرطا قبل بدء وقف إطلاق النار في غزة تفاصيل مثيرة في عقد هالاند الجديد وهي الأعلى في التاريخ ثنائية نونيز في اللحظات الأخيرة تمنح ليفربول الفوز 2-صفر على برنتفورد بلاغ لكل شركات الطيران العالمية بمنع نقل اي إسرائيليين او ايرانيين الى دمشق تفاصيل محادثات احمد الشرع مع محمد بن زايد ..
ربيع اليمن ومألاته بحسناته وسيئاته جعل هذا الوطن المثقل بالهموم في المنزلة بين المنزلتين فهو لم يِنجرّ لعنف مطلق وتلاشئ الدولة كبعض التجارب المؤسفة من حولنا وفي نفس الوقت غدا التأزم مرض مزمن وكأنه يلازمه فبات يئن بالآهات ذلك أن اليمن بعد أكثر من عامين من التحول النسبي فيه يمُر بمرحلة حسّاسة ومنعطف خطير بالفعل فقد تفاقمت الأزمات وتعقدت وتداخلت في تراكمها وتداعياتها المؤسفة وفي كل مفردات الحياة اليومية للمواطن ابتداء من لمبة الكهرباء وقطرة الماء والدواء وانتهاء بتدهور الحالة الأمنية والفساد المتفشي كالنار في الهشيم !
وعليه فلابد من التعامل مع كل تلك التداعيات بمنطق عقلاني ونظرة شمولية علها تساهم في إكمال مسار التغيير المنشود لتجاوز هذه الأزمات التي أثقلت كاهل المواطن بغية الوصول لليمن الجديد وفق ترتيبات سياسية واقتصادية في إطار البحث عن الدولة المستقرة وعليه فلابد من فك الارتباط بين الدولة المنجرة للقبيلة والحزبية الضيقة بمنظومتها العصبوية الجهوية وبين الدولة المنشودة المدنية والمواطنة المتساوية ، وليس فك الارتباط بين أجزاء الوطن الواحد فالعيب ليس في الوحدة ولكن في صانعيها الذي هرولوا لمغامرات غير محسوبة وبقدر ما شاركوا في صنعها هم أنفسهم من يسعون لوأدها!
نحمد الله بأن ربيع اليمن غير مدنس بالطائفية المُقيته التي عصفت ببلدان الهلال الخصيب ، ونأمل من المتحاورون بأن يخرجون برؤى موحدة إزاء من يحاول ان يصور قضية ماعرف بالحوثيين بأنها مذهبية صرفة رغم ما يوحي به دعاتها بذلك ولكنها في حال وجود الدولة وأمال بوادر القدوة في التعامل مع أبنائها قد تتلاشئ تلك الدعوات وتنحصر في بعض المطالب شأنهم شأن اي بقعة في بلادنا هُمشت لحين من الدهر ففي حال الاستقرار السياسي والاجتماعي وبداية أمل الرخاء الاقتصادي سينعكس ذلك بداهة في مزاج الشارع اليمني ومن ضمنهم أهالي الأصقاع المهمشة .
ولقد حان الأوان لولوج اليمن لعصر الدولة المدنية وإيذاناً بمغادرة سيطرة القبيلة والعسكر وتمجيد وعبادة الشخصية او الارتهان لحزب يتحكم في مصير وطن ينجر للماضي المتخلف دون وجود ديمقراطية داخل هذا الحزب المسخ ، ويهدد باستمراره بقيادته الحالية بوحدة الأمة!
وحان الأوان أيضاً لرحيل جيل معتق من الساسة الذين عبثوا بمقدرات الوطن شمالا وجنوباً ممن اثبتوا فشلهم في الاشتراكية او الديمقراطية والوحدة المسخ ، بل وأملوا بالتوريث ! فتجريب المجرب يعد ضرباً من الحماقة ، وليتركوا المجال لدماء جديدة من الشباب وتفعيل دور المرأة في مشاركة القرار السياسي وكل مفاصل الحياة .. لا أن تكون مجرد ديكور لإرضاء المجتمع الدولي!
لقد صاغ علامة الاجتماع الشهير ابن خلدون نظريته في الدولة مستنداً إلى مفهوم القبيلة العصبية وفقاً لخبرته وعلمه في دراسة المجتمع العربي ، وبالفعل لاتزال العصبية إحدى مكونات الأنظمة الحاكمة في البلاد العربية وإن تلحفت بالحزبية والقومية والدميقراطية الزائفة! ولا يزال يعاد إنتاج هذه العصبية وفق هذا المفهوم ومنها اليمن للأسف فإذا قد تركوا السلطة بعد ضغوطات دولية وإقليمية فأن البعض لازال يتمسك بأطرافها بصيغ تنظيمية حزبية فكيف يكون رئيس الحزب يوجه رئيس نظام يفترض انه جاء على أنقاضه نزولا على توافق قوى وطنية بعد ثورة شعبية إنها من مفارقات الثورة اليمنية .
وفي نظرتنا للأنظمة العربية التي هلت عليها رياح التغيير ينطبق عليها مقولة علامة الاجتماع العربي اليمني الحضرمي الأصل ابن خلدون الذي سطر في مقدمته الشهيرة عن مصير الحضارات والأمم التي سادت ثم بادت في عهده «بأن الدولة تبدءا في نموها وتشب وتشيخ وفي آخر مراحلها يحكمها أراذل الناس» !