مليشيا الحوثي تسخر من تهديدات ترامب
تدخل إنساني رفيع من برنامج حيث الانسان مع الصيدلي الذي دفع ثمن إنسانية كل ما يملك.... هكذا عادات الحياة من جديد مع فايز العبسي
قرابة مليار دولار خلال عدة أشهر ..مليشيا الحوثي تجني أموال مهولة من موانئ الحديدة لتمويل أنشطتها العسكرية .
اللجنة الدولية للصليب الأحمر تكشف عن دعمها للمرافق الصحية والمستشفيات في مناطق سيطرة الحوثيين عقب الهجمات الأميركية
عقوبات أمريكية جديدة على إيران وكيانات وشبكات تهريب تموّل الحوثيين
هل تغيّر واشنطن خطتها ضد الحوثيين لتكون أكثر حسماً.. أم ستكرر السيناريو؟
نتائج المنتخبات العربية في التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2026
خلال اجتماع موسع مع قادة الكتائب والسرايا والضباط..قائد شرطة حراسة المنشآت وحماية الشخصيات بمأرب يشدد على رفع الجاهزية وتثبيت الأمن
مأرب: الجمعية الخيرية لتعليم القرآن تنظم برنامج سرد القرآني ل200 طالب.
تتضمن 59 مادة موزعة على 6 أبواب.. الفريق القانوني يسلم الرئيس مسودة القواعد المنظمة لأعمال مجلس القيادة تمهيداً لاعتمادها وإصدارها بقانون
يبذل المبعوث الأممي الي اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد مساع لتمديد هدنة انسانية هشة قاربت على الانتهاء، دون ان تبدأ فعليا، على وقع معارك ضارية وتصعيد عسكري في مختلف الجبهات، حرب لا أخلاقية دمرت كل شيء جميل في اليمن وقتلت الآلاف وخلفت الملايين من المشردين والجوعى.
تلك الهدنة المؤقتة بـ72 ساعة والتي دعت اليها أمريكا وبريطانيا، جائت بالتزامن مع تصعيد عسكري للقوات الموالية للرئيس "الفندقي" عبدربه منصور هادي، في التلال الحدودية مع محافظة صعدة (المعقل التاريخي لجماعة انصار الله الحوثية)، في ظل أنباء عن تقدم تلك القوات وسيطرتها على منفذ "البقع"، وما ان مرت 24 ساعة على اعلان بدء الهدنة الغير مبتدئة اصلا حتى اتجهت تلك القوات الى مديرية "باقم" وتقدمت باتجاه منفذ علب الحدودي مع ذات المحافظة (صعدة).
يمكن القول إن اعتبار واشنطن ولندن مثل هذه الهدن غاية في حد ذاتها دون الضغط باتجاه عودة طرفي الازمة للمفاوضات السياسية يفرغها من محتواها، ولن تؤدي الغرض الذي فرضت من أجله، وستنتهي الهدنة كما بدأت؛ فليست أكثر من علاج مسكن ينتهي مفعوله بأول انتهاك لها، وما هذه الهدنة الا وسيلة وقتية تستخدمها الخارجية الأميركية أو البريطانية للاستفادة منها على مستوى الرأي العام الداخلي والإيهام بأنهم قاموا بمبادرة إيجابية، بينما الحقيقة تؤكد أنهم لا يسعون لأي سلام.
فمع كل تقدم لقوات لقوات الرئيس "الفندقي" هادي، تتوالى علينا دعوات السلام الزائفة، وتبدأ التحركات الماراثونية الأمريكية، لوقف ذلك التقدم تحت يافظة السلام المزعوم، وتبدأ بممارسة دور رسول السلام وملاك الرحمة وتبدأ بالضغط على كل القوى لقبول هدنة انسانية خاوية من كل معاني الانسانية، فهي فقط استراحة محارب لاعادة ترتيب الصفوف والاستعداد لجولة حرب مسعورة جديدة.
هدنة الـ72 هي فرصة أخيرة واختبارا عمليا أخيرا لنوايا كل طرف بشأن العودة إلى مسار السلام، كما هي اختبارا ايضا للقوى الدولية والامم المتحدة، ومبعوثها اسماعيل ولد الشيخ والذي لم يحقق أي نجاح يذكر في ملف الازمة اليمنية، سوى اجادته في انتقاء الشعارات الزائفة، وربط ربطة عنقه الحمراء، وسبب فشله ليس طبيعة الازمة اليمنية او تعقيداتها او تشابكاتها، فاليمنيين اهل الحكمة وهم الين قلوبا وأرق افئدة، لكن أهدافه المؤدلجة ومشاريعه مدفوعة الأجر هي من تجره وهو بكل قواه العقلية الى مستنقع الفشل.
واهم وغير ذي عقل من يظن ان الأمم المتحدة داعية سلام، فالدور المشبوه لها ومبعوثيها المتعاقبين الى اليمن، يؤكد أنها داعية حرب لا داعية سلام، وأنها مجرد غطاء لمشاريع وأيدلوجيات لقوى الاستكبار والاستعمار العالمي وعلى رأسها أمريكا، فلو كانت جادة في مساعيها لحل الأزمة اليمنية لكنا الان نعيش في ظل دولة مؤسسات وقانون، انتفضت غبار الحروب، مبنية على اسس مخرجات الحوار الوطني "موفمبيك".
فان كانت "الامم المتحدة" صانعة سلام، فأين السلام الذي ساهم فيه مبعوثها السابق الى اليمن جمال بنعمر وهو من عمل مهندسا للازمة الراهنة؟ وكمكافأة له على الدور المشبوه الذي قام به في اليمن، وقبله في العراق لصالح قوى نافذة في كواليس المجتمع الدولي وصانعة قرار في أروقة الأمم المتحدة، اعلن الأمين العام بان كي مون عن تعيين بنعمر مستشارا خاصا لشؤون منع النزاعات على مستوى وكيل الأمين العام، وهو منصب أممي رفيع يعنى بشؤون السلام والأمن الدوليين.
فحالة الاحتراب في اليمن ليست حربا داخلية فحسب، إنما شاركت بها قوى إقليمية ودولية كبيرة، ومبعوثي الامم المتحدة مجرد سماسرة ينفذون أجندة تلك الدول والقوى، تلك الاجندات التي لا ترتوي الا بدماء الابريا، ولا تزدهر الا في ظروف الحرب والاقتتال، ولا تنموا الا على اصوات المدافع وأزيز الرصاص، فالسلام يُذبلها وتوقف الحرب يصيب تلك الاجندات بالشلل.
ختاما: انني أؤكد انه لا يسعى لإطالة أمد الحرب الا شاذ، ولا يشجع استمرارها الا معطوبي العقول، وفي الوقت الذي ادرك فيه جيدا ان قوى الاستحمار اقصد الاستعمار العالمي لن تسمح للسلام بان يسلك طريقا الى اليمن، ولن تسمح ايضا لـ"الحسم" بأن يشق طريقه، فانني أدعوا حكماء اليمن وعقلائها لبذل مزيد من الجهود لإيقاف الحرب، واحلال السلام، وحل المشكلات بالطرق السلمية، والجلوس على طاولة الحوار، ونبذ الخلاف والعنف، والقبول بالاخر، فلا تعولوا على الامم المتحدة ولا أمريكا ولا بريطانيا ولا ايران ولا غيرها فكل هذه الاطراف الخارجية لا هم لها سوى تحقيق اهدافها غير المشروعة.